RSS

Daily Archives: March 14, 2011

الصلح بين الزوجين

مصطفى محمد الطحان 

قبل الحديث عن الخلاف بين الزوجين.. وعن التحكيم بينهما.. أحب أن أعطي مقدمة لهذا الموضوع.

مقدمة

للأسرة ركنان: الرجل والمرأة.

فكيف يختار كلاهما الشطر الآخر؟

وما هي مقاييس هذا الاختيار؟

عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما استفاد المؤمن – بعد تقوى الله عز وجل- خيراً له من زوجةٍ صالحة: إن أمرها أَطاعته، وإن نظر إِليها سَرَّته، وإن أَقسمَ عليها أَبرَّته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله)( ابن ماجه).

والنفس تميل إلى الجمال.. وتشتهي المرأة الجميلة. وحتى لا يترك الرجل لضعفه فيسقط في متاهات الجمال أو المال، بيّن له الإسلام الطريق السليم في اختيار شريكة حياته.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تزوج امرأة لمالها لم يزده الله إلا فقرا، ومن تزوج امرأة لحسبها لم يزده الله إلا دناءة، ومن تزوج امرأة ليغض بها بصره، ويحصّن فرجه أو يصل رحمه، بارك الله له فيها، وبارك لها فيه)( رواه ابن حبان).

وليست هذه دعوة ضد الجمال.. فحب الجمال فطرة.. والله جميل ويحب الجمال.. والتجمل من خصائص المرأة . إنما المقصود أن لا يفتش الإنسان عن الجمال أو الحسب أو المال وحده على حساب المواصفات الأخرى.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة خرماء ذات دين أفضل)( رواه عبيد بن حميد).

فليس الزواج صفقة تجارية تُراجع فيها الأرصدة..! وليس الزواج مجرد متعة حسية، تستعرض فيها المرأة فتنتها وجمالها في ميدان العرض.. !

بل الزواج توازن بين كل هذه العوامل مع تركيز شديد على جانب الأخلاق والدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)( رواه البخاري ومسلم).

ومع ذلك يحض الإسلام كلاً من الرجل والمرأة على السواء أن يحسنا الاختيار.. وأن يدققا فيه.. فليست القضية أياماً تنقضي ويعود كل فريق إلى رحاله.. بل بقية العمر يقضياه معاً في سعادة غامرة تملأ قلوبهم وترفرف بأجنحتها على بيتهم، أو شقاء مستعر يدمر قلوبهم ويعصف بسلامهم وأمنهم. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أربع من أصابهن فقد أُعطي خيرَ الدنيا والآخرة: قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وبدناً على البلاء صابراً، وزوجةً لا تبغيه حُوباً في نفسها وماله) (رواه الطبري بسند جيد).

ومعظم النكسات التي تصيب قلوب المتزوجين، وتنكد عليهم، وقد تعصف بهم مرجعها إلى سوء الاختيار والانبهار ببعض الجوانب على حساب الجوانب الأخرى.

فقد يتم الاختيار نتيجة إعجاب سريع بموقف معين. وقد لا يتاح للخاطب أن يرى خطيبته إلا رؤية قصيرة، لا تعطي لأي منهما الفرصة في الاختيار السليم. وقد تكون نتيجة لمواقف عاطفية عابرة أو نزوة قاصرة، تنتهي مع انقضاء النزوة أو برود العاطفة. والصحيح أن يدخل الشاب البيوت من أبوابها.. وأن ينظر إلى المرأة فيمعن النظر.. ويدقق في شكلها.. ويدرس أوضاعها..

فعندما خطب المغيرة بن شعبة امرأة، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له: (اذهب فانظر إليها، فانه أحرى أن يؤدم بينكما)( الترمذي).

ونصح الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً خطب امرأة من الأنصار، فقال له: (انظر إليها، فان في أعين الأنصار شيئا) (مسلم).

وكان جابر بن عبد الله يختبىء لمن يريد التزوج بها، ليتمكن من رؤيتها، والنظر إلى ما يدعوه إلى الاقتران بها(أبو داوود).

بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل بعض النسوة ليعرفن بعض ما يخفَى من العيوب، فيقول لها: (شميَّ فمهـا، شميَّ ابطيها، انظري إلى عرقوبيها).

وليست العناية بالمظهر فقط.. بل وبالمخبر أيضا. قال ابن الجوزي: ومن قدر على مناطقة المرأة أو مكالمتها فليفعل(صيد الخاطر – ابن الجوزي).

إلى هذه الدرجة راعى الإسلامُ هذا الأمر.. بل وهيّأ أسبابه.

هذا بالنسبة للشاب الخاطب.. وكذلك يصح مثله للشابة أن تنظر إلى ما يدعوهـا إلـى قبول خاطبهــا(المجموع شرح المهذب للشيرازي 15 : 295).

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد) (الترمذي).

وما لم يتفهم أولياء أمور الشباب والبنات هذه السعة في دين الله، فيتيحوا لأولادهم وبناتهم، مجال الرؤية عن قرب، والحديث المتبادل.. والجلسات المحتشمة التي تسبق الاختيار، في إطار الفضيلة والأخلاق الإسلامية.. ما لم يفعلوا ذلك فلن تكون النتائج حسنة لأبنائهم الأولاد والبنات.

لقد انقضى ذلك الزمن الذي كان الأب يختار لابنه أو لابنته شريك حياته.. وينبغي أن ينقضي، للتقليل من المفاجآت والمآسي التي تدمر حياة الأسر الغضة الصغيرة.

وعلى الآباء الذين يفهمون الدين على أنه تزمتٌ ورجعية، ويؤمنون بأن الفتاة إنسان قاصر لا يخرج إلا مرة للحياة من رحم الأم ومرة للاستعباد في بيت الزوجية ومرة ثالثة للقبر.. عليهم أن يراجعوا أنفسهم، ويعيدوا تربيتها على أساس الهدي الرباني والنبوي الكريم.

إن معظم الزيجات الفاشلة.. كان سوء الاختيار من أهم أسباب فشلها. كما كان سوء تصرف الآباء من أهم أسباب سوء الاختيار.. فليتق الآباءُ اللهَ في أبنائهم وبناتهم.

ومن هنا، فقد شدّد الإسلام على ضرورة اختيار المرأة الصالحة ليكون البيت منسجما صالحا.. ويعيش الأبناء سعداء في كنفه، فلا تقع أعينهم على معصية.. أَوَ ليست المرأة الصالحة التي تبني بيتاً صالحاً.. ومجتمعا صالحا.. من أكبر النعم التي يحق للرجل أن يحمد الله عليها؟. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة)( الترمذي).

مواصفات الزوجة الصالحة، وللزوجة الصالحة مواصفات، فهي:

تطيع زوجها

والبيت المسلم، مجتمع مصغر يقوم على: المودة والرحمة، والسكن النفسي والحسي، والمساواة من الناحية الإنسانية، قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة)( البقرة – 228).

(وهذه الدرجة مفسرة بقوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء)( النساء – 34)، فالحياة الزوجية هي حياة اجتماعية، ولا بد لكل مجتمع من رئيس، لأن المجتمعين لا بد أن تختلف آراؤهم ورغباتهم في بعض الأمور، ولا تقوم مصلحتهم إلا إذا كان لهم رئيس يرجع إلى رأيه في الخلاف، لئلا يعمل كلٌ ضد الآخر فتنفصم عروة الوحدة الجامعة ويختل النظام، والرجل أحق بالرياسة لأنه أعلم بالمصلحة وأقدر على التنفيذ بقوته وماله، ومن ثم كان هو المطالب شرعاً بحماية المرأة والنفقة عليها، وكانت هي مطالبة بطاعته في المعروف) (حقوق النساء – محمد رشيد رضا، ص- 38).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها، وحفظت فرجها، وأطاعت بعلها دخلت الجنة) (رواه أحمد).

وتسرّه إذا نظر إليها

تسرّه بجمالها، وحسن منظرها، وتأنق ملبسها، وطيب رائحتها.

وتسرّه بترتيب منزلها، وتحويل بيتها إلى سكن حقيقي يأوي إليه الرجل المكدود. فيجد فيه: الحب والحنان، والراحة والأمان.

وتسرّه بالعناية بأطفالها: مظهرهم ومخبرهم، مطعمهم ومشربهم، وبكل شيء من شأنهم.

وتسرّه بجمال أدبها، وكريم خلقها، وحسن تبعلها، وبرّها زوجها، ورعايتها له في قلبه وشعوره وماله وعرضه.

وتسرّه بالتزامها بأوامر دينها، في صلاتها وصيامها، في تصدقها وإحسانها (فالصالحـات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)( النسـاء – 34).

من هذه النظرة المؤنسة، والسكن الودود، والرحمة والمودة، يتولد الحب الذي يشعر فيه الرجل والمرأة براحة الجسم والقلب، واستقرار الحياة  والمعاش، وأنس الأرواح والضمائر، واطمئنان الرجل للمرأة والمرأة للرجل على السواء.

قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)( الـروم – 21).

وإن أقسم عليها أبرته

وهو تأكيد لمعنى (إذا أمرها أطاعته).. أو هو درجة أعلى في الطاعة.. فطاعة الزوجة لزوجها مجلبة للهناءة والرضا، والمخالفة تولد الشحناء والبغضاء، وتوجب النفور، وتفسد عواطف المودة، وتنشىء القسوة في القلوب.

وما من امرأة نبذت طاعة زوجها إلا حل بها الشقاء ولحقها البلاء. وكلما زادت طاعة الزوجة لزوجها ازداد الحب والولاء بينهما، وتوارثه أبناؤهما، لأن الأخلاق المألوفة إذا تمكنت صارت ملكات موروثة: يأخذها البنون عن آبائهم، والبنات عن أمهاتهن(المرأة في التصور الإسلامي – عبـد المتعال محمد الجبري، ص- 93).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تمسهم النار: المرأة المطيعة لزوجها، والولد البار بوالديه، والعبد القاضي حق الله وحق مولاه).

وقال أيضاً: (جهاد المرأة حسن التبعّل) أي إطاعة الزوج. وعندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء أفضل؟ قال عليه السلام: (التي تطيع زوجها إذا أمر، وتسره إذا نظر).

ولن يسر الرجل بمنظرها.. إذا كانت عنيدة مشاكسة عاصية متحدية!!

ومهما حسنت أخلاق الزوج أو الزوجة فلا بد من حدوث بعض الأمور التي تكدر العلاقات بين الحين والحين.. وهنا تتجلى الأخلاق.

قال أبو الأسود الدؤلي لامرأته: (إذا رأيتني غضبت فرضَّني، وإن رأيتك غضبت رضّيتك، وإلا لم نصطحب !).

وهنا يتجلى معنى: إذا أقسم الرجل على امرأته أمرا فعليها الوفاء والطاعة.. وخير النساء المبقيةُ على بعلها، المؤثرة راحته على راحة نفسها.

وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله

روى ابن جرير والبيهقي من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها، وقرأ قوله تعالى (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)( النساء-34).

(فالغيب هنا هو ما يستحيا من إظهاره، أي: حافظات لكل ما هو خاص بأمر الزوجية الخاصة بالزوجين، فلا يُطلِعُ أحدٌ منهما على شيء مما هو خاص بالزوج.

ويدخل في قوله هذا وجوب كتمان كل ما يكون بينهن وبين أزواجهن في الخلوة ولا سيما حديث الرفث، فما بالك بحفظ العرض.

وعندي أن هذه العبارة أبلغ ما في القرآن من دقائق كنايات النزاهة، تقرؤها خرائد العذارى جهراً، ويفهمن ما تومىء إليه مما يكون سرا، وهن على بعدٍ من خطرات الخجل أن تمسّ وجدانهن الرقيق بأطراف أناملها، فلقلوبهن الأمان من تلك الخلجات، التي تدفع الدم إلى الوجنات، ناهيك بوصل حفظ الغيب (بما حفظ الله) فالانتقال السريع من ذكر ذلك الغيب الخفي، إلى ذكر الله الجلي، يصرف النفس عن التمادي في التفكير بما يكون وراء الأستار، من تلك الخفايا والأسرار، وتشغلها بمراقبته عز وجل. فالمرأة الصالحة لها من مراقبة الله تعالى وتقواه ما يجعلها محفوظةً من الخيانة، قوية على حفظ الأمانة) (حقوق النساء في الإسلام- محمد رشيد رضا، ص-49).

هذا معنى أن تنصحه في نفسها.. أما أن تنصحه بماله فمعناه أن تحفظ وتصون مال زوجها. فلا تعطي أحداً من أهلها أو من غيرهم شيئا من مال زوجها أو متاعه، إلا إذا أذن لها.. لقوله صلى الله عليه وسلم: (ولا تعطي شيئا من بيته إلا بإذنه، فان فعلت ذلك كان له الأجر وعليها الوزر) (رواه البيهقي).

الصلح بين الزوجين

ولكن لماذا قدمت هذا الموضوع، بهذه المقدمة الطويلة؟ ذلك لأن حسن الاختيار، ومراعاة شروطه، وأن يتعرف الشاب على الشابة شكلاً وموضوعاً، وأن يناطقها ليتعرف على فكرها.. وحسن تقديرها للأمور.. هو الذي يقلل الخلافات أو ينهيها، فقد تعرف كل من الزوج والزوجة على الآخر، وفهم شخصيته، فيفعل ما يسره.. ويتجنب ما يسيئه.

بالرم من ذلك.. فقد تجدّ ظروف.. يجد فيها الزوج والزوجة نفسيهما مختلفين. فكيف يتم التوفيق بينهما؟

من تجاربي

أنا ‘عيش في بيئة صالحة.. ولي معارف كثيرون.. وكنت، في معظم الخلافات عند الآخرين أشارك في حلها قدر الإمكان.. وطالما انتدبت من قبل القضاء لأكون أحد الحكمين في إصلاح ذات بين الزوجين المختلفين.. وهذه التجارب أوصلتني لبعض الآراء حول الموضوع.. أذكرها هنا للفائدة.

1- في مرة التقيت مع المحكم الآخر بحضور والد الزوجة.. وعندما استمعنا لوالد الزوجة وجدناه خصماً لا يريد الصلح.. فطلبنا منه أن يتركنا لوحدنا.. واتفقت مع الحكم الآخر أن نعطي الرجل وزوجته فرصة ليتحدثا معاً.. وقد يتراضيان.

وافق الأب والأم بصعوبة ولكنهما وافقا أخيراً.. نصف ساعة فقط بدلت الأمور بين الزوجين.. وعلمت بعدها أن أسرة الزوجة تريد الطلاق وأن الزوج والزوجة لا قضية عندهما.. ويريدا استئناف رحلة العمر مع بعضهما.

ذهبت إلى القاضي في بيته – وكان صديقا صالحا- وسألته ما رأيه بالأمر فقال: لابد من الطلاق.. فإن محامية الزوجة مصرة على ذلك.

فقلت له: هل تتحمل المسؤولية أمام الله أن تطلق دون أن تسأل الزوجة، وتكتفي بقول المحامية؟ ورأى قولي معقولا.. وفي الجلسة التالية طلب حضور الزوجة أمامه.. سألها القاضي: هل تريدين الطلاق؟ قالت: بل أريد زوجي وأبنائي.. وسأل الزوج، فقال: الشيء ذاته.

وثار أخ الزوجة ووالدها.. وأدرك القاضي الأمر.من هذه القصة أقول للحكمين: لا تتركوا الخلافات بين أهل الزوجة وأهل الزوج فقد يكون الخلاف بينهما.

2- قوله تعالى: (إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما).. أي إذا كان الحكمان عادلان.. يريدان الإصلاح حقاً.. يوفق الله بينهما.. هذا قول ربنا، ولا قول غيره.

والخلاصة

1- إن حسن اختيار الزوجة، والالتزام بالمواصفات التي حددها الدين الحنيف في اخيتار الزوج والزوجة.. من الأمور التي تقلل نسبة الخلاف إلى الحد الأدنى.. وتكون عندها كما قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عن خديجة: (ولقد رزقت حبها)، وعندما توفيت سمي ذلك العام، بعام الحزن.

2-  لابد من إبعاد الأسرة (أسرة الزوجة وأسرة الزوج) عن القضية.. فقد يكونوا هم الخلاف.

3-  في حالة الخلاف.. لابد من اختيار حكمين صالحين عاقلين لمعالجة الأمر، فإن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما.

 

والحمد لله رب العالمين

28/2/2011م

 
Leave a comment

Posted by on March 14, 2011 in خواطر