RSS

Monthly Archives: March 2011

سعد الدين الشاذلى.. مهندس حرب أكتوبر الذي تجاهلته الدولة

جاء نبأ وفاة الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية السابق اليوم الخميس العاشر من فبراير / شباط في وقت تتواصل فيه جموع المتظاهرين في ميدان التحرير فى مطالبتهم الاصلاحية وتتزامن تلك المظاهرات مع تشييع جثمان الفريق الذي اعطى الكثير من أجل وطنه ولم يحصل على التكريم حتى الآن على الرغم من أنه يعتبر مهندس عملية عبور قناة السويس في حرب 1973 واقتحام خط بارليف الذي لا يزال يدرس في كبريات الأكاديميات العسكرية العالمية إلى اليوم كمعجزة عسكرية بكل المقاييس.

والشاذلى هو الوحيد من قادة حرب أكتوبر الذي لم يتم تكريمه نهائيا, وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر الذين سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والأوسمة، وذلك على الرغم من دوره الكبير في إعداد القوات المسلحة المصرية, وفى تطوير وتنقيح خطط الهجوم والعبور، واستحداث أساليب جديدة في القتال وفى استخدام التشكيلات العسكرية المختلفة، وفى توجيهاته التي تربى عليها قادة وجنود القوات المسلحة المصرية.

ويرجع البعض عدم تكريم الشاذلي إلى إصرار الراحل على أن يقول كلمته دون اعتبار للعواقب، فأثناء الثغرة وقت حرب أكتوبر وبعد توقيع السادات لاتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني كان رأي الشاذلى ضد النظام، لذلك انتهى به الحال كلاجئ سياسي بالجزائر يدفع ثمن أرائه ومواقفه الوطنية.

 أروع مناورة في التاريخ العربي

فى غرفة العمليات مع الرئيس الراحل السادات  

الفريق الشاذلي من مواليد قرية “شبرتنا” مركز “بسيون” في محافظة الغربية عام 1922 تخرج في الكلية الحربية في يوليو 1940 ضابطًا برتبة ملازم في سلاح المشاة، منذ بداية حياته العسكرية اكتسب الشاذلي سمعة طيبة في الجيش؛ ومع حلول العام 1954 ترأس أول كتيبة لقوات المظلات في الجيش المصري، وفي عام 1960 ترأس القوات العربية المتحدة في “الكونغو” ضمن قوات الأمم المتحدة، ثم عُيّن ملحقًا عسكريًّا في السفارة المصرية بالعاصمة البريطانية لندن (1961 – 1963)؛ وهو ما مكّنه من الاحتكاك بالعقيدة القتالية الغربية، بالإضافة إلى تكوينه وفق العقيدة القتالية الشرقية التي كانت تعتمدها مصر في تنظيم قواتها، وأساليب قتالها آنذاك.

 على الرغم من المرارة التي تجرعتها العسكرية المصرية والعربية في حرب يونيو 1967، فإن الشاذلي أظهر تميزًا نادرًا وقدرة كبيرة على القيادة والسيطرة والمناورة بقواته؛ فقبل بدء المعركة شكّل الجيش المصري مجموعة من القوات الخاصة (الكوماندوز) لحراسة منطقة وسط سيناء أسندت قيادتها للشاذلي، وعرفت فيما بعد في التاريخ العسكري المصري باسم “مجموعة الشاذلي”.

  ومع بدء المعركة صبيحة 5 يونيو بضرب سلاح الجو المصري، واتخاذ القيادة العامة المصرية قرارها بالانسحاب، فقد الشاذلي الاتصال مع قيادة الجيش في سيناء، وهنا اتخذ القرار الأصعب بعد أن شاهد الطيران الإسرائيلي يسيطر تمامًا على سماء سيناء، فقام بعملية من أروع عمليات المناورة في التاريخ العسكري العربي، حيث عبر بقواته شرقًا وتخطى الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 يونيو، وتمركز بقواته داخل صحراء النقب الفلسطينية، وعندها ظنه الطيران الإسرائيلي وحدة تابعة له فلم يهاجمه على الإطلاق.

 وبقي الشاذلي في النقب يومين إلى أن تمكن من تحقيق اتصال بالقيادة العامة بالقاهرة التي أصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فورًا.

فاستجاب لتلك الأوامر وقام بعملية انسحاب في ظروف غاية في الصعوبة على أي قائد في مثل ظروفه، ورغم هذه الظروف لم ينفرط عقد قواته، كما حدث مع وحدات أخرى، لكنه ظل مسيطرًا عليها بمنتهى الكفاءة إلى أن وصل قبل غروب يوم 8 يونيو بكامل قواته ومعداته غرب القناة.

ثورة التصحيح

بعد عودة الشاذلي إلى غرب القناة اكتسب سمعة كبيرة في صفوف الجيش المصري كله، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة (الصاعقة والمظلات) في الفترة (1967 – 1969)، ثم قائدًا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية (1970 – 1971).

في 16 مايو 1971، أي بعد يوم من إطاحة السادات بأقطاب النظام الناصري، فيما سماه بـ”ثورة التصحيح” عين الشاذلي رئيسًا للأركان بالقوات المسلحة المصرية، باعتبار أنه لم يكن يدين بالولاء إلا لشرف الجندية، فلم يكن محسوبًا على أي من المتصارعين على الساحة السياسية المصرية آنذاك.

بمجرد وصول الشاذلي لمنصب رئيس الأركان دخل في خلافات مع الفريق صادق وزير الحربية حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء ،أنتهت بقبول السادات لخطة الشاذلى واقالة صادق وعيّن مكانه المشير أحمد إسماعيل الذي كان قد أحيل للتقاعد في أواخر أيام عبد الناصر.

وأثناء حرب أكتوبر وبسبب الثغرة حدث الخلاف الأشهر والأكبر بين الفريق الشاذلي من جانب والرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل وزير الحربية من جانب آخر.. حيث كان رأي الشاذلي أنه يمكن تصفية الثغرة بسحب 4 لواءات مصرية من الشرق إلي الغرب لزيادة الضغط علي القوات الإسرائيلية والقضاء عليها نهائيا وكانت وجهة نظر الشاذلي أنها تطبيق لمبدأ عسكري حديث ومتقدم هو ‘المناورة بالقوات’ حيث لن يوثر هذا الانسحاب التكتيكي علي وضع القوات المصرية في الشرق. ورفض السادات هذا الرأي ودخل بعدها في مفاوضات فض الاشتباك.

وفي 21 ديسمبر 1973 قرر السادات عزل الفريق سعد الدين الشاذلي من منصبه وتعيينه سفيرا لمصر في لندن ثم في البرتغال، وفي لندن زادت شهرة الفريق الشاذلي حيث دخل في مواجهات كثيرة مع اللوبي الصهيوني الذي اتهمه بقتل الأسري الإسرائيليين في الحرب.

وعندما قرر الرئيس السادات الدخول في مفاوضات السلام في كامب ديفيد، وجه لها انتقادات حادة وهو ما أدي إلي فصله من منصبه فعاش في المنفي عدة سنوات.

المحاكمة العسكرية

وفي الجزائر نشر الفريق الشاذلي كتابه “حرب أكتوبر” الذي أحيل بسببه إلي المحكمة العسكرية حيث أتهم الرئيس السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأولى وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة. ووضعت أملاكه تحت الحراسة, كما تم حرمانه من التمثيل القانونى وتجريده من حقوقه السياسية.

وفي عام 1992 عاد الفريق سعد الدين الشاذلي ليكمل بقية العقوبة بعد 14 سنة قضاها في المنفي ويدفع ضريبة غالية لحبه لوطنه ولشرف العسكرية الذي طالما وضعه نصب عينيه . 

أخبار العالم 20/2/2011م

 

دمويَّة القذافي تفضح النفاق الغربي

يتظاهرُ العالم الغربي اليوم بالصدمة حيال المذابح التي يرتكبها القذافي بحق الشعب الليبي، والتي راح ضحيتها حتى الآن مئات القتلى وآلاف الجرحى والمفقودين، واستُخدِمت فيها جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ومُنِعت خلالها المستشفيات من علاج المصابين.. فهل عرف العالم الغربي فجأةً الوجه الحقيقي للقذافي، بعد فوات الأوان؟!

إذًا من سهّل إحكام قبضة الديكتاتور على البلاد، ودعم أنشطته الإرهابية التخريبيَّة، وتستَّر على فساده، ودعم قواته بالسلاح، طيلة أربعين عامًا؟ ومن رشحه للعب أدوار رئيسيَّة في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية، وفرش تحت قدميه البساط الأحمر، وأوقفه مكرمًا بجوار قادة أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا واليابان وألمانيا والصين وروسيا في قمة الدول الثماني قبل عامين فقط؟

وكيف انتُخِب القذافي لرئاسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عام 2003، رغم رعايته لحركات التمرُّد والأنشطة الإرهابيَّة في غرب إفريقيا، خصوصًا في سيراليون وليبيريا، وتبنِّيه أجندة قمعيَّة داخل بلاده، واشتهاره بسجل سيئ في مجال حقوق الإنسان؟

ومن أعطى الفرصة لحسونة الشوا، المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبيَّة، كي يتفاخر بأن هذا المنصب الأممي يمثل اعترافًا تاريخيًّا من قِبل العالم بسجل ليبيا الناصع في مجال حقوق الإنسان؟

بل ما هي مؤهلات القذافي حتى يصبح محلّ ترحيب غربي؟ وما الذي يُغرى الاتحاد الأوروبي بتصدير السلاح لليبيا حتى وقتٍ قريب؟

إنها لعبة المصالح، التي أدركها القذافي ووافق على قواعدها، ودفع الثمن كاملا، بدءًا من تخلِّيه عن البرنامج النووي، والكشف عن معلومات حول البرنامج النووي الباكستاني السري تحت إشراف العالم عبد القدير خان، مرورًا بتدشين قنوات اتصال سريَّة مع الإسرائيليين، وصولا إلى فتح كافة الأبواب الليبيَّة على مصراعيها أمام الاستثمارات الغربيَّة.

لكن حينما يسقط قناع الحليف القديم أمام العالم، ويبدو وجهه الدموي، ويسخر الجميع من عقليته الخرقاء، فيصبح ورقةً محروقة، ثم يتسبب في توقف إمدادات النفط، وارتفاع ثمنه، لا بد للغرب أن يراجع موقفه، ويبحث عن مصالحه، ولا بأس من أن يلوّح بتدخل عسكري، أو على الأقل حظر جوي.

ولا بأس من تحولٍ سريع في مواقف الساسة والمعلّقين والمحللين الغربيين حيال القذافي، لتكتمل الخدعة، وبعد أن كانوا يومًا يتفاخرون بعلاقاتهم القوية به، هاهم اليوم يطالبون برحيله فورًا، ليصبح من كان بالأمس حليفًا قويًّا في “الحرب على الإرهاب”، مجرمًا تطالب المحكمة الدوليَّة برأسه.

والواقع أنهم جميعًا يستحقون المحاكمة، والفارق الوحيد بين طاغية ليبيا ورؤساء الدول الغربيَّة، ومنافقيها، أن الأول مجنونٌ وأحمق، أما الآخرون فيعرفون كيف يديرون أمورهم بدبلوماسيَّة، لذلك لا تزال وسائل الإعلام تعاملهم باحترام، رغم تورُّطهم في مذابح أبشع بكثير في العراق وأفغانستان وباكستان وفلسطين، ومن غير المتوقع أن نرى الإعلام الغربي يتحدث عن باراك أوباما، وديفيد كاميرون، ونيكولا ساكوزي باعتبارهم “مجرمي حرب”، رغم أنهم لا يختلفون كثيرًا عن القذافي وإخوانه.

تعددت الأقنعة، والوجوه الكالحة واحدة..

الإسلام اليوم 6/3/2011م

 

!حافظ سلامة..86 عاما.. من شباب الثورة

ربما يكون من الغريب للوهلة الأولى عندما تسمع أن شيخا عمره 86 عاما كان أحد القياديين للثورة المصرية التي عرفت بثورة الشباب، وتحديدا في مدينة السويس، وربما تزداد دهشتك إذا سمعت ان هذا الشيخ قد أصر على الحضور إلى القاهرة ومشاركة الشباب في ميدان التحرير.. لكن دهشتك هذه ستتبدد تماما إذا عرفت أن هذا الشيخ هو الشيخ حافظ سلامة شيخ المقاومة الشعبية بمدينة السويس زمن الاحتلال الإنجليزي والإسرائيلي.

الشيخ حافظ سلامة

كيف لا وهو الرجل الذي وصفه الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت حرب 6 أكتوبر 1973، قائلاً: “إن الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية، إمام وخطيب مسجد الشهداء، اختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيسيًّا خلال الفترة من 23– 28 أكتوبر عام 1973 عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الإسرائيلي وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة” أثناء ثغرة الدفرسوار.

وإذا كانت قيادة الشيخ حافظ سلامة لعمليات المقاومة الشعبية في مدينة السويس بدءًا من يوم 22 أكتوبر 1973م تعد هي المحطة الأهم في حياة الشيخ حافظ سلامة، فإنها ليست الحلقة النضالية الوحيدة في حياة الشيخ الذي حارب -إلى جانب العدو الصهيوني- القوات الإنجليزية زمن الاحتلال الإنجليزي، وأبى إلا أن يضم لتاريخه النضالي مشاركته في محاربة رموز الفساد خلال ثورة 25 يناير 2011 رغم عمره الذي تخطى الـ86 عاما.

حماية.. ونضال.. ودقيق!

وما إن انطلقت ثورة اللوتس المصرية في الخامس والعشرين من يناير الماضي حتى كان الشيخ «حافظ سلامة» يلهب ثورة حماسة الشباب بالسويس، دون أن يمنعه كبر سنه ومرضه عن قيادة شباب مدينة السويس في أكبر وأعنف مظاهرات شهدتها مصر خلال انتفاضة الغضب يومي الأربعاء والخميس 26و27 يناير، حتى لقب السويس بـ«سيدي بوزيد المصرية»، في إشارة إلى أنها كانت الأعنف في المواجهات.

ووقف الشيخ الكبير يفيض على الشباب حماسة ويهتف الشيخ ضد النظام الحاكم، مطالبا أبناء السويس بالمثابرة والصمود حتى يتنحى مبارك، مؤكدا أن هذه الوقفة التاريخية ستظل محفورة في ذهن كل مصري استطاع أن يتغلب على الفساد.

ولم يكن جديدا على الشيخ حافظ سلامة، الذي اعتاد تشكيل مجموعات المجاهدين في شبابه أن يشكل وينظم مجموعات اللجان الشعبية، لحماية منشآت السويس بعد هروب الشرطة، حيث قام بتجميع الشباب وصنع منهم دروعا بشرية لحماية الممتلكات العامة من النهب والسرقة، ونظم صفوف العمل بين الشباب لحماية الشوارع والمنازل بعدما انطلقت فلول البلطجية على الأهالي في مساكنهم ومحلاتهم التجارية.

كما استغل الشيخ علاقاته بتجار السويس والمحافظات المجاورة وتمكن من تجميع 5 أطنان من الدقيق لمخابز السويس بعد اختفاء الخبز بأوامر من النظام لمسئولي التموين بوقف ضخ الدقيق للمخابز، لإحداث أزمة تهدف لتشتيت جهود المتظاهرين، وشكل سلامة من أبناء السويس مجموعات لتوزيع الخبز مجانا على المناطق المتطرفة بالمدينة، وقام كذلك بتوفير كميات من البطاطس والطماطم والخضراوات بأسعار منخفضة، لمواجهة جشع بعض التجار.

وبعد أن اطمأن على أوضاع مدينته الحبيبة، انطلق حافظ نحو ميدان التحرير بالقاهرة في «جمعة الغضب»، ليشارك شباب التحرير في ثورتهم قائلا: «إن الوقت حان لمحاسبة نظام مبارك القمعي على الجرائم التي ارتكبها ضد شعب مصر».

شهداء.. أبناء شهداء

وخلال مظاهرات السويس كان مسجد الشهداء بمدينة السويس، الذي يشرف عليه الشيخ حافظ سلامة هو المنبع الذي تخرج منه الآلاف بقيادته متجهة نحو ميدان الأربعين للتظاهر يوميا، وندد الشيخ بالتعامل الغليظ مع أهالي السويس.

الشيخ حافظ كان يدرك أن جيل المقاومين توفي، ولا يعيش منهم الآن إلا عدد قليل، وأن شباب الثوار أحفاد هؤلاء الأبطال، يتطلعون لحياة كريمة بعدما استبعدوا من الوظائف وساءت حالتهم الاقتصادية وكممت أفواههم للتعبير عن آرائهم.

وبعد أن تكللت الثورة بالنجاح، عاد الشيخ لميدان كفاحه الذي لا يمل منه، عاد للعمل الخيري رافضا أن يـأتي أهالي شهداء الثورة إلى مقر جمعيته ليعطيهم، بل يصر على أن يذهب إلى بيوت الشهداء بنفسه، وأن تصل “حقوق الشهداء في رقبته” إلى بيوتهم، وخاصة أنه يؤكد أن الذين خرجوا في مظاهرات السويس هم أبناء الشهداء والمجاهدين من رفاقه في كفاح الاحتلال قديما، وبالتالي فإن الذين سقطوا هم شهداء أبناء شهداء أو مجاهدين.

وانتسب الشيخ سلامة للعمل الخيري مبكرا وشارك في الكثير من الجمعيات الخيرية في السويس، وكان له دور اجتماعي وسياسي ونضالي بارز، حيث أسهم في دعم المقاومة والمشاركة في العمليات الفدائية والتعبئة العامة للفدائيين ضد الاحتلال الإنجليزي.

“شباب محمد”

وقد بدأ الشيخ مسيرته النضالية أثناء الحرب العالمية الثانية حينما هاجرت أسرة الشيخ حافظ سلامة من السويس هربا من مسرح الأحداث الدائرة بين قوات المحور وقوات الحلفاء، إلا أن سلامة ذي التسعة عشر ربيعا آنذاك، رفض أن يهاجر معهم وفضل البقاء في السويس ليلعب دورا كبيرا في عمليات الدفاع المدني لمساعدة الجرحى والمصابين.

انضم الشيخ حافظ سلامة إلى جماعة «شباب محمد» التي أنشأها مجموعة من الأشخاص المنشقين عن «الإخوان المسلمين» وحزب مصر الفتاة عام 1948، وشارك من خلال تلك الجمعية في النضال الوطني في مصر ضد الاحتلال الإنجليزي، فشكل حافظ أول فرقة فدائية في السويس، كانت مهمتها الرئيسية مهاجمة قواعد القوات الإنجليزية الرابضة على حدود المدينة، والاستيلاء على كل ما يمكن الحصول عليه من أسلحة وذخائر.

وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952م وتحديدا في الستينيات أصدر جمال عبد الناصر قرارا بحل جمعية شباب محمد وإغلاق صحفها على خلفية مقالات تهاجم فيها العلاقات السوفييتية المصرية، ثم اعتقل الشيخ حافظ سلامة بعد ذلك في إطار الاعتقالات التي نفذها النظام الناصري ضد «الإخوان المسلمين»، وظل في السجن حتى نهاية 1967.

وبعد النكسة، أفرج عن الشيخ حافظ سلامة في ديسمبر (كانون الأول) عام 1967، فاتجه إلى مسجد الشهداء بالسويس، وأنشأ جمعية «الهداية الإسلامية»، وهي الجمعية التي اضطلعت بمهمة تنظيم الكفاح الشعبي المسلح ضد إسرائيل في حرب الاستنزاف منذ عام 1967 وحتى عام 1973، ليضيف إلى جهاده ضد الإنجليز جهادا ضد الصهاينة.

لعب الشيخ حافظ سلامة دورا مهما في عملية الشحن المعنوي لرجال القوات المسلحة بعد أن نجح في إقناع قيادة الجيش بتنظيم قوافل توعية دينية للضباط والجنود تركز على فضل الجهاد والاستشهاد وأهمية المعركة مع اليهود عقب هزيمة 1967، والاستعداد لحرب عام 1973، وكانت هذه القوافل تضم مجموعة من كبار الدعاة وعلماء الأزهر وأساتذة الجامعات في مصر مثل شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود، والشيخ محمد الغزالي، والشيخ حسن مأمون، والدكتور محمد الفحام، والشيخ عبد الرحمن بيصار.. وغيرهم.

اختارته الأقدار

وفي أحداث الثغرة التي اجتاحت على أثرها القوات الإسرائيلية مدينة السويس تعرضت المدينة لحصار شديد من القوات الإسرائيلية وقصف مستمر من الطائرات وتقدمت إلى المدينة 200 دبابة وكتيبة من جنود المظلات وكتيبتان من جنود المشاة بعربات مدرعة قاد خلالها الشيخ حافظ سلامة أعمال المقاومة بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الإسرائيلي وإفشال خططه في احتلال السويس.

وقد أثنى الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت الحرب على دوره قائلاً: “إن الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية، إمام وخطيب مسجد الشهداء، اختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيسيًّا خلال الفترة من 23– 28 أكتوبر عام 1973 عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الإسرائيلي وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة”.

ظل الشيخ حافظ سلامة يلعب دورا إيجابيا في مجتمعه من الناحية الدعوية والاجتماعية وأيضا السياسية، فقد رفض الشيخ حافظ سلامة زيارة السادات للقدس عام1977، ومعاهدة كامب ديفيد عام 1979، مما جعل الرئيس السادات يضعه على رأس قائمة اعتقالات سبتمبر (أيلول) 1981، وقد أفرج عنه بعد اغتيال السادات.

وعلى الرغم من تقدم السن فلا يزال الشيخ حافظ سلامة يمتلك عزيمة وهمة غير عادية في العمل الخيري، يود أن يلقى الله بها، منها بناء المساجد مثل مسجد النور الشهير بالعباسية، والكثير من المساجد في مدينة السويس التابعة لجمعية الهداية الإسلامية، وبناء المدارس الإسلامية بمدينة السويس ومساعدة المحتاجين، بالإضافة إلى مجمع الرحمن بمنطقة المظلات الذي تعثر إتمامه فترة من الزمن بسبب تجميد نظام مبارك لأموال وأعمال جمعيته.

وقد ولد الشيخ حافظ علي أحمد سلامة بالسويس في 6 ديسمبر 1925م أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر، ليكون الابن الرابع لوالده الحاج علي سلامة الذي كان يعمل في تجارة الأقمشة.

وقد بدأ حافظ سلامة تعليمه بكتاب الحي ثم التعليم الابتدائي الأزهري وأخذ في تثقيف نفسه في العلوم الشرعية والثقافة العامة ودرس العديد من العلوم الدينية ثم عمل في الأزهر واعظًا، حتى أصبح مستشارًا لشيخ الأزهر لشئون المعاهد الأزهرية حتى 1978م، ثم أحيل إلى التقاعد.

أون إسلام 22/2/2011م

 

أردوغان يتهم الغرب بالتمييز في معاملتهم للشعوب

استنكر رئيس الوزراء التركي موقف الدول العظمى التي كانت تنادي بإرساء الديمقراطية وحقوق الإنسان في الدول التي لاتمتلك البترول، بينما التزمت جانب الصمت إزاء الدول الغنية بالموارد النفطية.

رجب طيب أوردوغان رئيس وزراء تركيا

جاء في الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مدينة دوسلدورف الألمانية، مخاطبا المهاجرين الأتراك :” إن تركيا ليست دولة متميزة بقوة اقتصادها أو سياستها الخارجية الفعالة فحسب، بل إنها متميزة بما طبقته من معايير ديمقراطية، وما أرسته من حريات، وما حققتها من أخوة ووحدة وطنية داخل أراضيها. إننا نناضل العصابات بلا هوادة منذ ثماني سنوات بقوة نستمدها من الشعب، وبذلنا جهدنا لنرتقي بالقيم العالمية إلى أعلى الدرجات؛ وفاءً بالأمانة التي حملها لنا شعبنا.”

وأضاف قائلا:” لذا فإنني أدعو جميع الكتاب والمثقفين الأتراك الذين اضطروا للهجرة إلى أوربا بسبب تعرضهم لصنوف القمع والمعاناة في الماضي عندما هموا بالحديث عن حرية التعبير إلى العودة إلى بلادهم، إنني أدعو هؤلاء الذين تاقت أرواحهم إلى بلدهم وتملكهم الحنين للوطن بالعودة حتى يشاهدوا ويساهموا في التغيرات الإيجابية التي تشهدها بلدهم تركيا ، وأريد أن أذكرهم هنا أن جميع الأبواب مفتوحة على مصاريعها من أجلهم”.

وفي معرض حديثه عن موقف الدول العظمى إزاء ما يحدث من انتفاضات شعبية بدول الشرق الأوسط، قال أردوغان:” إننا لسنا ممن يعتبر بآبار النفط عند النظر إلى ما يجري في الشرق الأوسط، نحن لسنا ممن يهتم بحسابات الربح والخسارة عند النظر إلى دول البلقان، نحن لسنا ممن يجري وراء المصلحة عند النظر إلى دول القوقاز وأسيا وأفريقيا، إنني أقول: إننا ننادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة والقيم العالمية من أجل الجميع، ما ننادي به من أجل بغداد ننادي به من أجل دارفور، ومن أجل القاهرة ومن أجل طرابلس، ولا نتدخل في شؤون الداخلية لأي دولة “

ثم ناشد أردوغان الدول العظمى قائلا: إنكم تتعاملون بسياسة الكيل بمكيالين مع شعوب الشرق الأوسط، لماذا تلتزمون جانب الصمت يامن كنتم تتشدقون بالديمقراطية، وتدافعون عن حقوق الإنسان والقيم العالمية؟، لماذا خفتت أصواتكم عندما اتصل الأمر بمصر أو تونس أو ليبيا؟ ألا يستحق هؤلاء الديمقراطية، ألا تشملهم حقوق الإنسان؟ هل هؤلاء يعيشون خارج دائرة الكون، هل هم مستثنون عن القيم العالمية؟ هل الديمقراطية من حق جماعات معينة؟ هل الديمقراطية حق للإنسان الغربي دون الشرقي؟ لماذا هذه السياسة المزدوجة في التعامل مع شعوب الشرق الأوسط؟ إن الظلم وعدم المصداقية وسياسة الكيل بمكيالين هي التي دفعت الشعوب اليوم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الخروج إلى الشوارع ومناهضة الأنظمة القائمة “.

أخبار العالم 28/2/2011م

 

الإخوان المسلمون: يا شعب مصر العظيم لقد قمت بأعظم ثورة في تاريخك

يا شعب مصر العظيم.. لقد قمت بأعظم ثورة في تاريخك، بل بثورة من أعظم ثورات العالم، فرضت على الدنيا احترامك وإجلالك، ولدت فيها من جديد، نفضت عن نفسك كل ما كان ينسب إليك من سلبيات، وانصهر كل أفرادك في بوتقة واحدة، فظهر المعدن النفيس، تجلى في الولاء العظيم لله ثم للوطن والأمة، تصرفت طيلة فترة الثورة بأرقى ما يمكن من سلوك وحرص على الوحدة الوطنية، وسلمية الحركة وسلامة الممتلكات العامة والخاصة، وتكافل اجتماعي، واهتمام رائع بقضايا الأمة والشأن العام، وعشق للحرية المسئولة، ونثق الثقة كلها في أن هذه الصفات الجليلة سوف تتمسك بها في المستقبل حتى تتبوأ مصرنا الحبيبة المكانة اللائقة بها بين الأمم، وخصوصًا بعد أن قضيت على الاستبداد والفساد اللذين هما أصل الانحطاط العام في الفكر والقيم والأخلاق والسلوك والعمل والتدهور في المكانة.

إن الإخوان المسلمين وقد كانوا جزءًا من هذه الثورة المباركة، ليعلنون أنهم ما كانوا يفعلون ذلك إلا ابتغاء وجه الله، ومن أجل رفعة الوطن وتحرير الشعب، ومن ثمَّ فهم لا يتطلعون إلى مكاسب خاصة؛ ولذلك فقد أعلنوا مرارًا أنهم ليسوا طلاب سلطة ولذلك لن يرشحوا أحدًا منهم لمنصب الرئاسة، ولن يسعوا إلى الحصول على أغلبية في البرلمان، وأنهم يعتبرون أنفسهم خدمًا لهذا الشعب الكريم، وأنهم أهل وفاء وأداء واحترام للعهود والمواثيق، وأنهم أحرص الناس على الأمن القومي، ومن ثمًّ فهم يحرصون على الوحدة الوطنية وحقوق كل المواطنين في الحرية والعدل والمساواة والعدالة الاجتماعية دون تفريق لأي اعتبار، كما أنهم حريصون على الجيش المصري البطل ودعمه وتقويته وسلامته من أي مغامرات غير محسوبة؛ حتى يظل درع الأمة وحصنها الحصين ضد أي عدوان خارجي.

وإننا لنزكي ونثمن التوجه السليم الذي يسير عليه المجلس الأعلى للقوات المسلحة في سبيل نقل السلطة نقلاً سلميًّا؛ لإقامة حكومة مدنية وفقًا لإرادة الشعب، ووفقًا للعهد الذي قطعوه على أنفسهم كما جاء في بيانهم الرابع.

إن الشعب المصري- صاحب الثورة- ونحن منه نتطلع إلى:

1. إلغاء حالة الطوارئ المفروضة منذ ثلاثين عامًا، والتي تقيد الحريات وتكمم الأفواه وتشيع الرعب والإرهاب.

2. حل المجالس النيابية المزورة، وإجراء انتخابات حرة نزيهة تحت إشراف قضائي كامل.

3. تعديل مواد الدستور التي تكرس الظلم والاستبداد مرة واحدة مهما بلغ عددها، والإبقاء على الأبواب والمواد التي تحمل مبادئ عادلة وقواعد عظيمة.

4. الإسراع بتشكيل حكومة انتقالية من كفاءات وطنية مستقلة تتولى إدارة البلاد في الفترة الانتقالية.

5. الإفراج الفوري عن المعتقلين والمحبوسين السياسيين وخصوصًا من اعتقلوا بسبب الاشتراك في الثورة المباركة.

6. تنفيذ أحكام القضاء بشأن الأجور وضخ الغاز والحرس الجامعي، وانتخابات النقابات المهنية وغيرها.

7. إطلاق حرية تكوين الأحزاب على أسس مدنية وديمقراطية، وإلغاء القيود على إصدار الصحف ووسائل الإعلام.

8. محاكمة المفسدين الذين تضخمت ثرواتهم بصورة غير طبيعية خلال السنوات الماضية.

وفقنا الله جميعًا لما يحب ويرضاه

الإخوان المسلمون

القاهرة في : 9 من ربيع الأول 1432هـ الموافق 12 من فبراير 2011م