RSS

تليجراف: الإخوان المسلمين ليسوا طالبان

04 Feb

جماعة الإخوان ليست صديقة للغرب وهو لا يشاركها قيمها لكن أولئك الذين لا يقدرون على التفريق بين الإسلاميين المعتدلين وحركة طالبان محكوم عليهم بحبس أنفسهم في حرب حضارات وهمية ليس فيها رابح .

“أولئك الذين في الغرب ويسعون لتشويه صورة جميع الحركات السياسية الإسلامية يرتكبون خطأ كبيرا”… بهذه العبارة استهل الكاتب البريطاني “شاشانك جوشي” مقاله بصحيفة “الديلي تليجراف” البريطانية والذي خصصه لمحاولة إيضاح خطأ الغرب في وضع البيض كله في سلة، وصبغ جميع الحركات الإسلامية بصبغة “الإرهاب”، فجماعة الإخوان المسلمين في مصر ليست حركة طالبان في أفغانستان.

وقال الكاتب إن القلق في الغرب يتزايد إلى حد الهستيريا بسبب صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم في مصر بعد مرور عام على الثورة، وظهر هذا القلق بوضوح على لسان مرشح الرئاسة الجمهوري الأمريكي “ريك بيري” الذي قال لجمهوره إن تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، كانت تُحكم من قبل “إرهابيين إسلاميين”، وقبله أعلن “نيوت جينغريتش” أن الفائزين في الانتخابات البرلمانية المصرية -يعني الإخوان المسلمين- هم “أعداء ألداء لحضارتنا”.

وأضاف من هذا المنظور فإن مدا من “الجهاد الفاشي السري الصاعد” سيغمر الشرق الأوسط، وفي أحسن الأحوال فإن هذه الرؤية العالمية تحول ظلالا من اللون الأخضر (اللون التقليدي للإسلام) إلى أبيض وأسود، وفي أسوأ الأحوال تسيء فهم الطريقة التي يستطيع بها الإسلاميون المنتخبون والمسالمون تشجيع أولئك الذين هم بحق أعداؤنا الألداء.

وتابع، من المهم وضع انتصارات الإسلاميين في سياقها الصحيح، وكبداية فإن “السلفيين” تخلفوا كثيرا عن الإخوان، والفرصة ضئيلة لأن يتوحد التياران لأن جماعة الإخوان لا ترغب في إخافة الليبراليين أو استثارة رد فعل عنيف، وهي لا تريد أن تلاقي مصير إسلاميي الجزائر في التسعينيات عندما فازوا في الانتخابات التي قادت لحرب أهلية.

ولهذا السبب فإن جماعة الإخوان سعيدة بالبعد عن السياسة الخارجية، فلماذا تخلق المشاكل مع إسرائيل، والشيء الثاني المهم هو أن المجلس العسكري هو الذي يحكم، ومن غير المحتمل أن يعرض العسكر المساعدة الأميركية للخطر بالسماح للإخوان بالانخراط في مغامرة سياسية خارجية غير مسؤولة أو اختطاف البرلمان في الداخل.

وعلى أي حال هناك رئيس جديد سيُنتخب قريبا، ومن المرجح أن يكون “عمرو موسى” الذي سيكون متراسا آخر ضد الإخوان. وفي الحقيقة فإن أكبر خطر لمصر اليوم ليس ذاك الذي يحولها إلى إيران ثانية ولكن ذاك الذي ينتهي بها لتكون مثل باكستان، أي دولة إمبراطورية يحكمها جيش غير مسؤول مغطى بمظهر ديمقراطي خادع.

وثالثا يجب أن نتذكر أن جماعة الإخوان ليست وافدا جديدا تماما. فرغم مواجهة انتخابات مزورة وقمع سافر نبذت الجماعة العنف قبل عقود. وكان أفرادها يترشحون في الانتخابات منذ عام 1985 وفازوا بخُمس مقاعد برلمان 2005. ومثل أي غريب ينغمس في صخب السياسة الحزبية تطور حزب الجماعة تحت ضغط المنافسة الانتخابية.

وختم الكاتب مقاله بأن جماعة الإخوان المسلمين ليست صديقة للغرب وهو لا يشاركها قيمها حول حقوق المرأة أو الأقليات الدينية أو حول السياسة الخارجية، لكن أولئك الذين لا يقدرون على التفريق بين الإسلاميين المعتدلين وحركة طالبان محكوم عليهم بحبس أنفسهم في حرب حضارات وهمية ليس فيها رابح، وبإمكان البقية مواصلة العمل لفهم تعقيدات الديمقراطيات الإسلامية الصاعدة.

25 يناير 28/1/2012م

 
 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *