RSS

Monthly Archives: August 2011

معركة مصر المؤجلة

فهمي هويدي

إذا كانت ثورة 25 يناير قد حققت إنجازها الكبير بإسقاط حكم مبارك وتحرير المواطن من الاستبداد والهوان، فإن الإنجاز الأكبر المتمثل في تحرير الوطن من التبعية يظل تحديا مؤجلا ومعركة لم يحن أوان حسمها بعد.

(1)

حين يلاحظ المرء ذلك الإقبال الأمريكي المتسم بالإلحاح على تمويل المنظمات الأهلية بدعوى دعم الديمقراطية في مصر، فإنه يجد نفسه مدفوعا إلى التساؤل عن سبب ذلك الإلحاح،

وما إذا كانت الولايات المتحدة حريصة حقا وغيورة صدقا على إقامة الديمقراطية في مصر، أم أنها تبادر إلى الاحتياط حتى لا تقوم في البلد ديمقراطية حقيقية تضر بمصالحها؟


أستبق برد خلاصته كالتالي:

إذا قال قائل بأن واشنطن حريصة على ديمقراطية النظام المصري، فإن كلامه يندرج تحت أحد عنوانين، إما العبط أو الاستعباط،

ذلك أن النظام الذي ثارت ضده الجماهير في 25 يناير كان من بين أهم حلفاء الولايات المتحدة، كما أن النظم الاستبدادية والمتخلفة في المنطقة هي بين أولئك الحلفاء، بل ومن المقربين الذين تحتضنهم واشنطن وتعتبرهم من المعتدلين والأصفياء.

وليس غائبا عن الأذهان ما فعلته واشنطن حين فازت حماس بالأغلبية في الانتخابات الديمقراطية التي جرت في الأرض المحتلة، إذ عاقبتها وخاصمتها وما زالت تضغط لاستمرار حصارها في القطاع وتجويع أهله.

قبل أن أستطرد، أسجل أن ما دعاني إلى الخوض في هذا الموضوع أمران،

أولهما: الهجوم التمويلي المشهود الذي تشنه الولايات المتحدة لاختراق الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني في مصر بعد الثورة.

الثاني أنني قرأت مقالة نشرتها صحيفة «الشروق» للدكتور جلال أمين يوم الجمعة الماضي، 12/8، تحدث فيها عن الثورة المصرية ومشكلة التبعية، استهلها بالسؤال التالي:

ما فائدة ثورة يناير إذا لم تمكنا من التخلص من التبعية؟..

مضيفا أن مساوئ نظام حسني مبارك كثيرة ويصعب حصرها، ولكن من أسوئها بلا شك إن لم يكن أسوأها على الإطلاق، ضعفه المذهل أمام الإدارة الأمريكية، واستعداده الدائم للانصياع لها. ومن ثم لما تريده إسرائيل أيضا.

وفي مقالته أبدى الدكتور جلال أمين تفاؤله بإمكانية الخلاص من التبعية المفروضة، مستندا في ذلك إلى خبرة التاريخ وتحليل توازنات الساحة الدولية في الوقت الراهن وإن شاركته تفاؤله، فإنني أردت التنبيه إلى أن الأمر يستدعي شروطا يجب توفيرها، ليس فقط في الساحة الدولية، ولكن أيضا بدرجة أكبر في قوة الإرادة المحلية.

 

(2)

الموقع جنى علينا وأغرى بنا الاستعمار والأطماع الإمبريالية.

هذه العبارة أوردها الدكتور جمال حمدان في الجزء الثاني من كتابه عن شخصية مصر، الذي تعرض فيه لما سماه «جناية الموقع». وفيه قرر أن خطورة موقعنا وأهميته أخرت من استقلالنا وقدرتنا على التحرر نسبيا.

وإنه بقدر أهمية الموقع، بقدر ما كانت شراسة الاستعمار في التمسك به والاستماتة من أجله. مضيفا أنه بسبب فرادة الموقع فإن نحو 40 أمة تطلعت إليه وسيطرت عليه خلال عمره المديد، كما يقدر بعض الباحثين.

في رأي الدكتور حمدان أن مصر لم تكتسب أهميتها الإستراتيجية فقط من موقعها الجغرافي بين الشرق والغرب، ولكن أيضا من كونها مفتاح العالم العربي. إذا سقطت سقط وإذا فتحت فتح.

«ولذا كان الاستعمار يركز ضربته الأولى والقصوى على مصر، ثم ما بعدها فسهل أمره.

هذا أدركته ــ وفشلت فيه ــ الصليبيات وتعلمه الاستعمار الحديث، فكان وقوع مصر عام 1882 بداية النهاية لاستقلال العالم العربي، بينما جاء تحرر مصر الثورة بداية النهاية للاستعمار الغربي في المنطقة، بل وفي العالم الثالث جميعا».

انضاف إلى الموقع الإستراتيجي الفريد عنوانان جديدان خلال الثمانين سنة الأخيرة هما

 ظهور النفط في الثلاثينيات

وتأسيس دولة إسرائيل في أواخر الأربعينيات.

الأمر الذي ضاعف من أهمية العالم العربي لدى الدول الغربية الكبرى، وضاعف في الوقت ذاته من أهمية مصر بحسبانها مفتاحا لذلك العالم وقاطرته الأساسية.

وإذا كانت إستراتيجية الموقع سببا لشراسة الاستعمار في تمسكه ببسط هيمنته على مصر على مدى التاريخ، فإن العاملين الجديدين اعتبرا ضمن «المصالح الحيوية» للعالم الغربي التي سوغت لدوله الكبرى الادعاء بأن حضورها ونفوذها في مصر (الدولة المفتاح) ضرورة لا غنى عنها.

لذلك فإنه لم يكن مستغربا أن تسارع الولايات المتحدة فور رحيل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، وتولي السادات للسلطة إلى تثبيت أقدامها في مصر وإقامة مرتكزات ودعائم أمنية واقتصادية وثقافية في ربوعها، على غرار ما فعلته في تركيا عقب الحرب العالمية الثانية.

وهذا الكلام ليس من عندي ولكنه مقتبس حرفيا من المحاضرة الشهيرة التي ألقاها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الأسبق آفي ريختر على الدارسين في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في شهر سبتمبر من عام 2008.

في شهادة الرجل التي سبق أن أشرت إليها أكثر من مرة تفاصيل مهمة عن الركائز التي سعت الولايات المتحدة وإسرائيل إلى إقامتها في مصر لضمان تثبيت نفوذ البلدين فيها. وهي تتمثل فيما يلي:

نشر نظام للرقابة والرصد والإنذار لجمع المعلومات وتحليلها

ــ إقامة علاقة شراكة مع أقوى الأجهزة الأمنية في مصر

-ـ توثيق العلاقات مع الفاعليات صاحبة النفوذ في مصر، التي تشمل أركان السلطة الحاكمة وطبقة رجال الأعمال والنخب الإعلامية والسياسية

ــ تأهيل محطات إستراتيجية داخل المدن الرئيسية في مصر

ــ الاحتفاظ بقوة تدخل سريع من المارينز في النقاط الحساسة بالعاصمة إضافة إلى مرابطة قطع بحرية وطائرات أمريكية في قواعد داخل مصر وبجوارها.

 

(3)

طوال أكثر من 35 عاما على الأقل ــ منذ عهد السادات ــ والولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على تثبيت أقدامهما في مصر لضمان استبقائها في المعية ــ استتباعها إن شئت الدقة ــ بحيث لا تتغير سياستها إزاءهما تحت أي ظرف.

وإلى جانب الترتيبات التي ذكرتها توا، فإن الوزير الإسرائيلي الأسبق تحدث عن تنسيق بين واشنطن وتل أبيب لمواجهة أي تحولات حادة في السياسة المصرية تجاه البلدين.

وبالنسبة لإسرائيل فإنها تعتبر أن سيناء المجردة من السلاح رهينة لديها.

وأن ذلك الارتهان تكفله ضمانات أمريكية من بينها السماح لإسرائيل بالعودة إلى احتلالها.

ذلك فيما هو معلن من سياسات وضمانات لثبات السياسة الخارجية المصرية تجاه البلدين. وإذا كان فيه ما يكفي لإثارة قلقنا وتوجسنا، فإن ما تتحدث به الطبقة السياسية في مصر عن ترتيبات أخرى غير معلنة يضاعف من ذلك القلق.

 إذ يرى هؤلاء أن الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك قدما لإسرائيل ضمانات غير معلنة لتأكيد التزامهما بإدامة السلام بين البلدين واستمرار «التعاون» بينهما في ظل كل الظروف. وليس مستغربا في ظل ذلك «التجاوب» أن يعد السادات شخصية مرموقة في إسرائيل، أطلق اسمه على أحد ميادين مدينة حيفا، وأن يوصف مبارك بأنه «كنز إستراتيجي»، ويقترح إطلاق اسم مبارك على ميدان آخر في المدينة ذاتها.

 

(4)

إحدى الخلاصات التي يخرج بها المرء من استدعاء هذه الخلفية أن خروج مصر من بيت الطاعة الأمريكي والارتهان الإسرائيلي ليس أمرا ميسورا، وأن كل الترتيبات والتربيطات التي أعدت خلال الأربعين سنة الماضية استهدفت التحسب للحظة الراهنة.

إذ أريد لها أن تضمن ألا يقع احتمال الخروج، بحيث تبقى السياسة المصرية أسيرة ذلك الماضي.

 بالتالي فإن الهدوء الظاهر، المشوب بالرضا النسبي من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل على السياسة الخارجية المصرية بعد ثورة 25 يناير، ربما كان راجعا إلى اطمئنان البلدين إلى أن الترتيبات التي سبق الاتفاق عليها لا تزال سارية المفعول.

إذ كان متوقعا أن يعبر البلدان عن قلقهما إزاء الثورة التي أسقطت النظام الذي كان حليفا قويا لهما، وحين لا يحدث ذلك ــ حتى الآن على الأقل ــ فلا تفسير له سوى أن البلدين أدركا أن الثورة كانت انقلابا على مبارك ونظامه وربما سياساته في الداخل، لكنها أبقت على سياساته الخارجية كما هي، على الأقل في توجهاتها الرئيسية.

لا أدعو إلى اشتباك أو حرب كما قد يخطر على بال البعض لكني أتحدث عن هدف التخلص من التبعية والانصياع للإرادة الأمريكية والإسرائيلية تحديدا.

وأتساءل في هذا الصدد عن مصير الترتيبات والتربيطات التي أقيمت لاستمرار إلحاق السياسة المصرية بسياسات العدو الإستراتيجي. وهو الإلحاق الذي يظل أحد مظاهر التبعية التي يراد الخلاص منها.

لم يعد سرا أن الضغوط الأمريكية والغربية عموما والإسرائيلية ضمنها بطبيعة الحال، وكذلك التمويل الغربي لمنظمات المجتمع المدني في مصر، تستهدف، إلى جانب ثبات مرتكزات السياسة الخارجية، ضمان أمرين

أولهما علمانية النظام الجديد.

وثانيهما تقليص فرص التيار الإسلامي في التأثير على القرار السياسي.

بالتالي فهم يريدون لمصر ديمقراطية تتحرك تحت هذا السقف. لكن تلك مغامرة غير مأمونة العاقبة. لأن الآلية الديمقراطية إذا استخدمت بنزاهة فقد تسمح للوطنية المصرية ــ وليس الإسلاميون وحدهم ــ بالوصول إلى السلطة والتأثير في القرار السياسي.

وإذا ما تحقق ذلك فإن المطالبة بالتخلص من التبعية ستفرض نفسها على رأس أولويات العمل الوطني. وهنا يصبح الاشتباك السياسي ضروريا ولا بديل عنه.

أدري أن ترتيب البيت من الداخل وتثبيت أركانه من الشروط الضرورية، التي توفر للنظام العافية التي تمكنه من المطالبة بالخروج من إسار التبعية واستعادة الحرية.

وأفهم ترتيب البيت بحسبانه فتح الأبواب للممارسة الديمقراطية وتنشيط مؤسسات المجتمع المدني، بما يمهد الطريق للنهوض على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

وإذا ما تحقق ذلك الترتيب فإنه يصبح بمقدور مصر أن تتحرى مصالحها العليا فيما تقدم عليه من خطوات، بحيث تستطيع أن تخوض بجدارة معركتها السياسية، وتقول «لا» لكل ما تراه متعارضا مع تلك المصالح أو مع مسؤولياتها الوطنية والقومية

ــ لذلك قلت إنها معركة مؤجلة، لكنها قادمة لا ريب إذا ما أصرت مصر على مطلب الانعتاق والتخلص من التبعية.

تؤيد ذلك الاختبارات التي واجهها النظام المصري خلال الأشهر الماضية، حين لم يستطع أن يحرز أي تقدم في فتح معبر رفح أمام فلسطينيي غزة،

وحين لم يتقدم خطوة واحدة باتجاه تطبيع العلاقات مع إيران.

حتى الاتفاق الخاص بفتح خط الطيران بين البلدين تعذر إدخاله حيز التنفيذ،

لا بأس من أن يطول طريق الانعتاق لأن الأهم أن نظل سائرين على دربه.

 

صحيفة الشرق القطريه 30/8/2011م

 

مراحل سقوط معمر القذافي

فيما يلي أبرز محطات ثورة الشعب الليبيي ضد معمر القذافي:

15/16 فبراير 2011م: اشتعلت التظاهرات في بنغازي عقب اعتقال الناشط الحقوقي، المحامي فتحي تربل، الذي كان يتولى الدفاع في قضية مجزرة سجن أبو سليم التي ارتكبها نظام معمر القذافي في ليبيا عام 1996 وراح ضحيتها 1200 سجين، أكثرهم من الإسلاميين.

17 فبراير: يسميه النشطاء يوم الغضب، وهو يوافق الذكرى السنوية للاشتباكات التي شهدتها بنغازي عام 2006، حينما قتلت قوات الأمن المتظاهرين الذين هاجموا القنصلية الإيطالية.

22 فبراير: عبد الفتاح يونس، وزير داخلية القذافي، ينشق وينضم إلى الثوار.

24 فبراير: الثوار يسيطرون على مصراتة، بعد طرد الكتائب الموالية للقذافي.

26 فبراير: مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يفرض عقوبات على القذافي وعائلته، ويحيل جرائم النظام ضد الثوار إلى محكمة الجنايات الدولية.

28 فبراير: حكومات دول الاتحاد الأوروبي تقر حزمة عقوبات ضد القذافي ومستشاريه المقربين، وفرض حظر على تصدير الأسلحة، والسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي.

5 مارس: المجلس الانتقالي يجتمع في بنغازي، ويعلن أنه الممثل الشرعي الوحيد لليبيا.

10 مارس: فرنسا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي.

11 مارس: حكومة القذافي تعلق علاقاتها الدبلوماسية مع باريس.

16 مارس: كتائب القذافي تقترب من بنغازي، معقل الثوار. وسيف الإسلام يؤكد لـ قناة يورونيوز الفرنسية أن كل شيء سينتهي في غضون 48 ساعة.

17 مارس: مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يصوت على فرض حظر جوي في ليبيا، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين ضد جيش القذافي.

19 مارس: الضربات الجوية الأولى تُوقِف تقدم قوات القذافي إلى بنغازي وتستهدف الدفاعات الجوية للنظام الليبي.

28 مارس: قطر تصبح أول دولة عربية تعترف بالثوار بأنهم الممثل الشرعي للشعب الليبي.

29 مارس: مؤتمر دولي في لندن، بحضور 40 دولة ومنظمة، يقرر إنشاء مجموعة اتصال تتكون من 20 دولة لتنسيق الجهود حول مستقبل ليبيا بعد رحيل القذافي.

30 مارس: وزير الخارجية الليبي، موسى كوسا، ينشق ويهرب إلى بريطانيا.

10 أبريل: القذافي يقبل خارطة طريق لإنهاء الصراع، بحسب رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، عقب محادثات في طرابلس شارك فيها أربعة زعماء أفارقة.

11 أبريل: الثوار يرفضون خارطة الطريق الأفريقية.

30 أبريل: الناتو يشن هجوما صاروخيا على منزل بطرابلس، يسفر عن مقتل ابن القذافي الأصغر، وثلاثة من أحفاده.

30 مايو: القذافي يجدد الدعوة لوقف إطلاق النار خلال محادثات مع نظيره الجنوب افريقي، زوما، لكن دون التلميح بالاستجابة لمطلب التنحي.

1 يونيو: شكري غانم، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، يظهر في العاصمة الإيطالية، ويعلن انشقاقه عن نظام القذافي؛ بسبب العنف الذي لا يطاق.

8 يونيو: دول غربية وعربية تلتقي بالثوار في أبو ظبي لمناقشة ما أسماه مسئول أمريكي بـ نهاية اللعبة بالنسبة للقذافي.

15 يونيو: طرابلس تقر ميزانية قدرها 31.4 مليار دولار لبقية العام 2011؛ لإظهار أن البلاد تدار بصورة طبيعية.

27 يونيو: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرة توقيف بحق القذافي وابنه سيف الإسلام ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

15 يوليو: الولايات المتحدة تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي سلطة حاكمة شرعية في ليبيا، على هامش اجتماع مجموعة الاتصال حول الملف الليبي في تركيا.

16 يوليو: اجتماع نادر بين دبلوماسيين أمريكيين ومبعوثين للقذافي؛ لإيصال رسالة واضحة وحازمة بأن السبيل الوحيد للمضي قدما يكمن في تنحي القذافي.

26 يوليو: المبعوث الخاص للأمم المتحدة، عبد الإله الخطيب، يصرح بعد محادثات مع رئيس الوزراء الليبي بأن مواقف الطرفين ما زالت متباعدة بشأن التوصل لحل سياسي.

27 يوليو: بريطانيا تعترف بالثوار، وتطرد ما تبقى من دبلوماسيي القذافي من لندن.

28 يوليو: مقتل عبد الفتاح يونس، بعدما انشق عن القذافي، وأصبح رئيس هيئة أركان الثوار الليبيين.

30 يوليو: الناتو يعلن قصفه لأجهزة بث (صحون لاقطة) في طرابلس، لمنع القذافي من بث الرعب، لكن التليفزيون الليبي يستمر في البث.

9 أغسطس: حكومة القذافي تتهم الناتو بقتل 85 مدنيا في غارة جوية قرب زليتن، غربي مصراتة.

11 أغسطس: الثوار الليبيون يعلنون سيطرتهم على جزء من مدينة بريقة النفطية، بينما لا تزال الأجزاء الغربية من المدينة، حيث المنشآت النفطية، تحت سيطرة كتائب القذافي. 

14 أغسطس: الثوار الليبيون يسيطرون على وسط الزاوية، قرب طرابلس، ويقطعون الطريق الساحلي السريع إلى تونس الذي يمد العاصمة بالغذاء والوقود. بينما لا تزال قوات القذافي تسيطر على مصفاتها النفطية، آخر إمدادات الوقود للنظام، وتطلق صاروخ من طراز سكود بالقرب من سرت، دون وقوع إصابات.

15 أغسطس: في اتصال هاتفي مع تليفزيون الدولة يكاد لا يكاد مسموعا، القذافي يدعو أتباعه إلى تحرير ليبيا من الثوار والناتو، قائلا: استعدوا للقتال … دم الشهداء وقود للمعركة. فيما يعلن الليبيون سيطرتهم على مدينة غريان، التي تسيطر على الطريق السريع المؤدي إلى الجنوب صوب طرابلس وتربطها بـ سبها، معقل القذافي في عمق الصحراء. 

16 أغسطس: الثوار يعلنون استكمال الخطوات اللازمة لقطع الطرق المؤدية إلى العاصمة بعد تقدم سريع في الغرب.

19 أغسطس: الثوار يخوضون معارك في مدينتين ساحليتين قرب طرابلس في مسعى لإسقاط القذافي، لكنهم يواجهون مقاومة شرسة.

20 أغسطس: سماع دوي انفجارات وإطلاق نار في طرابلس بعد أيام من المعارك التي أسفرت عن تضييق الخناق أكثر من أي وقت مضى على حكومة القذافي وقواته.

21 أغسطس: الثوار يدخلون طرابلس دون مقاومة تُذكَر، رغم مطالبة القذافي المواطنين لحمل السلاح وحماية نظامه ذو الـ 41 عاما من الانهيار. واعتقال سيف الإسلام والساعدي، واستسلام أخيهما الأكبر محمد. ورفع علم الاستقلال في الساحة الخضراء في قلب العاصمة، ومحاصرة باب العزيزة، وأنباؤء متضاربة عن اعتقال القذافي أو هروبه إلى جنوب أفريقيا.

 

الإسلام اليوم 22/8/2011م

 

تكريم المستشار عبد الله عقيل العقيل

يشرف الأخ محمد بن عبد الله العقيل على مشروع تكريم والده المستشار عبد الله بن عقيل العقيل، وذلك تقديرا لجهوده الكبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين والدعوة الإسلامية والتعريف بأعلامها وعلمائها، وبإصدار الموسوعة القيّمة (من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة).. وبداية نشكر الأخ محمد على هذا المجهود المبارك ي تقديم والده للمسلمين.. الذين يعرفونه ويحبونه ويقدرون إنجازاته في خدمة الإسلام والمسلمين.. ولكنها تبقى نظرة وفاء من الابن لأبيه.. والولد سرّ أبيه كما نعرف.

أما عبد الله العقيل فهو شخصية رائعة.. جمعت ميزات فريدة يصعب أن تجدها عند شخص واحد.. فهو من أسرة كريمة من الزبير.. عمه زعيم أسرتهم.. وهو زعيم شبابها.. تزوج من ابنة عمه وأصبح أبو مصطفى أباً لعدد من الأبناء والبنات..

المستشار عبد الله العقيل

يتحدث عن نفسه فيقول: إن من نعم الله عليّ أن ارتبطت بدعوة الإخوان المسلمين في مرحلة مبكرة من عمري. كنت طالباً في المدرسة المتوسطة بالبصرة عام 1945م، وكنت وإخواني الطلاب نلتقي بمكتبة الإخوان المسلمين، ونعكف على قراءة رسائل الإمام الشهيد، وكتب أنور الجندي، وأحمد أنس الحجاجي، ومحمد لبيب البوهي، وصابر عبده إبراهيم وغيرهم، كما كنا نقبل بشغف على قراءة مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية، ثم من بعدها عام 1946م الجريدة اليومية للإخوان، ولاحظنا اهتمام الإمام حسن البنا بقضايا العالم الإسلامي، والعمل على تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي.

كانت جرائد الإخوان ومجلاتهم وكتبهم ونشراتهم ودعاتهم، يجوبون أنحاء الوطن العربي والإسلامي، وينشرون فكر الإخوان المسلمين المستقى من الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة، فقد أوفد الإمام البنا في الثلاثينيات الأستاذ عبد العزيز أحمد، وأسعد راجح الحكيم، وعبد الرحمن البنا، وعبد المعز عبد الستار إلى فلسطين، وأوفد حسين كمال الدين، ومحمد عبد الحميد أحمد، ومحمود يوسف إلى العراق، وأوفد عبد العزيز جلال، وعبد الحميد فوده إلى الكويت والبحرين، وأحمد زكي إلى اليمن وغيرهم إلى الأردن وسوريا ولبنان.

كما كانت دور الإخوان والمركز العام وبخاصة قسم الطلاب، وقسم الاتصال بالعالم الإسلامي، وقسم البعوث الإسلامية، وقسم نشر الدعوة وغيرها، تستقبل العشرات بل المئات من أبناء العالم الإسلامي من الشخصيات الوطنية والطلاب الوافدين، وكان الإمام الشهيد يقدم هؤلاء الزعماء والقادة والدعاة ليشرحوا قضايا بلدانهم في أحاديث الثلاثاء بالمركز العام، وينشر ذلك في صحف الإخوان ويعمل مع إخوانه على تقديم المذكرات وجمع التبرعات والمعونات اللازمة لهم.

وكان شباب الإخوان وطلابهم في الأزهر والجامعات يحتضنون طلاب البعوث الإسلامية، ويقدمون لهم العون في الدراسة والسكن وكل ما يحتاجون إليه للنجاح في مهمتهم الدراسية والدعوية، وقد حظيت وإخواني من العراق وسوريا ودول الخليج بكل الرعاية والاهتمام منهم.

ولعلي أورد بعض الأسماء لبعض الشخصيات الإسلامية التي ارتبطت بالإخوان وتعاونت معهم في نشر الإسلام وخدمة قضايا المسلمين وتحرير أوطانهم من دنس الاستعمار. من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر سماحة الحاج محمد أمين الحسيني الفلسطيني، والأمير عبد الكريم الخطابي المغربي، والسيد محمد صادق المجددي الأفغاني، والأستاذ محي الدين القليبي التونسي، والأستاذ الفضيل الورتلاني الجزائري، والأستاذ تقي الدين الهلالي المغربي، والأستاذ علال الفاسي المغربي، والسيد عبد العليم صديقي الهندي، والقاضي محمد محمود الزبيري اليمني، والحاج عبد العزيز علي المطوع الكويتي، والشيخ صبري عابدين الفلسطيني، والشيخ مشهور الضامن الفلسطيني، والشيخ مصطفى السباعي، والشيخ محمد الحامد، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والأستاذ عمر بهاء الدين الأميري، وكلهم من سوريا، والشيخ محمد محمود الصواف من العراق والأستاذ عبد الرحمن الجودر من البحرين، والأستاذ صادق عبد الماجد من السودان وغيرهم كثير.

هذه الجهود المباركة في الاهتمام بالمسلمين من أنحاء العالم فتحت عيني على هذا الخير المتدفق والعمل المبارك الذي يضطلع به الإخوان المسلمون، وعلى رأسهم المرشد العام حسن البنا، وهذا فضلاً عن الاتصال المبكر بالجهاد الإسلامي في فلسطين من عام 1935م حيث اتصل الإمام الشهيد بالشهيد عز الدين القسام ثم بالمفتي محمد أمين الحسيني.

وقد توالى افتتاح مراكز للإخوان المسلمين في سوريا، ولبنان، وفلسطين، والعراق، والسودان، وجيبوتي، واليمن، والكويت، والأردن، والمغرب، وتونس، والجزائر، وليبيا، والبحرين، وموريتانيا وغيرها من بلدان العالم العربي والإسلامي، فضلاً عن البلدان الأخرى حتى تجاوز عدد مراكزهم في العالم أكثر من سبعين مركزاً.

كنت أستعد للسفر إلى مصر بعد الثانوية الشرعية للدراسة بكلية الشريعة بالأزهر أوائل عام 1949م، وكنت أتحدث مع أخي ورفيق دربي في الدعوة الأخ عبد العزيز سعد الربيعة، وأمنّي نفسي بلقاء الإمام حسن البنا، وإذا بالأخبار تفاجئنا باستشهاده على يد عملاء الطاغية فاروق، فكان وقع الخبر عليّ كالصاعقة، هزت كياني وأصابتني بحزن شديد، وكان للوالدة (رحمها الله) الدور الكبير في تثبيتي ومواساتي وتحملي للصدمة، وبث الأمل في أن الإمام الشهيد ترك وراءه رجالاً يحملون الراية ويسيرون بالدعوة في كل مكان.

وحين قدمت للدراسة في مصرأواسط عام 1949م وجدت أن الدعوة بخير، وأن إخوان حسن البنا وتلامذته كانوا ملء السمع والبصر، وعلى قدر المسؤولية.

درس الأخ أبو مصطفى في مصر وارتبط بحركة الإخوان المسلمين.. وكان له صداقات وارتباطات مرموقة.. وعندما أنهى دراسته في الأزهر.. نقل كل ما اكتسبه في مصر إلى الزبير.. وأصبحت الزبير بناء على ذلك مدينة صغيرة الحجم كبيرة المعنى.. لقد ساهم الأستاذ أبو مصطفى في تكبيرها، وإعادة بناء شبابها.

وانتقل من الزبير إلى الكويت أوائل عام 1959م، وتنقل في عمله بين وزارة العدل ووزارة الأوقاف.. وكان له في الكويت دور مشابه لدوره في الزبير..

هو الذي يستقبل الضيوف ويدعوهم إلى بيته.. وهو الذي يقدم المحاضرين ويرحب بهم.. ومن مكتبه في الأوقاف يتابع العمل الإسلامي في مختلف أنحاء العالم.. يساعده مادياً.. ويتابع المشاريع الإسلامية في مختلف البلدان.. وفي بيته يلتقي الأحباب.. على قراءة مختصر صحيح مسلم أو في ظلال القرآن.. وبعد القراءة تكون أحاديث مفيدة.. وترحيب بالضيوف إذا وجدوا.

في هذه الديوانية وجدت نفسي وأفكاري.. ووجدت الخبرة التي أنا بحاجة إليها.. ووجدت الثلة الخيرة من أهل الكويت العاملين فيها التي أنا بحاجة للتعرف عليها.

تعرفت في ديوانية عبد الله العقيل على الرجل الصالح عبد الله العلي المطوع التاجر الناجح، والداعية الموفق، والحارس الأمين على دعوة الإسلام القائم بأمرها المنافح من أجلها ما أمكنه ذلك.

حباه الله بمواصفات يندر أن تجتمع في شخص واحد.. فهو غني ومتواضع، وهو منفق وحريص، وهو تاجر ناجح وفي نفس الوقت منشغل بكل هموم المسلمين في الشرق والغرب… ساهم في تأسيس جمعية الإرشاد الإسلامي ثم جمعية الإصلاح الاجتماعي التي تصدر مجلة المجتمع الأسبوعية.. بدأت علاقتي بالرجل ببطء ولكنها توطدت كثيرا مع الأيام.

ولقد وقف الرجل إلى جانبي وقفات رجولة نادرة طوق بها عنقي.. والرجال مواقف، وأجمل ما في الحياة أن تقابل المواقفَ الكريمة بالوفاء.

وعندما انتقل أبو مصطفى إلى بيته الجديد في منطقة المنصورية في الكويت.. عملت معه على تنظيم مكتبته وفهرستها.. كما عملت على تنظيم أوراقه وهي كثيرة متناثرة.. ووضعتها في ملفات وفهرستها بحيث يسهل عليه الرجوع إلى أوراقه عندما يحتاج.

كنا لا نكاد نتباعد.. صادقت من يصادقه.. واقتربت ممن اقترب منهم.. كنا أقرب ما نكون من بعضنا.

أرسلني إلى لبنان لحضور أول لقاء في مسيرة الاتحاد الإسلامي العالمي، وفي مكتبه في وزارة الأوقاف كانت تتم المراسلات مع الجهات الطلابية التي أقامت فيما بعض أهم منظمة طلابية إسلامية في العالم.

الأخ أبو مصطفى ليس فقط مشارك في الأحداث.. بل هو من صنع كثيراً من الأحداث.. وكان له دور مؤثر في النهضة الفكرية والدعوية في العالم.. نحن نفتخر بعلاقتنا بحبيبنا أبي مصطفى.

جزاه الله على ما قدم خير الجزاء.. والحمد لله رب العالمين.

مصطفى محمد الطحان
21/8/2011م

 
1 Comment

Posted by on August 21, 2011 in خواطر