RSS

Monthly Archives: October 2010

كتاب محمد مشتهى الأمم يحقق رواجاً كبيراً

نفدت الطبعة الأولي من كتاب عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم في الكتاب المقدس في أيام قليلة فور نزوله الي الأسواق، حيث تم سحب كل النسخ من كتاب “محمد مشتهي الأمم” للكاتب الإسلامي محمد عبد الشافي القوصي والذي صدر عن مكتبة مدبولي الصغير خلال أسبوع رغم عدم وجود دعاية كافية للكتاب.

ويضم الكتاب الذي يتكون من 304 صفحة كل ما ورد عن النبي محمد في الكتاب المقدس الحالي، وحوى ما يزيد عن 50 موضع في أسفار العهدين القديم والجديد، مع مقارنات بين النسخة العربية والنسخة الإنجليزية للكتاب المقدس.

وأكد الكتاب أن البشارة بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم موجودة في الأناجيل الحالية رغم عمليات الحذف التي تمت لكثير من الآيات وعمليات التحريف.

وأشار موقع “العرب نيوز” أن الكاتب استعان بعدد كبير من القساوسة السابقين وآخرين حاليين علي مدار 4 سنوات، وقرأ العشرات من الموسوعات المسيحية العربية والغربية لشتي المذاهب المعروفة، وجمع هذا الكم الكبير من النصوص التي تشير صراحة إلى أن أنبياء بني إسرائيل والمسيح بشروا مرارا بقدوم نبي الإسلام.

وما ورد في الكتاب يأتي مصداقا للآية القرآنية “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ‏” (الأعراف‏:157)‏، أي أن التبشير بالنبي محمد سيظل مكتوباً في التوراة والأناجيل رغم كل ما تم بها من تحريف وتبديل.

الأزهر يرفض تناول حياة الرسول 

يأتي ذلك فيما رفض مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، طلب شركة أمريكية في إبداء الرأي الشرعي حول إنتاج فيلم وثائقي عن الجينات الوراثية للرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم.

وكشف الشيخ على عبد الباقي، الأمين العام للمجمع أن الأخير كان قد تلقى خطابًا من شركة أمريكية طالبت فيه إبداء الرأي الشرعي حول إنتاج فيلم وثائقي عن الجينات الوراثية للرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، موضحاً أن رد المجمع جاء بالرفض التام، مشيراً إلى أنه سيعرض أيضًا ذلك الموضوع على المجمع أثناء جلسته، ولكن الرفض سيكون القرار النهائي.

ونقلت صحيفة “اليوم السابع” المصرية عن الأمين العام للمجمع، قوله :”إن المجمع سيناقش غدا طلبا تقدم به اتحاد الإذاعة والتليفزيون في شهر يوليو الماضي لإبداء رأى المجمع حول إمكانية ظهور الحسن والحسين، حفيدي الرسول، في الأعمال الفنية، ولكن الإجازة السنوية للمجمع لمدة شهرين أعاقت مناقشته، وسيعرض غدا من ضمن مواضيع عديدة ستطرح على المجلس”، لافتًا إلى أنه تم حسم الأمر من قبل بالرفض وعرض الأمر تحصيل حاصل.

وأضاف الأمين العام للمجلس، أنه من الممكن طرح عرض مسلسل يوسف الصديق غداً على المجلس لمناقشته، كما سيتم مناقشة حركة الاعارات والمنح وبعض الكتب المعروضة على المجمع.

 

 مفكرة الإسلام 4/10/2010م

 
 

فضل ابن العاص على أقباط مصر

“يعقوب نخلة روفيلة” (1847 ـ 1905م) كاتب قبطي، كتب كتابًا عنوانه “تاريخ الأمة القبطية”.. ولقد أحسنت مؤسسة مارمرقس لدراسة التاريخ عندما أعادت طبع هذا الكتاب سنة 2000م ـ بمقدمة للدكتور جودت جبرة..

وفي هذا الكتاب يشهد هذا الكاتب القبطي للفتح الإسلامي الذي حرر مصر من الاستعمار الروماني الذي دام عشرة قرون.. وحرر ضمائر أهل مصر من الاضطهاد الديني الذي لا يزال تضرب بقسوته الأمثال.. يشهد يعقوب نخلة روفيلة على هذه الحقيقة التاريخية.. ويقدم الوقائع التي يجب أن تأخذ طريقها إلى عقولنا وقلوبنا جميعًا ـ فيقول:

“ولما ثبت قدم العرب في مصر، شرع عمرو بن العاص في تطمين خواطر الأهلين واستمالة قلوبهم إليه، واكتساب ثقتهم به، وتقريب سراة القوم وعقلائهم منه، وإجابة طلباتهم.

وأول شيء فعله من هذا القبيل: استدعاء “بنيامين”(396 هـ ـ 659م) البطرك الذي اختفي من أيام هرقل ملك الروم، فكتب أمانا وأرسله إلي جميع الجهات يدعو فيه البطريرك للحضور، ولا خوف عليه ولا تثريب، ولما حضر وذهب لمقابلته ليشكره علي هذا الصنيع، أكرمه وأظهر له الولاء، وأقسم له بالأمان علي نفسه وعلي رعيته، وعزل البطريرك الذي كان أقامه هرقل، ورد «بنيامين» إلي مركزه الأصلي معززًا مكرمًا.. 

وكان «بنيامين» موصوفًا بالعقل والمعرفة والحكمة، حتى سمّاه بعضهم «بالحكيم».. وقيل: إن عمرًا لما تحقق ذلك منه، قربه إليه، وصار يدعوه في بعض الأوقات ويستشيره في الأحوال المهمة المتعلقة بالبلاد وخيرها، وقد حسب الأقباط هذا الالتفات منة عظيمة وفضلاً جليلاً لعمرو..

واستعان عمرو في تنظيم البلاد بفضلاء القبط وعقلائهم علي تنظيم حكومة عادلة تضمن راحة الأهالي، فقسم البلاد إلي أقسام يرأس كلا منها حاكم قبطي ينظر في قضايا الناس ويحكم بينهم، ورتب مجالس ابتدائية واستئنافية مؤلفة من أعضاء ذوي نزاهة واستقامة، وعين نوابًا من القبط ومنحهم حق التداخل في القضايا المختصة بالأقباط والحكم فيها بمقتضي شرائعهم الدينية والأهلية، وكانوا بذلك في نوع من الحرية والاستقلال المدني، وهي ميزة كانوا قد جردوا منها في أيام الدولة الرومانية..

وضرب عمرو بن العاص الخراج علي البلاد بطريقة عادلة.. وجعله علي أقساط، في آجال معينة، حتى لا يتضايق أهل البلاد..

وبالجملة، فإن القبط نالوا في أيام عمرو بن العاص راحة لم يروها من أزمان”..

هكذا شهد هذا الكاتب القبطي على أن الفتح الإسلامي قد مثل بالنسبة للشعب:

*  تحرير للأرض والوطن من استعمار ضربهم عشرة قرون من الإسكندر الأكبر (350 ـ 324ق م) في القرن الرابع قبل الميلاد ـ وحتى هرقل في القرن السابع الميلادي.. تحريرًا للنصرانية المصرية من الاضطهاد الروماني الذي اعتبرها هرطقة، وحظر عليها الشرعية والعلنية وأغلق كنائسها وأديرتها.. وطارد البطرك الوطني “بنيامين” ثلاثة عشر عامًا.. حتى جاء الفتح الإسلامي.. فأمن البطرك الوطني وحرر الكنائس والأديرة المصرية من الاغتصاب الروماني، وردها إلى أهلها نصارى مصر..

*  كما أشرك هذا الفتح الإسلامي أهل مصر في إدارة البلاد وحكمها، لأول مرة منذ قرون.. فتحققت لهم بعبارة يعقوب نخلة روفيلة: “حرية الاستقلال المدني التي جردوا منها في أيام الدولة الرومانية”..

*  كما جعل الفتح الإسلامي قضاء البلاد من أهلها “بمقتضى شرائعهم الدينية والأهلية”.. بعد أن كان القضاء رومانيًا..

*  ولأول مرة يسود العدل في الضرائب، فتربط بوفاء النيل وإنتاج الأرض.. وتوزع على القساط “حتى لا يتضايق أهل البلاد”!..

إنها شهادة جديرة بأن تتخذ مكانها في العقول والقلوب.

المصريون 28/9/2010م

 
 

العرب والسودان

د. محمد صالح المسفر

صرخة عربية صادقة أتوجه بها إلى الحكام العرب، أنقذوا السودان قبل أن يتمزق إلى كيانات سياسية فاشلة تقودها وتوجهها صهيونية عالمية وعليكم انتم العرب تمويل حياة تلك الكيانات الفاشلة. نبهتكم كغيري من أهل الرأي والقلم قبل عام 2003 بان العراق إذا تم إسقاط نظام صدام حسين رحمه الله بالقوة المسلحة من قبل دول أجنبية فستكون دول الخليج العربية الأكثر’تضررا، وان العالم العربي سيكون خاضعا لإرادة أمريكية إسرائيلية فلم تستبينوا النصح في ذلك الزمان.
هذا العراق تم احتلاله وتقسيمه دون إعلان وهذه الكويت تعاني امنيا وسياسيا واجتماعيا وكذلك البحرين وفي بقية دول الخليج العربي خلايا ناعسة تتحين الفرص، تترقب نتائج ما سيحدث في المنطقة وعلى وجه التحديد إيران. أمريكا وإيران ستتعاونان على تقاسم النفوذ في العراق على حساب العرب، وانتم يا معشر الحكام العرب كان لكم اليد الطولى لتمكين الاحتلالين للعراق يتم تجاهلكم من قبل امريكا. 

اليوم السودان في طريقه إلى التمزق والتفتيت وانتم على الأرائك متكئون، بياناتكم وتصريحاتكم في الأمم المتحدة والمؤتمرات غير مجدية ما لم تقرن بالأفعال الصادقة والرادعة لكل من يتآمر على وحدة السودان واستقلاله. اسمعوا ما يقوله وزير الأمن الإسرائيلي الاسبق (آفي دخيتر) قال في محاضرة أمام نخبة من القيادات الصهيونية في 10/10 من العام الماضي: ‘إن السودان بالنسبة لإسرائيل لا بد أن يمزق لكي يضعف ويصبح مثل العراق، لان السودان أصبحت به نهضة ومن الممكن أن يصير قوة لصالح دول عربية مثل مصر والسعودية مما يسبب مشاكل كبيرة لإسرائيل’ شركات إسرائيلية استثمارية في قطاع الفندقة اندفعت نحو جنوب السودان المرشح للانفصال، وبلغت استثماراتها حتى اليوم ما يقارب 500 مليون دولار، هذه الشركات مسجلة في كينيا وأوغندا للتمويه، وأسست مكاتب لحركات معارضة أخرى من دارفور في تل أبيب ترعاها وتمولها إسرائيل. إن كل ما يجري من اعمال تفتيت وتجزئة للسودان سيعود بالضرر الكبير على مصر والسعودية واليمن والبحر الأحمر الذي يجب أن يكون بحيرة عربية خالصة، وكذلك القرن الأفريقي على وجه العموم.

دولة قطر تقوم بدور كبير في تحقيق الأمن والسلم الاجتماعي والتنمية في ولاية دارفور ليست لها أهداف أو برامج سياسية في السودان، أولا للبعد الجغرافي بين الدولتين الأمر الثاني لا توجد مصالح خاصة للنظام السياسي القطري في السودان، إنما أهدافها واضحة ومحددة ومعلنة وهي تحقيق الانسجام الاجتماعي بين سكان ولاية دارفور، والمحافظة على استقلال السودان عامة ووحدة ترابه الوطني، فشدوا من أزر قطر وتعاونوا معها في هذا المجال ولا تذهب بكم الغيرة والأحقاد إلى مسارات تضر بالسودان ولا تنفعكم.

إن دولة قطر قدمت الحلول العملية لتسريع عملية إحلال السلام في دارفور انطلاقا من مفهومها أن الحاجة للتنمية هي أس المشكلة، وبما أن موارد الدولة السودانية في ظل الظروف الراهنة متعثرة أعلنت دولة قطر تأسيس بنك لتنمية دارفور برأسمال قدره مليار دولار والمساهمة فيه مفتوحة لكل من يهمه أمر السودان وذلك من اجل إعادة اعمار دارفور وتحقيق التنمية الشاملة في تلك الولاية وغيرها. لقد أشار أمير دولة قطر ـــ في خطابه أمام الاجتماع الدولي رفيع المستوى بشأن السودان الذي عقد في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة 65 للجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوة من الأمين العام للمنظمة الدولية ـــ إلى أن الدول التي أعطت وعودا لتقديم مساعدات للتنمية وإعادة الاعمار في الجنوب لم تنفذ، وانه يحض جميع الدول التي أعطت وعودا لتقديم مساعدات لإعادة اعمار المنطقة أن تفي بالتزاماتها.

لقد نبه أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى أهمية حل مشكلة دارفور قبل إجراء عملية الاستفتاء المقرر إجراؤها في جنوب السودان مطلع العام القادم لاعتقاده بان نتيجة الاستفتاء ستؤثر على الجهود المبذولة من اجل تحقيق السلام في دارفور. 

في الأيام القليلة الماضية رددت وسائل الإعلام العربية والدولية أن جماعات مسلحة في ولاية دارفور تطالب بإجراء استفتاء في الولاية، وكذلك عناصر مسلحة أخرى في جبال النوبة أثارت ذات المطالب أسوة بما يحدث في الجنوب. إننا نواجه مشاكل متعددة، إن ظاهرة الاستفتاء لمصير سياسي لولاية من ولايات اي دولة عربية أو محافظة أو امارة مرض سياسي معد بدأ في العراق على اثر الحصار والاحتلال وسوف يعم الوطن العربي فكل الدول العربية الكبيرة معرضة لهذا المرض السياسي الخطير وعلينا جميعا حكاما ومحكومين بمحاصرة هذا الوباء السياسي قبل أن يستفحل أمره انطلاقا من السودان.

آخر القول: الوطن العربي في خطر التجزئة والتفتيت، والسودان في وضع اخطر، وكل أماني المواطن العربي ألا يكون حال حكامنا كحال ملوك الطوائف يخسرون الوطن والجاه والسلطان.

القدس العربي 28/9/2010م

 

الشهيد أحمد أحواس

وهل سنلتقي.. وأين يا أحمد..؟

… وأحمدنا… هو أحمد أحواس… الضابط في الجيش الليبي.. إن رسالته التي كتبها في 18 يناير 1981 تلخص مواقفه، وجزءاً لا باس به من مسيرته..

يقول: عرفت معمر القذافي بو منيار طالبا بالكلية العسكرية سنة1965 ‏عندما كنت مدرسا بها، ثم عرفته ضابطا بالجيش الليبي حتى انقلاب عام 1969م. عرفته شاذا في تفكيره وتصرفاته. وما أشد دهشتي وقلقي عندما أصبح على رأس السلطة في ليبيا عبر انقلاب ستظهر الأيام من كان وراءه.
‏لقد رفضت اقتراحا في الأيام الأولى للانقلاب بإرسال برقية تأييد حتى لا يفهم منها اعترافي بهذا الوضع المريب، كما عدلت عن فكرة كتابة مذكرة إلى القذافي أنصحه فيها وأعرض له تصوري لمنهج التغيير المطلوب، وذلك لقناعتي انه لا يؤمن بالحوار ‏ولا يعدل عن رأيه حتى ولو تبين له الحق في سواه.
‏لقد كان من الصعب علي وآنا أعرف جيدا من هو القذافي أن أعلن رأيي فيه ابان ذلك التأييد العفوي من جماهير شعبنا الطيب، فاخترت أن أقوم بخدمة ديني وأمتي من أي موقع أكون فيه. ولقد علمت من مصدر موثوق ومقرب حرص القذافي على بقائي خارج البلاد فكانت حياتي كلها تنقلاً بين السفارات، كان آخرها في غويانا بأمريكا الجنوبية.
‏كنت أتابع أخبار البلاد وأرى بعيني عندما أعود بين الحين والآخر الخراب الاقتصادي، والتفسخ الخلقي، والانحراف العقيدي والفكري، والفوضى الإدارية، والتخبط السياسي، فضلا عن التذمر الشعبي على كل المستويات وفي جميع القطاعات، وأتابع أخبار الإرهاب والتسلط والقهر والظلم ومصادرة الحريات والأموال بشكل لم أسمع بمثله في التاريخ القديم والحديث لأمتنا.
‏لقد كانت تؤلمني من الأعماق حماقات القذافي وتهجماته على كل عزيز، واستهتاره بكل المقدسات والقيم، كما كنت استغرب ممن يتبنون أفكاره الباطلة ويروجون لها. وكنت أتساءل في نفسي عما يحدث وكيف يحدث وكيف يمكن مواجهته، كما كنت أدرك آن دورا ايجابيا يتحتم علي القيام به، وقد تنامى لدي هذا الشعور مع تمادي نظام القذافي المتعجرف في ممارسته الوقحة لكل أشكال الظلم والطغيان التي أدت إلى ارتفاع كثير من الأصوات المعارضة له في الداخل والخارج وأصبح السكوت في نظري تقصير لا تبرره كل الاعتبارات التي حالت دون إعلان موقفي منه إلى الآن.

‏وان في تجربة العالم مع القذافي وفي خذلانه للقضايا الإسلامية والتحررية وتدخلاته في شئون الدول الأخرى وبالأخص الدول الأفريقية والعربية الشقيقة ما يكفي للتدليل على الدور التخريبي الذي يقوم به والذي أدى إلى تدمير سمعة ليبيا ومكانتها بين أمم العالم.

‏لذلك فأنني وباسمي الشخصي أدين وبشدة كل الممارسات الخاطئة التي قام ويقوم بها التسلط القذافي العابث على الصعيدين الداخلي والخارجي. وأحس أنني أعبر بذلك عن موقف الغالبية العظمى من الشعب الليبي المنكوب الذي ما فتئ يسعى جاهدا للتخلص من هذا الكابوس المزعج بعد أن تكشفت حقيقته منذ الأشهر الأولى للانقلاب النكد.

‏بناء على ما تقدم.. أعلن استقالتي من منصبي كمستشار بأمانة الخارجية وكقائم بأعمال السفارة الليبية في غويانا.. كما أعلن عن عزمي للوقوف وبكل ما ‏أملك مع كل العاملين المخلصين للعمل الجاد من أجل الإطاحة بهذا الطاغية الذي نكبت به بلادنا العزيزة لنعيد للشعب الليبي حريته المغتصبة لكي يختار نظام حياته وحكمه ضمن إطار عقيدة الإسلام وشريعته الراسخة وليحقق آماله في العزة والكرامة والازدهار والتقدم.

ولله الأمر من قبل ومن بعد..

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون(أحمد إبراهيم أحواس (18/1/1981م).)

إن الإنسان الذي يسعى وراء هدف نبيل… يتحول إلى رمز عظيم يسمق ويكبر كلما تواضع صاحبه وخفض جناحه لله وللمؤمنين.

وحتى لا يلتقي الآخرون حول الرمز، وفي مسلسل الترغيب والترهيب. خرج أحمد أحواس سفيرا يتنقل بين اليمن والصومال والدانمارك وماليزيا وغوايانا في أمريكا الجنوبية.

لقد بدأ تعارفنا في عدن يا أحمد…!

ومن يجرأ أن يستعمل السفارة والدبلوماسية لنقل الفكر الإسلامي والمجلة الإسلامية و(الأخبار العزيزة عليك)، غير من شغلهم هدفهم عن مركزهم، فتمسكوا بالهدف النبيل مهما تكن الظروف.. واستخدموا وسائلهم لخدمة أهدافهم.

وعندما كانت تغرق عدن في ظلمات الماركسية، عندما امتلأت سجونها بالأحرار… وصارت تحصي على إنسانها الحركة والسكنة.. يومها كان أحمد أحواس الضمير الذي ينبض بالحيوية… والشعلة التي تضيء الدرب للآخرين.

وضعوه في عدن والصومال… وقد رأوا أنهم نقلوه من زنزانته في سجن ليبيا الكبير إلى سجن أكبر اسمه عدن والصومال… ولم يعرفوا أبدا دوره فقد كان دور البطل!

لم تغب عني يا أحمد وأنت في الدنمارك… أو ماليزيا… فقد كانوا يريدون أن لا تستقر فخيبت ظنهم فقد كنت تزرع فسيلة الدعوة في كل البلاد… فأنت في عجلة من أمرك وفي سباق مع الزمن… ومثلك من يقدر على ذلك… (نظرات في واقع الدعوة والدعاة- المؤلف)

أتذكر تلك الرسالة التي بعثتها لي من غويانا… لقد كانت بتوقيعك… وعلى الرغم من استغرابي لبعض معانيها في البداية، غير أن النهاية التي قدرها الله لك، والشموخ الذي تطاولت نفسك إليه، وزيارتي لترنداد وغويانا ولقائي بإخوانك وتلاميذك في أمريكا الجنوبية ومنطقة الكاريبي من بعد، وانضمامك إلى إخوانك في العقيدة ضمن جبهة الإنقاذ الوطني لتحرير ليبيا من الطغاة والطغيان، كل ذلك فسر لي الكلمات التي غمضت علي… ذكرت لي ضرورة التحرك الإيجابي فلا معنى للعمل الإسلامي الذي يتحول إلى ردود فعل لا نحسن توجيهها أو الاستفادة منها..

وتحدثت لي عن النظرة الضيقة التي تريد كل شيء أو تفقد كل شيء… وذكرت لي ضرورة التخطيط في عالم تجريبي يؤمن بالعلم والتكنولوجيا ويسخرها لمصلحة الإنسان… شكوت لي خلافات العاملين للإسلام وكيف يخسرون جهودهم واخوّتهم ويتحولون إلى أعداء… من أجل تفاهات، على الرغم من أن عناصر اللقاء بينهم لا حدود لها… نسوا الحب في الله… فأنساهم أنفسهم فأصبحوا أعداء يتناكرون بعد أن كانوا أحبابا يتعارفون ويتآلفون…

هل غفرت لي… يا أحمد رسالتي الجواب..؟

إني والله لم أقصد الإساءة… ولكني لم أفهم يومها ما قصدت.. كنت أحلم..

كنت أظن أن الحماسة شجاعة، والبلاغة فكرة، والحديث المنمق دعوة، والمقالة وصاحبها مثالا… وما علمت إلا مؤخرا أن الماء قد يكون ماء… وقد يكون سرابا أو تيها ضاربا في حشايا الرمال… اغفر لي يا أحمد… ومثلك من يغفر!

تضاربت الأنباء حول نبأ استشهادك… ذكروا أنك دخلت مع اثنين من رفاقك من البحر… وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الليبية أنك اشتبكت مع الحرس على الحدود التونسية الليبية وأن إصابتك كانت قاتلة… وذكر مراسل اللوموند الفرنسية أنك دخلت البلاد قبل أسبوعين ثم اكتشف أمرك في حادث ما زال غامضا.. وذكرت أخبار أخرى أنك كنت تقود الهجوم على ثكنات العزيزية حيث يقيم معمر القذافي… وأن قسما من الجنود انضموا إليكم… وإن المقاومة استمرت أكثر من سبع ساعات كاملة… استشهدت فيها مع جميع رفاقك الآخرين…

قالوا تدرب في السودان… وقالوا بل دفعته أمريكا وانكلترا… وهذا هو منطق العملاء..!

بل تدرب في ليبيا وكان من أذكى ضباط جيشها وألمعهم..

ودفعه دينه وإسلامه لانقاذ بلده من طغيان الارهاب… الذي استشرى في بلده الطيب..

يا أحمد…

مهما كانت طريقة استشهادك فستبقى حيا عند ربك..

وستبقى حيا في ذاكرة إخوانك.. لن ينسوا أبدا.. الداعية المثقف والقيادي الذكي والسياسي المجاهد..

وستبقى أحد رموز الكفاح الذين يلهمون شباب هذه الأمة.. كيف يدافعون عن حقوقهم.. بل وكيف يستشهدون..

عندما زرت تلاميذك في منطقة الكاريبي.. حدثوني عنك.. وعن الوجه الآخر الذي لم أكن أعرفه.. يومها أدركت معنى الصمت الذي كنت تلوذ به أحياناً.. فليس كل صمت جبن.. وليس كل صمت معناه عدم معرفة الجواب.

كل من سمعك تتحدث في المؤتمر الطلابي في الولايات المتحدة وتقول: لن نتخلى عن دورنا، ولن نقعد مع القاعدين.. ولن نقنط مع القانطين.. والخيار الوحيد الذي نرضاه لأنفسنا أن نعيش أحرارا أعزاء أوفياء أو نموت واقفين ونسقط سقطة الشهداء الصالحين.. كل من سمعك أدرك نهايتك..

سطور من حياته

ولد الشهيد أحمد إبراهيم أحواس في مدينة جردينة من ضواحي بنغازي في ليبيا عام 1938م. انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في عام 1954م، وفي سنة 1960م التحق بالكية العسكرية وتخرج في العام 1962م متفوقاً على كافة أفراد الدفعة.

من عام 1962 إلى 1969م عمل ضابطاً في سلاح الهندسة بالجيش الليبي.

تقلد الشهيد عدة مناصب خلال عمله بالجيش منها: آمراً لسرية هندسة الميدان، ومدرساً بالكلية العسكرية، ومدرساً بمدرسة الهندسة، كما التحق بعدة دورات دراسية عسكرية في كل من ليبيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

تدرج الشهيد في الرتب العسكرية حتى رتبة رائد التي رقي إليها بتاريخ 9 أغسطس 1969م.

كان الشهيد طيلة عمله في القوات المسلحة مشهوداً له بالكفاءة والإخلاص والأخلاق العالية، كما كان يحظي بتقدير واحترام رؤسائه وحب ومودة مرؤسيه.

بعد انقلاب القذافي عام 1969م كان الشهيد من ضمن الضباط الذين اعتقلهم القذافي، ثم جرى إبعاده للعمل في السفارات الليبية في كل من: الدنمرك، واليمن الشمالي، والصومال، واليمن الجنوبي، وماليزيا، وغويانا. ورغم سوء سمعة نظام القذافي إلا أن ما كان يتحلى به الشهيد من نبل في التعامل وأصالة في الأخلاق وتفان متواصل في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين، جعله يحظى بالتقدير والاحترام من الأجهزة الرسمية، وبالتجاوب المتزايد من كثير من العاملين في الهيئات الأهلية والتعاون الخير مع الشباب في الجمعيات الإسلامية في تلك الدول لا تزال آثاره شاهدة على ذلك حتى اليوم.

في فبراير 1981م أعلن الشهيد أحمد إبراهيم أحواس استقالته من منصبه كقائم بأعمال السفارة الليبية في غويانا، وأعلن انضمامه إلى المعارضة الليبية في الخارج حيث شارك في تأسيس الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا. وتم اختياره عضواً في اللجنة التنفيذية للجبهة.

  • ·    في 6 مايو عام 1984م كان الشهيد أحمد أحواس في مهمة تتعلق بقوات جبهة الإنقاذ داخل ليبيا، ولم يكن دخوله أو تسلله إلى ليبيا هو الأول من نوعه، بل كان يقوم بذلك بصورة دورية منذ استقالته. واستطاع في المرة الأخيرة، كما تقول إحدى الروايات، التسلل عن طريق البحر، ظل بعدها يتنقل داخل البلاد لمدة أسبوعين تقريباً، كان يقوم خلالهما بالاتصال والتخطيط والتنسيق مع وحدات وإفراد من الجناح العسكري للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، اصطدم إثناء تنقلاته الأخيرة.. بدورية مسلحة قرب مدينة زوارة، فتم تبادل إطلاق النار الذي انتهى باستشهاده.

ولا نستطيع أن نعزل واقعة استشهاد الرائد احمد أحواس عن وقائع وإحداث الثامن من مايو 1984م، وما جرى في ذلك اليوم من تصادم بين مجموعة بدر التابعة لقوات الإنقاذ وبين قوات النظام الليبي، وما تلى ذلك من أحداث ووقائع انتهت باستشهاد أفراد المجموعة.

سلام عليك يا أخي أبا أسعد… ورحمة الله وبركاته.

 

حرب أكتوبر عام 1973م مع إسرائيل

الجبهة المصرية

يقول الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المصرية في كتابه القيم (حرب أكتوبر):

(لم نكف عن التفكير في الهجوم على العدو الذي يحتل أراضينا حتى في أحلك ساعات الهزيمة في يونيو 1967م. لقد كان الموضوع ينحصر فقط في متى يتم الهجوم، وربط هذا التوقيت بإمكانات القوات المسلحة لتنفيذه)( حرب أكتوبر – سعد الدين الشاذلي، ص- 13).

 

كانت أمام القيادة المصرية خطتان:

الخطة الأولى: تقوم على أساس تدمير جمع قوات العدو في سيناء، والتقدم السريع لتحريرها، هي وقطاع غزة في عملية واحدة ومستمرة.

والخطة الثانية: وكان يتبناها رئيس أركان الجيش الشاذلي هدفها هو عبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف واحتلاله، ثم اتخاذ أوضاع دفاعية على مسافة تتراوح بين (10 – 12 كم) شرق القناة، على أن تبقى القوات في هذه الأوضاع الجديدة إلى أن يتم تجهيزها وتدريبها للقيام بالمرحلة التالية من تحرير الأرض(المرجع السابق، ص- 18).

اعتمدت القيادة المصرية الخطة الثانية التي أطلقوا عليها اسم (بدر – 1). وهي بالطبع خطة متواضعة إذا ما قيست بالأولى.. ولكنها الممكنة. فقد كانت القوات المصرية ضعيفة إذا ما قيست بقوة إسرائيل. لقد تحطمت الطائرات المصرية على الأرض مرتين الأولى عام 1956م والثانية عام 1967م فلا يريدون لها أن تتحطم مرة أخرى، أما الدفاعات الجوية والتي كانت تعتمد أساسا على صواريخ سام الثابتة فهي دفاعية، تستطيع التصدي للطائرات المهاجمة على مسافة (10- 12) كم شرق القناة، ولكنها لا تستطيع التصدي للطائرات في مدى أبعد. وكذلك كنا نرغب في أن نحارب إسرائيل في ظروف ليست مواتية لها وأن نطيل أمد الحرب قدر الإمكان.

تتلخص خطة بدر بأن تقوم خمس فرق مشاة مجهزة باقتحام قناة السويس من خمس نقاط وتقوم هذه الفرق بتدمير خط بارليف.. ثم تتقدم القوات المصرية إلى مسافة تتراوح بين (10 – 15) كم شرق القناة.

في يوم 6 أكتوبر 1973م نفذت الخطة كما خطط لها العسكريون بمنتهى الدقة، واستطاع الجندي المصري الذي تعرض للذل والمهانة في حروب 1948م و1956م و1967م، أن يسجل صفحات خالدة في البطولة والشجاعة، وأن يسجل نصرا مؤزرا كان له الفضل في تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر. استطاع الجيش المصري وهو يردد هتاف المجد (الله أكبر) أن يجتاز قناة السويس، وهي مانع مائي صناعي عرضه مابين 180 – 200 م، أنشأ اليهود على ضفته الشرقية سدا ترابيا بارتفاع يصل إلى 20 مترا، مما يجعل من المستحيل عبور أية مركبة برمائية إلى الشاطئ الآخر إلا بعد إزالة هذا السد. وعلى طول السد الترابي بنى الإسرائيليون خطا دفاعيا قويا أطلقوا عليه خط بارليف ، وكان يتكون من 35 حصنا. كانت هذه الحصون مدفونة في الأرض وذات أسقف قوية تجعلها قادرة على أن تتحمل قصف المدفعية الثقيلة دون أن تتأثر بذلك. وكان يحيط بها حقول ألغام وأسلاك كثيفة. وما بين هذه الحصون كان هناك مرابض نيران للدبابات بمعدل مربض كل 100 متر.

وزيادة على كل هذه الموانع، أدخل الإسرائيليون سلاحا جديدا رهيبا هو النيران المشتعلة فوق الماء لكي تحرق كل من يحاول عبور القناة(المصدر السابق (ص-41)).

هذا هو خط بارليف الذي كانت تفاخر إسرائيل بقوته.. وتتحدى به القوات المصرية وتعلن أن اختراقه يحتاج إلى تعاون سلاح المهندسين الروسي والأمريكي إلى جانب سلاح الهندسة المصري !

ومع ذلك فقد حطمه الجندي المصري الشجاع، فبحلول الساعة الثامنة من صباح يوم الأحد 18 أكتوبر 1973م كانت القوات المصرية قد حققت نجاحا حاسما في معركة القنال. عبرت فيه أصعب مانع مائي في العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعة. وهو رقم قياسي لم تحققه أية عملية عبور في تاريخ البشرية. وقد تم بأقل خسائر ممكنة. فقد بلغت الخسائر: 5 طائرات و20 دبابة و 80 شهيدا، مقابل 30 طائرة و 300 دبابة وعدة آلاف من القتلى للعدو الذي خسر كذلك خط بارليف بكامله. وأصبحت أسطورة خط بارليف الذي كان يتغنى بها الإسرائيليون في خبر كان(المصدر السابق (ص- 235)).

ثغرة الدفرسوار

بعد أن حطمت القوات المصرية الهجمات المضادة للعدو.. أصرت القيادة السياسية المصرية على تقدم الجيش نحو المضائق. وعلى الرغم من اعتراض رئيس أركان الجيش الفريق الشاذلي الذي قاد المعركة منذ بدايتها.. إلا أن الأمر نفذ وكانت نكسة خطيرة لعب فيها الطيران المعادي دورا خطيرا حطم في ساعات أكثر من 250 دبابة… فقد خلا له الجو.. وبدأ يدمر المدرعات التي لا يحميها شيء.

هذا الخطأ أدى إلى خطأ آخر.. وهو الاضطرار إلى دفع قوة الاحتياطي الاستراتيجي إلى شرق القناة لتعويض الخسائر.. فأدى ذلك إلى خلخلة القوة وأصبح الموقف مثاليا لكي يقوم العدو بمحاولة لاختراق مواقعنا.

وبالفعل فقد تسللت قوات العدو إلى غرب القناة من منطقة الدفرسوار واستطاعت أن تقصف الصواريخ المضادة في غرب القناة مما جعل الطيران المعادي حرا في اختراق أجوائنا، وأن تطوق الجيش الثالث مما جعله أسيرا في يد العدو.. يفرض العدو علينا أقسى الشروط مقابل تموينه، لم يكن أقلها إلغاء الحظر البترولي الذي فرضته الدول البترولية على أمريكا وحلفائها.

وتقدمت قوات العدو في الاتجاهين نحو السويس فحاصرتها وميناء الادبية فحطمتها ونحو الإسماعيلية. وهكذا تضيع الانتصارات العظيمة أمام رغبة القيادات الغبية التي تطلب الشهرة أكثر مما تطلب النصر.

اتفاقية فض الاشتباك

في 18 يناير 1974م تم التوقيع على الاتفاقية الأولى لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل وكانت بنودها كما يلي:

1- تقوم إسرائيل بسحب قواتها إلى مسافة 30 كم شرق القناة.

2- تسحب مصر قواتها شرق القناة باستثناء قوة رمزية (7000جندي).

3- تفصل قوات الأمم المتحدة بين الفريقين.

وهذه النهاية نستطيع أن نصفها بحرب مشرفة تنتهي بمأساة.. (المصدر السابق (ص- 235))

الجبهة السورية

أما على الجبهة السورية فقد حققت القوات السورية نصرا مؤزرا في الأيام الأولى للحرب استطاعت فيها السيطرة على كامل منطقة الجولان وجبل الشيخ التي كانت إسرائيل احتلتها عام 1967م.. وصلت هذه القوات إلى بحيرة طبريا، وشعرت إسرائيل بالخطر يقترب منها مع تحطم كل دبابة تزج بها في المعركة.. ولهذا قررت القيادة الإسرائيلية تركيز الحرب على الجبهة السورية.. وركز الطيران وأفضل قوات الاحتياط في هذه الجبهة واستطاعت من خلال بعض القيادات السورية المتهاونة التي قدمت فيما بعد للمحاكمة وتم إعدامها.. أن تستعيد المواقع التي خسرتها.. وأن تتقدم ليصبح الطريق إلى دمشق سالكا أمامها.

حرب أكتوبر 1973م في الميزان

ركز الكتاب الإسرائيليون كثيرا على هذه الحرب.. واعتبروها من أخطر الحروب التي خاضتها إسرائيل.. وبالرغم من أن النتائج النهائية للحرب كانت متواضعة.. أو بعبارة أخرى أن العرب لم يحققوا فيها النصر المطلوب.. إلا أن الصحيح أن إسرائيل لم تنتصر أيضا بل كانت أقرب إلى الهزيمة.. وبالطبع فهناك فرق كبير بين هزيمة العرب وبين هزيمة إسرائيل في نهاية المطاف.

أهم الأمور التي مكنت العرب من تسجيل النصر النسبي على اسرائيل.. هي

1- انتشت إسرائيل بنصرها عام 1967م.. إلى درجة أنها لم تعد تصدق أن العرب بإمكانهم محاربتها.. فلما وصلت استخباراتهم العسكرية بعض المعلومات عن الاستعدادات المصرية أو السورية استبعدوها ولسان حالهم يقول: هل يجرأ العرب على فعلها ؟

2- هذه الحرب هي الوحيدة التي اعترفت إسرائيل بأن العرب خططوا لها وأنهم لم يتركوا أمرا للصدفة.. وأن الدهاء العربي تغلب على الذكاء اليهودي(زلزال في اكتوبر – زئيف شيف). وأنهم كسروا في هذه الحرب حاجز الخوف الذي كان يتنامى في النفس العربية منذ حروبهم الفاشلة في 1948م و1956م و1967م.

3- في هذه الحرب عبر المصريون وحطموا خط بارليف وهم يهتفون الله أكبر وفي جيب كل واحد منهم كراس عقيدتنا الدينية طريقنا للنصر من تأليف رئيس الأركان سعد الدين الشاذلي. عبروا القناة وهي أصعب مانع مائي في العالم وحطموا خط بارليف في 18 ساعة..

4- وفي هذه الحرب انهارت القيادات الإسرائيلية العسكرية منها والسياسية.. ومع انهيارهم أدركوا أن مؤسسة جيشهم التي ظنوا أنها لا تقهر.. قد تعرضت للفساد والانهيار الخلقي الذي أصاب مجمل الشعب اليهودي.

5- وفي هذه الحرب ثبت لإسرائيل.. وكذلك أدرك الجندي المصري والسوري مدى صلابته وقدرته وتفوقه في القتال على عدوه.. وأن تساوي الظروف والتسليح يجعله الأعلى.

6- في هذه الحرب ظهر معدن المقاتل المصري من أبناء الشعب.. فحين حاول الإسرائيليون احتلال مدينة السويس دفعوا ثمنا باهظا لهذه المحاولة وانسحبوا بعد ذلك مذمومين مدحورين.

7- وأخيرا فإن هذه الحرب التي بدأت بداية مشرفة وانتهت بكثير من الأخطاء.. كان يمكن أن تشكل علامة فارقة تضع حدا لعهدين.. عهد وجود إسرائيل وعهد غيابها.

قرار مجلس الأمن الدولي رقم 338

بعد التفاهم الأمريكي السوفياتي، دعي مجلس الأمن الدولي للاجتماع في 22 اكتوبر 1973م وبعد مداولات اتخذ قراره رقم 338 التالي نصه:

أولا: يدعو جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار وأي نشاط عسكري فورا،  على أن يتم هذا القرار في المواقع التي تحتلها هذه الأطراف الآن.

ثانيا: يدعوا الأطراف المعنية إلى البدء مباشرة، بعد وقف إطلاق النار، بتنفيذ   قرار مجلس الأمن رقم 242 بجميع فقراته.

ثالثا: يقرر وجوب بدء مفاوضات فورية، وفي الوقت ذاته يتم فيه وقف إطلاق النار وتحت رعاية مناسبة، بغية تحقيق سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط.

مؤتمر جنيف

في 21/12/1973م في قصر الأمم بجنيف، المقر الأوروبي للأمم المتحدة، تم افتتاح المؤتمر الذي ضم وفود: الأمم المتحدة وأمريكا وروسيا وإسرائيل ومصر والأردن.. بينما امتنعت سوريا عن الحضور.

لعب كيسنجر وزير خارجية أمريكا اليهودي المتعصب دورا رئيسا في هذا المؤتمر.. من أهم نتائج مؤتمر جنيف كان: اتفاق فصل القوات بين مصر وإسرائيل على أن تنسحب القوات الإسرائيلية 30 كم إلى داخل سيناء وأن يبقى المصريون على الضفة الشرقية للقناة على مسافة (8-9) كم. وأن تفصل قوات الأمم المتحدة بين الفريقين.

 
Leave a comment

Posted by on October 1, 2010 in خواطر سياسية