أجرى موقع هدى الإسلام مع المهندس مصطفى محمد الطحان الأمين العام لاتحاد المنظمات الطلابية المقابلة التالية:
1- كيف تنظر إلى واقع العالم الإسلامي
أنظر إلى واقع العالم الإسلامي نظرة متفائلة.. وإذا كانت الأوضاع الحالية التي تسود معظم مناطق المسلمين وبلدانهم تدعو للأسف والتشاؤم.. إلا أن الصحوة الإسلامية تتعاظم في معظم هـذه البلدان.
وإذا نظرنا إلى أوروبا التي تولت كبر الحرب على الإسلام.. من احتلال مصر من قبل نابليون.. وتوجهه بعد مصر إلى فلسطين.. ومن هناك وجه رسالة إلى اليهود في العالم قال فيها: إن الإرادة الإلهية بعثت به إلى هذا المكان لإقامة دولة لليهود في فلسطين.
والحرب العالمية الأولى عام 1914م.. كانت ومعها مؤتمر كامبل الذي عقد في إنكلترا عام 1905م، وسايكس بيكو عام 1916م، ووعد بلفور عام 1917م.. لم تكن سوى تنفيذا لمقررات المؤتمر الصهيوني الأول والثاني اللذين عقدا في بازل في سويسرا في عام 1897م و1898م..
ومن أجل وصول اليهود إلى أهدافهم.. قامت الثورة البلشفية في روسيا، والثورة الفرنسية، اللتين لعب فيهما اليهود دورا اساسياً.. تحولت بعدها أوروبا من دول تطالب اليهود بالتنصر أو مغادرة أوروبا.. إلى دول تعادي العالم الإسلامي وتعمل على احتلاله وتقسيمه.. ومن ثم إحداث طبقة علمانية مجردة من كل معاني العروبة والإسلام تتحكم برقاب المسلمين.. في معظم أقطار المسلمين. ومازالت هذه الطبقة تتحكم برقاب المسلمين في دولهم.. أحياناً يطلق على هؤلاء القادة أبطال اليسار.. وأحيانا أبطال القومية.. وأحيانا ملك الملوك.. ومهما تعددت الأسماء والصفات، فهم في الأخير عملاء من صنع المدرسة الغربية. هذه المدرسة وهؤلاء الحكام هم المسؤولون عن كل العجز وعن كل التخلف وعن كل السجون التي ألقي فيها أشرف الناس وأكرمهم.. الذين كتب في سجلاتهم.. عندما تنتهي مدة السجن يحولون إلى المعتقل..
أمام هذه الصورة الشائهة.. فهناك صورة أخرى..
صورة الحركات الإسلامية الواعية التي تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة..
هذه الحركات التي تحملت من العنف والإرهاق ما لا يطاق، ومع ذلك صبروا وصابروا.. وبالتالي فقد انحازت إليهم الجماهير.
ليس هذا المشهد في مصر فقط.. وإنما في كل ديار المسلمين بدون استثناء.. ولا أستطيع أن أضرب الأمثال.. فيطول الموضوع.. ولكني أكتفي بمثالين:
أوضاع الحركة الإسلامية في مصر.. وفي تركيا.. وفي القوقاز.. وفي كل البلدان الإسلامية.. التي ظن أعداء الإسلام.. أن الإسلام قد انتهى فيها.. وإذا به يعود حياً كما بدأ، فالإسلام لا يموت.. وله رب يحميه.
2- أوضاع الأقليات المسلمة
لا شك أن أوضاع الأقليات المسلمة صعب في الوقت الحاضر.. ولكنه يتقدم في كل يوم.. وإذا قرأنا بعض الكتب التي كتبها الأوروبيون والأمريكان عن الإسلاموفوبيا.. لأدركنا أن هؤلاء البرابرة بدأوا يخشون الإسلام.. ولقد كتب غراهام فولر كتابا مهما عن المسلمين في الغرب.. فقال: ليست المشكلة في الإسلام.. بل المشكلة في أعداد المسلمين التي تتزايد في كل مكان.. وصدق نبينا العظيم عندما قال: سيبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار.
3- العداء بين الأنظمة والحركات
الأنظمة القائمة في معظم بلدان العالم الإسلامي.. صنعها الغرب على عينه.. ولهذا فهي تعادي الإسلام.. وينطقون كما ينطق أسيادهم.
سأل التلفزيون التركي عصمت أنينو وكان رئيس الجانب التركي في مفاوضات لوزان، عن انطباعاته عن مؤتمر لوزان فقال: كروزون (رئيس الدبلوماسية البريطانية) قال لي: لقد خرجنا من الحرب العالمية الأولى متعبين، وقضيتنا معكم هو الإسلام.. فإذا تنازلتم عنه.. أعطينا تركيا استقلالها وانسحبنا من بلادكم..
وبالفعل فقد تنازلوا عن الإسلام وعقد مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة مؤتمرا صحفيا.. قال فيه: نحن لا نحتاج إلى الله فليرحل عن بلادنا. وبهذه الهوية استلموا الحكم.. وجاء بعض المغفلين العرب ليقول: يا خالد الترك جدد خالد العرب..
أما أن الحركة الإسلامية تمتلك مشروعاً.. فاي المشاريع الأخرى الرأسمالية أم الشيوعية أم الناصرية أم البعثية أم العلمانية الليبرالية نجحت..
وإذا كان الإسلام (صبغة الله) لا يملك مشروعاً.. فمن غيره يملك؟
منذ أكثر من 60 سنة تعاني الحركة الإسلامية في مصر الاضطهاد والإرهاب والقتل.. فهل كان بإمكان أفرادها أن يصبروا ويحتسبوا وينشطوا ويتوسعوا لو كان مشروعهم مزيفاً؟
4- هل مازال المشروع القائم في تركيا صالحا لتقديمه للآخرين كصورة للإسلام المعتدل الذي تروج له أمريكا والغرب؟
قد تتغير بعض الظروف، وقد تستجد بعض المواقف.. إلا أن حقيقة الموضوع مازالت كما كانت. من يريد أن يطلع على المزيد عن هذا الموضوع فليقرأ ما كتبه الأمريكان عندما تسأءلوا لماذا أسقطنا اربكان؟
وفي تحليلهم وإجاباتهم على هذا السؤال.. تتضح القضية لمن يريد.
5- قضية فلسطين..
هي أم القضايا.. واليهود هم القوة المهيمنة في الوقت الحاضر.. وحكامنا خاضعين لهذه الهيمنة.
أرسل الإمام حسن البنا برقية إلى الجامعة العربية وكان تعقد اجتماعها في عالية في لبنان عام 1947م.. اجتمع العرب يومها لبحث قضية فلسطين.. فقال النقراشي أنا رئيس وزراء مصر ولست رئيس فلسطين.. يومها بعث الإمام الشهيد حسن البنا برقية إلى المؤتمر جاء فيها: نحن الذين سنرسل 10 آلاف مجاهد ليحرروا فلسطين.. وبعد أن سجل هؤلاء الشباب المجاهد أروع صور البطولة.. جاءت أوامر الملك فاروق بإخراج المجاهدين من فلسطين، ووضعوهم في صحراء سيناء تحيط بهم الأسلاك الشائكة.. هذه القضية تلخص قضية الحكام مع فلسطين.. وتلخص طريقة تحريرها.
وأرجو أن لا يظن أحد أن حكام اليوم أفضل من فاروق!
6- أما سؤالك عن اتحاد المنظمات الطلابية، فقد نشأ قبل أكثر من عشرين سنة.. سبقه الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية (الإفسو) الذي تأسس عام 1969م.
ولاتحاد المنظمات الطلابية دور ثقافي يقدم الإسلام للطالب بشكل مبسط، بعيدا عن العنف، والدعوة لا تكون إلا بالتي هي أحسن.
الكلمة اليوم للإسلام في مجال الأحزاب.. ومجال الجماعات.. وفي مجال الطلاب.. وكما قال سيد قطب (رحمه الله) الذين يتهمونه بالإرهاب هذه الأيام: إن المستقبل للإسلام.
7- بعد أحداث سبتمبر.. توقفنا عن العمل بعض الوقت.. ثم تذاكرنا بالأمر.. وكتبنا كتاباً بعنوان وماذا بعد أحداث سبتمبر؟ (أبعثه لكم مع هذه الأسئلة) رأينا أن مهمتنا أصبحت أكثر ضرورة من قبل.. فعدنا إلى العمل بزخم أكبر.. عدنا وكان العود أحمد.
8- الصد الأكبر الذي نواجهه من دول العالم العربي.. فالغرب عنده تقاليد تمنعه من الصد المباشر.. وماله وذاك إذا كان عنده من يقوم عنه بهذه المهمة.
مصطفى محمد الطحان
22/2/2010م