RSS

Monthly Archives: April 2011

أيام (سايكس بيكو) الأخيرة

إعادة رسم خريطة المنطقة

يبدو أن الخريطة الإقليميَّة لمنطقة الشرق الأوسط ستشهد إعادة ترسيم، بعد اندلاع الانتفاضات الشعبيَّة من أجل الحصول على الحرية, بما يبتعد كل البعد عن اتفاقية سايكس بيكو (1916) وغيرها من الاتفاقات, التي تقسِّم منطقة الشرق الأوسط إلى دول منفصلة.

هذا عن الأخبار الجيدة، أما الأخبار السيئة فتكمن في احتماليَّة أن تشهد خريطة الشرق الأوسط في السنوات المقبلة دولا جديدة مثل جنوب السودان وكردستان وفلسطين، وربما برقة أيضًا في شرق ليبيا, والصحراء الغربيَّة في المغرب, وجنوب اليمن, بل من الممكن أن تنقسم سوريا إلى ثلاث دول للسنة, والعلويين، والدروز، وبالطبع تراقب إسرائيل عن كثب هذا التشرذم والانقسام وكيفيَّة الاستفادة منه؛ ذلك أن السياسة الخارجيَّة الإسرائيليَّة, حتى قبل قيام الدولة, كانت تتكئ دومًا على اصطناع وإذكاء روح المشاحنة بين الدول العربيَّة ونظيراتها الإسلاميَّة المجاورة، وحدوث انقسامات أكثر في المستقبل يعني سهولة المناورة بالنسبة لإسرائيل.

بيدَ أن إسرائيل والغرب مرتاعان فعلا مما يحدث في البلدان العربيَّة من ثورات وانتفاضات شعبية، قد تُفضي في النهاية إلى زوال كثير من عملائهما في المنطقة؛ لذا سارع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إلى تحذير من أن “التغييرات الجذريَّة في العالم العربي تتطلَّب بذل كل الجهود الممكنة لتجديد محادثات السلام على الفور”!

لكن الغرب وصنيعته – إسرائيل- ينظرون إلى تداعيات هذه الثورات، وغيرها من الأحداث التي شهدتها المنطقة في العقد الأخير, آملين أن تزيد من انقسام الدول العربيَّة والإسلاميَّة إلى دويلات ومن ثم إضعاف شوكتها، راجين أن يتمَّ رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط في القرن 21 بشكلٍ مختلف, سواء عن طريق الحروب أو الانقسامات, يكمل ما بدأه الغزو الأمريكي للعراق قبل ثماني سنوات, حيث استطاع أن يسحق النظام المركزي, ويكون مناطق عرقيَّة متنازعة بدلا منه, وما حدث مؤخرًا من استفتاء على تقسيم السودان إلى دولتين في الشمال والجنوب.

في كتابه الجديد “كيفيَّة إدارة العالم” والذي نشر قبل ثورتي تونس ومصر, توقع باراج خانا, الباحث في مؤسسة أمريكا الجديدة, أن العالم سيضمُّ 300  دولة مستقلة, ذات سيادة في العقود القليلة المقبلة, في مقابل حوالي 200 دولة في الوقت الراهن, حيث يلاحظ “أن العديد من الدول التي تخلَّصت من الاستعمار تشهد منذ استقلالها نموًّا سكانيًّا لا يمكن السيطرة عليه, وتعاني من الدكتاتوريات الفاسدة والقمعيَّة, وتفكك البنى التحتيَّة والمؤسسات, كما تشهد استقطابا عرقيًّا أو طائفيًّا”, ويمكن أن تنطبق الأسباب ذاتها لتفسير التقلبات الحالية في الدول العربيَّة.

الإسلام اليوم 16/4/2011م

 

صحيفة: زوجة زين العابدين بن علي عميلة للموساد

ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أن عبد الرحمن سوبير الحارس الشخصي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي خرج عن صمته مرة أخرى وكشف من خلال “الفيسبوك” حقائق خطيرة عن العهد السابق للرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

وحسب ما جاء في “الشهادة الالكترونية” قال سوبير “ليلى بن علي جندت عميلين بالمخابرات التونسية سنة 1991 لاغتيال رجل أعمال تونسي كان من الأصدقاء المقربين من بن علي والذي عارض بشدة زواجه منها”.

وأضاف: “صهر الرئيس المخلوع كان وراء مقتل طفلة لم تتجاوز الأربع سنوات من العمر سنة 1992 بمنطقة الرديف، والتي أثبتت تحقيقات أمن الدولة حينها من خلال تقرير سلمه علي السرياطي إلى جهاز أمن الدولة أن القاتل كان شخصا مكلفا من طرف صهر الرئيس المخلوع بذبح الفتاة”.

وكشف سوبير معلومات جديدة عن وجود كنوز أخرى موجودة بقصر قرطاج أكثر بكثير مما تم العثور عليه سابقًا، مؤكدًا أن هذه الكنوز مجموعة من الأوسمة الموشحة بالذهب والياقوت.

وقال الحارس الشخصي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي: “هذه الكنوز كان يقع تجميعها من طرف ليلى وشقيقها بلحسن، إضافة إلى أسرار عن محمد العربي المحجوبي المعروف باسم الشاذلي الحامي الذي كان يشغل منصب كاتب دولة لدى وزير الداخلية سنة 1990 بتهمة التواطؤ والتخابر مع الموساد”، مشيرًا إلى أن تلك العملية كانت وهمية ومفتعلة من قبل بن علي وزوجته لتهدئة الرأي العام التونسي.

وأضاف: “بن علي وليلى الطرابلسي متواطئان مع إسرائيل، وإن ليلى عميلة للموساد ولها يد في عديد الاغتيالات التي استهدفت القادة الفلسطينيين في تونس”.

يشار إلى أن تونس شهدت اغتيال عدد من قادة منظمة التحرير من أبزرهم ابو جهاد خليل الوزير، التي اغتالته فرقة صهيونية خاصة قادها وزير الحرب الحالي ايهود باراك.

مفكرة الإسلام 17/4/2011م

 

حفيد محمد نجيب:عبد الناصر الأكثر ظلما لجدي والسادات شوه صورته ومبارك طردنا

كشف محمد يوسف محمد نجيب حفيد الرئيس الراحل محمد نجيب أنه منذ وفاة جده عام 1984طردت عائلته من المنزل الذي كان مخصصا لهم فى المرج والتى عاش فيها نجيب منذ تحديد اقامته بعد خروجه من الحكم، وكانت عملية الطرد فى نفس اليوم الذي أقيمت فيه الجنازة العسكرية وتشييع جثمان جده وفى نفس اللحظة كان يتم طرده وشقيقته من المنزل عن طريق قوات من الأمن المركزي بطريقة مهينة جدا وتركوا فى الشارع حتى عودة أسرته من الجنازة، ولفت يوسف إلي أن والده وجده لأمه اختفيا بعد وفاة جده لأبيه “محمد نجيب “بيومين ولم يعرفا مكانهما علي الاطلاق وخلال الفترة من 1985 حتى 1999 عاشوا فى شقة فقيرة منعوا فيها من الاختلاط بالناس أو تعريفهم بأنهم من اسرة الرئيس الراحل.

الرئيس الراحل محمد نجيب

وأضاف حفيد أول رئيس لمصر أن الرئيس السابق مبارك لم يذكر اسم جده منذ توليه الحكم حتى أن جمال عبدالناصر حذف اسم جده من كافة سجلات الحياة وقت حكمه وكان يعتقل كل من يذكر اسم محمد نجيب، فيما قرر الرئيس السادات رفع قرار حظر الاقامة عليه رغم أنه سبق وشارك فى تشويه صورة نجيب عند الشعب المصري بعد تولي عبدالناصر الحكم، وقال أنه لا يوجد أى رئيس مصري أعطي لجده حقه الاعلامي والسياسي.

وأكد حفيد محمد نجيب أن غالبية عائلته من الضباط أحيلوا الى المعاش بعد تحديد اقامة جده فكان عبدالناصر هو أكثر من ظلم جده.

وأضاف حفيد محمد نجيب أنه حتي الان لا يعرف سبب المعاملة السيئة التى يتعرض لها وأسرته رغم أن جده لم يكن خائنا لبلده ولم يضرها ولم يسرق أموالها،وطالب بأن يتم التعامل مع جده بنفس الطريقة التى يتم التعامل بها مع رؤساء الجمهورية بالاحتفال بذكري وفاتهم أو ميلادهم الى جانب المنزل الذي كانوا يعيشون فيه والذي لا يزال خال حتي الأن لابد أن يعود الى أسرة محمد نجيب ليكون منزل عائلة أول رئيس فى مصر، والحصول على المخصصات المالية التى تخصص لأسرة أى رئيس جمهورية سابق.

وأكد حفيد نجيب أن الشخص الوحيد الذي وقف الى جوار أسرة الرئيس الراحل كان المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع الحالي.

الدستور 23/3/2011م

 

عبد المنعم أبو الفتوح والإخوان

مصطفى محمد الطحان

تناولت الصحف في الآونة الأخيرة بعض تصريحات الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي في جماعة الإخوان المسلمين.. تناول فيها الجماعة التي نشأ وتسنم فيها مواقع قيادية.. ولقد عرفته في بعض المؤتمرات التي التقيته فيها.. فاستغربت لهذه المواقف الأخيرة التي اتخذها.

ففي الندوة التي انعقدت بمكتبة الاسكندرية في 23 مارس 2011م قال الدكتور أبو الفتوح: على مستويات الإدارة في الإخوان أن تستقيل، وأن تعاد الانتخابات بشكل شفاف وتحت سمع وبصر المجتمع من الناحية المالية والإدارية.. وتوقع أن الإسلاميين قد يحصلون على 70% من المقاعد البرلمانية، بفصائلهم المختلفة.. أما الإخوان فلن يحصلوا على أكثر من 20% من المقاعد إذا كانت الانتخابات نزيهة.

عبد المنعم أبو الفتوح

وأعلن أنه لن ينضم إلى حزب الحرية والعدالة الذي تعتزم الجماعة تأسيسه.. وأنه عرضت عليه رئاسة ستة أحزاب حتى الآن.. رغم أنه يعتز بحزب النهضة الذي أسسه الدكتور إبراهيم الزعفراني القيادي في حركة الإخوان.

ولم يقبل الأخ ابو الفتوح رأي المرشد العام للإخوان الذي قال: إن أي أخ ينضم إلى حزب لا يتبع الإخوان سيتم فصله من الجماعة.

وقال الدكتور عبد المنعم: إن آراءه تتعارض مع بعض مسؤولي الإخوان.. إلا أنه يمثل فيها جمهور الإخوان وإن لم يمثل الإدارة العليا للجماعة.

وأدلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بدلوها في هذا الموضوع.. فقالت تحت عنوان (حالة تمزق خطيرة) تضرب جماعة الإخوان المسلمين، بدأت بعد وقت قصير من توقف المظاهرات الضخمة بميدان التحرير.. يقف على رأس تلك المجموعة د. عبد المنعم أبو الفتوح ود. إبراهيم الزعفراني. ولفتت الصحيفة إلى أن تلك ليست المرة الأولى التي يحدث فيها صدام وانقسام في الرأي في صفوف الإخوان، فمنذ تأسيسها عام 1928م على يد حسن البنا عرفت تلك الجماعة انقسامات شتى، مثل جماعة التكفير والهجرة، وحزب الوسط، وغيره.

واختتمت الصحيفة أنه في غضون ذلك يحاول الحزب الوطني التابع للنظام المصري السابق إظهار عضلاته وقوته من خلال إنشاء صفحات إلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك معلنين فتح صفحة جديدة مع المواطنين، ووفق لما هو منشور على الفيسبوك، فإن الحزب الوطني يأمل في تجميع أغلبية تسانده في الانتخابات المقبلة خاصة في مناطق مثل سوهاج والمنيا وأسيوط بصعيد مصر، موضحاً في تقريره أن رجال الوطني يعتمدون في مسلكهم هذا على صعوبة انضمام أحزاب المعارضة في الوقت القصير المتبقى على الانتخابات علاوة على أخذهم بحقيقة هامة وهي أن جزءا كبيرا من الأجهزة الحكومية وغالبية الإدارات التي تتعامل مع المواطنين ما زالت تدعمهم، أي تدعم رجال الوطني.

ولا بأس أن ننشر هنا بعض الحوادث التاريخية التي واجهها الإخوان المسلمون في الماضي، فقد يكون في استذكارها عبرة.

وسائل محاربة الجماعة

نبه الإنكليز ومعهم الأحزاب الفاسدة الحكومات في مصر إلى خطورة دعوة الإخوان في وقت مبكر.. فقد كان موقفهم من القضية الوطنية واضحاً لا غموض فيه ولا مساومة.. وموقفهم من اليهود وقضية فلسطين في رأس اهتماماتهم.. ولهذا أعلنوا الحرب على الجماعة.. أحياناً بشكل علني وأحياناً بطرق غير منظورة.. وكان على رأس وسائلهم:

1- البوليس السياسي الذي لم يكن يعمل لحساب الحكومة المصرية وحدها.. بل إن صلته بالضباط الإنكليز كانت أقوى وأظهر. ولقد نال الإخوان من مضايقات البوليس السياسي الشيء الكثير.

2-   إنشاء جمعيات تحمل أسماء لامعة مهمتها حرب الإخوان، مثل جمعية الإصلاح الاجتماعي وجمعية إخوان الحرية وغيرها.

3-   محاربة الإعلام الإخواني بتهديد كل من يكتب، وتهديد المطابع، وتهديد شركات التوزيع.

4-   محاولة تصديع البناء الداخلي للإخوان وهو أخطر هذه الوسائل.

وأهم حلقة في هذا التآمر الداخلي ما يتعلق بالأستاذ أحمد السكري وكيل الجماعة.. والأستاذ السكري كفاءة لا شك فيها، وهو رجل نشأ في أحضان التصوف وتربى في البيئة التي تربى فيها الأستاذ المرشد حسن البنا في المحمودية.. وكان ذا مواهب يغبط عليها فهو خطيب مطبوع، وذو قوام فارع وسمت جميل وهندام جذاب، ومع أن دراسته لم تتجاوز الثانوية إلا انه كان ذا ثقافة واسعة.. ولننقل بعض ما جاء في مذكرات الإمام حسن البنا حول السكري، يقول: (إنه قائد موهوب ولكنه منصرف بهذه القيادة وهذه المواهب إلى السفاسف، مسرف في وقته لا يقدر له قيمة، قلبه مملوء بأوهام لا حقيقة لها، ومنصرف إلى ناحية لا تثمر إلا العناء، فالاعتماد عليه ضرب من المخاطرة العقيمة.

والأخ الشيخ.. له أساليبه الخاصة به، وهو ينظر إليّ كأخ زميل، فلا يصغي لآرائي إلا قليلاً ومن هذه الناحية يكون توحيد الفكر ضرباً من التعسر، فالاعتماد عليه مخاطرة كذلك)( مذكرات الدعوة والداعية- حسن البنا).

ولقد سألت(المؤلف) أحد معاصري هذه الفتنة (ممن يوثق بحديثهم) فأضاف المزيد إلى ما ذكره الإمام المرشد.. قال: كان السكري يتملق الكبار والإخوان يكرهون التملق، وكان يحاول أن يظهر بمظهر الآمر الناهي وليس ذلك من خلق الإخوان. وعندما بدأ الإمام البنا يفوض بعض القضايا للأستاذ عبد الحكيم عابدين، اعتبر السكري ذلك تعدياً على اختصاصاته.. وبدت بوادر التمرد تلوح في الأفق.. واجتمعت الهيئة التأسيسية مرة في 13 مارس 1947م ومرة ثانية فــي 9 يوليو 1947م للفصل في هذا الأمر.. وكان الأمر واضحاً بعد عرض الأدلة.. فاعتذر السكري للجماعة وجدد بيعته للإمام المرشد.

ولم يكد الاجتماع ينفض وأعضاء الهيئة التأسيسية يصلون إلى مناطقهم حتى أعلن السكري استقالته من الإخوان، وبدأ يكتب في صحيفة الوفد سلسلة من المقالات يهاجم فيها الإخوان.. والإمام البنا.. تحت عنوان: كيف انحرف حسن البنا بالجماعة.

ولقد شغلت الأحداث، التي تمثلت بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947م بتقسيم فلسطين، والتعبئة التي أعلنتها الجماعة لدخول المعركة، شغلت الإخوان عن متابعة قضية السكري والآخرين الذين حاولوا في أحلك الظروف قصم ظهر الدعوة من الداخل.

5- بين الإخوان والوفد، في أعقاب سقوط حكومة صدقي باشا، برزت جماعة الإخوان كقوة حقيقية توجه الأحداث في مصر.. ولقد جرّ عليها ذلك ويلات من كل جانب. أحسّ الإنكليز بزعزعة وجودهم في مصر.. وأحسّ الملك فاروق أنه بمواجهة هيئة وطنية لا تساوم على مبادئها.. وأحسّ الوفد أكثر من غيره بأن مركزه الشعبي أصبح في خطر.. واقتنعت قيادات الوفد بأن خطورة الإخوان المسلمين عليه تفوق خطورة كل أعدائه، لأنها تنازعه الزعامة الشعبية التي هي رأس ماله. وأصدر الوفد جريدتين هما الوفد المصري وصوت الأمة وليس لهما من مهمة سوى التشنيع على الإخوان.. (واستغلت جريدة صوت الأمة قضية أحمد السكري وانفصـاله عـن الجماعة.. فنشرت له سلسلة من المقالات التي تهاجم الجماعة وتزعم أن الجماعة تتهاوى!).

لم تكن خسائر الإخوان من جراء هذه الحملة الشرسة ذات بال، فقد خرج من الجماعة عدد محدود من الأفراد.. كان وجودهم ضاراً بالجماعة..

وبدأ التوتر يتصاعد بين الإخوان وحزب الوفد منذ 21 فبراير 1946م، عندما أصرّ الإخوان أن تكون لهم تحركاتهم ومواقفهم المستقلة في التحرك الذي سمي يوم الجلاء ووحدة وادي النيل.. وأعلن مكتب الإرشاد في 21 مارس 1946م أنه لن يشترك مع أية هيئة أو حزب أو جماعة في تشكيلات أو لجان لا تحمل طابع الوحدة الكاملة الحقيقية لجميع الهيئات التي تمثل الشعب (خاصة وقد كانت اللجنة الوطنية التي أعلن الوفد عن تشكيلها كانت بقيادة الحزب الشيوعي (حدتو) والوفديين اليساريين).

في 17 أبريل انهارت العلاقات بشكل تام.. ووصل التوتر ذروته، وفي 6 يوليو 1946م اصطدم الإخوان مع الوفديين في بورسعيد. ورد الوفديون بمهاجمة المركز العام والنادي الرياضي وحرقوهما، وحوصر المرشد العام في أحد المساجد.. وطالب الوفد حكومة صدقي بحلّ فرق جوالة الإخوان ووضع حدّ لأعمال العنف الفاشية التي يرتكبونها(الحركات السياسية في مصر- طارق البشرى، ص- 108).

على إثر توقيع اتفاقية صدقي – بيفن، ومواجهتها برفض وطني شامل.. حاول الوفد تشكيل لجنة اتصال تضم كافة الهيئات السياسية المعارضة للاتفاقية بغية إسقاطها.. ومثّل الإخوان في هذه اللجنة الدكتور حسن إبراهيم وأحمد السكري.

وعندما عاد الإمام حسن البنا من رحلة الحج حيث عقد هناك نوعاً من مؤتمر إسلامي مصغر مع ممثلي الفروع الإخوانية والمتآخية(الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية- إسحاق موسى الحسيني، ص- 137).. عرضت عليه أعمال هذه اللجنة.. فـدعا الإمام حسن البنا الهيئة التأسيسية إلى اجتماع طارئ، وعرض عليهم الاتفاق فأقروه واشترطوا عدة شروط ملزمة للجنة وهي:

* أن يتعهد الوفد بعدم التفاوض مع الإنكليز إذا استلم الحكم إلا بعد أن يسلموا بالجلاء الناجز عن وادي النيل وبوحدته الحقيقية (أي وحدة مصر والسودان).

* أن يستلهم روح الإسلام في كل الأوضاع الاجتماعية إذا ما عاد الوفد إلى الحكم.

* أن يساهم في صندوق للجهاد يشارك فيه الجميع.

لقد أبطلت هذه الشروط الملزمة.. مكر الوفد الذي كان من الناحية العملية يكتل القوى إلى جانبه ليتسلم الحكم بعد إسقاط حكومة صدقي.

6- الفتنة الطائفية، في هذه المرحلة الحرجة لجأ الإنكليز إلى أساليبهم الخسيسة، فهاجموا بعض الكنائس والمعابد، وتولت الصحافة الأجنبية إلصاق هذه الاعتداءات بالإخوان المسلمين(جريدة فيلادلفيا تريبيون (25/5/1947))، وقد ثبت أن هذه الأحداث كانت من تدبير الإنكليز. الأمر الذي أوقع الحكومة المدعومة من الإنكليز بشر أعمالها.

7-   إعلان الأحكام العرفية، كانت الأوضاع في داخل مصر في غاية الخطورة..

*  فالأحزاب لا يهمها إلا كرسي الحكم والتقرب من كل ما يقربها إليه.

*  والإنكليز يعيثون في الأرض فساداً.. يتحكمون بالأرض والشعب والقصر والسياسة في مصر.. ويمكنون لليهود في فلسطين.

*  واليهود وهم أقلية صغيرة، ولكنهم اليد اليمنى للمستعمر يملكون معظم الشركات والمرافق الهامة التي وضعوها في خدمة قيام دولة إسرائيل.

كان رأي الإخوان أن تقليم أظافر المستعمر الغاصب، إنما يتم بتأديب أذنابه وبث الذعر في نفوسهم سواء في مصر أو فلسطين.

أما في فلسطين فقد كانت كتائب الإخوان تقوم بدورها الجهادي، إلى جانب الحركات الجهادية المخلصة في داخل فلسطين.

ومما يستحق التسجيل بالخزي والعار هو موقف الحكومة المصرية، حكومة الأحزاب الفاسدة من خدام القصر وسدنة نزواته.. فقد اتخذت من هذه الأحداث البطولية الرائعة وسيلة للتشهير والبطش بالإخوان(الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ (المرجع السابق) 1: 487).

الصحافة الأجنبية تؤزم الموقف

في هذا الجو السياسي المتوتر لعبت الصحافة الأجنبية دوراً مشبوهاً في التحريض على الإخوان..

ففي 2 مارس عام 1946م كتبت مجلة (ذي تابليت) البريطانية مقالاً قالت فيه: (إن مصر تتولى الزعامة بين الدول الإسلامية التي فقدتها تركيا بعد الحرب الماضية وصحف القاهرة تهدد الآن جامعة الأمم البريطانية بجهاد ديني، وقد أكد صدقي باشا من جديد صداقته مع بريطانيا، ولكنه مصر على أن تنسحب القوات البريطانية فوراً).

ونشرت الصحف المصرية في نفس العام ترجمة لما جاء بإحدى كبريات الصحف الأمريكية عن حسن البنا، ووصفته شكلاً وثقافة وذكاء ومقدرة على حسن التصرف وعلى تملكه قلوب سامعيه وعلى سيطرته على المجتمع الإسلامي ثم عقبت على ذلك بقولها: (إن هذا الرجل هو أقوى رجل بالعالم الإسلامي اليوم، ولا يمكن أن يغلب إلا أن تصير الأحداث أكبر منه).

وقد حملت هذه العبارة القصيرة كل ما يبيتون من تخطيط وتآمر للقضاء على حسن البنا وجماعته، وهذا ما كشفت عنه الأيام القليلة التي أعقبت هذا النذير(الإخوان المسلمون في مصر- مصطفى محمد الطحان، ص- (101-105)).

مع الأخ الدكتور أبو الفتوح مرة ثانية

ولقد نفى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ما تردد عن إستقالته من الجماعة قائلا :  أن ذلك لا أساس له من الصحة وليس واردا أو مطروحا لديه، فجماعة الإخوان هي بيتي الذي بنيته وكنت خادما وحارسا له وكل ما هنالك أنني أعلنت سابقا في حال ترشحي للرئاسة فسأقدم استقالتي بشكل إداري فقط من الجماعة احتراما لموقفها من الرئاسة وحتى أكون مرشحا مستقلا لكن طالما لازلت أدرس الأمر فإن ذلك لم يحدث ، وما حدث مجرد عبث إعلامي وأمنى حيث أن أطراف وأجهزة الأمن لازالت تعبث بأجهزة الإعلام وأحذر من استمرار تلك الأطراف الأمنية.

ويذكر إن صحيفة المصري اليوم هي التي نشرت خبر استقالة أبو الفتوح على لسان القيادي الإخواني إبراهيم الزعفراني والذي أعلن أنه اتفق مع أبو الفتوح على الاستقالة .

وذكر أبو الفتوح في، برنامج 90 دقيقة مساء أمس، أنه بالرغم من أن هناك تقصير وأخطاء داخل جماعة الإخوان إلا أنه يشرفه الانتماء للجماعة واصفًا نفسه بأنه أمين على هذه الجماعة التي لابد من الحفاظ عليها لأنها تمثل الإسلام الوسطى المتسامح .

وعن انتقاده للمرشد مؤخرًا أكد أن المرشد ليس كهنوت بل أنه شخص عادى يخدم الإخوان، والدكتور بديع هو رجل لطيف جميل طيب الخلق فليس هناك أحد يعمل في عزبة أحد وبالتالي فالنقد متاح ومباح فكل أعضاء الإخوان شركاء في الجماعة التي لا يوجد فيها أجير .

وكلمة أخرى أقولها للإخوة الأعزاء.. وهم بكل تأكيد يعرفونها ويعايشونها.. أن لا نضم صوتنا بالنقد الجارح إلى أصوات الثورة المضادة التي لا هم لها إلا تجريح الإخوان والنيل منهم.. لنصحح ولكن برفق.. ونقول ولكن بدون تجريح حتى لا نكرر المآسي التي دفعنا ثمنها باهظا أيام حكومة الوفد.. وأيام حكومة عبد الناصر يوم استقطب فريقا من قيادات الإخوان.. فكانوا شجى في حلوق الإخوان.. وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند..

فإلى إخواننا الذي نحب.. أهدافنا أكبر من قدراتنا.. وأساليبنا مازالت تئن تحت ضغط الواقع الكريه الذي عشناه مائة سنة أو يزيد ونحتاج إلى بعض الوقت لتلافيه وتصحيحه.

والحمد لله رب العالمين.

 

مصطفى محمد الطحان
الكويت 15/5/2011هـ
الموافق 18/4/2011م

 
1 Comment

Posted by on April 18, 2011 in خواطر

 

بين أيام عظمتنا.. وانحطاط أمتنا

مصطفى محمد الطحان

البطانة التي يعتمد عليها الرئيس علي عبد الله صالح في حكم اليمن.

1-          علي عبدالله صالح (الأب) – رئيس الجمهورية اليمنية.

2-          أحمد علي عبدالله صالح (الابن) – قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.

3-          يحيى محمد عبدالله صالح (ابن الاخ) – رئيس أركان الأمن المركزي.

4-          طارق محمد عبدالله صالح (ابن الاخ) – قائد الحرس الخاص.

5-          عمار محمد عبدالله صالح (ابن الاخ) – وكيل جهاز الأمن القومي.

6-          علي محسن صالح الأحمر (الاخ غير الشقيق) – قائد الفرقة الأولى.

7-          علي صالح الأحمر – قائد القوات الجوية وقائد اللواء السادس ــ طيران.

8-          توفيق صالح عبدالله صالح (ابن الاخ) – شركة التبغ والكبريت الوطنية.

9-          أحمد الكحلاني (أبو زوجة الرئيس الرابعة) – متنقل من أمين عاصمة إلى محافظة إلى وزير.. الخ.

10-     عبدالرحمن الأكوع (شقيق الزوجة الثالثة) – متنقل من وزير إلى محافظ إلى أمين عاصمة.. الخ.

11-     عمر الأرحبي (شقيق زوج الابنة) – مدير شركة النفط اليمنية.

12-     عبدالكريم إسماعيل الأرحبي (عم زوج الابنة) – نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط، مدير الصندوق الاجتماعي للتنمية.

13-     خالد الارحبي (زوج الابنة) – مدير القصور الرئاسية.

14-     عبدالوهاب عبدالله الحجري (شقيق الزوجة الثانية) – سفير اليمن في واشنطن.

15-     خالد عبدالرحمن الاكوع (شقيق الزوجة الثالثة) – وكيل وزارة الخارجية.

16-     عبدالخالق القاضي (ابن خال الرئيس) – رئيس الخطوط الجوية اليمنية.

17-     عبدالله القاضي (نسب) – قائد لواء المجد في تعز.

18-     علي أحمد دويد (زوج الابنة) – شؤون القبائل.

19-     نعمان دويد (اخو زوج الابنة) – محافظ محافظة صنعاء وقبلها عمران – مدير مصنع اسمنت عمران لعشر سنوات.

20-  كهلان مجاهد أبو شوارب ( زوج بنت الرئيس) – محافظ عمران وزعيم جناح في حاشد ويعتمد عليه صالح لمواجهة آل الاحمر.

 ومثل اليمن ليبيا التي يقوم معمر القذافي منذ أكثر من أربعين سنة باستنزاف ثروات ليبيا.. وقد انكشف المستور أخيراً.. فعرف العالم أن أولاد القذافي (ذكوراً وإناثاً وأصهاراً ومرتزقة) هم الذين يحتكرون ثروات النفط وملياراته.. ينفقونها على أنفسهم وعلى غرائزهم.. ويضعون الكثير منها في بنوك العالم.. لوقت قد يأتي.. وقد جاء فيما يبدو.

وعلى نفس الخط سار حسني مبارك الذي نشر فضائحه الأخلاقية والمالية الصحفي (جوزيف ترنتو).. وكيف ظهر منذ عام 1979 وبعد توقيع معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل.. اسم حسني مبارك كأحد اللاعبين الرئيسيين في عمليات شحن السلاح الأمريكي لمصر، والحصول من وراء ذلك على عمولات بملايين الدولارات. وبدأت شبكة المصالح المكونة من مبارك وأبو غزالة وحسين سالم وكمال حسن علي تحقيق ملايين بل مليارات الدولارات. ورائحة هذه المليارات النفاذة تطل برأسها من بنوك سويسرا وإنكلترا وأمريكا وغيرها.. الكتاب يشير إلى أن مبارك ومجموعة الأمن المرتبطة به لعبت دوراً رئيساً في اغتيال السادات.

أما القائد الملهم حافظ الأسد وابنه بشار اللذين يحكمان سوريا منذ أكثر من أربعين سنة.. عبر سلسلة من الانقلابات العسكرية أو المدنية.. وتسلط الأقارب والمحاسيب على ثروات البلاد.. فهم مجرد نماذج مشابهة للنماذج السابقة.

هذه مجرد أمثلة.. لهؤلاء الذين يحكمون بلاد المسلمين.. فأذلوا الشعوب.. وأهدروا الثروات واغتصبوها.. ومع ذلك فهم يصرون أن تناديهم شعوبهم بالقادة التاريخيين..!!

قصة عمر بن الخطاب مع ابنه

بهذه المناسبة أحب أن أذكر حادثة حدثت مع الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

خرج عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، إلى السوق يوما في إحدى جولاته التفتيشية، فرأى إبلا سمانا تمتاز عن بقية الإبل، التي في السوق بنموها وامتلائها فسأل.. ابل من هذه؟ قالوا: هذه ابل عبدالله بن عمر فانتفض أمير المؤمنين غضبان، وقال عبدالله بن عمر؟ بخ بخ يا ابن أمير المؤمنين، وأرسل في طلبه فورا، واقبل عبدالله حتى وقف بين يدي والده، وقال لابنه ما هذه الابل يا عبدالله؟ فأجاب عبدالله: إنها ابل انضاء أي هزيلة اشتريتها بمالي وبعثت بها الى الحمى أي المرعى أتاجر فيها وابتغي ما يبتغي المسلمون، فعقب عمر يعنف ابنه ويلومه، ويقول الناس حين يرونها اسقوا ابل أمير المؤمنين ارعوا ابل أمير المؤمنين وهكذا تسمن إبلك ويربو ربحك يا ابن أمير المؤمنين.. ثم صاح به: يا عبدالله بن عمر، خذ رأس مالك الذي دفعته في هذه الإبل واجعل الربح في بيت مال المسلمين.

بهذه الأخلاقيات أصبحنا أعظم أمة أخرجت للناس.. وبأخلاقيات زعماء المسلمين الحاليين أصبحنا أضحوكة للآخرين.

6/4/2011م

 

 
Leave a comment

Posted by on April 6, 2011 in خواطر