RSS

مَوتُ الغَربِ

د. أشرف نجم

 

طوال اثنتي عشرة سنة كنت أتجول في شوارع القاهرة “معشوقتي”، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، حتى كدت أن أحفظها شارعاً شارعاً، ثم انطلقت أزور مدن مصر الأخرى، فأحببت منها الإسماعيلية وأسوان والإسكندرية والغردقة ومرسى مطروح والعريش، وطوفت بكل المدن الكبرى – تقريباً – وكنت ألحظ قاسماً مشتركاً في شوارع مصر كلها، هو أن معظم من يتجولون فيها من الأطفال والشباب … ولم يكن ذلك مثار تعجب بالنسبة لي فأنا أعلم أني أعيش في بلد 60% من سكانه تحت سن الثامنة عشرة .. إنها أمة شابة فتية.

ولم تتغير نظرتي هذه للأمور حتى بعد أن عشت في الكويت وزرت جدة والحجاز والدوحة ودبي وصنعاء، فالعالم العربي كله يحوي من الأطفال والشباب أضعاف ما يحوي من الكهول والعجائز … وظلت نظرتي أيضاً كما هي بعد أن تجولت في شوارع اسطنبول – المدينة التي أحببتها من أول نظرة – وطفت في أزقة كوالالمبور – عاصمة ماليزيا – لأني أدركت أن العالم الإسلامي كله أمة شابة فتية … وحين تجولت في حواري جوايانا – إحدى دول أميركا الجنوبية 20% مسلمون – أدركت أن دول العالم الثالث أيضاً تشارك المسلمين تلك الروح الشابة الفتية.

ولم تبدأ صدمتي إلا حين خرجت إلى ما يسمونه “العالم الأول” أو “الأمم المتقدمة” … فأنت حين تسير في شوارع هذه المدن “المتحضرة” لا تكاد ترى طفلاً يلعب، أو شباباً يتسامرون، بل معظم من تقابلهم من أهل البلد فوق سن الأربعين، وكثير منهم قد تجاوز الستين وربما بأكثر من عشر سنين … رأيت ذلك في لندن ودبلن بأوروبا، كما رأيته في نيويورك وواشنطون وسان فرانسيسكو وبوسطن بأميركا، ورأيته أيضاً مؤخراً في تورنتو بكندا … عندها أدركت أن هناك عالماً آخر لا يتمتع مثل بلادي بالشباب والحيوية … إنها بلاد من الكهول والعجائز.

فارق آخر يلاحظه المرء بين أممنا الشابة والغرب الكهل، ذلك هو “الوحدة المجتمعية”، فمجتمعاتنا – في معظمها – تتكون من نسيج واحد تقريباً من البشر، تجمعها لغة وتاريخ مشترك وعادات وتقاليد متوارثة متشابهة إلى حد كبير … بيد أن المجتمعات الغربية أصبحت تموج الآن بالمهاجرين من أطراف المعمورة فغدا المجتمع خليطاً من شعوب العالم المختلفة في أشكالها ولغاتها وتاريخها وعاداتها ودياناتها.

ورغم أن لذلك بعض المزايا إلا أن له ماله من العيوب لاسيما ذوبان الرجل الأبيض في طوفان من الخليط البشري المصطنع .. ونظرة واحدة لمنتخب فرنسا لكرة القدم تكشف لكم أنه شبيه بمنتخب مالي أو ساحل العاج أو غيرهما من الدول الأفريقية السمراء .. إنها الهجرة بما لها وما عليها.

وأمر ثالث لا يمكن لأحد تجاهله هو فرق صارخ بين مجتمعاتنا والمجتمعات الغربية، إنه “التدين والارتباط بالسماء” … ولست أظنني في حاجة أن ألفت انتباهكم إلى تجذر الدين في مجتمعاتنا وانتشار التدين في كافة طبقات المجتمع، في المدن والقرى، في الرجال والنساء، وفي الشباب والكهول على حد سواء … وليس ذلك خاص بالمسلمين وحدهم بل يشاركهم فيه أصحاب الديانات السماوية الآخرى، بل وحتى غير السماوية منها.

وفي المقابل، تعاني المجتمعات الغربية من تآكل الدين يوماً بعد يوم، بل تآكل حتى الارتباط بالسماء أو بالروح أو بما وراء المادة، حتى أصبح من المألوف أن ترى كنائس تفلس وتـُباع لتناقص روادها مع الزمن، وحتى أصبح طبيعياً أن يسأل الناس بعضهم بعضاً: “هل أنت ممن يؤمن؟” يعني هل تؤمن بما وراء المادة؟ .. وحتى اضطر البابا في عدة مناسبات أن يطلق نداءً بعودة أوروبا والغرب إلى مسيحيتها.

في محاضرته عن تاريخ الحضارات تحدث الأستاذ مصطفى الطحان عن كتاب لواحد من كبار الكتاب الأمريكان يدعى “بوكانن” سماه (موت الغرب) … وطوف بنا المحاضر في جنبات الكتاب الذي يحوي الكثير من الدراسات الاجتماعية للمجتمعات الغربية ليخلص في النهاية إلى حقيقة يراها ماثلة أمام عينيه، وهي “أن الغرب يموت .. وأن الحضارة الغربية تحتضر”.

وللحضارات أعمار كأعمار البشر، ولها ” دورة حياة ” تماماً كدورة حياة الإنسان أو أي كائن حي آخر … تبدأ ضعيفة صغيرة، ثم تقوى وتنمو فتصبح صلبة شابة فتية، ثم ما تلبث أن تضعف وتضمر حتى تمرض ثم تموت.

هذه القاعدة صحيحة دائماً إذا ما استثنينا “الحضارة الإسلامية” التي كما يقال عنها “حضارة قد تمرض وتشيخ، لكنها أبداً لا تموت” … ربما لأنها ترتبط بدين الله الوحيد الخالد (إن الدين عند الله الإسلام)، وربما لأنها تحمل كتاب الله تعالى الأخير الباقي، الذي تكفل سبحانه بحفظه إلى يوم الدين (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وربما لأنها تحمل في طياتها بذور النماء التي ما أن تجد التربة الخصبة والمناخ المناسب حتى تثمر من جديد.

بعد المحاضرة طلبت الكتاب من المحاضر لأطلع عليه، فزودني به – مشكوراً – وزادني كتاباً آخر قديم نسبياً ولكنه قيم جداً عن (المسلمون حول العالم) .. عكفت على قراءة الكتابين خلال رحلتي الأخيرة غبر الأطلسي إلى تورنتو بكندا مروراً باستابول … ثم قررت أن أشرككم معي في متعة المعرفة .. والنظرة للمستقبل.

فاسمحوا لي في مقالات متتالية أن أعرفكم على الكاتب، ثم أجوب بكم في فصول الكتاب وأبوابه نستخرج منها العبر، وتعرف بها على الواقع، ونستشرف منها المستقبل .. فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.

25 يناير 23/2/2012م

 

حزب النهضة الإسلامي الطاجيكي.. تحديات وعراقيل

علاء فاروق

 حزب النهضة هو الحزب الإسلامي الرسمي الوحيد في آسيا الوسطى الذي يتمتع بحرية النشاط والحركة في ظل نظام علماني يمنع قيام أحزاب دينية، وللحزب مسيرة نضالية طويلة انتهت في النهاية بالاعتراف به، وقيام كيانه رغم أنف العلمانية، وقد قاوم الحزب بكل قوة محاولات اجتثاثه، والقضاء عليه وعلى رجاله، وذلك لقدرته على الصمود عبر إدارة الصراع على الصعيدين العسكري والسياسي في آن واحد خلال أعوام 1992- 1997، وتوقيعه اتفاقية السلام الطاجيكية في موسكو في يونيو 1997، والعودة إلى كفاحه السلمي من جديد.

 خريطة طاجيكستان

وتولى سيد عبد الله نوري قيادة الحزب طيلة سنوات كفاحه السري منذ 1973 أثناء الحكم السوفيتي، مرورًا بسنوات الانفتاح والتغيير في عهد جورباتشوف، ثم في مرحلة الاستقلال بعد الانهيار السوفيتي وما تبعها من حرب داخلية شهدتها طاجيكستان، ثم مرحلة السلام والمشاركة في الحكم، إلى أن توفي عام 2006م، وخلفه محيي الدين كبيري الذي ما زال يتزعم رئاسة الحزب حتى الآن.

مسيرته مع الانتخابات

لم يكن حزب النهضة الإسلامي مجرد حزب “ديكوري” كغيره من الأحزاب، وكما هو معهود في هذه الجمهورية السوفيتية السابقة التي يهيمن حزب الرئيس الحاكم على حياتها السياسية، ورغم كل ذلك فإن هذا الحزب يتميز بإيجابية كبيرة في مشاركته في جميع الانتخابات البرلمانية التي تحدث، ورغم عدم حصوله إلا على مقعد أو اثنين في البرلمان المكون من 63 مقعدًا، فإنه يعيد الكرة مرة تلو الأخرى، وكله أمل أن يأتي اليوم الذي تكون له الأغلبية، ورغم اختلافنا مع هذه النظرة في ظل سيطرة الحزب الحاكم، فإن توقعها لم يعد مستحيلاً.

وللحزب مسيرة “نضالية” مع الانتخابات البرلمانية في البلاد التي تعقد كل خمس سنوات، حيث إن تجربته الانتخابية تؤكد أنه موجود وقادر على المنافسة إذا جرت الانتخابات في أجواء صحية ونزيهة، ولكن كما هي العادة في الكثير من جمهوريات آسيا الوسطى، طالما توجد شبهات تزوير في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ما يجعل فرصة هؤلاء الإسلاميين ومن يشابههم من معارضة، ضعيفة جدًا في الحصول على نصيب كبير في هذه الانتخابات، وربما إذا حدث هذه سيكون بعد عشرات السنين مع توافر عنصر الإصرار على التغيير.

وفي الانتخابات الأخيرة التي أجريت يوم الأحد (28 فبراير/ شباط الماضي)، وترشح فيها ثمانية أحزاب، وعلى رأسهم حزب الشعب الديمقراطي الحاكم “حزب الرئيس رحمان”، يليه حزب النهضة الإسلامي، وتمت الانتخابات في 41 منطقة في طاجيكستان، وبلغ عدد المرشحين في الانتخابات 135 فردًا يتوزعون كالتالي:

1- حزب الشعب الديمقراطي “39 فردًا”.

2- حزب النهضة الإسلامي “20 فردًا”.

3- الحزب الشيوعي “9 أفراد”.

4- حزب الإصلاح الاقتصادي “7 أفراد”.

5- الحزب الزراعي “4 أفراد”.

6- الحزب الاشتراكي الديمقراطي “شخصان”.

ويتوزع الباقون على أحزاب أخرى ليس لها ثقل أو شهرة، وبعضهم يترشح بصورة مستقلة، ويصل عدد الناخبين في هذه الجمهورية قرابة ثلاثة ملايين و500 ألف ناخب.

وجاءت النتائج كما توقع الخبراء والمحللون وتوقعنا معهم، أن هذه الانتخابات نتائجها محسومة قبل إجرائها، وفاز حزب النهضة الإسلامي بمقعدين، وكأن هذا العدد أصبح ملازمًا له، لا يزيد عنه ولا ينقص طيلة عمليات الانتخابات المتتالية، وكان ذلك تشجيعًا من الحزب الحاكم على مشاركة الحزب في إكمال الصورة الديكورية للانتخابات، والتي انتقدتها بعض المنظمات المراقبة لها.

يبدو من نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة أن العراقيل والتحديات مازالت توضع في طريق حزب النهضة لتضعه على المحك، وربما لا يكون أمام الحزب إلا أحد طريقين: إما أن يلجأ للتراجع، وترك الحياة السياسية، ويكون بذلك أضاع تاريخًا يمتد لما يقرب من 20 عامًا من النضال السياسي على الصعيدين الرسمي والشعبي، وإما أن يلجأ لخيار العنف وعودة الحرب الأهلية مرة أخرى، وهو قادر على ذلك لما يمتلكه من شعبية وأيديولوجية لتحريك أنصاره، وهذا أيضًا سيعقد الأمور أكثر، ويفقده تاريخه السلمي الذي انتهجه منذ تأسيسه، ومنذ عقد اتفاقية السلام الطاجيكي.

والحقيقة الحزب يمر بمرحلة صعبة جدًا، فرغم تقدمه على المستوى الشعبي، فإن العراقيل السياسية التي تضعها الجهات الحكومية الرسمية في طريقه تحول دون تقدمه سياسيًا، ولا تكتفي بذلك، بل تقوم قرب كل عملية انتخابية باعتقال أبرز أعضائه وقادته، كما صرح محيي الدين كبيري لوكالة أنباء فارس، أن السلطات الرسمية اعتقلت بعض المرشحين عن الحزب، وكذلك أعضاء اللجان الانتخابية التابعة لهؤلاء المرشحين دون أي دليل أو مبرر قانوني، مؤكدًا أن ذلك يحدث مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية.

وخلال قراءتنا للواقع الطاجيكي، نؤكد أنه من الصعب جدًا الرهان على فوز الإسلاميين في هذه الانتخابات، خاصة في الظروف التي تمر بها الجمهورية حاليًا، في ظل حكومة الرئيس رحمانوف، وكذلك التوجه السياسي لدول المنطقة، وقبل ذلك توجهات موسكو التي تشكل الداعم الأساسي للجمهورية حاليا.

حقيقي أن طاجيكستان تمثل تجربة متميزة فريدة في إحلال السلام على أرضها، ورأب الصدع بين أفرادها، لكن الواقع الطاجيكي ما زال بعيدًا عن روح الديمقراطية والحرية، وهو ما أكدته نتائج الانتخابات الأخيرة، رغم تأكيد المسئولين على نزاهتها، إلا أن المتابع لتاريخ هذه العملية يتأكد له أيضًا أن عمليات التزوير مصاحبة لكل عملية اقتراع تقدم عليها هذه الجمهورية، والنتائج الأخيرة خير دليل على ذلك، حيث إن نتائجها لم تختلف كثيرًا عن نتائج انتخابات 2005.

وطاجيكستان كجيرانها من دول آسيا الوسطى تكرس نظام الحزب الواحد، والرئيس الأوحد، فرغم استقلال هذه البلاد منذ عام 1991، فإنها خرجت من عباءة الديكتاتورية الشيوعية لتجد نفسها في مستنقع الديكتاتورية الفردية، وليس هذا تجنيًا، إنما تؤكده الحالة السياسية التي تمر بها هذه البلاد، والتي تعيش أزمة ديمقراطية وسياسية.

تغييرات في أجندة الحزب

وقبل الحملة الانتخابية بفترة طويلة كان الحزب قد شهد تغيرات عديدة في أجندته ووسائله؛ فقد قام حزب النهضة بمراجعة أدائه بعد حصوله على مقعدين فقط في انتخابات 2005، ثم بعد تولي “كبيري” رئاسة الحزب عام 2006 -بعد وفاة مؤسس الحزب وزعيمه التاريخي سيد عبد الله نوري، الذي قاد الحزب أثناء الحرب الأهلية الطاجيكية- قام الحزب بعدد من التغييرات لزيادة انتشاره، ولاجتذاب شرائح جديدة من المثقفين ورجال الأعمال والطلبة والنساء، ولتغيير صورته التي طبعته بها مشاركته في الحرب الأهلية.

وفي مقابلاته مع وسائل الإعلام أثناء الحملة الانتخابية تحدث كبيري عن أفكار الحزب والتغيير الذي تم فيه خلال السنوات الماضية؛ ففي مقابلة مع راديو أوروبا الحرة قال كبيري: إن حزب النهضة كان يعرف عنه في الماضي أنه يمثل بعض المناطق الريفية الأكثر محافظة، ولكن الحزب تغير كليا الآن؛ ففي التسعينيات كانت قيادة الحزب تضم اثنين أو ثلاثة فقط من حاملي الشهادات الجامعية، في حين جميع أعضاء مجلس شورى الحزب الآن يحملون شهادات جامعية.

كما اتجه الحزب للتركيز على النساء والشباب الذين أصبحوا يمثلون أغلبية جمهوره، فوفقًا لكبيري تمثل النساء 60% من أعضاء الحزب، كما أن أغلب هؤلاء الأعضاء هم من الشباب. وقد انعكس هذا على تركيبة مرشحي الحزب للانتخابات الأخيرة، حيث كان معظمهم في الثلاثينيات أو الأربعينيات، وكان من بينهم محامون ورجال أعمال ومدرسون، بالإضافة إلى أربع نساء.

كما أن حزب النهضة “الإسلامي” ما فتئ يعلن على لسان رئيسه -في مواجهة اتهامات الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة- بأنه يسعى لإنشاء دولة إسلامية في طاجيكستان، وأن الحزب يدعم علمانية الدولة كما يقررها دستور طاجيكستان الذي يحترمه الحزب، وأن “المذهب الحنفي الذي يتبعه مسلمو طاجيكستان لا يدعم فكرة الحكومة الدينية”، وبالتالي يسعى حزب النهضة فقط إلى إنشاء مجتمع إسلامي يطبق قيم الإسلام.

كما يؤكد الحزب على دوره في مواجهة التطرف الديني؛ فهو يرى أن ما تعانيه طاجيكستان من فقر وسلطوية وفساد يخلق بيئة مولدة للتطرف الديني، ويعتقد الحزب أنه يساهم في الحد من هذا التطرف عبر تقديمه خيارًا بديلاً وشرعيا لممارسة النشاط السياسي بخلفية إسلامية، ما يحد من توجه الشباب المتدين المتحمس إلى الجماعات الإسلامية “التي تنشط تحت الأرض كحزب التحرير وجماعة التبليغ والسلفيين.

اعتدال.. أم ماذا؟

النتيجة الضعيفة التي حققها حزب النهضة جاءت على الرغم من الجهود الكبيرة الذي بذلها الحزب أثناء الحملة الانتخابية، والتغييرات التي أجراها منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2005، والتي حصل فيها على مقعدين فقط أيضًا، لكي يزيد من شعبية الحزب، ويجتذب شرائح اجتماعية جديدة.

ويُرجع الحزب سبب هذه النتيجة الضعيفة إلى التجاوزات والتزوير الذي تم في الانتخابات، والذي رصده بالإضافة لمراقبي الحزب مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ويؤكد قادة “النهضة” أنه لو لم تزور الانتخابات لكان حزبهم قد حصل على 30% من أصوات الناخبين؛ إذ إن استطلاعات الرأي كانت قد وضعت حزب النهضة في المركز الثاني بعد الحزب الحاكم.

وتقلص هذه النتيجة من 30% إلى أقل من 1% يثير بعض التساؤلات: هل الحزب يبالغ في توقعاته للعملية الانتخابية من قبيل الـ”شو” الإعلامي؟ وهل هذا الحزب يتمتع بشعبية تجعل نتيجته تصل لـ”30%”؟ وهل النتيجة الأخيرة ترجع إلى تزوير الانتخابات فعلاً، أم ترجع إلى عدم تمتع الحزب بشعبية كبيرة؟ كل هذه التساؤلات فرضت نفسها على حزب النهضة “الأمل الوحيد في التغيير”.

وبمتابعتنا للحياة السياسية في طاجيكستان نقول: ربما جاءت هذه النتيجة لتكرس عملية الاستبداد بالسلطة وسيادة نظرية الحزب الأوحد في هذه الجمهورية، وأن هذه النتيجة الضعيفة التي حققها حزب النهضة ترجع لعمليات التزوير التي مارستها الأيدي الرسمية لتمرير الانتخابات للحزب المهيمن، ويلوح في الأفق سبب آخر لهذه النتيجة، وهو حالة الخوف التي تتملك المواطن الطاجيكي، حيث إنه جاء ليقترع في انتخابات يعرف نتيجتها مسبقًا، ومن ثم فلا داعي أن يدخل نفسه في صدام، أو يضع نفسه في القائمة السوداء، أو في صف المعارضة مما قد يعرضه للكثير من المضايقات، وهذا ما يجعل الكثيرين ينصرفون إلى انتخاب الحزب الحاكم، أو عدم المشاركة في العملية الانتخابية أصلاً.

والحقيقة أن حزب النهضة بذل الكثير في تحركاته الدعائية رغم أنه لا يملك الكثير من الأموال ليرصدها في الدعاية الانتخابية، لكنه اعتمد على العنصر البشري كثيرًا، خاصة أن غالبية أعضاء الحزب من الشباب الذين تحركوا في كل مكان للدعاية لحزبهم، لدرجة أنهم ذهبوا للقرى البعيدة ذات الطرق الوعرة، والتي تقع عند سفوح الجبال، والتي وصلوها على الجياد.

وقام الحزب بحملة انتخابية قوية لم تؤثر فيها التجاوزات التي قامت بها السلطات لدعم الحزب الحاكم، واستهداف “النهضة” قبيل الانتخابات، ومنها قيام الشرطة بنزع الملصقات الدعائية لمرشحي الحزب، فبالإضافة للأساليب الدعائية التقليدية، وليتغلب الحزب على عدم تحمس الكثير من المواطنين للمشاركة في الانتخابات، كان أعضاء الحزب يقومون بالمرور على المنازل للدعاية لحزبهم، ودعوة الناس للمشاركة في الانتخابات.

ماذا بعد الانتخابات الأخيرة؟

العملية الانتخابية الأخيرة والنتيجة الضعيفة التي حصل عليها حزب النهضة أثبتت أن السلطات الرسمية في دوشنبه لن تسمح بأكثر من ذلك، وهو ما نصطلح على تسميته “هامشًا ديمقراطيًّا”، ولسان حال السلطات: “نحن أفضل من غيرنا”، ولن تسمح أيضًا للتواجد الشعبي الإسلامي الذي يقوده حزب النهضة، مؤكدة له أنه يكفيه شرف المشاركة، أما الانخراط الحقيقي في الحياة السياسية فلا.

والسؤال الأهم هنا بعد انتهاء هذه الانتخابات “محسومة النتيجة”: هل سيبقى حزب النهضة على أجندته السلمية التي أكدها مؤخرًا، من أنه سيعمل في إطار دستور الدولة، ولن يعود مرة أخرى للعمل المسلح؟ أم أن تكرار هذا التهميش سيجعله يعدل في أجندته السلمية، وربما لجأ للعمل المسلح وقت الضرورة، مما يهدد الجمهورية الطاجيكية بعودة العنف إلى أراضيها مرة أخرى، خاصة أن النهضة حزب لا يستهان به؟.

لكن -ومن واقع قراءتنا- لأجندة الحزب الأخيرة، يتأكد لنا أن الخيار السلمي والسياسي هو الخيار الإستراتيجي، وأنه لن يحيد عنه، ولن يلجأ للعمل المسلح مرة أخرى؛ لمعرفته المسبقة لويلات الحروب الأهلية، خاصة أنه ينبذ العنف، ولا يسعى لعمل انقلابات أو فتن داخلية.

وختامًا: ما زالت العراقيل والتحديات العلمانية توضع أمام الرمز السياسي الإسلامي في بلاد ما وراء النهر؛ لتوقف توغله الشعبي والرسمي، ولكن هذه العراقيل تتزامن مع إصرار هذا الحزب على مواصلته مسيرته الإصلاحية التي ينشد من ورائها خير البلاد والعباد.

المركز العالمي للوسطية 21/2/2012م

 

سقوط 10 مسلمين قتلى بالسلاح الأبيض في تركستان الشرقية

أعلنت مصادر أمنية صينية مقتل 10 أشخاص على الأقل، على يد مسلحين قرب كاشجار في تركستان الشرقية المحتلة من قبل السلطات الصينية والتي تطلق على المنطقة “إقليم شينجيانج”.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية أن الضحايا تعرضوا لهجوم بالسلاح الأبيض في منطقة يشينج، مشيرة إلى أن الشرطة قتلت اثنين من المهاجمين وطاردت الآخرين.

وكانت أورومتشي عاصمة شينجيانج شهدت في يوليو 2009 أعمال عنف عرقية بين الهان الصينيين الذين يمثلون الأقلية في الإقليم المسلم، بينما يمثل الإيجور المسلمون الأغلبية، ما أسفر عن سقوط نحو 200 قتيل حسب المصادر الصينية.

وتعرف شينجيانج تاريخيًّا باسم “تركستان الشرقية”، وهي أرض إسلامية خالصة وقعت تحت الاحتلال الصيني، وتبلغ مساحة تركستان الشرقية (106) مليون كيلومتر مربع، أي خُمس مساحة الصين.

ومنذ استيلاء الحكومة الشيوعية على إقليم تركستان عام 1949م تزايد عدد أقلية هان الشيوعية الصينية في الإقليم من 6.7% إلى 40.6%، حسب الأرقام الرسمية، وأصبحوا يسيطرون على كل الوظائف الرئيسة وعلى النشاط السياسي.

والإيجور يتكلمون لغة محلية تركمانية ويخطون كتاباتهم بالعربية ولهم ملامح القوقازيين، وتفرض الصين عليهم حالة من العزلة كما تقيد ممارستهم للشعائر الدينية، وتمنعهم من استخدام لغتهم في المدارس.

ومن بين الإجراءات التي يرى مسلمو الإيجور أنها موغلة في الوحشية أن الصين أقدمت على سحب جوازات سفرهم، فلم يعد أي منهم يستطيع أن يخرج من البلد حتى إلى الحج إلا بشروط معينة.

ويعتبر عدد كبير من الإيجور أن الإجراءات التي اتخذتها بكين في السنوات الأخيرة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية في هذه المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية لكن النائية ما زالت متخلفة إلى حد كبير ولم يستفد منها سوى الهان بشكل خاص.

ويطالب مسلمو الإيجور بالاستقلال كليًّا عن الصين التي لا يتوقع أن تتخلى بسهولة عن الإقليم ذي الموقع الجغرافي الإستراتيجي المهم بحكم مجاورته لكل من باكستان وطاجكستان وقرغيزستان وكازاخستان، فضلاً عن احتوائه على مكامن غنية من حقول النفط والغاز.

مفكرة الإسلام 28/2/2012م

 

رسالتنا للطلاب ..في يوم الطالب العالمي

 21 فبراير/شباط

بقلم: د.أحمد عبد العاطي – الأمين العام للاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية

إلي الإخوة والأخوات من طلاب العالم بمختلف لغاتهم وأجناسهم ومعتقداتهم

في هذه الذكري الخالدة رغم ألمها علي النفس بما حملته من أحداث في حق جيل من الطلاب الأشراف الذين أبوا الاحتلال الغاشم وممارساته وانتفضوا للتحرير لكن واجهتهم آلة القتل والبطش التي لا تعرف أن الحرية والكرامة تنتزع ولا توهب وأن الدماء الذكية ترخص من أجلها وأن ممارسة العنف لا تحول دون تحقق النصر.

ففي هذه الذكري ..

تمر بمخيلتنا أشرطة الأحداث في العالم كله لتسجل بحروف من نور مواقف بطولية لطلاب حملوا قضية أوطان وآمنوا بعدالتها وضحوا في سبيل نصرتها فكانت لهم الغلبة وتحقق لهم ما أرادوا في كل بقاع الأرض في إطار نصرة الحق وتحرير الشعوب وإسقاط الديكتاتوريات ونيل المطالب العادلة والحقوق المغتصبة كما حدث في مصر ورومانيا وإندونيسيا و غيرها

وإلي طلاب الربيع العربي نقول:

هذه أيامكم والجميع ينتظركم لتمدوا سواعدا إستطاعت أن تهدم باطلا لتبني نهضة كبري لأوطانها

فمهمة البناء أكثر صعوبة من الهدم خاصة إن كانت تتعلق ببناء إستراتيجي يستند علي مشروع كبير ليردم فجوة وهوة كبيرة صنعها ماضي فاسد جعل بلداننا في مؤخرة ركب التحضر ورغم هذا فكلي ثقة في أننا نستطيع سويا أن نحقق النماء والرفاهية لشعوبنا ونعود بأمتنا لتتصدر المشهد الحضاري العالمي في شتي المجالات فنحن نمتلك كل المقومات لذلك والحمد لله.

وإلي طلاب الأمة الإسلامية نذكرهم:

لا تنسوا قضيتكم الكبري نصرة هذا الدين ورفع لوائه وتحرير أوطانه وبقاعه المغتصبة وعلي رأسها فلسطين الجريحة ولا تنسوا أنكم أعز وأغلي ما تملك هذه الأمة بما لديكم من مقومات وصفات إن صحت واكتملت فلا يستطيع أحد أن يجابهها

فاعتزوا بإسلامكم وإلتزام شريعته والدعوة إليه وكونوا قدوات حية تدعو الناس بحسن صنيعها
_____________________________________________________
* يوم الطالب العالمى هو اليوم الذى أضرب فيه الطلاب المصريون ضد الاحتلال البريطانى عام1946، نظرا لأحداث 9 فبراير التى قامت فيها الشرطة المصرية بفتح (كوبرى عباس)، بأمر من رئيس الوزراء ووزير الداخلية محمود فهمى النقراشى أثناء مرور الطلبة، وأدى ذلك إلى سقوطهم فى نهر النيل ووفاتهم غرقًا وإلقاء القبض على من نجى منهم، فقام الطلاب بحرق أحد المعسكرات البريطانية، وامتدت الثورة الطلابية إلى أسيوط جنوبًا والإسكندرية شمالًا، وانتقلت الأنباء إلى عدة دول عربية منها السودان ولبنان والأردن وسوريا لتعلن إضرابا عاما تضامنا مع الطلاب المصريين.

 
 

الكشف عن مخطط أمريكي للسيطرة على 7 دول بالشرق الأوسط

أكد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر أن طبول الحرب تدق الآن في الشرق الأوسط وبقوة ومن لا يسمعها فهو بكل تأكيد أصم.

 هنري كيسنجر

وكشف كيسنجر الذي يعتبر أحد أبرز أقطاب “الصهيونية” العالمية عن وجود خطة أمريكية للسيطرة على زمام الأمور في سبع دول في الشرق الأوسط، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية واحتوائها على البترول، وقال: “لقد أبلغنا الجيش الأمريكي أننا مضطرون لتولي زمام الأمور في سبع دول في الشرق الأوسط، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية لنا خاصة أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى”، حسبما ذكرت صحيفة ديلي سكيب الأمريكية.

وأكد أن نصف الشرق الأوسط سيخضع للكيان الصهيوني إذا سارت الأمور كما ينبغي، وأشار إلى وجود مخطط للانقلاب على الإسلاميين والإطاحة بهم، قائلاً: “لقد تلقى شبابنا في أمريكا والغرب تدريبًا جيدًا في القتال خلال العقد الماضي، وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع ومحاربة تلك الذقون المجنونة فسوف يطيعون الأوامر ويحولونهم إلى رماد”.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني منحتا إيران وروسيا الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة، وأن إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهزه أميركا والكيان الصهيوني لهما، وفقًا لوكالة سما الإخبارية.

وقال: “لم يبق إلا خطوة واحدة، وهى ضرب إيران وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتيهما سيكون الانفجار والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي “إسرائيل” وأميركا، وسيكون على “إسرائيل” القتال بما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط”.

وأوضح أنه بعد ذلك ستتفرغ الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لبناء مجتمع عالمي جديد لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية “السوبر باور”، وقال: “قد حلمت كثيرًا بهذه اللحظة التاريخية”.

جدير بالذكر أنه على الرغم من الحرب الكلامية بين الكيان الصهيوني وإيران، إلا أن هناك تعاونًا وعلاقات خفية بين البلدين، ولعل أشهرها “إيران جيت” حيث أمد الكيان الصهيوني إيران بأسلحة خلال حربها مع العراق، كما كشفت صحيفة “هاآرتس” الصهيونية اللثام قبل أيام عن أن شركة صهيونية باعت إيران تكنولوجيا متطورة لمراقبة الإنترنت بشكل غير مباشر وذلك عن طريق شركة في الدنمارك، وكان رحيم مشائي رئيس مكتب أحمدي نجاد وصهره، قد أكد أن إيران “صديقة الشعب الأمريكي والشعب “الإسرائيلي””.

مفكرة الإسلام 10/2/2012م