RSS

!الحقيقة خطأ مطبعى

فهمي هويدي

 أخيرا ظهر تقرير فرنسى يتحدث عن «البلطجة» الإسرائيلية فى الأرض المحتلة، أفلت من التلاعب الإسرائيلى المسبق، وفضح العنصرية التى تمارس ضد الفلسطينيين فى مسألة توزيع المياه. التقرير تبنته لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الفرنسى، وأعده جان جلبانى عضو البرلمان عن الحزب الاشتراكى، الذى كان وزيرا للزراعة فى نهاية التسعينيات. وكانت لجنة الخارجية قد كلفته بإعداد دراسة عن السياسة والماء. فزار لهذا الغرض إسرائيل والضفة الغربية فى شهر يونيو من العام الماضى، والتقى المسئولين عن ملف المياه فى الجانبين.

فى التقرير قال جلبانى ان إسرائيل تطبق سياسة التمييز العنصرى ضد الفلسطينيين فى مسألة توزيع المياه، وان فكرة إقامة دولة يهودية تشير إلى نوع من التمييز العنصرى على أساس دينى. ذلك أن من شأن ذلك استئثار اليهود بكل شىء. وقد انعكس ذلك على توزيع المياه بشكل غير عادل بين الجانبين. إذ فى حين أن الفلسطينيين ليس بمقدورهم الوصول إلى المخزون الجوفى للمياه الموجودة فى عمق الأرض، فإن التوسع الإقليمى لإسرائيل لا يتمثل فقط فى ابتلاع الأرض وما فوقها، ولكنه يبدو نوعا من احتلال المياه، سواء للجداول أم للمياه الجوفية.

أضاف التقرير أن المياه أصبحت سلاحا يكرس العنصرية (الابرتهايد) الجديدة. ذلك أن 450 ألف مستوطن إسرائيلى فى الضفة الغربية يستهلكون حصة من المياه أكثر مما يستهلكه مليونان و300 ألف فلسطينى يعيشون فى حالة من الجفاف، الأمر الذى يعد خرقا للقانون الدولى.

تحدث التقرير أيضا عن أن «سور الفصل الذى بنته إسرائيل يسمح بالسيطرة على قدرة الوصول إلى المياه تحت الأرضية. ويتيح لإسرائيل توجيه تيار المياه غربا». واتهم الجيش الإسرائيلى «بالهدم المنهجى للآبار التى حفرها الفلسطينيون فى الضفة الغربية» وكذلك بالقصف المقصود لمخزونات المياه فى قطاع غزة فى العام 2007 ــ 2008.

أشار التقرير إلى أن أغلبية الفلسطينيين يعيشون فى مناطق «أ و ب» ولكن البنى التحتية للمياه التى يحتاجون إليها توجد فى المناطق «ج»، حيث حركة الفلسطينيين محدودة أو محظورة وذكر صراحة أن «الجيش الإسرائيلى لا يسمح إلا فى أوقات نادرة بناء أو تطوير البنى التحتية. وان منشآت عديدة لتطهير المياه خططت لها وزارة المياه فى السلطة الفلسطينية لكنها مسدودة الآفاق من جانب الإدارة الإسرائيلية».

ذكر السيد جلبانى ان الإسرائيليين يبررون سلوكهم مستندين إلى «نظرية حقنا فى الأرض» وقال انه لم يستطع أن يفهم ما إذا كان موقفهم ذاك يمثل حقا توراتيا فى الأرض أم أنه رغبة تسوغ الاستيلاء على الأرض التى ليس لها صاحب معروف. وباسم الدفاع عن «حقوقهم» فإنهم يرفضون كل اقتراح بالإدارة المشتركة سواء للحفاظ على المياه أو لمراعاة العدالة فى توزيعها. وفى الوقت ذاته فإن إسرائيل تقترح حلولا مختلفة، تبدو مثيرة للاهتمام، لكنها جميعا تبقى من سيطرتها على المياه.

من المفارقات ان السفارة الإسرائيلية فى باريس فوجئت بالتقرير، ولم تكتشف وجوده إلا بعد بضعة أيام من صدوره، حين ظهر على موقع الإنترنت الخاص بالبرلمان الفرنسى. وكان الذى لفت الانتباه إليه قسم أوروبا فى مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذى تلقى معلومات الموضوع من مصدر آخر.

صحيفة «هاآرتس» ذكرت فى 17/1 ان الاكتشاف المفاجئ للتقرير لم يمكن السفارة الإسرائيلية فى باريس من التدخل «لتلطيف حدته». وفى التعليق على التقرير نقلت على لسان الناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية يفئال بلمور قوله ان جلبانى أدخل «الصياغات المتطرفة» فيه بناء على رأيه الخاص، وقد تم ذلك فى اللحظة الأخيرة من جانبه دون أن يستشير مع أعضاء مجموعة العمل. وقال ان «التعابير غير المقبولة هذه فاجأت أعضاء مجموعة العمل الذين «ذهلوا» بعد أن اطلعوا على الصيغة النهائية بعد نشرها وبعد أن اطلعهم عليها الدبلوماسيون الإسرائيليون. وبعد أن أوضح رجال السفارة «الخطورة الاستثنائية« للصياغات فى التقرير، استنكرها كل أعضاء مجموعة العمل، بمن فيهم الرئيس، الذى بعث برسالة رسمية إلى السفير طلب فيها استنكار التعابير المناهضة لإسرائيل فى التقرير» أضاف بلمور بأن التقرير «مفعم بلغة الدعاية اللاذعة، بعيدا عن كل انتقاد مهنى يمكن الجدال معه بموضوعية، وان واضعه أخفى حقائق عديدة وبدا موقفه مغرضا وفظا».

لك أن تتصور كيف دفن التقرير فى الإعلام الفرنسى، كما اننى لا أشك أن الرئيس الفرنسى عبر عن شعوره بالاستياء حين علم بأمره. وإذا كان رئيس لجنة الشئون الخارجية قد بعث برسالة رسمية إلى السفير الإسرائيلى فى باريس استنكر فيها ما اعتبرت عبارات مناهضة لإسرائيل، فذلك يعنى أن إعلان بعض الحقيقة فى الموضوع كان خطأ استثنائيا أو مجرد خطأ مطبعى تم تصويبه بسرعة.جريمة طبيب

يعتزم مسئولو الصحة فى ماليزيا إجراء تحقيق فى مزاعم اثنين من الجراحين قالا لمحطة إذاعية محلية إن النعاس غلبهما أثناء إجراء عمليتين جراحيتين.

وقال المدير العام للصحة، حسن عبدالرحمن، إن هذين الطبيبين معرضان لتعليق رخصتيهما أو إقالتهما من منصبيهما فى المستشفيين اللذين يعملان بهما. وقال أحد الطبيبين لبرنامج إذاعى إن النعاس غلبه بينما كان يساعد جراحا أثناء إجراء عملية جراحية.

الشروق 1/2/2012م

 
 

النظام البنجالي الدكتاتوري يواصل حملته السوداء ضد الإسلام وقادة العمل الإسلامي

محاكمة مؤسِّس الجماعة الإسلامية وقادتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب!

 في الأسبوع قبل الماضي، ألقي القبض على البروفيسور الشيخ «غلام أعظم» البالغ من العمر 89 عاماً والذي كان أمير «الجماعة الإسلامية» في بنجلاديش، ورفض القاضي الإفراج عنه بكفالة لدواعي شيخوخته ومرضه، ووضع تحت ظروف لا إنسانية، ووصل ضغط دمه إلى معدل خطير، بل هناك احتمال لإخراجه من المستشفى للسجن، وهو شخصية قيادية معروفة في العالم، وهو من أهل السُّنة والجماعة، له أكثر من 35 مؤلفاً، سبق أن عاش في بلاده بدون جنسية؛ حيث سحبتها الحكومة منه؛ لإزعاجه وتضييق الخناق على حركته الدعوية، وكان أمير «الجماعة الإسلامية» في باكستان الشرقية قبل الانفصال. وقال الشيخ برباطة جأش قبيل اعتقاله كما هو منشور على صفحته: «أيها الإخوة الأعزاء، أرجو أن تتذكروا أن النبي [ نفسه كان يتحمل الكثير من المعاناة، هذا ليس شيئاً بالمقارنة مع ما واجهه في حصار شعب أبي طالب، ونحن إذ نتبع سبيله علينا مواجهة الصعوبات، من فضلكم لا تقلقوا علينا، بل فكّروا في البلاد وأهل البلاد، فكروا في طريقة الحياة الإسلامية، وإذا شاء الله أن يفتح باب الاستشهاد لنا، فهذا سيكون من حُسن حظنا، لذا نرجو ألا تقلقوا علينا واستمروا في الدعاء، استمروا في الحركة بطريقة قانونية، لإنقاذ البلاد والعباد، والحفاظ على سيادة البلد.. نحن لسنا من أولئك الذين يدعون أنصارهم للانتقام وقتل عشرة في مقابل واحد..».

 الشيخ غلام أعظم

معاملة لا إنسانية

وعلمت «المجتمع» من أحد أبناء الشيخ «د. سلمان الأعظمي»، أستاذ اللغويات بجامعة «ليفربول»، أن الشيخ «عومل معاملة سيئة، لدرجة أنه لم يقدم له طعام لائق، ومنع عنه العلاج اللازم، بل منع من قراءة القرآن»، وأن الأسرة تشعر بقلق عميق إزاء الطريقة التي عومل بها من قبل حكومة بنجلاديش، وقال: «إن الادعاءات ضده كاذبة تماماً، ولا يمكن أبداً أن تثبت في محاكمة عادلة»، وأبلغني أن المحكمة الحالية هي محكمة صورية قد وضعتها الحكومة الحالية، وتضم أعضاء نشطين في الحزب الحاكم، وأن المحكمة تنكر حقوق المواطن الدستورية الأساسية. وأضاف: «وتعاني عائلتنا في بنجلاديش من انعدام الأمن، كما تعرض منزل الأسرة في دكا لهجوم ليلة الجمعة 13 يناير، ونحث جميع الإخوة والأخوات في الإسلام أن يتقدموا ويحتجوا على هذه المعاملة غير الإنسانية للشخصية الإسلامية الذي كرس كل حياته في سبيل الإسلام».

أصل الحكاية

بعد انفصال باكستان بشطريها عن الهند عام 1947م، شجعت الهند العلمانية انفصال بنجلاديش عن باكستان الغربية بالتعاون مع بعض البنجاليين الذين كانوا يدَّعون أن باكستان الشرقية (البنغال) لم تكن تحظى بنفس المعاملة التي تحظى بها باكستان الغربية (الباكستان)؛ فقامت حرب بين شطري باكستان، وكانت الهند تقف إلى جانب باكستان الشرقية (بنجلاديش) حتى تم لها الانفصال، وحظيت الدولة المنفصلة بتأييد القوى التي كانت لا تريد لها أن تبقى ضمن دولة مسلمة قوية.. في هذا الوقت، كانت «الجماعة الإسلامية» في صف الوحدة وبقاء شطري باكستان معاً كدولة غنية قوية، بعد الانفصال عام 1971م تم سجن الآلاف من المعارضين للانفصال، لكن الحكومة آنذاك برَّأتهم وأطلق سراحهم بناء على اتفاقية ثلاثية تمت بين بنجلاديش وباكستان والهند، وأعلن العفو عن جميع المعارضين. كان ينبغي أن يبقى ما حدث تاريخاً لا يمس حياة الناس وحرياتهم، لكن حزب «رابطة العوام» العلماني الحاكم حالياً المؤيد للانفصال وجد الآن أن «الجماعة الإسلامية» أصبحت ذات قوة سياسية واجتماعية في البلاد؛ فأعادوا إثارة القضية منذ أن عادوا إلى الحكم عام 2008م، وطالبوا بمحاكمة قادة الجماعة بحجة ارتكابهم جرائم حرب، وتأييدهم للقوات الباكستانية عام 1971م، كما أعلنت الحكومة العلمانية الحظر على أي ممارسة إسلامية سياسية، ومنع التعليم الإسلامي، واتخاذ كل الوسائل الموجهة لإضعاف المعارضة الإسلامية.

المؤسسات الدولية

للأسف، قدمت الأمم المتحدة دعماً للطلب الذي قدمته بنجلاديش عام 2009م، وأعطتها الضوء الأخضر للتحقيق فيما يقال عنه: إنه جرائم، رغم ما ذكرناه عن الاتفاقية الثلاثية في العفو عنهم، وطلبت من باكستان وأمريكا تزويدها بالوثائق الخاصة التي تتصل بالحرب، ولكن حينما يحاول أحد المحامين الدوليين التدخل يقال: إن هذا أمر داخلي! وفي فبراير، قبضت الشرطة على نحو 300 شخص من أنصار تنظيم «تشاترا شبير الإسلامي»، وهو الجناح الطلابي لحزب «الجماعة الإسلامية» المعارض، واحتجزتهم لمدة وصلت إلى شهرين في كل من دكا وراجشاهي وتشيتاجونج وغيرها من المدن، ونُفذت الاعتقالات عقب اندلاع موجة من العنف الطلابي في حرم الجامعات الرئيسة، ولقي أربعة طلاب حتفهم خلال مصادمات بين جماعات متنافسة، وورد أن عشرات من نشطاء الطلبة التابعين لحزب «رابطة عوامي» كانوا ضالعين في أعمال العنف. أما مدير قسم آسيا في «هيومن رايتس ووتش» «براد آدمز» قال: «بعد عامين لها في السلطة، حصلت الحكومة على أكثر من الوقت الكافي لاتخاذ قرار بوقف ممارسات كتيبة التدخل السريع الإجرامية، فرقة الإعدام تجوب الشوارع البنجلاديشية ولم تظهر الحكومة لفعل أي شيء لوقف انتهاكاتها، على رئيسة الوزراء «شيخ حسينة» أن تتحرك، التقرير يستند إلى تقرير صادر سابق عن «هيومن رايتس ووتش» بعنوان «القاضي وهيئة المحلفين والجلاد: القتل خارج نطاق القضاء والتعذيب على أيدي قوات الأمن البنجلاديشية الخاصة»، الذي يستند إلى أكثر من 80 مقابلة مع ضحايا وشهود ومدافعين عن حقوق الإنسان وصحفيين ومسؤولي أجهزة إنفاذ القانون ومحامين وقضاة.

محاكمات غير عادلة

في نوفمبر 2011م، مثل «دلاوار حسين سيدي»، أحد قيادات حزب «الجماعة الإسلامية»، أمام المحكمة، ونفى كل التهم الموجهة إليه، واتهم الحكومة بالسعي للانتقام منهم، ويقول مراسل «بي بي سي»: إن الحرب شكلت لحظة فاصلة في تاريخ بنجلاديش التي لم تتكيف بعد مع ماضيها العنيف، وسيمثل أمام المحكمة الخاصة جميع المواطنين في بنجلاديش من المتهمين بالتعاون مع القوات الباكستانية الذين كانوا يسعون لوقف تحول بنجلاديش إلى دولة مستقلة، وحثت جماعات حقوق الإنسان الحكومة على ضمان سير المحاكمات بما يتفق والمعايير الدولية، وقد أعلنت منظمة «هيومان رايتس ووتش» أن هذه المحاكمات لا تصل إلى مستوى العدل العالمي، وإن التغييرات التي أحدثت في قوانين بنجلاديش لا ترقى أبداً للمستوى المطلوب؛ مما يعرض قادة «الجماعة الإسلامية» السابقين إلى اعتقال تعسفي ومحاكمات سياسية جائرة، وأحكام ظالمة.

هناك صفحة للدفاع عن الشيخ طرحت الحقائق الآتية:

– هناك إجماع على أن المؤسسة العسكرية الباكستانية شنت عملية خلال حرب الاستقلال في 1971م من بنجلاديش، وأثناء الحرب وقع العديد من الفظائع الرهيبة.

– أقام الجيش الباكستاني مجموعات شبه العسكرية محلية لمساعدته في الحفاظ على السيادة الباكستانية للبلاد، وهناك تقارير من وسائل الإعلام التي تثبت ذلك في الواقع حتى رئيسة وزراء بنجلاديش الحالية الشيخة «حسينة» قد ذكرت أن الجماعات شبه العسكرية تم إنشاؤها من جانب الجيش الباكستاني.

– لم يكن لـ«غلام أعظم» أي دور رسمي أو معترف به داخل الحكومة الباكستانية أو الجيش، ولم يدّع أي شخص ذلك عليه.

– دعا «غلام أعظم» إلى الانضمام إلى واحدة من «لجان السلام»، التي اعترف بها منتقدوه، على الرغم من الخلاف حول الغرض من هذه اللجان، ويؤكد الشيخ أن الغرض من هذه اللجان كان الحفاظ على السلام بين الجيش والسكان المحليين البنجال، ولقد سجّل الحوادث مع التواريخ والأسماء والوقائع التفصيلية للضحايا الذين ساعدهم، وكان واحداً من عدد من الناشطين السياسيين في ذلك الوقت الذين دعوا لهذه اللجان.

– ليس هناك أي دليل على أنه في أي وقت قد دعا أو حرض على العنف ضد أي أحد من رعايا بنجلاديش – سواء كان مسلماً، أو هندوسياً، أو مقاتلاً من أجل الحرية أو غير ذلك – وإذا كان هو «العقل المدبر» لجرائم الحرب، كما يزعمون لكانت هناك أدلة معاصرة خلال الكثير من التقارير الإخبارية المنشورة في ذلك الوقت، وليس هناك أي محاضر ضده في أي من أقسام الشرطة.

– كانت بنجلاديش تحت رقابة صارمة من قبل الجيش الباكستاني، لذا لم يستطع غلام وحزبه نشر تصريحات علنية معارضة لأعمال المؤسسة العسكرية، ومع ذلك فقد ناشد القوات العسكرية شخصياً، وسعى إلى حل للصراع سياسياً وليس عسكرياً، كانت هذه هي الخلفية للصور التاريخية لاجتماعه مع الجنرال «تيكا خان».

– دستور «محكمة الجنايات الدولية» (ICT) في بنجلاديش هو مقلق للغاية، ونوايا ومقاصد المحاكمة هي مجرد الوصول إلى حكم مسبق، وقد تم تعيين أعضاء المحكمة من قبل الحزب الحاكم حزب «رابطة عوامي»، والعديد من بين أعضائه قد شاركوا في محاكمات وهمية سابقة، والتي أدين فيها الشيخ وآخرون، وأحرقت دمى ترمز لإعدامهم! – عائلة البروفيسور ترحب بمحاكمة عادلة؛ لأنهم يعلمون أنه لا يمكن أن يدان في مثل هذه المحاكمة، في الواقع لقد حوكم من قبل فيما يتعلق بالمواطنة في التسعينيات، وعلق القاضي في حيثيات الحكم: «.. ليس هناك ما يدل على تورطه مباشرة في أي من الأعمال الوحشية المزعومة التي ارتكبها الجيش الباكستاني أو أعوانه، ونحن لم نجد أي شيء يدل على أنه بأي شكل من الأشكال شارك مباشرة في هذه الفظائع المزعومة خلال حرب الاستقلال».

– وكان هناك أيضاً محكمة الهجرة البريطانية في عام 2010م عندما رفضت تأشيرة دخول للمملكة المتحدة بزعم ارتكاب جرائم حرب.. في الخلاصة، قال القاضي: «من الواضح بجلاء أن فشل المدعى عليه (بريطانيا) في تقديم أي دليل يساند المزاعم الخطيرة جداً التي قدمت ضد المستأنف (البروفيسور)، أجد أنه من غير المعقول بعد أكثر من خمسة عشر شهراً من جلسة السماع، وعشرة أشهر من رفض المذكرة، ليس هناك ذرة دليل على هذه المزاعم».

– من المهم ملاحظة الخلفية السياسية الحالية لدفع الإدانات المتصلة بحرب الاستقلال بعد 40 عاماً، فإن جميع المشتبه فيهم هم من حزب «الجماعة الاسلامية» (JI)،أو «الحزب الوطني» (BNP)، الذين كانوا أعضاء في التحالف الناجح الذي كان في السلطة قبل فوز الحزب الحاكم (حزب رابطة عوامي)، والذي منذ مجيئه إلى السلطة قام بانتهاكات لحقوق الإنسان واسعة النطاق وثَّقتها «هيومن رايتس ووتش»، و«منظمة العفو الدولية»، حتى «ديفيد كاميرون»، رئيس الوزراء البريطاني، أعرب أيضاً عن قلقه قائلاً: «إن واحدة من القضايا التي يجب أن نثيرها هي قضايا حقوق الإنسان في بنجلاديش، وعلينا ألا نخاف من إثارتها مع السلطات بطريقة صحيحة».

المجتمع 21/1/2012م

 
 

!هنري كيسنجر: إن طبول الحرب تدق ومن لا يسمعها فهو مصاب بالصمم

أدلى ثعلب السياسة الأميركية العجوز هنري كيسنجر، مستشار الأمن الأميركي ووزير الخارجية السابق في عهد ريتشارد نيكسون بحديث صحفي نادر لصحيفة “ديلي سكيب” اليومية المحلية في نيويورك، قبل حوالي أكثر من شهر، كشف فيه عن مفاجآت من العيار الثقيل حول ما يجري في الشرق الأوسط وفي العالم كله حاليا.

 هنري كيسنجر

قال كيسنجر الذي يحتفل في مايو المقبل بعيد ميلاده التاسع والثمانين، إن ما يجري حاليا هو تمهيد للحرب العالمية الثالثة التي سيكون طرفاها هما روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى.

وتوقع كيسنجر أن تكون تلك الحرب شديدة القسوة، بحيث لا يخرج منها سوى منتصر واحد هو الولايات المتحدة من وجهة نظره. وقال كيسنجر إن واشنطن تركت الصين تعزز من قدراتها العسكرية وتركت روسيا تتعافى من الإرث السوفييتي السابق، مما أعاد الهيبة لهاتين القوتين، لكن هذه الهيبة هي التي ستكون السبب في سرعة زوال كل منهما ومعهما إيران التي يعتبر سقوطها هدفا أول لإسرائيل.

وأضاف كيسنجر أن إدراك الاتحاد الأوروبي لحقيقة المواجهة العسكرية المحتومة بين أميركا وكل من روسيا والصين المتباهيتين بقوتهما، دفعه للمسارعة بالتوحد في كيان واحد متماسك قوي.

وأفاد أن الدوائر السياسية والإستراتيجية الأميركية طلبت من العسكريين احتلال سبع دول شرق أوسطية من أجل استغلال مواردها الطبيعية خصوصا النفط والغاز، مؤكدا أن السيطرة على البترول هي الطريق للسيطرة على الدول، أما السيطرة على الغذاء فهي السبيل للسيطرة على الشعوب.

أكد الثعلب اليهودي العجوز، أن العسكريين الأميركيين حققوا هذا الهدف تقريبا أو هم في سبيلهم إلى تحقيقه استجابة لطلباتنا. وبقي حجر واحد علينا إسقاطه من أجل إحداث التوازن، وهو المتمثل في إيران.

وأوضح كيسنجر أنه يدرك أن كلا من الدب الروسي والتنين الصيني لن يقفا موقف المتفرج ونحن نمهد الطريق لقوتنا، خصوصا بعد أن تشن إسرائيل حربا جديدة بكل ما أوتيت من قوة لقتل أكبر قدر من العرب. وهنا سيستيقظ الدب الروسي والتنين الصيني، وقتها سيكون نصف الشرق الأوسط على الأقل قد أصبح إسرائيليا، وستصبح المهمة ملقاة على عاتق جنودنا، وأقصد هنا الأميركيين والغربيين بصفة عامة، المدربين جيدا والمستعدين في أي وقت لدخول حرب عالمية ثالثة يواجهون فيها الروس والصينيين.

ومن ركام الحرب، سيتم بناء قوة عظمى وحيدة قوية صلبة منتصرة هي الحكومة العالمية التي تسيطر على العالم. ولا تنسوا أن الولايات المتحدة تملك أكبر ترسانة سلاح في العالم، لا يعرف عنها الآخرون شيئا، وسوف نقوم بعرضها أمام العالم في الوقت المناسب.

مختصر الأخبار 28/1/2012م

 
 

تليجراف: الإخوان المسلمين ليسوا طالبان

جماعة الإخوان ليست صديقة للغرب وهو لا يشاركها قيمها لكن أولئك الذين لا يقدرون على التفريق بين الإسلاميين المعتدلين وحركة طالبان محكوم عليهم بحبس أنفسهم في حرب حضارات وهمية ليس فيها رابح .

“أولئك الذين في الغرب ويسعون لتشويه صورة جميع الحركات السياسية الإسلامية يرتكبون خطأ كبيرا”… بهذه العبارة استهل الكاتب البريطاني “شاشانك جوشي” مقاله بصحيفة “الديلي تليجراف” البريطانية والذي خصصه لمحاولة إيضاح خطأ الغرب في وضع البيض كله في سلة، وصبغ جميع الحركات الإسلامية بصبغة “الإرهاب”، فجماعة الإخوان المسلمين في مصر ليست حركة طالبان في أفغانستان.

وقال الكاتب إن القلق في الغرب يتزايد إلى حد الهستيريا بسبب صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم في مصر بعد مرور عام على الثورة، وظهر هذا القلق بوضوح على لسان مرشح الرئاسة الجمهوري الأمريكي “ريك بيري” الذي قال لجمهوره إن تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، كانت تُحكم من قبل “إرهابيين إسلاميين”، وقبله أعلن “نيوت جينغريتش” أن الفائزين في الانتخابات البرلمانية المصرية -يعني الإخوان المسلمين- هم “أعداء ألداء لحضارتنا”.

وأضاف من هذا المنظور فإن مدا من “الجهاد الفاشي السري الصاعد” سيغمر الشرق الأوسط، وفي أحسن الأحوال فإن هذه الرؤية العالمية تحول ظلالا من اللون الأخضر (اللون التقليدي للإسلام) إلى أبيض وأسود، وفي أسوأ الأحوال تسيء فهم الطريقة التي يستطيع بها الإسلاميون المنتخبون والمسالمون تشجيع أولئك الذين هم بحق أعداؤنا الألداء.

وتابع، من المهم وضع انتصارات الإسلاميين في سياقها الصحيح، وكبداية فإن “السلفيين” تخلفوا كثيرا عن الإخوان، والفرصة ضئيلة لأن يتوحد التياران لأن جماعة الإخوان لا ترغب في إخافة الليبراليين أو استثارة رد فعل عنيف، وهي لا تريد أن تلاقي مصير إسلاميي الجزائر في التسعينيات عندما فازوا في الانتخابات التي قادت لحرب أهلية.

ولهذا السبب فإن جماعة الإخوان سعيدة بالبعد عن السياسة الخارجية، فلماذا تخلق المشاكل مع إسرائيل، والشيء الثاني المهم هو أن المجلس العسكري هو الذي يحكم، ومن غير المحتمل أن يعرض العسكر المساعدة الأميركية للخطر بالسماح للإخوان بالانخراط في مغامرة سياسية خارجية غير مسؤولة أو اختطاف البرلمان في الداخل.

وعلى أي حال هناك رئيس جديد سيُنتخب قريبا، ومن المرجح أن يكون “عمرو موسى” الذي سيكون متراسا آخر ضد الإخوان. وفي الحقيقة فإن أكبر خطر لمصر اليوم ليس ذاك الذي يحولها إلى إيران ثانية ولكن ذاك الذي ينتهي بها لتكون مثل باكستان، أي دولة إمبراطورية يحكمها جيش غير مسؤول مغطى بمظهر ديمقراطي خادع.

وثالثا يجب أن نتذكر أن جماعة الإخوان ليست وافدا جديدا تماما. فرغم مواجهة انتخابات مزورة وقمع سافر نبذت الجماعة العنف قبل عقود. وكان أفرادها يترشحون في الانتخابات منذ عام 1985 وفازوا بخُمس مقاعد برلمان 2005. ومثل أي غريب ينغمس في صخب السياسة الحزبية تطور حزب الجماعة تحت ضغط المنافسة الانتخابية.

وختم الكاتب مقاله بأن جماعة الإخوان المسلمين ليست صديقة للغرب وهو لا يشاركها قيمها حول حقوق المرأة أو الأقليات الدينية أو حول السياسة الخارجية، لكن أولئك الذين لا يقدرون على التفريق بين الإسلاميين المعتدلين وحركة طالبان محكوم عليهم بحبس أنفسهم في حرب حضارات وهمية ليس فيها رابح، وبإمكان البقية مواصلة العمل لفهم تعقيدات الديمقراطيات الإسلامية الصاعدة.

25 يناير 28/1/2012م

 
 

!مذابح الغرب للمسلمين

سعد عبد المجيد

 مثلما يستخدم ساسة أمريكا ادعاء وقوع مذبحة للأرمن فى تركيا العثمانية، لجذب أصوات الأمريكيين الأرمن، يقوم ساسة أوروبا أيضاً بنفس الانتهازية، خصوصًا فى موسم الانتخابات.. هذا هو بالضبط الذى يحدث اليوم فى فرنسا، فالرئيس ساركوزى لديه رغبة واضحة فى البقاء بالحكم لفترة رئاسية أخرى.. وبما أن السياسة فى العالم الغربى، رغم كل هذا التقدم العلمى والتكنولوجى وثورة الاتصالات، لا تختلف فى توجهاتها عن أساليب الاستغلال الرأسمالى والاستعمارى للإنسان والجماد، أو شن الحروب الضروس ضد العالم الإسلامى وشعوبه لنهب ثرواتها الطبيعية، يستخدم الرئيس الفرنسى ساركوزى أكذوبة وقوع مذبحة للأرمن فى تركيا العثمانية(15-1916) ليطلب من البرلمان الفرنسى إصدار قانون تجريم إنكار وقوع مذبحة للأرمن.. الهدف الساركوزى هو: كسب ود وخاطر أرّمن فرنسا، ليصوتوا له فى الانتخابات.. لكن ساركوزى ينسى بعض الحقائق الهامة أو ربما يعرفها ولكنه يتغاضى عنها، لأن مقعد الرئاسة والحكم، أهم من كل القيم والمبادئ الفرنسية، التى ثار من أجلها الفرنسيون قبل قرنين من الزمان.

من بين هذه الحقائق أن الدولة العثمانية هى التى احتضنت يهود إسبانيا ووطنتهم على أراضيها فى القرن الـ 15، لتنقذهم من المذابح ومحاكم التفتيش الإسبانية.. نفس الأمر حدث لكثير من يهود أوروبا فى القرون الوسطى الذين نجوا من مذابح القارة الأوروبية، ولم يجدوا لهم مكانًا غير بلاد المسلمين.. هذا يعنى أن أجداد ساركوزى -هم من اليهود- فتحت لهم الأبواب فى العصر العثمانى، لكى يسكنوا بلاد المسلمين.. أما فى الحرب العالمية الثانية التى فجرها ساسة أوروبا وقتل فيها الملايين، فرّ اليهود للبلاد العربية أيضاً، ومنها فلسطين، أى بلاد المسلمين.. فهل يجرؤ ساركوزى على تجريم مذابح الإسبان لأجداده؟

الحقيقة الثانية بخصوص الأرمن هى: أن الاضطرابات خلال الحرب العالمية الأولى (14-1919)، اندلعت من طرف قادة أوروبا، ليقتل فيها الملايين فى مذابح مروعة، مما أجبر مجموعات كبيرة من الأرمن – كموقف تقوم به أى مجموعة بشرية دون النظر لدينها أو عرقها – للهجرة نحو بقية أراضى الدولة العثمانية البعيدة عن لهيب الحرب، أى سوريا وفلسطين ولبنان ومصر.. فإذا كان العثمانيون ذبحوا الأرمن فى الأناضول التركى، كما يُدّعى، فلماذا يتوجه الأرمن المهاجرون لأراض وبلدان تقع تحت سيادة العثمانيين؟ ليس الأرمن وحدهم، بل تعرضت أعداد ضخمة متنوعة من البشرية، لويلات الحرب العالمية الأولى التى أشعل نيرانها قادة أوروبا.. وإذا كان الأرمن آنذاك، من أعداء الدولة العثمانية، فهل من المعقول أن يُستقبلوا فى أراضى الدولة من المسلمين، وتفتح لهم الصدور والأيادى، لكى يعيشوا بكل حرية وسط البحر الإسلامى؟

طبقًا للحقائق التاريخية، وهى مدونة بالوثائق، ذُبح حوالى ربع مليون مسلم عثمانى فى موقعة شناق قلعة عند مضيق الدردنيل على أيدى القوات الغربية، فى نفس الفترة، وهم يدافعون عن بلادهم، وكذا قتل آلاف فى مدن تركيا على رأسها إسطنبول وإزمير.. كما أن ساركوزى يتجاهل ما قام به أجداده من الفرنسيين من مذابح فى مصر والجزائر وسوريا ولبنان خلال الاحتلال الفرنسى للوطن العربى، فى نهاية القرن الـ 18.. فلماذا لم يحث على إصدار قانون يُجرّم هذه المذابح الموثقة، ويذهب ناحية أكذوبة لا أساس لها؟! إنها عقلية الاستغلال والانتهازية التى يتربى عليها الإنسان الغربى.. وكأن حاله يقول: لماذا لا أستخدم هذه الأداة لجذب الناخب، ما الذى يعنينى من الأمر، غير صوت الناخب ولتذهب المبادئ والقيم الغربية للجحيم، إذا وقفت أمام طموحاتى فى الحكم؟! ألم يذبح الرئيس الأمريكى جورج بوش المسلمين فى أفغانستان(2001) والعراق (2003) بالملايين، وخرّب بلادهما، ودمر استقرارهما، ولا تزال قوات العالم الغربى تحتل البلدين؟ بهذه الاستغلالية، ما الفرق إذن بينهما وبين القذافى أو على عبد الله صالح أو بشار الأسد أو حسنى مبارك، فى التمسك بالحكم على حساب دماء شعوبهم؟

الشىء العجيب أن ساركوزى يغض الطرف عن مذبحة ارتكبها الأرمن أنفسهم ضد المسلمين بأذربيجان، بالأمس القريب فى منطقة “خُوجَلى” بأذربيجان، فقط، كانت فى عام 1994، ولم تكن قبل قرون؟! ومن العجب العجاب، أن ترفض أرمينيا المدافعة بحرّقة عن أرمن العالم، المشاركة فى لجنة تاريخية مشتركة تقوم بالاطلاع على الأرشيف العثمانى والأرمنى وحتى الغربى لكشف الحقائق (!) ألم تذبح الآلة العسكرية الغربية المسلمين فى غزه قبل 4 سنوات فقط، وعلى الهواء مباشرة، أمام عيون العالم، ومن قبل فى صابرا وشاتيلا وقانا (لبنان) ودير ياسين(فلسطين) وفى البوسنة (1995) وفى الحروب الصليبية؟ فمن يعترف بمذابح الغرب الحقيقية ضد المسلمين؟

المصريون 27/1/2012م