RSS

Monthly Archives: August 2010

الخائفون من جثمان حسن البنا

نعم الباز

 

مسلسل الجماعة أثار لدىّ ذكريات كثيرة مليئة بالتناقضات من شجن وألم إلى كفاح ونضال.. أحداث عاصرتها ونقشها الزمن على جدار ذاكرتى، ولم تطمسها أى أحداث أخرى.. كنا فى الحلمية.. وكان سكان الحلمية فى أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات يعتبرون يوم الثلاثاء يوماً لمصر كلها وليس لهم، حيث تفترش الجماهير الشوارع المحيطة بالمركز العام للإخوان المسلمين حتى شارع محمد على وعند المساء يتوقف الترام تماماً لأن ناس مصر أغلقوا المكان وافترشوا الأرض، أتى الإخوان من كل مكان يستمعون إلى المرشد العام حسن البنا ولم أكن أعلم أن الرجل فى الأربعينيات من العمر، فقد كانت صوره وقورة وعيناه نافذتين تتناغم فيهما القوة بالحنان.

وكان أبى صديقاً لمعظم أعضاء مكتب الإرشاد ولكنه لم يكن إخوانياً فكان التزامه بالإسلام المستنير.. أبى علمنا أن تكون مصر هى الأساس حتى لا تأخذنا عصبية الالتزام بتنظيم معين أو حزب معين وتضيع طاقتنا فى الدفاع عن مبادئ الحزب أو التنظيم. فقط نلتزم بأخلاقيات الفرسان وتعميق حب الوطن ليس بالأغانى، ولكن بتهيئة أنفسنا لنشارك فى البنيان ونؤكد أننا أصحاب الوطن، ولأنه كان كذلك فقد اكتفى بصداقتهم ومساعدة أسرهم أثناء اعتقالهم.. لهذا كان فى بيتنا أيام الاعتقالات زوجات وأبناء الكثيرين من أقطاب الإخوان وأعضاء مكتب الإرشاد.

وكنت صغيرة فى الرابعة عشرة من عمرى حينما اغتيل حسن البنا وقد وصل الخبر إلى بيتنا فور وصول جثمانه إلى منزله بالحلمية وفوجئنا عند الفجر بمجىء سيدة فاضلة هى حرم عضو مكتب الإرشاد الأستاذ عبدالحليم الوشاحى جاءت تحمل رسالة من والد حسن البنا إلى والدى، بالتوجه فوراً إلى مسجد قيسون بشارع محمد على حتى يجتمع للصلاة على جثمان الشيخ حسن البنا وحتى يكتمل العدد إلى عشرين رجلاً وهو الحد الأدنى لصلاة الجنازة وكان هذا عرفاً!

وأذكر أنها قالت ليلتها وهى تغالب البكاء والنحيب.

لقد جاءوا بالجثة إلى البيت وقالوا لوالده: (ادفنه قبل أن يظهر النهار!!!) وتم غسل الجثمان بسرعة ونزلوا بالعربة وأرسل والده بعض السيدات ليخبرن أعضاء مكتب الإرشاد الذين بقوا خارج المعتقلات بحضور صلاة الجنازة ونزل أبى ومعه شقيقاى جمال طالب الطب فى ذلك الحين ومأمون طالب الحقوق.

وبكت أمى وسألت هل يمكن أن تصلى النساء، ولكن الوالد رفض وقال لها اقرئى يس والرحمن والواقعة، وعاد أبى بعد الصلاة مع أخوى على جثمان الشهيد حسن البنا وحكى لنا كيف أن المسجد كان محاطاً بالجنود وكبار الضباط وكأنهم مقبلون على معركة كبرى من معارك الأمن
ترى هل يحقق مسلسل الجماعة هذه الجزئية؟

لا أعتقد فمازالت الجماعة تحوى الهلع للنظام رغم افتقارها لرجل مثل حسن البنا الذى كان يمضى الصيف فى مدينة دراو بأسوان فى درجة حرارة تصل إلى خمسين درجة.

رجل استطاع أن يحدث تغييراً من خلال التمسك بالعقيدة، واستطاع أن يكتشف بعينى جواهرجى مجموعة من الرجال كانت تقضى حياتها فى المعتقلات حتى الرمق الأخير.. رجل تعيش الجماعة على كفاحه وسيرته.

فكرت أن أحكى هذه الحكاية للكاتب العظيم وحيد حامد ولكن مثل حياتنا كلنا الآن تضيع منا أهم التفاصيل فى تأمل أحوالنا التى تنحدر نحو مصب لا نعرفه ولكنه حتماً مخيف.

نعم الباز 18/8/2010م

 

 

!واشنطن تايمز تهاجم ساعة مكة

 

تجرأت صحيفة “واشنطن تايمز” اليومية التي تصدر في العاصمة الأمريكية على السخرية من “ساعة مكة”، وانتقدت بدء تشغيلها في مستهل شهر رمضان الفضيل.

ويبلغ قطر ساعة مكة المكرمة 46 مترًا، فيما يبلغ ارتفاعها 402 متر من ساحة الحرم، ويمكن سماع صوتها على مسافة سبعة كيلو مترات، وتعد الساعة الأكبر إذ يبلغ حجمها ستة أضعاف ساعة بيج بن في لندن.

ونشرت الصحيفة الأمريكية مقالاً افتتاحيًا حول هذا الموضوع اتسم بلهجة تحريضية ضد الإسلام والمملكة العربية السعودية، وتضمن خطابًا مليئًا بالكراهية تجاه الإسلام والمسلمين.

وزعم المقال أن هذه الساعة لا ترمز إلى توقيت زمني بقدر ما هي دعاية لنشر الإسلام، فقد كتب عليها (الله أكبر)، وتضيء أنوارها البيضاء والخضراء خمس مرات في اليوم لتذكر الناس بأوقات الصلاة.

واستنكر المقال تأكيد بعض علماء المسلمين أن مكة هي مركز الأرض، ولذلك فعلى العالم أن ينصرف إلى (توقيت مكة) الزمني.

وادعت صحيفة “واشنطن تايمز أن ساعة مكة ليست إلا تقليدًا لما كانت تقوم به الإمبراطورية البريطانية بالنسبة إلى توقيت جرينتش الذي يأخذ به العالم اليوم والذي كانت لبريطانيا مصالح جوهرية تحققها من خلال فرض هذا التوقيت لهيمنتها على بقاع كثيرة من العالم.

وزعمت الصحيفة الأمريكية أن ساعة مكة هي مثال للطرق التي يحاول بها المسلمون فرض معتقد عالمي جديد على شعوب الأرض.

وكانت المملكة العربية السعودية بدأت مشروعًا ضخمًا لاستبدال توقيت جرينيتش بتوقيت مكة المكرمة كي تصبح المدينة المقدسة قبلة وساعة لأكثر من مليار مسلم في العالم.

وقال سعد بن جميل القرشي، رئيس لجنة الحج والعمرة في غرفة تجارة وصناعة مكة إن ساعة مكة المكرمة ستكون توقيتًا رسميا لمختلف المسلمين في العالم.

وأضاف أن “هذا المشروع يعد دلالة واضحة على أهمية التوقيت في أقدس بقاع الأرض مهبط الوحي، وستحقق الساعة الهدف بأن تكون إشعاعًا لكافة المسلمين في العالم، عطفًا على أنها ستكون معلمًا ورمزًا سياحيًا سيحرص كافة القادمين لزيارة الأراضي المقدسة من وفود الحجاج والمعتمرين على زيارته، لا سيما أنه سيتم تخصيص مصعدين لنقل الزوار إلى الشرفة المحيطة أسفل الساعات الأربع، والتي يبلغ عرضها حوالى خمسة أمتار، ويتوج هذا العمل بالزخارف الإسلامية المستوحاة من التراث الإسلامي، لتكون معلمًا مبهرًا وراسخًا على مر التاريخ”.

مفكرة الإسلام 21/8/2010م

 
 

لا فارق بين إنتاج المسلسل عن طريق أمن الدولة وتلفزيون الدولة

أثار المسلسل التليفزيوني (الجماعة) جدلاً واسعاً منذ عرض الحلقة الأولى له بالتزامن مع أول أيام شهر رمضان وتصاعد الجدل بين مؤيد ومعارض لما جاء في أحداث الحلقات الأولى منه ، ويتناول المسلسل الذي كتبه الكاتب اليساري ، وحيد حامد وأخرجه محمد ياسين تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في مصر ، مستعرضا نشأتها وسيرة مؤسسها الراحل حسن البنا، لكن حلقاته الأولى بدأت منذ عام 2005 بطريقة الفلاش باك ، وتزعم محاولات الجماعة فى السعي لقلب نظام الحكم ومحاولات الوصول إلى السلطة.

وقالت الكاتبة الصحفية حنان كمال إن انطباعها الأولي عن المسلسل يؤكد أن الكاتب وحيد حامد يقدم صورة سلبية عن الإخوان بشكل غير مباشر مشيرة إلى أنه لا فارق بين إنتاج المسلسل عن طريق أمن الدولة وتلفزيون الدولة.

وأكدت حنان أنها لا يهمها أن ينتج الإخوان مسلسلا عن أنفسهم بوجهة نظرهم لكن كانت أفضل الصيغ أن يتصدى لمثل هذا العمل فريق غير منحاز لأي طرف ويقدم الإخوان باعتبارهم جزء حقيقي من تاريخ مصر لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.

وأشارت إلى أن انحياز الكاتب ضد الإخوان في الحلقات الأولى فج وربما يخلق تعاطفا مع الإخوان، خاصة وأنه يقدم ضباط مباحث أمن الدولة بصيغة إيجابية نعلم أنها مزيفة.

ويعرض المسلسل على العديد من القنوات خلال شهر رمضان بينها عدد من قنوات التليفزيون المصري الرسمية ويقوم ببطولته الأردني إياد نصار وظهر في حلقاته الأولى ضيوف شرف كثيرون بينهم أحمد حلمي ومنة شلبي وعزت العلايلي.

أما الصحفي : هاني صلاح الدين والذي قدم نفسه كشاهد على أحداث جامعة الأزهر ، فقال فى مقال له منشور فى (النافذة ) : المسلسل جافى الحقائق وكذب الواقع وخرج عن إطار الأمانة المهنية، فمنذ اللحظات الأولى من مشاهدتك للمسلسل تجد نفسك أمام عمل يؤكد لك أن الإخوان جماعة متطرفة تدعو للعنف والانقلاب على المؤسسية للدولة، وقد امتلأ المسلسل بالمشاهد التى قلبت الحقائق والتناول المغرض، فقد تبنى الكاتب تصورات رجال أمن الدولة القابعين فى لاظوغلى، ونقل عنهم نقلا أمينا، بل وجدناه فى مشاهد احتكاك الطلاب بالأمن كان أمنيا أكثر من وزارة الداخلية.

وأضاف : العرض الذى حدث فى جامعة الأزهر عام 2006 تم على مدار 6 أعوام قبل هذه الضجة الإعلامية، فهى عبارة عن “إسكتشات” يقوم بها الطلاب سنويا لتوضيح ما يقوم به رجال المقاومة الفلسطينية، ورجال الأمن كانوا يعلمون ذلك جيدا، ولكن كان مطلوبا أن تلفق قضية للجماعة يتم بها تحويل قيادات الجماعة إلى محاكمة عسكرية وقد كان، وذلك لمعاقبة الإخوان على فوزهم بثلث مقاعد البرلمان فى 2005، ومازال الشاطر ورفاقه محبوسين على ذمة هذه القضية حتى الآن.

مشيراً إلى أن المسلسل أظهر فى حلقاته الأولى وداعة رجال الأمن فى التعامل مع شباب الإخوان على عكس الواقع، مؤكداً أن رجال الأمن قاموا باستخدام أبشع الوسائل للنيل من طلاب الجماعة فى هذا الوقت. 

نافذة مصر 14/8/2010م

 
1 Comment

Posted by on August 25, 2010 in مقالات تستحق القراءة

 

أوراق مسافر

هي قصة حياتي..

 

أرويها كما حدثت.. وأقدمها إلى القراء في بلادي القريبة والبعيدة.. بعضهم سيجد فيها قصة مسلية مثل حكايات السندباد وابن بطوطة.. وبعضهم سيجد فيها طرفاً من أخبار المسلمين في الأقطار التي زرتها وكان لي فيها بعض النشاط في العمل الدعوي والطلابي.. وسيجد فيها البعض تحليلات سياسية لأحداث هامة جرت في بلادي تختلف فيها الرؤى وتكثر حولها التحليلات أردت أن أدلي فيها بدلوي، لعل في ذلك فائدة.

كنت أعتب على الدعاة والسياسيين لِمَ لا يستريحوا في أواخر أيامهم من عناء الحركة، ويتفرغوا لكتابة مذكراتهم كما يفعل الرؤساء في كثير من البلدان الغربية.. وحتى لا أقع فيما وقع فيه غيري.. قررت الكتابة في وقت مبكر.

قسمت هذه المذكرات إلى أجزاء.. بعض هذه الأجزاء تناولت فيها قصتي في قطر مكثت فيه سنين طويلة من عمري مثل سوريا ولبنان.. وتركيا.. والكويت.. بينما تناولت في الأجزاء الأخرى خواطري عن تلك البلدان التي مررت بها.. أو زرتها لأيام قليلة وكان لي فيها أثر قل أو كثر..

ربما غلبت السياسة على نكهة هذه الذكريات.. وماذا أفعل وقد عشنا في الزمن الصعب.. بلادنا محتلة تصارع المحتلين.. وأحزابنا لا تجيد إلا لعبة التسلق، حتى إذا وصلت إلى الكرسي.. تشبثت بموقعها إلى آخر العمر.. واستنجدت بالأبناء ليواصلوا تاريخ أسرة الزعيم الأوحد..؟

كنت أقول باستمرار إن هذه الأوضاع حرمتنا كأطفال أن نلهو ونلعب مع الأطفال.. وحرمتنا كشباب أن نستمتع بمعطيات وأهازيج الشباب.. لم تترك لنا فرصة لنفكر في الجمال المبثوث في كل زاوية من زوايا الحياة.. في الهواء وأنت تركب متنه.. وفي الماء وأنت تعبر محيطاته.. وفي الشجرة وهي تعطي وتبهج.. وفي السحر الحلال وأنت تسكن إليه فيورق ويزهر ويثمر..

اليوم وأنا أقف على قمة الستين أسائل نفسي: هل كنت سأختار هذه الرحلة بهذا الأسلوب لو كان لي الخيار..؟

ـ  هل كنت سأعطي لنفسي مزيداً من الوقت استمتع فيه بالقراءة والكتابة والسياحة.. وأخفف عن نفسي هذا القدر الكبير من المعاناة.. وعن زوجتي طول مكثها على النافذة تنتظرني هل أعود أو لا أعود.. وعن أولادي الذين أرهقهم كثرة غيابي ووعورة دربي..؟

ـ  هل كنت سأفعل كما فعل الشاعر الأموي جرير الذي انتبه متأخراً لنفسه.. فوجد أنه قضى عمره في هجاء الشعراء وتأييد الخلفاء.. فلما فقد زوجه استعبر وكتب في رثائها أجمل رثاء وأعظم نسيب.. ولسان حاله يقول: لقد فات الأوان ولولا نفاذ رصيد العمر لنسبت نسيباً أبكي العجوز على شبابها

ـ  هل كنت سأستنطق الحياة وأقرأ المزيد في كتابها؟

وكتابٌ كنت أقرأ فيه       صوراً ما قرأتها في كتابي..

    وأردد مع (إيليا أبو ماضي) بعض أبياته وهو يعزف لحن الجمال:

أيهـا الشاكي ومـا بـك داءٌ      كيــف تغدو إذا غدوت عليلاً

أترى الشوك في الورد وتعمى      أن تـرى فوق النـدى إكليـلاً

والذي نفسـه بغيـر جمـال       لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً

ـ  هل تظنني قادراً أن أختار..؟

وهل تعرفني ممن يؤثرون الراحة والدعة..؟

أستبعد ذلك.. فقد طبقت حرفياً ما حفظته من قول أبي تمام..

بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها              تنال إلا على جسر من التعب

هذه هي أوراق المسافر..

 

الورقة الأولى بين أوراق كثيرة..

 

تحدثت فيه عن سوريا.. البلد الذي عشت فيه طفولتي.. وباكورة أيامي.. تعرفت فيه على أعز الأصدقاء.. والتزمت فيه بالفكر الإسلامي.. في بلد يعج بالأفكار وينوء كاهله بأحزاب بعيدة كل البعد عن مصالح بلدي أو عقيدة شعبي..

وألحقت بهذا الجزء.. ذكرياتي عن لبنان.. البلد الذي ولدت فيه.. واستمتعت بأجوائه الجميلة.. وما زلت أحنّ إليه.. فكل ممنوع مرغوب!

وستتلو هذه الورقة أوراق أخرى.. تتحدث كل منها عن بلد من البلدان.. وهكذا مضت رحلة العمر مع أوراق الذكريات.

 

   المؤلف

2006/2/22

 

لقراءة المزيد من الجزء الأول من أوراق مسافر – طفل من القرية

 
Leave a comment

Posted by on August 2, 2010 in أوراق مسافر