RSS

Daily Archives: January 6, 2011

غرناطة تحتضن أول حزب إسلامي في إسبانيا

رشيد بنعيسى

يعقد حزب النهضة والتكتل الإسباني مؤتمره العام الأول بمدينة غرناطة في ربيع العام القادم بحضور ممثلين عن أحزاب إسلامية من أوروبا والعالم الإسلامي، فيما يتعرض الحزب لهجمة يمينية باعتباره أول الأحزاب الإسبانية نص في دستوره الداخلي على اعتبار الإسلام مرجعية لاستلهام القيم الأخلاقية والإنسانية.

وفي تعليقه على الهجمة الإعلامية الأخيرة التي تعرض لها الحزب قال مصطفى البقاش لـ”إسلام أون لاين” في ختام المؤتمر الأول لمندوبي الحزب في الأقاليم الأحد 12 ديسمبر “هذه الحملة لا تستند على أي أساس موضوعي والقائمون عليها معروفون بيمينيتهم وهم يناقضون بها الأعراف والمواثيق والدستور الإسباني والحرية والديمقراطية”.

وأضاف “حزبنا كباقي الأحزاب الإسبانية المعترف بها، له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات”.

وعن اتهام الحزب وارتباطه بالمغرب واستخدامه في الأجندة السياسية، أكد البقاش أن الحزب “لا علاقة له بتاتاً لا قبل التأسيس ولا بعده بأي نظام ولا حتى بالنظام الإسباني، إلا ما يربطه به كباقي الأحزاب الآخرين فقط لأن رئيسه مسلم ومن اصل مغربي لم يستوعب البعض هذا الأمر ونحن نعرف أن حملاتهم ستستمر ولن تتوقف”.

وقد حصل حزب النهضة والتكتل على الاعتراف من وزارة ا لداخلية الإسبانية في 23 يوليو 2009م.

وجاءت الحملة الإعلامية الأخيرة على خلفية انعقاد المؤتمر الأول لمندوبي الحزب في الأقاليم يوم السبت 11 ديسمبر حيث فُسِّر على أنه إعدادا لمشاركة الحزب في الانتخابات المحلية القادمة في النصف الأول من العام القادم.

وتضمن جدول الأعمال سبعة نقاط للمدارسة شملت مناقشة هوية الحزب ومرجعيته والعضوية فيه وناخبيه وأوجه اختلافه عن بقية الأحزاب الإسبانية وخطة العمل القادمة واهتمامات الحزب المرحلية ومنها عمل المهاجرين والمأزق الاجتماعي الذي يعيشونه بفعل الأزمة الاقتصادية ووضع تمثيلية المسلمين أمام السلطات الإسبانية.

كما نص البرنامج على مناقشة بعض القضايا الشائكة كقضية فلسطين والعراق وأفغانستان والخلاف المغربي الإسباني حول سبتة و مليلية.

وكشفت صحيفة لاكازيتا الإسبانية النقاب عن القلق البالغ الذي تشعر به وزارة الداخلية والأجهزة الإستخباراتية من تحركات حزب النهضة والتكتل، أول الأحزاب الإسبانية التي نصت في دستورها الداخلي على اعتبار الإسلام مرجعية لاستلهام القيم الأخلاقية والإنسانية.

ودأبت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية المحسوبة على اليمين التشكيك في ولاء الحزب للدولة الإسبانية ومؤسساتها الدستورية رغم تأكيد مؤسسه السيد مصطفى البقاش العمراني على انتماء حزبه لإسبانيا دستورا ومؤسسات، وانفتاحه على كل الأسبان مسلمين وغيرهم، ومد اليد للأقليات الإثنية والدينية.

وللإعلام الإسباني اليميني وجهات نظر يعتمد عليها في هجومه الدائم على حزب النهضة والتكتل، فقد أعلن عن تأسيس الحزب رسميا انطلاقا من مدينة غرناطة آخر ثغور المسلمين سقوطا بيد الكاثوليك، وفيها قبر الملكة إيزابيلا وزوجها فيرناندو اللذين تسلما مفتاح المدينة من أبي عبد الله الصغير آخر من سكن قصر الحمراء من ملوك بني الأحمر، وللكنيسة فيها إلى اليوم سلطان ظاهر.

كما أن مؤسس الحزب ورئيسه يقطن بها و يتقلد منصب أمين صندوق المجلس الإسلامي بغرناطة إضافة إلى كونه نائباً لرئيس فيدرالية مسلمي إسبانيا أقدم الهيئات الإسلامية بالبلد.

إسلام أون لاين 13/12/2010م