RSS

Monthly Archives: January 2011

عشرة مطالب لتجنب الثورة الشعبية التي باتت وشيكه

شهدت الساحة التونسية تطورات متسارعة خلال الأيام الماضية، وبدأت عمليات شبه منظمة للقفز على إنجاز الشعب التونسي والالتفاف على انتفاضته المباركة، والعودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه قبل هروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ويتزامن ذلك مع أحداث عديدة في مصر والبلدان العربية الأخرى تُنذر بضرورة أن تفيق الأنظمة والحكومات المختلفة، وتستجيب لمطالب شعوبها، وحول ما تشهده تونس وتأثيرات ذلك على مصر وما يجري في السودان وفلسطين ولبنان يُوضِّح الإخوان رأيهم على النحو التالي:

** أولاً: على الصعيد المحلي

يؤكد الإخوان المسلمون أن إقدام بعض المصريين على ارتكاب كبيرة الانتحار التي شهدتها مصر – على الرغم مما فيها من حرمة شرعية- كانت كلها احتجاجات على الممارسات الحكومية الخاطئة، ويتحمل الوزر الأكبر فيها النظام الحاكم، وقد تفجَّر الغضب الكامن داخل الشعب المصري، والذي عاني لعشرات السنين من نظام الحكم الاستبدادي ومن رموز الفساد فيه التي تعمل لمصالحها الخاصة دون النظر لما يحتاجه الشعب المصري، الذي تزداد أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية سوءًا يومًا تلو الآخر، فضلاً عما يشعر به الشعب من مرارة تزوير إرادته في انتخابات مزورة رصدها المواطن بنفسه ورصدتها كل وسائل الإعلام العالمية وكل منظمات المجتمع المدني الداخلية والخارجية.

يتقدم الإخوان المسلمون بمطالب عاجلة لتهدئة الاحتقان داخل الشارع المصري، ويرى الإخوان أن العمل على تنفيذ هذه المطالب بأقصى سرعة يمكن أن يؤدي إلى تهدئة الأوضاع الداخلية ويدعم الاستقرار في البلاد ويقي مصر من ثورةٍ شعبيةٍ ستكون أكثر ضراوةً وأوسع أثرًا مما حدث في تونس الشقيق، والمطالب هي:

أولاً:  إلغاء حالة الطوارئ المفروضة على المصريين منذ ثلاثين عامًا، خاصةً أنها لم تحقق الأمن ولم تمنع الجريمة طوال هذه السنين.

ثانيًا:  حل مجلس الشعب المُزوَّر بإصدار قرارٍ جمهوري من رئيس الجمهورية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لتكوين مجلس جديد يُعبِّر عن إرادة الأمة ويحقق آمال وطموحات المصريين وتحت إشرافٍ قضائي كامل.

ثالثًا:  إجراء تعديلات دستورية لازمة وسريعة للمواد 5، 76، 77، 88، 179 لضمان حرية الترشح وديمقراطية الاختيار في الانتخابات الرئاسية القادمة تحت الإشراف القضائي الكامل، وإلغاء التعارض الدستوري وتحقيق التوافق مع ثوابت وتاريخ وثقافة وحضارة هذا البلد العظيم.

رابعًا:  العمل السريع والفعَّال على حلِّ مشكلات المواطنين الحرجة كبدايةٍ لمسيرة إصلاح اقتصادي حقيقي يحقق العدالة الاجتماعية بتوفير السلع الضرورية والدواء، خاصةً إصلاح منظومة التعليم والصحة مع إمكانية توفر الموازنات اللازمة لذلك عبر:

* فوائض الصناديق الخاصة التي تبلغ ميزانيتها أكثر من 1200 مليار جنيه ويتحكم فيها الفساد.

* مخصصات الوزراء وكبار رجال الدولة التي تعدُّ بالمليارات وبيع ما لم يستخدم فيها بالمزاد العلني لصالح الشعب.

* وقف ضخ الغاز والبترول المصدر للصهاينة، وإعادة النظر في سعره وتصديره إلى دولٍ أخرى.

* إعادة النظر في أسعار الأراضي التي تم تخصيصها لبعض رجال الأعمال وللفاسدين وسدنة النظام، وهذه تُقدَّر بمئات المليارات، وبيع ما لم يستخدم منها بالمزاد العلني لصالح الشعب.

خامسًا:  إعادة النظر وفورًا في السياسة الخارجية المصرية، وخاصةً بالنسبة للصهاينة، وضرورة قطع العلاقات معهم، مع دعم الجهاد الفلسطيني، وعلى رأسه المقاومة الباسلة لتحرير أرض فلسطين أرض العروبة والإسلام، وإقامة الدولة الفلسطينية عليها وعاصمتها القدس.

سادسًا:  الإفراج والعفو العام عن جميع المعتقلين السياسيين، وعن كل الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن من محاكم استثنائية غير مختصة بمحاكمة المدنيين كمحاكم أمن الدولة أو المحاكم العسكرية.

سابعًا:  الاستجابة الفورية للمطالب الفئوية التي أعلنها ويطالب بها أصحابها منذ سنوات طويلة.

ثامنًا:  حرية تكوين الأحزاب السياسية بمجرد الإخطار، وإلغاء القيود على إصدار الصحف، وعلى كل وسائل الإعلام.

تاسعًا:  محاكمة المفسدين الذين تضخمت ثرواتهم بصورة غير طبيعية خلال السنوات الماضية.

عاشرًا:  إعادة الحيوية إلى المجتمع الأهلي المصري، وإلغاء تدخل الجهات الأمنية في كل الشئون الداخلية في الجامعات والمدارس والنقابات والأوقاف والجمعيات الأهلية والمنظمات الحقوقية.

 

يؤكد الإخوان المسلمون أن هذه المطالب هي الحد الأدنى والبداية المعقولة التي يمكن أن يتم البناء عليها في المرحلة المقبلة، إذا كان النظام المصري جادًّا في الإصلاح وحريصًا على الاستقرار، ويعمل على تحقيق مصالح شعبه بشكلٍ حقيقي وليس بمجرد تصريحات إعلامية لم تعد لها قيمة عند رجل الشارع الذي يعي ما يحدث من حوله دائمًا.

ويؤكد الإخوان المسلمون أنهم جزءٌ لا يتجزَّأ من المجتمع، ولا يطلبون إلا ما يطالب به كل أفراد الشعب، ولا يريدون سوى الإصلاح والتغيير السلمي للأوضاع الخاطئة والعمل على استقرار الأمن والأمان لهذا الوطن، ولكن إذا استمرَّ الحال على ما هو عليه فلا يستبعد حدوث ثورة شعبية، ولكن كما قال الإمام البنا: “ليست من صنعنا”، ولكن لا نستطيع أن نمنعها؛ فالحريات العامة والعدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان والإصلاح السياسي؛ هي مسئولية السلطة، وإذا رأى الشعب جدية النظام في العمل على تحقيق مطالبه فذلك أدعى للاستقرار، ولكن الشعوب قد تنتفض حتى تعود لها حقوقها.

** ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي

يؤكد الإخوان المسلمون وقوفهم إلى جانب الشعب التونسي في انتفاضته التي أكدت أن الشعوب تستطيع أن تنتزع حقوقها مهما كان جبروت النظام وظلمه، وأن احتماء الأنظمة بالغرب وأصحاب المشروع الصهيوني، لن يحميهم ولن يحقق لهم أمنًا ولا استقرارًا، وأن العمل على تحقيق مصلحة الشعوب ومنحها حقوقها هو الضمانة الحقيقية لاستمرار أي نظام طبقًا لإرادة شعبه الحرة.

يحذر الإخوان المسلمون من محاولات الالتفاف المنظمة والمتعددة لأركان النظام السابق للقفز على الانتفاضة الشعبية التونسية، ومحاولات السطو على إنجاز هذا الشعب المجاهد، والعودة به إلى نقطة الصفر بمجرد تغيير عددٍ من الأشخاص في السلطة، وهو ما يُمثِّل خطورةً ويعطي الفرصة للأصابع الأجنبية، وتحديدًا الصهيونية للعبث بمصلحة الشعب التونسي الذي وعي حقه جيدًا، وأعلن موقفه بشكلٍ صريح ولن يقبل عودة النظام البوليسي التغريبي مرةً أخري، وهو ما يتطلب من الشعوب العربية والإسلامية أن تستمر في دعمها لهبة الشعب التونسي للحفاظ على حركته المباركة وحقوقه المشروعة.

يؤكد الإخوان المسلمون أن القرارات التي اتخذتها عدة حكومات عربية وإسلامية بتخفيض الأسعار ووقف زيادات كانت متوقعةً على أسعار السلع والخدمات الأساسية، لامتصاص غضب الشعوب كما حدث في مصر والجزائر والأردن والكويت وغيرهم من الدول العربية، هي مسكنات انتهت صلاحيتها لدى الشعوب، التي لم تعد تقبل هذا التزييف وتضييع الفرص وإضاعة الوقت بتهميش مطالبها في توفير السلع أو تقليل أسعارها، ويطالب الإخوان المسلمون الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية بضرورة الاستجابة لمطالب شعوبها بإطلاق الحريات واحترام إرادتها ومحاربة الفساد الذي تفشي في كل هذه الأنظمة والحكومات العربية بشكلٍ دائمٍ وفعَّال.

يتابع الإخوان المسلمون بقلقٍ بالغٍ تطورات الأحداث في لبنان بعد استقالة حكومة الحريري وتأثيرات قرار المحكمة المختصة بمقتل الرئيس رفيق الحريري على الأوضاع هناك، ويطالب الإخوان المسلمون كافة الأحزاب والقوى والتيارات السياسية اللبنانية بالحوار الجاد المخلص والتكاتف لتجاوز هذه العاصفة التي يمكن أن تهز استقرار لبنان والمنطقة كلها، وهو ما يريده العدو الصهيوني، الذي يعمل على زرع بذور الفتنة والخلافات بين أبناء الشعب اللبناني.

يدعو الإخوان المسلمون القمة الاقتصادية التي تشهدها مدينة شرم الشيخ حاليًّا إلى تفعيل قراراتها السابقة في قمة الكويت الخاصة بتخصيص ملياري دولار لإعادة إعمار ما خلفته الحرب الصهيونية في قطاع غزة، إلا أنه رغم مرور عامين فإن القطاع لم يصله من هذه الأموال أو القرارات أي شيء.

كما يطالب الإخوان القادة المجتمعون بضرورة توجيه الدعم لتنمية جنوب السودان، حتى يكون للعرب والمسلمين موضع قدمٍ في دولة وليدة تريد الصهيونية العالمية أن تكون رأس حربة ضد الإسلام والعروبة.

يؤكد الإخوان المسلمون أن التصريحات التي أطلقها السفاح الصهيوني إيهود بارك بأن سبب نجاح الاحتلال في مواجهة المقاومة بالضفة الغربية يعود للتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية قد كشف سوءةً جديدةً من سوءات هذه السلطة التي تخلَّت عن دورها في مقاومة المحتل الصهيوني، وأصبح شغلها الشاغل هو مواجهة المقاومة الفلسطينية لدعم الاحتلال الصهيوني الغاصب، ويرى الإخوان أنه آن الأوان ليعلن شرفاء حركة فتح تخليهم عن هذه السياسات الإجرامية وبراءتهم منها التي دعمت الاحتلال وتصدت للمقاومة، وأن يتخذ هؤلاء الشرفاء- وما أكثرهم في حركة فتح – خطوات جادة لإتمام المصالحة الفلسطينية ودعم المقاومة الباسلة ووقف كافة أشكال التنسيق مع الاحتلال الصهيوني، والعمل على كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وتفعيل المقاومة داخل الضفة الغربية لتحرير المسجد الأقصى ومدينة القدس الشريف.

نافذة مصر 20/1/2011م

 
 

يديعوت أحرونوت: الكيان الصهيوني المستفيد الأكبر من غياب الديمقراطية في المنطقة

نشرت جريدة يديعوت أحرونوت العبرية مقالاً تحت عنوان ”من يحتاج الديمقراطية؟” تحدث كاتبه عن الانتخابات البرلمانية التي جرت في مصر مؤخراً والتي أسفرت عن سيطرة الحزب الوطني الحاكم على كافة مقاعد مجلس الشعب، إلا القليل من المستقلين وأحزاب المعارضة التي لم تنسحب من جولة الإعادة.

وقال كاتب المقال “جاي بخر” إن انتصار الحزب الوطني والمرشحين المستقلين المنتمين للحزب بأغلبية 95% من المقاعد، يأخذ الشرق الأوسط سنوات للوراء.

وأضاف الكاتب أن القادة في منطقة الشرق الأوسط لم يعودوا يخشوا الولايات المتحدة ولا الغرب بعد رحيل الرئيس الأمريكي جورج بوش ومجيء الرئيس باراك أوباما الذي وصفته يديعوت أحرونوت بـ ”الضعيف”، وأشار التقرير إلى عودة الوحشية، والاعتقالات وسوء معاملة المعارضة والبوليس السري.

وقال المقال إن بوادر الديمقراطية قد تبخرت تحت إشراف الكيان الصهيوني، جنباً إلى جنب مع حكومة سلام فياض التي فقدت شرعيتها والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي انتهت فترة ولايته منذ فترة طويلة.

وأشار إلى أن الديمقراطية في الوطن العربي غالباً ما تأتي بالقوة وتكون قصيرة الأجل ومُهينة وهى بعيدة عن تراث المنطقة والتقاليد الدينية، ودائماً ما تأتي بنتائج سلبية، وأن تتحول الدولة إلى حالة من الفوضى كما حدث في العراق، أو أن تتحول إلى دولة إسلامية كما في قطاع غزة.

وتحدث الكاتب عن الوضع في إيران قائلاً “رأينا شرارة – للديمقراطية – في الشوارع، منذ أكثر من عام ، ومع ذلك سمح الرئيس أوباما الذي يكرس للوضع الراهن، لهذه الشرارة أن تموت دون تقديم أي دعم لها، في إشارة واضحة للأنظمة – خاصة النظام الإيراني – بأن الرئيس أوباما يقف في صف هذه الأنظمة ولن يعمل على إسقاطها، وفقاً للكاتب.

وتطرق الكاتب في مقالته عن علاقة الكيان الصهيوني بانتشار الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، وما أسماه بـ “وحشية الأنظمة العربية”، مشيراً إلى أن هذا الأمر سلبي ويدعو للأسف، إلا أنه يحمل في طياته أثاراً إيجابية للكيان الصهيوني”.

وأوضح أن المعارضة في الدول الشرق أوسطية أكثر عداوة للدولة العبرية، لتبعيتهم للإسلام المتطرف، وأكد أن “زوال الديمقراطية في تلك الدول يجعلها تستعيد استقرارها، وتستعيد الأنظمة الحاكمة فيها كبريائها”.

ولفت بخر في مقاله بالجريدة العبرية إلى أنه تم كبح جماح الإسلام السياسي الذي بزغ تحت ستار الديمقراطية التي تم تطبيقها بالقوة، ضارباً المثل بمصر حيث لم يتم انتخاب أياً من مرشحي جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الأخيرة، وكذلك التضييق على حكومة حماس التي فازت في الانتخابات التي جرت في 2006، مشيراً إلى أن بعض أعضاء البرلمان الحمساويين حالياً بالسجن”.

وحذر كاتب المقال الكيان الصهيوني من التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، مشيراً إلى أنه “إذا أرادت هذه الدول تطبيق الديمقراطية، فسيعملون على ذلك، وإذا لم تريد، فلتدع الدولة العبرية تلك الدول وشأنها”.

وروى الكاتب ذكرياته عن محاولة الدولة العبرية تطبيق الديمقراطية بالقوة في الأراضي الفلسطينية خلال الانتخابات، التي جرت في أيام الرئيس ياسر عرفات الذي طالب الكيان الصهيوني ألا يكون المرشح الأوحد في انتخابات الرئاسة؛ مشيراً إلى أن هذا ليس دورهم، ناصحاً الدولة العبرية بعدم الالتفات إلى اختيارات العرب؛ قائلاً “هذا مصيرهم وليس مصيرنا”.

وأكد على تحقيق الكيان الصهيوني لاستفادة من عودة استقرار الأنظمة العربية، مشيرا إلى أن المنطقة كلها تخاف من الشيعة والإسلام السياسي، فالغالبية – على حد قوله – “لديها علاقات جيدة مع الكيان حتى ولو سراً”.

وختم الكاتب مقالته بأن الدول الغربية تأسف لتبخر الديمقراطية في العالم العربي، ملفتاً إلى أن من يسعون “للاستقرار، والمسئولية، والتفاهمات الهادئة في الشرق الأوسط، يمكن أن يجدوه في العودة للماضي.

نافذة مصر 17/12/2010م

 
 

الشباب في خطر…

نــداء الى الائمه والوعاظ والخطباء والمدرسين في المساجد

والى حملة العلم الشرعي حيثما كانوا

امراض الجنس والانحلال والاباحية بدأت تفتك بهم… وهم لقلة خبرتهم وظغط عواطفهم وكثرة المثيرات التي تحيط بهم من كل جانب…التي ايقظت كل غرائزهم الهاجعه…اصبحوا ضحية لشياطين الانس…الذين لا هَم لهم الا جمع المال وافساد الجيل.

هذا نداء حار لكم…لأنكم ملح البلد وقادة الرأي والمسؤلون عن التوجيه والارشاد والتبليغ. ولانني اعلم حرصكم وحرقتكم على الشباب. وحبكم لهم ولغيرهم، ولغيرتكم على الحرمات وسعيكم للحفاظ على عفاف الشباب ومجابهة المنكر, فإنني اقدم لكم هذه المعلومات عن هذه المشلكه – عابرة القارات – التي وصلت الى بلادنا لتعرفوا عنها، وتحذَروا قومنا منها إرضاء لله اولا ثم حفاظا على عفاف الشباب وقياما بالواجب,خاصة وأن أعداء الانسانية يعملون على ان الجنس والانحلال هي عناصر الحرب القادمه.

اقدم لكم هذا النداء الاخوي بعد ان عملت في هذا المجال لسنين خلت لتوعية الشباب وتحذيرهم،ولكن الشيطان ومغرياته واعوانه كثر.. فاين اهل الخير والنخوة… فإن لم تكونوا انتم، فمن هم إذن؟

شاكرا لكم غيرتكم وعملكم العظيم, واجرنا جميعا على الذي لايضيع عنده شيء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم ومحبكم
الدكتور عبد الحميد القضــاة
المدير التنفيذي لمشروع وقاية الشباب
خبير الامراض المنقولة جنسيا والايــدز
الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الاسلاميه

 

الأمـراض المنقولـة جنـسيا والشـباب

لم يذكر مؤرخٌ قط انتشار الأمراض المنقولة جنسيا إلاّ ذكر تحلل الناسِ من القيمِ العُليا، واتجاههم نحو المادية، وندرة الفضيلة لدرجة الغياب، وتغير نظرة المجتمع للجنس، ولهذا لا يمكن فصلُ الأخلاق عن الجنس، ولمثل هذا كان يُنادي فرويد، حيث يقول: ” إن الإنسان لا يحقق ذاته بغير الإشباع الجنسي….وكلُ قيدٍ من دينٍ أو أخلاقٍ أو تقاليدٍ هو قيدٌ باطلٌ ومدمر لطاقة الإنسان، وهو كبتٌ غير مشروع”، وهذا ما أكدته بروتوكولات حكماء صهيون حيث تقول: ” يجب أن نعملَ لتنهارَ الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا، إن فرويد منا، وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس، لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح همه الأكبر هو إرواء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه”.

وهكذا انهارت الأخلاق، وأثمرت جنوناً جنسياً محموماً، وثورةً جنسيةً عارمة، تؤججها الأزياء وأدوات الزينه والتجميل والكتب الخليعة والمجلات الهابطة والأفلام الداعرة، كل ذلك بحجة الحرية الشخصية. وزاد الطين بلة ما تنفثه بعض الفضائيات جهاراً نهاراً، وما يختزنه الإنترنت للشباب من عجائبَ وممارسات جنسية لا تخطر على بال، حتى أنها أصبحت بفخاخها تداهم من لا يبحث عنها، تستدرجه حتى يقع فريسة سهلة لها من حيث لا يعلم، والدليل على ذلك أن صفحة جنسية واحدة على الشبكة استقبلت 22 مليون زائرٍ خلال عام واحد، جلهم بين 12- 17 سنة من العمر.

والأمراض المنقولة جنسيا : هي مجموعة من الأمراض المعدية، تسببها ميكروبات مختلفة تنتقل من إنسان لآخر، بواسطة الاتصالات الجنسية، وخاصة الزنا والشذوذ وما يؤدي إليهما، وهذه الأمراض فرضت نفسها على العالم رغم تقدمه المادي المذهل، فهي تهدد مصيره، وتفسد عيشه، وتصيبه في الصميم، وتنكبه في زهرة شبابه، تعكس آثارها على الفرد معاناة وتشوها وخسارة مادية، وعلى الدول بأبعادها الاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية، ويمكن تلخيص ذلك كتابة بالحقائق والأرقام التالية :

أولاً : هذه مشكلة عالمية، لكنها أكثر ما تكون في المجتمعات الغربية، حيث ما يُسمى بالحرية الشخصية محمية بالقانون، وكل شيءٍ مباحٌ مهما كان ما دام برضى الطرفين، علما أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تفيد بأن 10% من سكان الكرة الأرضية يصابون بأحد الأمراض الجنسية سنويا.

ثانياً : أجازت الدنمارك عام 1989م الزواج المثلي( زواج الشاذين جنسيا ) بحكم القانون، وتبعتها دول أخرى، وآخرها ولاية كالفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، مما شجع الشاذين جنسيا، الذين ثبت أن أكبر نسبة لزيادة الأمراض المنقولة جنسيا كانت بينهم وبسببهم.

وقد نُشرت دراسة في أمريكا من مركز مراقبة الأوبئة في اطلنطا (CDC) عام 2002م تقول رغم أن مرض السفلس وصل إلى أدنى مستوى عام 2000م، إلا أنه عاد للظهور والزيادة بشكل كبير، خاصة عند الشاذين، أما في بريطانيا فقد زادت نسبة الاصابات بينهم في السبع سنوات الأخيرة إلى 486% حسبما ورد في التقرير التحذيري الذي صدر عام 2005م.

ثالثاً : تحدث في كل عام مئات الملايين من الاصابات الجديده ( 750 مليون إصابة جديدة في سنه واحده حسب منظمة الصحه العالميه ) بهذه الأمراض، فمن المصابين من يموت، ومنهم من يتعالج بالوقت المناسب فيشفى، ومنهم من تبقى معه لسنين عديدة، تشوه أعضاءه التناسلية وتنكِّد عيشه، دون أن يتغير مظهرهُ الخارجي أمام الناس، لكنه أدرى بنفسه ولا يعرف سره إلا الطبيب.

رابعاً : جُلُّ المصابين بهذه الأمراض من الشباب بل المراهقين، حيث الفئة العمرية الواقعه ما بين 15 – 25 سنة هم الأكثر إصابة بهذه الأمراض، ففي التقرير الذي صدر في حزيران عام 2000م، أفادت ( باميلا بيك ) أن 70% من طلاب المدارس الثانوية يمارسون الجنس قبل تخرجهم، وان 12% منهم على الأقل يُصابون بواحدٍ أو أكثر من الأمراض الجنسية، وأنَّ 20% من البنات البالغات مصاباتٍ بأحد الأمراض الجنسية دون أن يُدركن ذلك.

خامساً : يُنفق العالم سنويا حسب منظمة الصحة العالمية، مائة وخمسين مليار دولار على كل ما يخص الأمراض المنقولة جنسيا من خدمات وتشخيص وعلاج، فلو أنها تُنفق في مشاريع تنموية لن يبقى في العالم جائعٌ ولا أمِّيٌّ ولا فقير !!

سادساً : هذه الامراض كانت في السابق خمسة، ولكنها ازدادت تدريجياً حتى أصبح عددها الآن ثمانية وأربعين مرضا وإصابة، وذلك بسبب الصرعات الجنسية الجديدة كالجنس بواسطة الفم والشذوذ الجنسي….الخ، حيث أصبحت جراثيم الجنس تظهر في حلوق الشباب والشابات…ونتيجةً لذلك تظهر أمورٌ جديدةٌ محيرةٌ للأطباء….حيث يقول الدكتور كنغ هولمز في كتابه الجامع ” الأمراض المنقولة جنسياً ” الذي بدأ تأليفه عام 1975م يقول أنه مع صدور الطبعة الثالثة من هذا الكتاب عام 1999م ظهرت إثنا عشرة جرثومة جديدة تسبب إصاباتٍ جنسيةٍ لم تكن معروفةً في السابق، فلم تُدرج في الطبعة الأولى عام 1975م.

سابعاً : هذه الأمراض لا هوية لها إلاّ الزنا والشذوذ والإباحية، لذلك تكثرُ في بعض المجتمعات والتجمعات السياحية، ومما يساعدُ على إنتشارها سرعة الاختلاط، وتقارب المسافات، وكثرة الأسفار التي جعلت العالم قرية صغيرة. وأقل ما تكون هذه الأمراض في المجتمعات المحافظة، التي تنظر للجنس خارج إطار الزوجية بأنه محرمٌ، وتقدسُ الإخلاص للحياة الزوجية، وتعتبره عملاً صالحاً تتقرب به إلى الله، كما هو الحال نسبيا في مجتمعاتنا الإسلامية، لكن هذه المجتمعات ليست بعيدةً عن غيرها، وأن شبابها مستهدفون، وأسهل طرق سيطرة الأعداء علينا وعليهم العبثُ بأخلاقهم وإيقاعهم بمستنقعات الجنس الحرام، الذي يذهب بالأخلاق ويهدم الأسر ويفكك المجتمعات وينشر الأمراض، وفوق كل ذلك غضب إلهي وعقوبة ربانية، مصداقا لقوله تعالى ” ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ” الإسراء32، وقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: “ما ظهرتْ الفاحشةُ في قومٍ قط يُعمل بها فيهم علانيةً إلاَّ ظهر فيهم الطاعون (الوباء) والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم” رواه الحاكم.وقال ايضا ” اذا استحلت امتي خمسا فعليهم الدمار,اذا ظهر التلاعن،وشربوا الخمر, ولبسوا الحرير،واتخذوا القينات، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء “

ثامنا : اثبتت الدراسات المختلفه من خلال منظمة الصحة العالمية ان اكثر من 90% من المصابين على مستوى العالم كانت اصابتهم بسبب الزنا او الشذوذ الجنسي او المخدرات، واكثر سبب في الولايات المتحده الامريكيه وبريطانيا كان الشذوذ الجنسي، ولهذا فالبعد عن المحرمات السماويه هو خير وسيلة لمنع انتشار هذه الاوبئه،ولأنكم انتم حماة الشريعة الغراء ومفاتيح الخير ومغاليق الشر, فاننا نلجاء اليكم بعد الله في المساعدة بهذه المهمة النبيله.

 وبعد :

فنحن في زمنٍ زُويت فيه الأرض، وتقاربت فيه المسافات، وأصبح العالم فيه قرية صغيرةً، فما يدور في طرفٍ من الدنيا تراهُ أمامك في لمح البصر، لذا لم يعد هناك مستور يخفى على المراهقين، وبالذات فيما يخص الأمور الجنسية، لقدرتهم الفائقة على استعمال التقنيات الحديثة، فنحن أمام جيلٍ يعلمُ عن الأمور الجنسية أكثر مما نظن ونعتقد…وسكت عن ذلك الكبار بحجةِ الحياءِ وطال سكوتهم، حتى سالت مياهُ العفن أمراضاً جنسية من تحت أقدامهم وهم لا يدركون….فقهقه الشيطان ملء فيه من جهلهم.

لهذا فكل الشكر والتشجيع لكم ايها الشيوخ الكرام، يا من تسهرون على حب الخير للناس كافة وتقومون بعمل جليل عجز عنه غيركم، والشكر ايضا لمن يعقد المحاضرات والملتقيات التربوية ليبحث في موضوعٍ ضروري كهذا، لانه لايزال يقع في دائرة المسكوتِ عنه، بل هناك من يعارضهُ بحجة الحياءِ المصطنع بل الخجل المهزوم، أو بحجة عدم وجود مشكلة أصلا لأن مثل هؤلاء هم ممن إذا جهل شيئا عاداه، فكان وبسببهم ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية ” الخجل والإخفاء يُضاعف الوباء”.

ونحن اخوانكم في الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية الأقرب لهذه الثغرة بحكم التخصص، نعرف أثرها وخطرها، ولآن الرائد لايكذب أهله، ولأن الخصوم يتربصون بشبابنا ونحن جميعاً في مرمى سهامهم، فإننا نحذر قومنا من خطر داهم، بدأت بوادره تظهر اولا باول، (حفل للشواذ في شارع مكة المكرمه في 2-12-2010، سبقه طلب لتسجيل جمعية رسمية للشاذين جنسيا في الاردن………وسبقه مثل ذلك في طنجة ومصر وبعض دول الخليج.وغيره الكثير والمخفي اعظم) …..  لهذا ولغيره فاننا نشد على أيديكم ونبارك جهدكم، وحرصكم على الشباب في هذا البلد الطيب، وفي كل البلاد، ولأن درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، فاننا نتظر منكم خيرا كثيرا في هذا المجال، ونبشركم اننا صممنا مشروعاً لوقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيا والإيدز، ودرّبنا الفان خمسمائة متطوعا ومتطوعة،وزودناهم بكل ما يلزم من كتب واحصائيات وصور وملفات، ليقوموا بحملات توعوية وتثقيفية للشباب في المدارس والمساجد والمراكز، وقد نفَّذ هؤلاء اكثر من عشرين الف محاضرة، ووزعوا اكثر من سبعمائة وخمسين الف نسخه مجانية من الكتب والاقراص المدمجه، ونعمل جاهدين لتأهيل المزيد من المتطوعين مجانا، لنضع كتفا مساندا لكل الجهود الخيرة، ولرفع مستوى الوعي العام في وطننا الكبير اتجاه هذه الامراض وأسبابها، وترهيب الشباب من مخاطرها في الدنيا والآخرة، وكيفية تجنبها بالمزيد من العلم والمعرفة و التدين والعفاف والصبر والالتزام.

           راجين من الله السداد والقبول والتوفيق

مع تحيات

الدكتور عبد الحميد القضـــاة
المدير التنفيذي للمشروع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا
الإتحاد العالمي للجمعيات الطبية الاسلاميه

 
 

الذهب الأبيض – حليب النوق

ما أجمل العودة لأحضان الطبيعة.. واستثمار وتسخير كل ما يجلب ويمنح المنفعة لنا خاصة فيما يتعلق بمجال علاج الأمراض ، بعد أن تأكدت الأضرار والآثار الجانبية للعقاقير التي يستخدم فيها الكيماويات.. فها هي الطبيعة قد أمدتنا بمخلوقات لها القدرة على إنتاج علاجات طبيعية شافية.. فمن منا يستطيع إنكار عظمة عسل النحل الذي ورد ذكره في القرآن الكريم لما فيه من شفاء لأمراض عديدة ولا يختلف عنه حليب النوق الذي يخطئ البعض ويسميه حليب الإبل حيث أنه من المعروف أن الإبل هي ذكور الجمل أما الناقة فهي أنثاه وهي التي تدر حليبا ..

فوائد لا تحصى لحليب النوق

معجزات طبية كثيرة كانت خفية علينا ولم تر النور إلا بعد أن كشف لنا عن فوائدها الدين الإسلامي الحنيف ومنها ما أوصانا ونصحنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المداواة بألبان النوق.. وهو ما فتح المجال للأبحاث العلمية التي أثبتت فاعليته الكبيرة في علاج الكثير من الأمراض التي عجز الطب الحديث عن علاجها..

ويعد استخدام حليب أنث الإبل في التشافي ليس حديث العهد فقد استخدمه العرب في معالجة الكثير من الأمراض مثل أوجاع البطن وخاصة المعدة, والأمعاء, ومرض الاستسقاء, وأمراض الكبد وتليفه مثل اليرقان, وأمراض الربو, وضيق التنفس إضافة لتقويته لعضلة القلب .. كما استخدمته بعض القبائل لمعالجة الضعف الجنسي حيث كان يتناوله الشخص عدة مرات قبل الزواج, وقد ثبتت فائدته في المساعدة على نمو عظام الأطفال, ففي حالة شرب كميات كبيرة من الحليب في الصغر فانه يمنح القامة الطول والقوة .

علاج فعال لمعظم الأمراض

كما قيل أيضاً أن حليب الإبل يحمي اللثة, ويقوي الأسنان نظرا لاحتوائه على كمية كبيرة من فيتامين ج الذي يساعد على ترميم خلايا الجسم لأن نوعية البروتين فيه تساعد على تنشيط خلايا الجسم المختلفة. كما ثبتت فاعلية هذا اللبن الكبيرة في علاج متاعب الطحال والسل والربو والأنيميا والبواسير, إضافة إلى خصائصه التي تعمل على خفض الوزن لانخفاض محتواه من الدهون والمواد الصلبة الكلية.‏ ‏

علاج للسكر

ولا يجب أن ننسى إن لحليب الإبل فوائد عظيمة في العلاج من مرض السكري حيث أكدت دراسة متخصصة انه يحتوى على بروتينات لها مفعول الأنسولين, أيضا أكدت النتائج الأولية للبحوث التي أجراها بعض الخبراء والعلماء أن تركيب الأحماض الأمينية فيما اصطلح على تسميته بحليب الإبل تشبه في تركيبها هرمون الأنسولين .

كما يحتوى حليب الإبل على نسبة من السكر مسئولة عن إعطاء المذاق الحلو له, ومن معجزات هذا السكر أنه يمتص في الأمعاء الدقيقة للإنسان ويتحول بفضل إنزيم اللاكتيز إلى سكر الجلوكوز الذي يمنع تزايد وتراكم الجلوكوز بجسم الإنسان, لذا فهو يحمي الأطفال والكبار من الإصابة بهذا المرض.

علاج للسرطان

والمعجزة الكبرى التي تحسب لهذا اللبن أنه يستخدم في علاج مرض السرطان والذي وقفت أمامه العديد من الأدوية عاجزة، وهذا ما أكدته لنا رواية العقيد شاكر الثنيان من الحرس الوطني السعودي عن تجربة ضابط كان مصاباً بورم سرطاني في المخ حيث كان ميؤساً من شفائه، وقد سافر لأمريكا وأجرى تحاليل طبية وفحوصات ولم يتمكنوا من إجراء عملية جراحية لصعوبة الموقف وتشعب الورم السرطاني بالمخ.

منحه عظيمة من الله القادر على كل شيء

تركيبة معجزة

ويتميز هذا اللبن بعدة خصائص أولها انه بطيء ‏‏التجرثم ولا يتغير بسرعة ويحافظ على طراوته لمدة قد تصل إلى ست ساعات, لدرجة أن‏ ‏الرعاة يقومون في بعض المناطق بخض حليب الإبل مثل الضأن ويصنعون منه الجبن والزبد, هذا وقد أرجعت الدراسات سبب ذلك إلى تغذية الإبل على أنواع معينة من‏ ‏الأعشاب الطبية والشجيرات ولكن على الرغم ذلك يفقد اللبن هذه الخاصية عندما يتم تغذيتها على ‏‏الأعلاف المركزة.

ويعتبر لبن الإبل قلوياً ولكنه سرعان ما يصبح حامضياً إذا ترك فترة من الزمن, ويختلف مذاقه من شدة الحلاوة إلى فاتر ومالح وبشكل عام يكون لبن الناقة أبيض مائلا للحمرة، وهو عادة حلو المذاق لاذع، إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحاً، كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه .

ويحتوي لبن الإبل على مواد بروتينية بنسب مابين 4 إلى 25%, ومواد صلبة مابين 10ــ 15 % , ودهون وخاصة في أول فترة الإدرار مابين 2إلى 3 %, ومواد سكرية وخاصة اللاكتوز مابين 3 إلى 6 %, وكلوريد الصوديوم مابين 14إلى 0.27 % كما يحتوي على معادن مثل الحديد والكالسيوم والفوسفور وعلى فيتامينات مثل فيتامين بـ 2.

ومن إعجاز هذا الحليب انه يحتفظ بجودته وقوامه لمدة 12 يوما في درجة حرارة 4 درجات مئوية على عكس أنواع الحليب مثل الأبقار والجاموس والماعز والأغنام الذي يحتفظ بخواصه تحت نفس الظروف لمدة لا تزيد على يومين فقط.

كما أن حليب الناقة الذي تتم بسترته يتفوق على سائر الألبان الأخرى المبسترة بفترة تزيد على أكثر من عشرين يوماً , كما يتميز اللبن باحتوائه على أحماض دهنية مركزة خاصة حامض الملينوليك والأحماض الدهنية غير المشبعة المهمة لصحة الإنسان ، إضافة للأحماض الأمينية مثل الميثونين والارجنين والليسين والفالين والفينيل آلانين.

كما أثبتت التحاليل أن نسبة الماء في ألبان الإبل تبلغ 89.6 % وهي أعلى نسبة ماء في الألبان على الإطلاق، ويرجع ذلك إلى هرمون البرولاكتين الذي يقوم بتنشيط كل من الأمعاء والكلى في الإبل لتقوم بعملية امتصاص مزدوجة، حيث يتوجه الماء الممتص إلى ضرع الناقة لتزيد كمية الماء في اللبن وهذه العملية تتم في النوق خلال أوقات الحر الشديد التي يحتاج فيها مولودها وكذلك الإنسان الملازم لها في الصحراء الى كميات متزايدة من المياه ليطفئ الظمأ.

غذاء متكامل

ويمد حليب الإبل جسم الإنسان بكل ما يحتاجه من عناصر غذائية حيث أثبتت الدراسة التي قام بها أحد أساتذة أمراض الحيوان المعدية بكلية الطب البيطري ‏‏جامعة القاهرة أن حليب الإبل يحتوى على كميات من فيتامين (ب1) و (ب2) كما يحتوى على مستوى ‏‏منخفض من الكوليسترول, إضافة إلى انه يماثل لبن الماعز, ويقارب كثيرا لبن النساء ‏‏وهو ما يؤكد أهميته لتغذية الإنسان ..‏

د. طارق الطوخي 16/12/2010م

 
 

الجوع والأوبئة الفتاكة تفترس مائتي ألف مهاجر في حدود بنغلاديش وبورما

من الأخبار الواردة عن مجيء العرب المسلمين إلى أراكان خلال القرن الثامن الميلادي، أن أسطولاً صغيراً لسفنهم التجارية قد تحطّم نتيجة اصطدامه بالصخور قرب جزيرتَيْ رحمبري، وشدوبا.. وبعد نجاتهم من الغرق لجؤوا إلى القرى المحلية، وبدؤوا ينشرون الإسلام بين أهلها، واستقر الكثير منهم فيها، واستوطنوها، وتزوجوا من نسائها..

وظل الإسلام ينتشر في هذه المنطقة سريعاً خلال القرون المتتابعة، وفي القرن الثالث عشر الميلادي تم تشييد مساجد جميلة وبديعة، وبرزت على الساحل من آسام إلى ملايا، وكانت تُرى من بعيد، وتُسمَّى بـبدر مقام. وخلال تلك السنوات، ازدادت نشاطات العرب التجارية واتسعت حتى جزر أنديمان ونكوبارز، وسواحل: أراكان، وملايا، وجاوة، وسومطرة.. وقد وصل الإسلام وانتشر في هذه المناطق بدون أي مساندة سياسية أو قوة عسكرية، بعيداً عن غزو السلطان محمود الغزنوي للهند، والاضطرابات التي كانت موجودة هناك في ذلك الوقت.

ويشهد التاريخ أن شعب الروهنجيا المسلم في أراكان المحتلة كان شعباً يتمتع بالحرية الكاملة منذ أكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، وكانت له مكانة خاصة في الثقافة والحضارة، بعد تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مجالات الحياة. وظلت أراكان دولة إسلامية مستقلة حتى هاجمها البوذيون عام 1784م؛ فاحتلوا أراضيها، ودمّروا مساجدها، وأغلقوا مدارسها ومعاهدها، وقتلوا آلافاً من المسلمين الأبرياء.. ومنذ ذلك الحين، يتعرّض المسلمون لأبشع وأقسى انتهاكات لحقوق الإنسان، ويواجهون القتل والتشريد والاضطهاد المتواصل، حتى تم إلغاء جنسيتهم عام 1982م في أرض آبائهم وأجدادهم؛ فاضطُر عدد كبير منهم إلى مغادرة وطنهم.

وفي عام 1992م، عندما اشتد العذاب والظلم من حكومة بورما (ميانمار حالياً) على المسلمين الروهنجيا من تدمير المساجد والمدارس واغتصاب النساء ونهب أموالهم قهراً بعد إلغاء جنسيتهم، لم يجدوا أي مأوى يلجؤون إليه، ولم يجدوا أي منظمة حكومية ولا أي منظمة عالمية تقف بجانبهم وتدافع عنهم، فقرروا الهجرة إلى بلاد العالم وترك بلدهم؛ لحماية دينهم وأعراض نسائهم، وقد هاجر معظمهم إلى بنجلاديش.. إلى جانب دول أخرى مثل: السعودية، وباكستان، وماليزيا، وليبيا، وتايلاند، والإمارات العربية المتحدة، وغيرها.

وعندما ازداد عدد اللاجئين، بادر كثير من المنظمات الإسلامية بالوقوف بجانب إخوانهم الأراكانيين بالدعم والمساعدات الغذائية والطبية وغيرها. ولكن، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م بالولايات المتحدة، منعت الحكومة البنجالية المنظمات الإسلامية من العمل في مخيمات اللاجئين البورماويين على الحدود، فوقع اللاجئون الأراكانيون بين شقَّيْ رحى: حكومة بورما الطاغية، وحكومة بنجلاديش غير المبالية!

منظمات تنصيرية

وعندما غابت المنظمات الإسلامية عن مخيمات اللاجئين البورماويين، اغتنم عدد من المنظمات التنصيرية هذه الفرصة السانحة، فبدأت عملها بجدية في هذه المخيمات؛ سعياً لتنصير المسلمين الروهنجيا وتغيير عقيدتهم، من خلال إعطائهم المساعدات، والتشكيك في دينهم، لكن لم ينجحوا حتى الآن في مهمتهم الخبيثة، لأن إيمان اللاجئين البورماويين قوي وثابت بفضل من الله. يقول المولوي إدريس أحد اللاجئين البورماويين: كيف نستبدل بالإسلام ديناً آخر؟

إن حكومة بورما تعذبنا فقط لأننا مسلمون، ولو أردنا تغيير ديننا لفعلنا ذلك في أراكان المحتلة، ولن نواجه المشكلات والعذاب من حكومة بورما، ولكننا لن نفعل ذلك، لأن دار الآخرة خير وأبقى. وعندما فشل المنصرون في مهمتهم الخبيثة في مخيمات اللاجئين بدؤوا ينفذون مخططاً آخر، وهو إرسال المسلمين الروهنجيا إلى عدد من الدول الغربية – مثل: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا، وكندا، وهولندا، وغيرها – لمحاولة تنصيرهم هناك، بذريعة أنه لا يمكن إرجاعهم إلى بورما.

مأساة إنسانية

مخيمات اللاجئين البورماويين نوعان؛ فهناك مخيمات مسجَّلة لدى حكومة بنجلاديش ولدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ويوجد بها ما يزيد على 50 ألف أسرة، وهؤلاء يجدون بعض المواد الغذائية والعلاج من منظمات الأمم المتحدة، رغم أنها مساعدات ضئيلة جداً مقارنة باحتياجات وعدد اللاجئين البورماويين. والمخيمات الأخرى غير مسجَّلة، ويوجد بها أكثر من مائتي ألف نسمة، يعيشون في مخيمات اللاجئين على الحدود بين بنجلاديش وبورما، في أوضاع مأساوية تنذر بكارثة إنسانية، فلا ماء ولا غذاء ولا دواء ولا حياة لهم إلا في خيام بلاستيكية. ويتعرض اللاجئون لأنواع شتى من الأوبئة والأمراض الفتاكة، مثل الحمى والملاريا والأمراض الجلدية والإسهال المزمن، ويموت عدد كبير من الأطفال بسبب الأمراض الخطيرة، كما يموت عدد من النساء بسبب الولادة المتعثرة لعدم وجود مستشفى! وقد قمتُ بزيارة سرية لهذه المخيمات (بعيداً عن أعين الشرطة)، وتحدثتُ مع بعض الأرامل، فقلن: إن أزواجهن قُتلوا على أيدي ناساكا (حرس الحدود في بورما) بدون أي جريمة؛ حيث ألقوا القبض عليهم واقتادوهم إلى معسكرهم وقتلوهم بالرصاص كالطيور! وأوضحن أنهن هاجرن إلى بنجلاديش لحفظ أعراضهن، ولم يجدن أحداً يساعدهن، ولا يمكن لهن كسب الرزق كما يفعل الرجال.

أوضاع راهنة:

ولم تتغير أحوال المسلمين الروهنجيا حتى الآن، بعد الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2010م، حيث مازال مخطط إخراج المسلمين من أراكان موجوداً، رغم إعلان حكومة بورما تغيير نظام الدولة من نظام عسكري إلى نظام ديمقراطي، لكن هذا إعلان لا علاقة له بالحقيقة، ولم يقبل العالم والأمم المتحدة إعلانهم ونتائج انتخاباتهم. ويقول د. يونس رئيس منظمة تضامن الروهنجيا: إن بورما تخطط لإخراج المسلمين من أراكان وجعلها مستوطنة للبوذيين الجبليين، ولن يحدث التغيير بالانتخابات التي تم إجراؤها تحت التهديد العسكري، ولن ينال المسلمون الروهنجيا حقوقهم إلا بأحد طريقيْن: إما أن تكون أراكان دولة إسلامية مستقلة، وإما أن تُجرى انتخابات في أراكان تحت رعاية الأمم المتحدة. وقد تحولت معاناة المسلمين الروهنجيا إلى اتجاه جديد بعد تطبيق قانون الجنسية الجديد في بورما عام 1982م، فبموجب هذا القانون المزعوم تم حرمانهم من تملك العقارات وممارسة أعمال التجارة وتقلد الوظائف في الجيش والهيئات الحكومية، كما تم حرمانهم من جميع الحقوق الإنسانية الطبيعية والأساسية مثل حق التصويت في الانتخابات البرلمانية، وتأسيس المنظمات وممارسة النشاطات السياسية. ولم تتخذ سلطات الاحتلال البورمية الخطوات الجديدة ضد المسلمين في أراكان منذ ذلك التاريخ فحسب، بل ما زالت تواصل تطبيق الخطط القديمة ضد المسلمين؛ لإرغامهم على ترك العقيدة الإسلامية، وإجبارهم على مغادرة بلدهم.

انتهاكات عديدة ويمكن تلخيص الجرائم العديدة والانتهاكات البشعة التي ترتكبها حكومة بورما البوذية ضد المسلمين في أراكان فيما يلي:

* حظر التنقل والسفر: هناك قيود كبيرة على تنقل المسلمين الروهنجيا وتحركاتهم داخل البلد وخارجه، ولا يُسمح لهم بالتنقل بين حدود مخفر إلى آخر دون تصريح سابق من الهيئة الحكومية المعنية، والحصول على مثل هذه التصريحات لا يتم غالباً إلا بمقابل مالي (رشوة)، وكأن منطقة أراكان المسلمة قد تحولت إلى معتقل كبير أو سجن عمومي.

* المجازر والتعذيب والاعتقالات: تقوم القوات الحكومية البورمية – من وقت إلى آخر – بحملات قمعية ضد المسلمين الروهنجيا في أراكان، يُقتل خلالها كثير منهم دون أي ذنب أو جريمة، ويتم اعتقال المئات والآلاف بتهم باطلة، ويتعرضون لأشد أنواع العذاب والإجراءات التعسفية غير الإنسانية.. وقد أصدرت منظمة العفو الدولية بيانات عديدة تستنكر فيها ممارسات سلطات بورما غير الإنسانية ضد المسلمين الروهنجيا، لكن الحكومة البورمية لم تُعرها أي اهتمام ولم تهتم بأي رد، وقد قامت المنظمة الدولية – في تقاريرها السنوية حول مخالفة الحقوق الإنسانية الأساسية – بإثبات أن حكومة بورما قد ترتكب مخالفات شديدة للحقوق الإنسانية الطبيعية في أراكان.

* مصادرة الأراضي الزراعية والمواد الغذائية: تقوم الحكومة بفرض ضرائب باهظة على محاصيل المسلمين الزراعية، بحيث يعجزون عن دفعها، فتقوم السلطات الحكومية بالذهاب إلى بيوتهم ومصادرة محاصيلهم والحجز على أراضيهم، وكثير من أراضي الأوقاف والممتلكات حجزت عليها الحكومة البورمية بدون مبرر ولا شرعية.

* إقامة مستوطنات بوذية جديدة: بهدف إخلال الميزان السكاني في أراكان، وتحويل المسلمين الروهنجيا فيها إلى أقلية، قامت الحكومة البوذية بإقامة مستوطنات بوذية جديدة في كل مكان على أراضي المسلمين المغتصبة، فقام هؤلاء المستوطنون البوذيون بدعم السلطات البوذية وإشرافها بإثارة الفتنة الطائفية، وممارسة أعمال النهب والسلب في مناطق المسلمين.

* إقامة الحواجز والعراقيل أمام النشاطات التجارية والاقتصادية: تقوم السلطات البوذية بمنع المسلمين عن جميع أنواع النشاطات التجارية والاقتصادية، حتى التجارة البسيطة أيضاً، ومعظم سدود توليد الروبيان (الجمبري) والأسماك التي كانت تقع على مصب نهر ناف، وفي حيازة المسلمين تم الحجز والاستيلاء عليها من قِبَل الحكومة البورمية البوذية.

* الأعمال القسرية والنهب والاغتيالات: فكثيراً ما يتم إجبار المسلمين على العمل فترات طويلة بدون أي أجر، وتم قتل عدد كبير منهم على أيدي القوات المسلحة البورمية وقوات الأمن الحدودية أثناء هذه الأعمال والخدمات الإجبارية في الجبال والغابات المترامية، ويضطر المسلمون في القرى والبادية إلى توفير المواد الغذائية والبنائية للقوات المسلحة وقوات الأمن الحدودية بدون أي تعويض.

* انتهاك أعراض النساء: حيث صار من الأمور الاعتيادية للسلطات البورمية البوذية، فرجال الجيش وقوات الأمن الحدودية والمشاغبون البوذيون يطوفون بالليل في قرى المسلمين، ويدخلون بيوتهم ويقومون بأعمال إرهابية وانتهاك حرمات النساء وأعراضهن بقوة الأسلحة، ولا ترى السلطات البوذية في هذه الاعتداءات البشعة أي نوع من الجريمة، لذا لا يوجد أي عقاب أو جزاء لمرتكب مثل هذه الجرائم في أراكان، بل على العكس يتم القبض على المسلمين الذين يرفعون شكاوى ضد هذه الأحداث والجرائم، ويودعون في المعتقلات إلى أجل غير معلوم.

* إثارة الاضطرابات لقتل المسلمين: كثيراً ما تنفجر اضطرابات عنيفة دامية في مختلف أنحاء أراكان بين وقت وآخر، ويقوم بإثارة هذه الاضطرابات أعداء الإسلام والمسلمين بإيعاز من الحكومة البوذية وفق المخططات المدبرة المدروسة، ويُقتل خلال هذه الاضطرابات مئات المسلمين الروهنجيا، وتُنهب بيوتهم وأموالهم.

* انتهاك مقدسات المسلمين والكتب الدينية: كثير من المساجد والمدارس الدينية في أراكان تم تدميرها أو إحراقها، وبعضها تم إغلاقها، والعديد من مقابر المسلمين وأوقافهم تم تحويلها إلى حظائر للخنازير ومراحيض عامة.. بالإضافة إلى حرق وتدنيس المصاحف والكتب الدينية، وإلقائها في مقالب القمامة!!

* فرض القيود على الحج والأضاحي: حيث هناك قيود كثيرة على شؤون المسلمين الدينية، وعلى وجه الخصوص يتم منع المسلمين من أداء فريضة الحج وذبح الأضاحي.

* فرض القيود على النكاح والزواج: حيث يتم إجبار كل من يريد أن يتزوج على التعهد بعدم إنجاب سوى ولديْن فقط، وإذا خالف أحد وزاد عن ذلك يتم سجنه وتعذيبه.. وفي بعض الأحيان، تُجبر قوات الاحتلال البورمية الفتيات المسلمات على المبيت مع رئيس معسكرهم بقوة السلاح!!

* الحرمان من الدراسة العليا: لا يُسمح لأبناء المسلمين بالحصول على الدراسة العليا في المدارس الحكومية، إلا بشرط تغيير اسم المسلم إلى اسم بوذي، ولا يُسمح للمدارس الدينية بتعليم طلابها العلوم الحديثة والتكنولوجية، رغم أن المسلمين في أراكان على درجة كبيرة من الذكاء، وحريصون على العلوم الدينية والحديثة معاً، ولا يُسمح أيضاً لأحد منهم بالسفر إلى الخارج لطلب العلم.

* عذاب شديد :وقد بلغت هذه الاعتداءات ذروتها، حتى اضطُر أكثر من مليون ونصف المليون من الروهنجيا – نصف السكان المسلمين في أراكان – إلى مغادرة بلادهم واللجوء إلى مختلف بلدان العالم.. وقد غرق الكثير منهم العام الماضي في عُرض البحر أثناء ذهابهم إلى ماليزيا، وعُذب العديد منهم على أيدي الجنود التايلانديين بعد إلقاء القبض عليهم، فجعلوهم ينبطحون على الرمال الساخنة، وأحرقوا لحاهم، وعذبوهم عذاباً شديداً، وألقوا المياه المالحة على جروحهم النازفة، ومنعوهم من أداء الصلاة، وحبسوهم في إحدى الجزر بدون أي طعام ولا شراب!! نور محمد، أحد اللاجئين الذين أنجاهم جنود إندونيسيا من الغرق وسط البحر، عندما قالوا له: إنهم سيُعيدونهم إلى بورما، أجهش بالبكاء، وقال: لو رجعنا إلى بورما فسوف يقتلوننا، والموت وسط البحر خير من الموت على أيدي البوذيين!

هتكوا أعراضنا.. وا إسلاماه!!

العجوز عبدالله أحد اللاجئين الجُدُد، هاجر قبل عدة أشهر، ويسكن في أحد المخيمات غير المسجلة.. يقول: كنتُ رجلاً ثرياً، وكانت عندي أرض خصبة، وبئر مليئة بالأسماك، وحديقة عامرة بأنواع شتى من أشجار الفواكه.. ولكن حالي تغيَّرت بين عشية وضحاها؛ حيث كنتُ جالساً ذات مساء، أتلو القرآن الكريم في بيتي بعد أداء صلاة المغرب، فجاء إليَّ وفد من جنود ناساكا (حرس الحدود)، وأبلغوني بأن رئيسهم يريد مني الذهاب إليه، فذهبت إلى معسكرهم للقائه، فإذا به يطلب مني أن تبيت ابنتي تلك الليلة معه في المعسكر، فغضبت غضباً شديداً، وبصقتُ إلى وجهه، فعذبني عذاباً لا يطيقه أحد من البشر، وربطني جنوده بالحبال، واغتصبوا ابنتي الشريفة أمام عيني وأنا لا حول لي ولا قوة، وأحرقوا بيتي!! ويتساءل – وقد احمرَّ وجهه، وعرق جبينه، وانهمرت الدموع الغزيرة من عينيه – قائلاً: هل حفظ عرض البنت جريمة للأب؟ لماذا يعذبونني؟ ألستُ إنساناً؟ أين الأمم المتحدة؟ وأين العالم الإسلامي؟ إنهم يعذبوننا لأننا مسلمون! فإلى كل من يهتم بشؤون المسلمين في العالم، هيا نبادر بالوقوف بجانب إخواننا المظلومين في أراكان المحتلة، وفي مخيمات اللاجئين الروهنجيا في بنجلاديش، الذين يدعون ربهم قائلين: ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً.. اللهم قيِّض لهم ولياً ونصيراً، سواء أكان مادياً أم سياسياً.

 كتبه: عبدالرحيم أبوطاهر
 الأمين العام
 اتحادالطلاب المسلمين أراكان (بورما)