RSS

Monthly Archives: January 2011

أسرار سفر شعيا

قيل قديما:

إذا كان الغذاء سيئا، لا جدوى من الدواء

وحين يكون الغذاء سليما فلا داعي للدواء

بنى الكهنة اليهود “دياناتهم” اليهودية على كتب التوراة فقط ، – كما يقول نورمان جولب “استاذ التاريخ والحضارة في جامعة شيكاغو في كتابه “من الذي كتب مخطوطات البحر الميت؟” – وهي الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم المعروفة بـ “سٍفر التكوين” و ” سٍفر الخروج” و “سٍفر اللاويين” و “سٍفر العدد” و “سٍفر التثنية” – مستبعدين كتب الانبياء من امثال “اشعيا”.

فما هي قصة “سفر أشعيا” الذي يُنسب إلى سيدنا عيسى عليه السلام ، وهل ورد فيه ما يبشر بقدوم آخر انبياء الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.؟

وأين هو هذا “السٍفر” الآن؟؟

العلامة الدكتور معروف الدواليبي ، وهو مستشار سابق في الديوان الملكي السعودي روى المراحل المثيرة التي رافقت العثور عن “سِفر أشعيا” وما نتج عنها من احداث في غاية الغرابة.

إكتشاف سٍفر أشعيا

عام 1953م اكتشفت في احدى المغاور في جبال الاردن التي تبلغ نحو 600 مغارة وهي الامكنة التي كان يختفي بها المؤمنون قبل آلاف السنين .. اكتشفت مخطوطات دينية هامة. ومن هذه المخطوطات التي تم اكتشافها “سفر أشعيا” الصحيح بكامله، بينما المنشور في التوراة هو جزء منه.

وبعد دراسته ، اجتمع “الفاتيكان” لمدة اربع سنوات- من 1961 الى 1965 – وتبين ان لهذا “السِّفر تأثيراً جديداً على قواعد ومفاهيم المسيحية بالنسبة للإسلام، فأصدروا كتيّباً دعوا فيه الى الحوار ما بين المسيحية والاسلام، ويثنون على الاسلام كدين ، ويأسفون لما سبق من خلاف بين الديانات ، ويطلبون نسيان الماضي ، وان يدخل المسيحي في حوار مع المسلم.

وثيقة الفاتيكان الهامة :

في السبعينات .. صدرت عن “الفاتيكان” وثيقة هامة. كانت بمثابة اعتراف رسمي مسيحي بالدين الإسلامي، ولأول مرة، جاء فيها :

(إن كل من آمن بعد اليوم بالله خالق السموات والأرض ، ورب إبراهيم وموسى ، فهو ناج عند الله وداخل في سلامه ، وفي مقدمتهم : المسلمون ) .

الفاتيكان يوجه الدعوة لعلماء السعودية للحوار بين المسيحية والإسلام :

بعد صدور هذه الوثيقة، يقول الدكتور معروف الدواليبي وهو علامة معروف ومستشار سابق في الديوان الملكي السعودي وفي عهد الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله .. يقول:

بعد صدور هذه الوثيقة ، صدف ان كنا في موسم الحج مع المرحوم”الملك فيصل بن عبدالعزيز” في عام 1965م، عندما وجّه “الفاتيكان” عن طريق إذاعته- نداءاً بالتهنئة بالحج وقضاء مناسكه الى الفيصل طيب الله ثراه والى الحجاج فرد الفيصل بالإذاعة على الإذاعة، محيياً هذه الروح الجديدة. ولم يلبث “الفاتيكان” ان سعى الى الدخول في حوار، والناس بين مصدّق ومكذّب، حتى وصلت الدعوة إلينا للدخول في حوار معهم وزيارتهم، وذلك للتعاون:”فيما يتعلق بحقوق الانسان”. وكنا ايضاً، في كل مكان، مستغربين هذه الروح الجديدة.

ولما دعاني المرحوم الملك فيصل ليسألني رأيي في الدعوة التي وجّهها “الفاتيكان” الى علماء المملكة ليزوروه من “اجل حوار وتعاون لا يقصد منه البحث في اصول الدين”. وانما التعاون على ما يأمر به الدين”بحقوق الانسان”، ألحيت على قبول الدعوة، فأمرني الملك فيصل بالتوجه الى “الفاتيكان” لكشف ماذا وراء هذه الدعوة .

فذهبت بالفعل الى “الفاتيكان” وكان معي سفير المملكة في روما، واجتمعنا بالكاردينال”بيمونوللي”، وزير الدولة في حكومة”الفاتيكان” فيما يتعلق بالعلاقات ما بين الاسلام والمسيحية، فعرفت ان الدعوة صحيحة وطيبة وانهم يريدون التعاون ونسيان الماضي.

وكانت اذاعة الفاتيكان: تركّز في نشراتها على الاجتماعات التي كنّا نعقدها على انني “مندوب” الملك فيصل يرحمه الله ، وعلى أننا “اتفقنا على مبدأ الحوار”.

السفير الاسرائيلي يتدخل :

وبعد 48 ساعة من معادرتي “الفاتيكان” طلب السفير الاسرائيلي في روما”مقابلة الكاردينال”بيمونوللي” مع انه لم يكن بين “اسرائيل” و”الفاتيكان تمثيل دبلوماسي، وانما كان طلبه الزيارة “بإسم حكومة اسرائيل”.

ماذا قال السفير الاسرائيلي للكاردينال :

“نطلب منكم وقف أي حوار بين “الفاتيكان” وبين “المملكة العربية ال سعودية” فرفض الكاردينال طلب السفير.

وفي اليوم الثاني، عاد السفير وكرّر الطلب ورُفض طلبه.

… وهكذا على مدى خمسة ايام متوالية…!! اكثر من ذلك، فقد بعث “البابا بولس السادس” برسالة إجلال واحترام الملك فيصل رحمه الله ، وراوياً له فيها ماذا جرى بين السفير الاسرائيلي في روما والكاردينال “بيمونوللي” من إصرار على عدم تحقيق”لقاء الحوار” بين الاسلام والمسيحية.

ثورة داخل الفاتيكان :

يومها، اعلنوا، اننا قمنا بثورة داخل”الفاتيكان” لماذا.؟

لأنه ليس من التقاليد البابوية، ان يبدأ “البابا” الكتابة لأي رئيس دولة فقد جرت العادة، منذ القديم ، ان يتولى”البابا” الاجابة عن رسائل رؤساء الدول، لا ان يكون هو البادىء بكتابة الرسائل.

بدء الحوار :

وقبل ان يبدأ الحوار بين علماء المملكة العربية السعودية وبين “الفاتيكان” صدر عن “مجمع الفاتيكان الثاني” كتيّب يقع في نحو 150 صفحة تحت عنوان”توجيهات للمسيحية من اجل الحوار بينهم وبين المسلمين”. وذكّروا بأن المسلمين” ناجون عند الله عملاً بما اتخذته أعلى سلطة في الفاتيكان”.

وفي هذه الأجواء بدأت اجتماعات “الحوار الاسلامي- المسيحي” في “الفاتيكان” ثم ما لبث ان دعانا “مجلس الوحدة الاوروبية” — بناءاً على قرار مجمع الفاتيكان الثاني – في ستراسبورغ ومن ثم لبّت المملكة الدعوة ايضاً التي وجّهت من “مجلس الكنائس العالمي” في جنيف، وايضاً ، الى وزارة العدل الفرنسية، ثم الى جمعية “الصداقة السعودية الفرنسية”.

وكانت كل تلك اللقاءات تتم وفقاً لتلك الروح التي أعلنها”الفاتيكان”، والتي كان لها الدوي والتأثير العظيمين. فقد كان المرة الأولى في التاريخ التي يخرج فيها وفد من المملكة العربية السعودية، بناءا على دعوة الغرب المسيحي “للقاء البابا” ومجلس الكنائس العالمي البروتستانتي الذي يقابل الكنيسة الكاثوليكية.

وقف التنصير :

بعد انتهاء اللقاءات المتعددة التي حصلت بين علماء المملكة وبين كبار مسؤولي”الفاتيكان” وفي يوم مغادرتنا عاصمة”الكثلكة”، وقف الكاردينال “بيمونوللي” مخاطباً العلماء المسلمين بقوله:”لقد قررنا في هذا اليوم وقف التنصير الكاثوليكي في العالم الاسلامي. ونحن نطلب منكم ان تعودوا الينا”بالبشارة”.

ذلك ان السيد المسيح عندما ودّع نبأهم انه ستأتي من بعده”بشارة” أي نبي يخبرهم بالحقائق. وقد جاء في “سفر أشعيا” كما يلي :

“بعد المسيح يأتي نبي عربي من بلاد”فاران” بلاد اسماعيل- و”فاران” باللغة الارامية هي بلاد الحجاز، “وعلى اليهود ان يتبعوه، وعلامته انه ان نجا من القتل فإنه النبي المنتظر، لانه يفلت من السيف المسلول على رقبته، و يعود اليها بعد ذلك بعشرة آلاف قديس”.

إنطباق على الواقع :

وهذه تنطبق تماماً على الواقع: فقد جاء في القرآن الكريم (يعرفونه-أي اليهود- كما يعرفون ابناءهم).

فأعطى مكانه: بلاد اسماعيل- أي مكة المكرمة.

اعطى صفته : يهرب من السيف المسلول على رقبته، وذلك عندما هرب ليلة المؤامرة التي حيكت لقتله، صلى الله عليه وسلم.

“ويعود بعشرة آلاف قديس”. وقد عاد صلى الله عليه وسلم الى مكة المكرمة بعشرة آلاف مؤمن.

فهذه النصوص واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ولذلك تعتبر ان ما صدر عن “مجمع الفاتيكان الثاني” في عهد “البابا بولس السادس” كان خطوة طيبة وجديدة.

سر وفاة البابا … والكاردينال :

“ولكن مع الاسف” – يضيف د. محمد معروف الدواليبي-، فإن “البابا” لم يلبث ان توفي في ظروف لا ندريها، كما توفي من بعده بقليل الكاردينال”بينمونوللي” الذي كان صلة الوصل بيننا وبين “الفاتيكان”.

وبوفاتهما، اوقف الحوار بين الاسلام والمسيحية.

اليهود … اليهود :

سُئل الدكتور”الدواليبي”: – ألا تعتقدون بأن موت “البابا بولس السادس” الفجائي، ومن بعده بقليل الكاردينال”بيمونوللي” الذي كان صاحب فكرة”الحوار بين المسيحية والاسلام” كان من تدبير اليهود.؟

فأجاب :

عندما انفصلنا ، تواعدنا على ان تكون الندوة الثانية في الرياض، وفي هذه الفترة ذهب “البابا” وذهب “الكاردينال”… ولا اريد ان ازيد على ذلك!!.

وسُئل الدكتور “الدواليبي”:

يتحدثون عن مواجهة حتمية ستحصل بين الاسلام والغرب يكون وراءها اليهود؟

فأجاب: الأب “مبارك” اللبناني الاصل، والمعروف بمشاعره الطيبة، وهو من كبار رجال الكنيسة والاستاذ في “الجامعة الكاثوليكية” في باريس، نشر مقالاً في احدى المجلات العربية- وأنا احتفظ بنسخة منها- في ذات السنة التي لبّينا فيها دعوة “الفاتيكان” الى حوار، يحذّر فيها من تأثير الصهيونية على “الفاتيكان”، ويؤكد بأن “عناصر” داخل “الفاتيكان” ترده عن سياسته الجديدة- يومذاك-.

لماذا لا يبشًرون بين اليهود:

ويستطرد الدكتور الدواليبي قائلاً :

“لقد قلت صراحة للكاردينال”بيمونوللي” في جلسة خاصة اثناء الحوار”انني احمل شهادة دبلوم في الحقوق الكنسية”، فدهش وقال : ان شهادة”الحقوق الكنسية لا تعطى ، الا لمسيحي ، فكيف حصلت عليها”.؟

فأجبته: بأنني نلتها من جامعة باريس”كدبلوم اختصاص”، لا من “الجامعة الكاثوليكية” وانني في اثناء قراءاتي “للانجيل” و “التوراة” و”الكتاب المقدّس” بشكل متعمق، لم استطع ان افهم بعض النصوص التي جاءت في “الانجيل”، وهي عميقة الاشكال عندي، ولم اجد حتى الآن من اطرح عليه هذا السؤال، لانه سؤال عميق، ويجب ان يكون المسؤول الذي سيتولى الاجابة عنه يتمتع بأعلى سلطة في الكنسية، وهذه المرة الاولى التي اجتمع فيها مع الرجل الثاني في “الفاتيكان”، فهل تسمح لي ان اطرح سؤال؟”.

قال: تفضل.

قلت: لمن أرسل السيد المسيح.؟قال: يادكتور، تقول انك تحمل شهادة في “الحقوق الكنسية”. وأول شروط الحصول على هذه الشهادة ان يكون حاملها متعمقاً بدراسة الانجيل ، فكيف تسأل مثل هذا السؤال، وفي “الانجيل” الجواب الصريح والواضح الذي يقفز الى العيون.؟

“قول المسيح: انما أرسلت لخراف بني اسرائيل الضالة” اشكالي هو هذا ، وهي تعني ان مهمة السيد المسيح كانت محصورة بالتبشير بني اليهود، فما معنى انكم ترسلون المنصرين بين المسلمين ولا ترسلون منصِّرا واحداً الى اليهود؟؟.

“أضفت- والكلام لا يزال للدكتور الدواليبي- ان “اليهود” يتهمون السيد المسيح بأنه ابن زنا، وإن أمه السيدة مريم”زانية”. ويؤكدون ذلك وهم يعتبرون بأن لا ولادة من غير زواج.

إلا الاسلام : فقد طهّر السيد المسيح، ودافع عنه، وقدّس أمه مريم العذراء وبمعجزة ولدت، وان المسيح ابن ص حيح وليس ابن زنا. وعندما يقول السيد المسيح: انما أرسلت لخراف بني اسرائيل الضالة- أي- اليهود- فهو يعني ان المنصرين الذين ثبتتهم الكنيسة في اقطار العالم الاسلامي كان بجب ان يرسلوا الى اليهود لا الى المسلمين”.

قلت: وماذا كان جوابه؟

د. دواليبي: قال غداً سوف أجيبك.

“وفي اليوم التالي، اعلن قرار”مجمع الفاتيكان الثاني”: ان “الفاتيكان” قرر وقف التنصير المسيحي الكاثولوكي في العالم”.

…وكان ذلك في يوم وداعنا لهم، وعودتنا الى الرياض..!!

د. طارق الطوخي 6/12/2010م

 
 

بيان حول ثورة التغيير في تونس

المنتـــدى العالـمــي للبرلمانيين الإسلاميين

التاريخ: 13 صفـر 1432هـ،
الموافـق: 16 ينايـر 2011م.

لقد أقدم الشعب التونسي على إحداث التغيير بنفسه فأسقط رئيس الجمهورية الذي اضطر إلى الهروب من البلاد بعد شهر من الاحتجاجات، وفي ذلك عبرة لمن يعتبر من الحكومات والشعوب وقوى التغيير. ولم تكن ثورة الشعب التونسي هذه المرة ثورة خبز فقط، فقد مزجت بين الخبز والحرية والكرامة.

إن المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين إذ يحيي شجاعة الشعب التونسي ووعيه ويترحم على أرواح الضحايا فإنه:

* يدعو جميع التونسيين إلى الحفاظ على وحدة الوطن واستقرار البلاد وأمن الشعب.

* ينبه المنتدى إلى أن أولوية التغيير يجب أن لا تتراجع مهما كانت المبررات والقطيعة مع العهد السابق للتعبير الحقيقي عن طموحات الشعب التونسي.

* ويدعو إلى ضرورة تنظيم انتخابات رئاسية متبوعة بانتخابات تشريعية حرة ونزيهة تستوعب التعددية الموجودة في الواقع وتستجيب لإرادة التعبير.

* ويعتبر المنتدى أن هذه المرحلة من هنا إلى تنظيم الانتخابات هي مرحلة انتقالية، يجب أن تسيرها حكومة إنقاذ وطني لا تقصي أي طرف اجتماعي ولا أي تيار سياسي، وتطبق برنامج إصلاحي توافقي، وتعتمد الحوار مع الجميع أسلوبا لحل مشاكل البلاد ووسيلة للتغلب على الصعوبات.

إن المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين يؤكد مرة أخرى قناعته بضرورة التحول الديمقراطي السلمي في المنطقة العربية الإسلامية، منعا لأي انزلاق يؤدي إلى العنف وسفك الدماء ويعطل جهود التنمية والبناء.

رئيس المنتدى / عبد المجيد مناصرة

 
 

قصة رمزية لها معان عظيمة

بقلم فضيلة الشيخ : محمد الغزالي

أعجبتني هذه القصة الرمزية الوجيزة، أسوقها هنا لما تنضح به من دلالة رائعة:

 “حكوا عن قوم فيما مضى كانوا يعبدون شجرة من دون الله، فخرج رجل مؤمن من صومعته وأخذ معه فأساً ليقطع بها هذه الشجرة، غيرة لله وحمية لدينه! فتمثَّل له إبليس في صورة رجل وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟ قال: أقطع تلك الشجرة التي تعبدون من دون الله، فقال له: اتركها وأنا أعطيك درهمين كل يوم، تجدهما تحت وسادتك إذا استيقظتَ كل صباح ! ..

“فطمع الرجل في المال، وانثنى عن غرضه، فلما أصبح لم يجد تحت وسادته شيئاً، وظل كذلك ثلاثة أيام، فخرج مغضباً ومعه الفأس ليقطع الشجرة ! قال: ارجع فلو دنوت منها قطعت عنقك ..

 “لقد خرجت في المرة الأولى غاضباً لله فما كان أحد يقدر على منعك ! أما هذه المرة فقد أتيتَ غاضباً للدنيا التي فاتتك، فما لك مهابة، ولا تستطيع بلوغ إربك فارجع عاجزاً مخذولاً .. ”.

إن الغزو الثقافي للعالم الإسلامي استمات في محو الإيمان الخالص وبواعثه المجردة، استمات في تعليق الأجيال الجديدة بعرض الدنيا ولذة الحياة، استمات في إرهاص المثل الرفيع وترجيح المنافع العاجلة ..

ويوم تكثر النماذج المعلولة من عبيد الحياة ومدمني الشهوات فإن العدوان يشق طريقه كالسكين في الزبد، لا يلقى عائقاً ولا عنتاً ..

وهذا هو السبب في جؤارنا الدائم بضرورة بناء المجتمع على الدين وفضائله، فإن ذلك ليس استجابة للحق فقط، بل هو السياج الذي يحمينا في الدنيا كما ينقذنا في الآخرة ..

إن ترك صلاة ما قد يكون إضاعة فريضة مهمة، وإتباع نزوة خاصة قد تكون ارتكاب جريمة مخلة، لكن هذا أو ذاك يمثلان في الأمة المنحرفة انهيار المقاومة المؤمنة والتمهيد لمرور العدوان الباغي دون رغبة في جهاد أو أمل في استشهاد، ولعل ذلك سر قوله تعالى فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ” [ مريم 59 ].

إن كلمة الجهاد المقدس إذا قيلت ـ قديماً ـ كان لها صدى نفسي واجتماعي بعيد المدى، لأن التربية الدينية رفضت التثاقل إلى الأرض والتخاذل عن الواجب، وعدت ذلك طريق العار والنار وخزي الدنيا والآخرة.

وهذه التربية المغالية بدين الله، المؤثرة لرضاه أبداً هي التي تفتقر إليها أمتنا الإسلامية الكبرى في شرق العالم وغربه.

وكل مؤتمر إسلامي لا يسبقه هذا التمهيد الحتم فلن يكون إلا طبلاً أجوف!

والتربية الدينية التي ننشدها ليست ازوراراً عن مباهج الحياة التي تهفو إليها نفوس البشر، ولكنها تربية تستهدف إدارة الحياة على محور من الشرف والاستقامة، وجعل الإنسان مستعداً في كل وقت لتطليق متعه إذا اعترضت طريق الواجب.

كنتُ أقرأ مقالاً مترجماً في أدب النفس فاستغربتُ للتلاقي الجميل بين معانيه وبين مواريثنا الإسلامية المعروفة التي يجهلها للأسف كثير من الناس.

تأمل معي هذه العبارة:

 “يقول جوته الشاعر الألماني: من كان غنياً في دخيلة نفسه فقلما يفتقر إلى شيء من خارجها !”

أليس ذلك ترجمة أمينة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ” ! [ البخاري ]

عن أبى ذر رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ترى كثرة المال هو الغنى ؟ قلت : نعم يا رسول الله ! قال : فترى قلة المال هو الفقر ؟ فقلتُ : نعم يا رسول الله . قال : إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب ” .. رواه ابن حبان في صحيحه

واسمع هذه العبارة من المقال المذكور:

” النفس هي موطن العلل المضنية، وهى الجديرة بالعناية والتعهد، فإذا طلبتَ منها أن تسوس بدنك سياسة صالحة فاحرص على أن تعطيها من القوت ما تقوى به وتصح ..

” هذا القوت شيء آخر غير الأخبار المثيرة والملاهي المغرية والأحاديث التافهة والملذات البراقة التافهة، ثم انظر إليها كيف تقوى بعد وتشتد، إن التافه الخسيس مفسدة للنفس ! واعلم أن كل فكرة تفسح لها مكاناً في عقلك، وكل عاطفة تتسلل إلى فؤادك تترك فيك أثرها، وتسلك بك أحد طريقين : إما أن تعجزك عن مزاولة الحياة وإما أن تزيدك اقتداراً وأملاً ”.

أليس هذا الكلام المترجم شرحاً دقيقاً لقول البوصيري:

وإذا حلت الهداية نفساً

نشطت للعبادة الأعضاء !

وتمهيداً حسناً لقول ابن الرومى:

أمامك فانظر أى نهجيك تنهج

طريقان شتى مستقيم وأعوج

 منارات 16/12/2010م

 
 

صفر البحث العلمي بسبب غياب الإدارة الرشيدة

وجيه الصقار

لماذا تحصل مصر علي صفر في البحث العلمي؟ ولماذا لم يسجل أي بحث مصري أهمية تذكر وسط‏ 60 بحثا علميا من الشرق الأوسط‏,‏ في حين حصلت إسرائيل علي امتياز في‏ 47‏ بحثا.

 بينما حصلت السعودية علي‏4‏ ابحاث مما جعل الجهاز المركزي للمحاسبات يلقي باللوم علي الجامعات المصرية معتبرا أن أبحاث جامعاتنا لا ترتقي للبحوث الجادة بالمعايير العالمية‏.‏

فكيف يري خبراء البحث والعلوم المصرية‏,‏ هذه النتيجة المخجلة؟ الدكتور بهاء الدين زغلول الأستاذ المتفرع بمركز بحوث الفلزات‏,‏ أشار إلي أن السياسة الحالية تركز علي المشروعات البحثية والتي لاتقبل التطبيق وليس فيها إضافة أو فائدة في النهاية فالإدارة الرشيدة غير موجودة‏,‏ وهي أساس نجاح أي عمل في أي مكان وتتولاها عناصر غير فعالة وغير مدربة وليس لها رؤية مستقبلية وكله يمشي حاله هذا لا ينفع مع مستقبل بلد‏!‏ يرفع فيه شعار استراتيجية وخطة للبحث العلمي ويبددون ملايين الجنيهات دون وعي أو ضمير‏,‏ فمصادر التمويل الحالية لم تكن موجودة آليا والمشروع في المتوسط يتكلف‏2‏ مليون جنيه بعد أن كان يتكلف‏ 50‏ ألفا أو أقل‏,‏ ونتيجة عدم المتابعة والمراقبة تتبدد الأموال والصح أن تكون المكافأة لمن يكمل عمله ويثبت نجاحه في مشروعه‏,‏ قال د‏.‏ زغلول‏:‏ ابحاثنا بلا مصداقية وهذه ظاهرة حقيقية فإن المتابع لهذه في المشروعات يجد أن منها الكثير منقولة نقلا كاملا أو جزئيا علي أساس فلسفة لا أحد يقرأ أو يحكم المشروعات ـ لكن يفعل مايريد‏.‏ فلو جاء محكمون من الخارج مثلما يحدث بالدول المتقدمة سينكشف المستور بأن اكثر من‏ 70 %‏ من المشروعات لايصلح تماما لانها لاتفي بفكر العصر إذا فرض نزاهة البحث‏,‏ وهذا يكشف أن مصر انتهت علميا وتعليميا ولم يعد هناك علماء فلم يخرج لدينا بعد من هو في مستوي الدكتور القصاص عالم البيئة‏,‏ والدكتور فاروق الباز وهما ممن تعلموا واستثمرا في داخل مصر‏.‏

وأكد د‏.‏ بهاء أن المشكلة الحقيقية لم تعد في التمويل رغم أن نسبة البحث العلمي من الميزانية نحو‏ 0.2 % وهي ضعيفة جدا‏,‏ ولكن المشكلة أن كثيرا من العاملين في البحث العلمي جعلوا من مشاريع البحث وسيلة للاسترزاق‏,‏ والجهات التنفيذية‏,‏ لاتقدر خطورة اختيار القيادة العلمية والتي تتم علي معايير لا علاقة لها بالعلم والدراية بالبحث العلمي بل ولاتصلح في غالب الاحيان لتقدير استراتيجية مستقبل البحث في مصر‏.‏

ويختلف الدكتور مغاوري شحاته رئيس جامعة المنوفية الأسبق مع فكرة توفر أموال كافية للبحث العلمي أن الدول المتقدمة لا تقل اعتماداتها للبحث العلمي عن 5 %‏ من الناتج القومي‏,‏ وأن الاعتمادات الحالية تسد احتياجات الباحثين من المرتبات فقط وأنهم في حالة غير جيدة حتي يخرجوا ابحاثا جيدة‏,‏ وهذا ما يجعل استراتيجية البحث العلمي حبرا علي ورق‏,‏ مؤكدا أن أسباب تخلف مصر في البحث العلمي ترجع الي عدم وجود مناخ البحث العلمي في مصر‏,‏ فليست هناك فرص للمبدعين والمبتكرين وأن الجامعات المصرية هي مصدر البحوث بنسبة‏  72 %وليست هذه مهمتها الأولي‏,‏ لأن البحث العلمي عالميا تتوفر له أجهزة تعمل فقط في مجاله ومتفرغة له‏,‏ فالباحث لدينا له محاضرات وانتظام دراسي ويريد الترقية بالبحث وبأي شكل وتكون النتيجة سوء النتائج‏,‏ في الوقت الذي تمثل فيه المؤسسات العلمية المصرية شكلا ضعيفا للغاية نتيجة التكرار والإعادة في نفس البحوث وباسلوب نمطي لا جديد فيه ولقضايا قديمة لا تفيد المستقبل‏,‏ فلا اجتهاد علمي أو بحثي مخطط فالكل يعمل للترقية الوظيفية وليست للنهضة ببلده‏,‏ لذلك فالبحوث لا تكون في إطار خطة قومية أو استراتيجية فالكل يعمل لحساب نفسه مما يترتب عليه توقف التنمية الحقيقية علي كل المستويات‏.‏

وأشار إلي أن سبب تقدم اسرائيل في البحث العلمي بنسبة‏47‏ بحثا علي مستوي الشرق الأوسط وإفريقيا‏,‏ مع عدم وجود بحث مصري واحد منافس‏,‏ يرجع إلي أن اسرائيل تعتمد علي البحث العلمي في كل أمورها‏,‏ وليس لديها عشوائية بحثية مثلنا‏,‏ فنحن للأسف ـ لا يهمنا البحث العلمي حتي الجامعات تؤديه بشكل ثانوي فيما عدا بعض مركز البحوث في مجال الهندسة الوراثية‏,.‏

الأهرام 24/10/2010م

 
 

حب النهضة الإسلامي في طاجيكستان

علي عبد العال

في إطار ما يصفه المعارضون بسياسة “استهداف كل ما هو إسلامي” من جانب النظام العلماني الحاكم في طاجيكستان، اضطر حزب النهضة الإسلامي إلى إغلاق مسجده الرئيسي في البلاد في بالعاصمة دوشنبه بعد تهديدات حكومية بحل الحزب في حال استمرت إقامة الصلوات فيه.

وقال رئيس الحزب (محي الدين كبيري) خلال آخر خطبة جمعة أقيمت بالمسجد (26/11/2010) إن مجلس شورى الحزب: “توصل إلى هذا القرار الصعب لأجل حفظ السلام والاستقرار ولتفويت الفرصة على أي محاولة لزعزعة الأوضاع”.

وبينما ينص البند رقم 20 من قانون الحرية الدينية في البلد المسلم الذي استقل حديثا عن الدولة السوفيتية على منع الصلاة في غير أماكن عيّنها (المسجد والبيوت الشخصية). يقول مسؤولو الحزب الإسلامي إن إقامة الصلاة من حقوقهم القانونية. وأن الأمور في البلاد “لا ينبغي أن تصل إلى حد منع الناس من الصلاة في غرف عملهم” وليس فقط في المساجد.

 كان ذلك الإجراء الذي لاقى استهجانا بين الطاجيك بمثابة حلقة من مسلسل مواجهة ما يصفه نظام الرئيس إمام علي رحمانوف بانتشار “التطرف الإسلامي” في البلاد. فقد جاء إغلاق المسجد بعد أيام فقط من إعادة الحكومة 134طالبا من مصر (9/11/2010) يدرسون في جامعة الأزهر تحت مبررات “إدارية”.

وكان الرئيس الطاجيكي قد ندد بالمؤسسات الإسلامية في الخارج، وخاصة المدارس القرآنية، التي قال إنها تخرج “إرهابيين”، داعيا الشبان الطاجيك الذين يدرسون فيها إلى العودة إلى بلادهم.

وفي سبتمبر 2008 أعلنت وزارة التعليم حظرها ارتداء النساء المسلمات (معلمات وطالبات) الحجاب في المدارس والجامعات باعتباره انتهاكاً للدستور ولقانون جديد للتعليم أقر مؤخرا. ووصف وزير التعليم (عبد الجبور رحمانوف) الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب بأنهن “أتباع الحركات الإسلامية التي تسعى للترويج لأجندتها في المؤسسات التعليمية”.

وتعمل الحكومة الطاجيكية ـ بحسب أوساط حقوقية محلية ودولية ـ على تقييد حركة الجماعات الدينية، متخذة من مسألة مكافحة ما يسمى “الإرهاب” ذريعة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الأنشطة الدعوية ذات الطابع السلمي.

ففي مارس 2009 أصدرت الدولة قانون “حرية الاعتقاد والمؤسسات الدينية” الذي يمنع قيام مؤسسات دينية خارج المؤسسات الرسمية للدولة، وبالتالي تعتبر كل الجماعات والمؤسسات الإسلامية غير التابعة للحكومة الموجودة في طاجيكستان، محظورة قانونا، باستثناء حزب النهضة المسجل رسميا.

ومقابل جهود الحكومة الموالية لروسيا للحد من انتشار المظاهر الإسلامية، يرى الحزب الإسلامي أن “الدفاع عن القيم الدينية” من أساسيات واجباته تجاه المجتمع.

إسلامي في نظام علماني متشدد

وحزب “النهضة” ليس فقط الحزب الإسلامي الوحيد المعترف به قانونا في طاجيكستان بل في دول وسط آسيا المسلمة كلها. وحصل الحزب على هذا الاعتراف القانوني النادر بعد سنوات طويلة من العمل السري كان قد بدأها منذ العام 1973إبان حكم الاتحاد السوفيتي.

وخلال الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين الشيوعيين من جهة والإسلاميين والمعارضة من جهة أخرى (1992ـ 1997) كان الحزب على رأس القوى المسلحة التي أدارت الصراع أمام القوى العلمانية المدعومة من الشيوعيين الروس حتى وقع اتفاقية للسلام عام 1997مع حزب السلطة بزعامة إمام علي رحمانوف وهي الاتفاقية التي أنهت الحرب الأهلية وسمحت بتشكيل الأحزاب الدينية.

وبموجب هذه الاتفاقية التي وقعها زعيم “النهضة” الشيخ سيد عبد الله نوري (توفي عام 2006)، سمح للحزب الإسلامي الذي يحتل المرتبة الثانية في البلاد بعد الحزب الحاكم بالمشاركة في العملية السياسية بشكل سلمي في ظل نظام علماني متشدد، فجرى تشكيل حكومة ائتلافية وأدمج جزء كبير من الجناح العسكري للحزب ضمن الجيش الحكومي.

وفي إشارة إلى هذا التطور، يقول الرئيس الحالي للحزب، محيى الدين كبيري: “استطعنا أن نوفر جوا مناسبا لوجود حزب ديني في إطار دستور علماني؛ الأمر الذي يُعتبر من الإنجازات في هذا البلد”، ويضيف “كانوا في البداية يرفضوننا كليا، ولكن بعد المقاومة المسلحة والمحاولات السياسية استطعنا ـ والحمد لله- أن نثبت وجودنا، ولا أحد الآن يستطيع أن ينكر وجودنا الرسمي على الصعيد السياسي في البلد”.

 “النهضة” صحيفة “نجات” التي تعد الصحيفة الإسلامية الوحيدة في طاجيكستان، وتعد مدينة (كورغان تبه) أحد معاقله الأساسية في البلاد، وهي مركز إداري.

ويقوم الحزب الإسلامي الموصوف بالاعتدال علي أفكار وأهداف ومبادئ حركة “الإخوان المسلمين” في العالم، إذ يستوحي منهجه الفكري والحركي من كتب مؤسسها الشيخ حسن البنا إلى جانب مؤسس “الجماعة الإسلامية” المفكر الإسلامي الباكستاني أبو الأعلى المودودي.

لكن وبالرغم من إخوانيته إلا أن النهضة يجمع أطيافا شتى “شيوخ مستقلين، وعلماء دين تابعين لإشراف الدولة ومنسجمين مع أهدافها، ومنتمين للحركات الصوفية، بل ومتحمسين قوميين”، على حد قول د.عاطف معتمد الخبير في شؤون آسيا الوسطى، وهو ما يؤشر على رغبة الحزب في  التعاون مع النظام السياسي في الدولة وصياغة استقلالها من منظور الإحياء الإسلامي.

ولم يمنع ذلك من وجود “أصحاب الرؤية فوق القومية” الداعين صراحة إلى إقامة دولة الشريعة الإسلامية “، ولكن ليس على وجه السرعة، وبحيث لا يُفرض الأمر على الشعب” على حد قول القيادي في النهضة “دولة عثمان” .

وأوضح عثمان في تصريح سابق له: “ما يعمل حزبنا من أجله هو نشر الفكرة حتى يصل شعبنا إلى مرحلة يقرر هو فيها بنفسه وبكامل إرادته تأسيس دولة إسلامية”.

وبالرغم من أن الحزب يمارس نشاطه رسميا إلا أن قادته يقولون انه دائما ما يتعرض للمضايقة من قبل السلطات، وتضع الحكومة أمامه العديد من العوائق والعقبات التي تحول دون ممارسة نشاطه الطبيعي. ففي كثير من الأحيان كان الرئيس رحمانوف يوجه في خطبه انتقادات لاذعة لحزب النهضة مشددا على الدور الذي تقوم به الحكومة في نشر المساجد والتعاليم الإسلامية بطريقة سلمية آمنة عكس “الصورة المتشددة” التي ينتهجها الحزب.

المؤتمر العام الرابع للنهضة في سبتمبر 2003،  وهو آخر المؤتمرات التي حضرها مؤسسه، سيد عبد الله نوري، تقدم المشاركون إلى حكومة طاجيكستان بنداء يطالبون فيه بضمان فرص سوية للنشاط لكل الأحزاب السياسية في البلاد، مؤكدين على أن السلطات الطاجيكية تحاول أن تضعف الحزب من كل جهة للحيلولة دون تطوره ونموه.

وعلى مستوى الخطاب الرسمي لقيادات الحزب وفي مواجهة اتهامات الحزب الحاكم بأن النهضة يسعى لإنشاء دولة إسلامية متطرفة في طاجيكستان، حرص الحزب على التصريح بأنه يدعم علمانية الدولة كما يقررها دستور طاجيكستان الذي يحترمه الحزب، مشيرا إلى أنه فقط يسعى إلى إنشاء مجتمع إسلامي يطبق قيم الإسلام، وبالتالي فإن أنشطته ذات الطابع الإسلامي كدعم حق ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية تندرج في إطار دعم القيم الإسلامية في المجتمع وليست خطوات يقوم بها الحزب في سبيل إقامة دولة إسلامية كما يتهمه الحزب الحاكم وبعض القوى المناوئة.

المشوار الانتخابي للنهضة

وخاض حزب النهضة ـ وهو أقوى أحزاب المعارضة وأوسعها انتشارا ـ الانتخابات البرلمانية في فبراير 2000 وحصل فيها على 7.5 % من الأصوات بعد أن تعرض لانقسامات بين صفوفه أفضت به إلى التشتت وانضمام بعض عناصره إلى الحركة الإسلامية الأوزبكية المسلحة وفرار البعض الآخر إلى أفغانستان.

وبداية من عام 2005 شهدت أجندة النهضة تغيرات كبيرة أثارتها النتيجة المتواضعة التي حققها الحزب في الانتخابات النيابية في ذلك العام حيث حصل على اثنين فقط من مقاعد المجلس الـ63 في انتخابات اعتبرها المراقبون الدوليون غير نزيهة، لذلك سعى الحزب ـ ومع تولي محي الدين كبيري رئاسته (العام 2006) بعد وفاة عبدالله نوري ـ إلى زيادة انتشاره واجتذاب شرائح جديدة من المثقفين ورجال الأعمال والطلبة والنساء ولتغيير صورته التي طبعته بها مشاركته في الحرب الأهلية.

وخاض “النهضة” الانتخابات النيابية في فبراير2010 بمرشحين أغلبهم في الثلاثينيات والأربعينيات من أعمارهم وبحملة انتخابية قوية جعلته يحل ثانيا بعد الحزب الحاكم في استطلاعات الرأي، إلا أنه في النهاية لم يتمكن من الحصول إلا على مقعدين فقط أيضا، في انتخابات شابتها الكثير من التجاوزات بشهادة مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

أون إسلام 29/12/2010م