RSS

حفيد محمد نجيب:عبد الناصر الأكثر ظلما لجدي والسادات شوه صورته ومبارك طردنا

كشف محمد يوسف محمد نجيب حفيد الرئيس الراحل محمد نجيب أنه منذ وفاة جده عام 1984طردت عائلته من المنزل الذي كان مخصصا لهم فى المرج والتى عاش فيها نجيب منذ تحديد اقامته بعد خروجه من الحكم، وكانت عملية الطرد فى نفس اليوم الذي أقيمت فيه الجنازة العسكرية وتشييع جثمان جده وفى نفس اللحظة كان يتم طرده وشقيقته من المنزل عن طريق قوات من الأمن المركزي بطريقة مهينة جدا وتركوا فى الشارع حتى عودة أسرته من الجنازة، ولفت يوسف إلي أن والده وجده لأمه اختفيا بعد وفاة جده لأبيه “محمد نجيب “بيومين ولم يعرفا مكانهما علي الاطلاق وخلال الفترة من 1985 حتى 1999 عاشوا فى شقة فقيرة منعوا فيها من الاختلاط بالناس أو تعريفهم بأنهم من اسرة الرئيس الراحل.

الرئيس الراحل محمد نجيب

وأضاف حفيد أول رئيس لمصر أن الرئيس السابق مبارك لم يذكر اسم جده منذ توليه الحكم حتى أن جمال عبدالناصر حذف اسم جده من كافة سجلات الحياة وقت حكمه وكان يعتقل كل من يذكر اسم محمد نجيب، فيما قرر الرئيس السادات رفع قرار حظر الاقامة عليه رغم أنه سبق وشارك فى تشويه صورة نجيب عند الشعب المصري بعد تولي عبدالناصر الحكم، وقال أنه لا يوجد أى رئيس مصري أعطي لجده حقه الاعلامي والسياسي.

وأكد حفيد محمد نجيب أن غالبية عائلته من الضباط أحيلوا الى المعاش بعد تحديد اقامة جده فكان عبدالناصر هو أكثر من ظلم جده.

وأضاف حفيد محمد نجيب أنه حتي الان لا يعرف سبب المعاملة السيئة التى يتعرض لها وأسرته رغم أن جده لم يكن خائنا لبلده ولم يضرها ولم يسرق أموالها،وطالب بأن يتم التعامل مع جده بنفس الطريقة التى يتم التعامل بها مع رؤساء الجمهورية بالاحتفال بذكري وفاتهم أو ميلادهم الى جانب المنزل الذي كانوا يعيشون فيه والذي لا يزال خال حتي الأن لابد أن يعود الى أسرة محمد نجيب ليكون منزل عائلة أول رئيس فى مصر، والحصول على المخصصات المالية التى تخصص لأسرة أى رئيس جمهورية سابق.

وأكد حفيد نجيب أن الشخص الوحيد الذي وقف الى جوار أسرة الرئيس الراحل كان المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع الحالي.

الدستور 23/3/2011م

 

عبد المنعم أبو الفتوح والإخوان

مصطفى محمد الطحان

تناولت الصحف في الآونة الأخيرة بعض تصريحات الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي في جماعة الإخوان المسلمين.. تناول فيها الجماعة التي نشأ وتسنم فيها مواقع قيادية.. ولقد عرفته في بعض المؤتمرات التي التقيته فيها.. فاستغربت لهذه المواقف الأخيرة التي اتخذها.

ففي الندوة التي انعقدت بمكتبة الاسكندرية في 23 مارس 2011م قال الدكتور أبو الفتوح: على مستويات الإدارة في الإخوان أن تستقيل، وأن تعاد الانتخابات بشكل شفاف وتحت سمع وبصر المجتمع من الناحية المالية والإدارية.. وتوقع أن الإسلاميين قد يحصلون على 70% من المقاعد البرلمانية، بفصائلهم المختلفة.. أما الإخوان فلن يحصلوا على أكثر من 20% من المقاعد إذا كانت الانتخابات نزيهة.

عبد المنعم أبو الفتوح

وأعلن أنه لن ينضم إلى حزب الحرية والعدالة الذي تعتزم الجماعة تأسيسه.. وأنه عرضت عليه رئاسة ستة أحزاب حتى الآن.. رغم أنه يعتز بحزب النهضة الذي أسسه الدكتور إبراهيم الزعفراني القيادي في حركة الإخوان.

ولم يقبل الأخ ابو الفتوح رأي المرشد العام للإخوان الذي قال: إن أي أخ ينضم إلى حزب لا يتبع الإخوان سيتم فصله من الجماعة.

وقال الدكتور عبد المنعم: إن آراءه تتعارض مع بعض مسؤولي الإخوان.. إلا أنه يمثل فيها جمهور الإخوان وإن لم يمثل الإدارة العليا للجماعة.

وأدلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بدلوها في هذا الموضوع.. فقالت تحت عنوان (حالة تمزق خطيرة) تضرب جماعة الإخوان المسلمين، بدأت بعد وقت قصير من توقف المظاهرات الضخمة بميدان التحرير.. يقف على رأس تلك المجموعة د. عبد المنعم أبو الفتوح ود. إبراهيم الزعفراني. ولفتت الصحيفة إلى أن تلك ليست المرة الأولى التي يحدث فيها صدام وانقسام في الرأي في صفوف الإخوان، فمنذ تأسيسها عام 1928م على يد حسن البنا عرفت تلك الجماعة انقسامات شتى، مثل جماعة التكفير والهجرة، وحزب الوسط، وغيره.

واختتمت الصحيفة أنه في غضون ذلك يحاول الحزب الوطني التابع للنظام المصري السابق إظهار عضلاته وقوته من خلال إنشاء صفحات إلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك معلنين فتح صفحة جديدة مع المواطنين، ووفق لما هو منشور على الفيسبوك، فإن الحزب الوطني يأمل في تجميع أغلبية تسانده في الانتخابات المقبلة خاصة في مناطق مثل سوهاج والمنيا وأسيوط بصعيد مصر، موضحاً في تقريره أن رجال الوطني يعتمدون في مسلكهم هذا على صعوبة انضمام أحزاب المعارضة في الوقت القصير المتبقى على الانتخابات علاوة على أخذهم بحقيقة هامة وهي أن جزءا كبيرا من الأجهزة الحكومية وغالبية الإدارات التي تتعامل مع المواطنين ما زالت تدعمهم، أي تدعم رجال الوطني.

ولا بأس أن ننشر هنا بعض الحوادث التاريخية التي واجهها الإخوان المسلمون في الماضي، فقد يكون في استذكارها عبرة.

وسائل محاربة الجماعة

نبه الإنكليز ومعهم الأحزاب الفاسدة الحكومات في مصر إلى خطورة دعوة الإخوان في وقت مبكر.. فقد كان موقفهم من القضية الوطنية واضحاً لا غموض فيه ولا مساومة.. وموقفهم من اليهود وقضية فلسطين في رأس اهتماماتهم.. ولهذا أعلنوا الحرب على الجماعة.. أحياناً بشكل علني وأحياناً بطرق غير منظورة.. وكان على رأس وسائلهم:

1- البوليس السياسي الذي لم يكن يعمل لحساب الحكومة المصرية وحدها.. بل إن صلته بالضباط الإنكليز كانت أقوى وأظهر. ولقد نال الإخوان من مضايقات البوليس السياسي الشيء الكثير.

2-   إنشاء جمعيات تحمل أسماء لامعة مهمتها حرب الإخوان، مثل جمعية الإصلاح الاجتماعي وجمعية إخوان الحرية وغيرها.

3-   محاربة الإعلام الإخواني بتهديد كل من يكتب، وتهديد المطابع، وتهديد شركات التوزيع.

4-   محاولة تصديع البناء الداخلي للإخوان وهو أخطر هذه الوسائل.

وأهم حلقة في هذا التآمر الداخلي ما يتعلق بالأستاذ أحمد السكري وكيل الجماعة.. والأستاذ السكري كفاءة لا شك فيها، وهو رجل نشأ في أحضان التصوف وتربى في البيئة التي تربى فيها الأستاذ المرشد حسن البنا في المحمودية.. وكان ذا مواهب يغبط عليها فهو خطيب مطبوع، وذو قوام فارع وسمت جميل وهندام جذاب، ومع أن دراسته لم تتجاوز الثانوية إلا انه كان ذا ثقافة واسعة.. ولننقل بعض ما جاء في مذكرات الإمام حسن البنا حول السكري، يقول: (إنه قائد موهوب ولكنه منصرف بهذه القيادة وهذه المواهب إلى السفاسف، مسرف في وقته لا يقدر له قيمة، قلبه مملوء بأوهام لا حقيقة لها، ومنصرف إلى ناحية لا تثمر إلا العناء، فالاعتماد عليه ضرب من المخاطرة العقيمة.

والأخ الشيخ.. له أساليبه الخاصة به، وهو ينظر إليّ كأخ زميل، فلا يصغي لآرائي إلا قليلاً ومن هذه الناحية يكون توحيد الفكر ضرباً من التعسر، فالاعتماد عليه مخاطرة كذلك)( مذكرات الدعوة والداعية- حسن البنا).

ولقد سألت(المؤلف) أحد معاصري هذه الفتنة (ممن يوثق بحديثهم) فأضاف المزيد إلى ما ذكره الإمام المرشد.. قال: كان السكري يتملق الكبار والإخوان يكرهون التملق، وكان يحاول أن يظهر بمظهر الآمر الناهي وليس ذلك من خلق الإخوان. وعندما بدأ الإمام البنا يفوض بعض القضايا للأستاذ عبد الحكيم عابدين، اعتبر السكري ذلك تعدياً على اختصاصاته.. وبدت بوادر التمرد تلوح في الأفق.. واجتمعت الهيئة التأسيسية مرة في 13 مارس 1947م ومرة ثانية فــي 9 يوليو 1947م للفصل في هذا الأمر.. وكان الأمر واضحاً بعد عرض الأدلة.. فاعتذر السكري للجماعة وجدد بيعته للإمام المرشد.

ولم يكد الاجتماع ينفض وأعضاء الهيئة التأسيسية يصلون إلى مناطقهم حتى أعلن السكري استقالته من الإخوان، وبدأ يكتب في صحيفة الوفد سلسلة من المقالات يهاجم فيها الإخوان.. والإمام البنا.. تحت عنوان: كيف انحرف حسن البنا بالجماعة.

ولقد شغلت الأحداث، التي تمثلت بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947م بتقسيم فلسطين، والتعبئة التي أعلنتها الجماعة لدخول المعركة، شغلت الإخوان عن متابعة قضية السكري والآخرين الذين حاولوا في أحلك الظروف قصم ظهر الدعوة من الداخل.

5- بين الإخوان والوفد، في أعقاب سقوط حكومة صدقي باشا، برزت جماعة الإخوان كقوة حقيقية توجه الأحداث في مصر.. ولقد جرّ عليها ذلك ويلات من كل جانب. أحسّ الإنكليز بزعزعة وجودهم في مصر.. وأحسّ الملك فاروق أنه بمواجهة هيئة وطنية لا تساوم على مبادئها.. وأحسّ الوفد أكثر من غيره بأن مركزه الشعبي أصبح في خطر.. واقتنعت قيادات الوفد بأن خطورة الإخوان المسلمين عليه تفوق خطورة كل أعدائه، لأنها تنازعه الزعامة الشعبية التي هي رأس ماله. وأصدر الوفد جريدتين هما الوفد المصري وصوت الأمة وليس لهما من مهمة سوى التشنيع على الإخوان.. (واستغلت جريدة صوت الأمة قضية أحمد السكري وانفصـاله عـن الجماعة.. فنشرت له سلسلة من المقالات التي تهاجم الجماعة وتزعم أن الجماعة تتهاوى!).

لم تكن خسائر الإخوان من جراء هذه الحملة الشرسة ذات بال، فقد خرج من الجماعة عدد محدود من الأفراد.. كان وجودهم ضاراً بالجماعة..

وبدأ التوتر يتصاعد بين الإخوان وحزب الوفد منذ 21 فبراير 1946م، عندما أصرّ الإخوان أن تكون لهم تحركاتهم ومواقفهم المستقلة في التحرك الذي سمي يوم الجلاء ووحدة وادي النيل.. وأعلن مكتب الإرشاد في 21 مارس 1946م أنه لن يشترك مع أية هيئة أو حزب أو جماعة في تشكيلات أو لجان لا تحمل طابع الوحدة الكاملة الحقيقية لجميع الهيئات التي تمثل الشعب (خاصة وقد كانت اللجنة الوطنية التي أعلن الوفد عن تشكيلها كانت بقيادة الحزب الشيوعي (حدتو) والوفديين اليساريين).

في 17 أبريل انهارت العلاقات بشكل تام.. ووصل التوتر ذروته، وفي 6 يوليو 1946م اصطدم الإخوان مع الوفديين في بورسعيد. ورد الوفديون بمهاجمة المركز العام والنادي الرياضي وحرقوهما، وحوصر المرشد العام في أحد المساجد.. وطالب الوفد حكومة صدقي بحلّ فرق جوالة الإخوان ووضع حدّ لأعمال العنف الفاشية التي يرتكبونها(الحركات السياسية في مصر- طارق البشرى، ص- 108).

على إثر توقيع اتفاقية صدقي – بيفن، ومواجهتها برفض وطني شامل.. حاول الوفد تشكيل لجنة اتصال تضم كافة الهيئات السياسية المعارضة للاتفاقية بغية إسقاطها.. ومثّل الإخوان في هذه اللجنة الدكتور حسن إبراهيم وأحمد السكري.

وعندما عاد الإمام حسن البنا من رحلة الحج حيث عقد هناك نوعاً من مؤتمر إسلامي مصغر مع ممثلي الفروع الإخوانية والمتآخية(الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية- إسحاق موسى الحسيني، ص- 137).. عرضت عليه أعمال هذه اللجنة.. فـدعا الإمام حسن البنا الهيئة التأسيسية إلى اجتماع طارئ، وعرض عليهم الاتفاق فأقروه واشترطوا عدة شروط ملزمة للجنة وهي:

* أن يتعهد الوفد بعدم التفاوض مع الإنكليز إذا استلم الحكم إلا بعد أن يسلموا بالجلاء الناجز عن وادي النيل وبوحدته الحقيقية (أي وحدة مصر والسودان).

* أن يستلهم روح الإسلام في كل الأوضاع الاجتماعية إذا ما عاد الوفد إلى الحكم.

* أن يساهم في صندوق للجهاد يشارك فيه الجميع.

لقد أبطلت هذه الشروط الملزمة.. مكر الوفد الذي كان من الناحية العملية يكتل القوى إلى جانبه ليتسلم الحكم بعد إسقاط حكومة صدقي.

6- الفتنة الطائفية، في هذه المرحلة الحرجة لجأ الإنكليز إلى أساليبهم الخسيسة، فهاجموا بعض الكنائس والمعابد، وتولت الصحافة الأجنبية إلصاق هذه الاعتداءات بالإخوان المسلمين(جريدة فيلادلفيا تريبيون (25/5/1947))، وقد ثبت أن هذه الأحداث كانت من تدبير الإنكليز. الأمر الذي أوقع الحكومة المدعومة من الإنكليز بشر أعمالها.

7-   إعلان الأحكام العرفية، كانت الأوضاع في داخل مصر في غاية الخطورة..

*  فالأحزاب لا يهمها إلا كرسي الحكم والتقرب من كل ما يقربها إليه.

*  والإنكليز يعيثون في الأرض فساداً.. يتحكمون بالأرض والشعب والقصر والسياسة في مصر.. ويمكنون لليهود في فلسطين.

*  واليهود وهم أقلية صغيرة، ولكنهم اليد اليمنى للمستعمر يملكون معظم الشركات والمرافق الهامة التي وضعوها في خدمة قيام دولة إسرائيل.

كان رأي الإخوان أن تقليم أظافر المستعمر الغاصب، إنما يتم بتأديب أذنابه وبث الذعر في نفوسهم سواء في مصر أو فلسطين.

أما في فلسطين فقد كانت كتائب الإخوان تقوم بدورها الجهادي، إلى جانب الحركات الجهادية المخلصة في داخل فلسطين.

ومما يستحق التسجيل بالخزي والعار هو موقف الحكومة المصرية، حكومة الأحزاب الفاسدة من خدام القصر وسدنة نزواته.. فقد اتخذت من هذه الأحداث البطولية الرائعة وسيلة للتشهير والبطش بالإخوان(الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ (المرجع السابق) 1: 487).

الصحافة الأجنبية تؤزم الموقف

في هذا الجو السياسي المتوتر لعبت الصحافة الأجنبية دوراً مشبوهاً في التحريض على الإخوان..

ففي 2 مارس عام 1946م كتبت مجلة (ذي تابليت) البريطانية مقالاً قالت فيه: (إن مصر تتولى الزعامة بين الدول الإسلامية التي فقدتها تركيا بعد الحرب الماضية وصحف القاهرة تهدد الآن جامعة الأمم البريطانية بجهاد ديني، وقد أكد صدقي باشا من جديد صداقته مع بريطانيا، ولكنه مصر على أن تنسحب القوات البريطانية فوراً).

ونشرت الصحف المصرية في نفس العام ترجمة لما جاء بإحدى كبريات الصحف الأمريكية عن حسن البنا، ووصفته شكلاً وثقافة وذكاء ومقدرة على حسن التصرف وعلى تملكه قلوب سامعيه وعلى سيطرته على المجتمع الإسلامي ثم عقبت على ذلك بقولها: (إن هذا الرجل هو أقوى رجل بالعالم الإسلامي اليوم، ولا يمكن أن يغلب إلا أن تصير الأحداث أكبر منه).

وقد حملت هذه العبارة القصيرة كل ما يبيتون من تخطيط وتآمر للقضاء على حسن البنا وجماعته، وهذا ما كشفت عنه الأيام القليلة التي أعقبت هذا النذير(الإخوان المسلمون في مصر- مصطفى محمد الطحان، ص- (101-105)).

مع الأخ الدكتور أبو الفتوح مرة ثانية

ولقد نفى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ما تردد عن إستقالته من الجماعة قائلا :  أن ذلك لا أساس له من الصحة وليس واردا أو مطروحا لديه، فجماعة الإخوان هي بيتي الذي بنيته وكنت خادما وحارسا له وكل ما هنالك أنني أعلنت سابقا في حال ترشحي للرئاسة فسأقدم استقالتي بشكل إداري فقط من الجماعة احتراما لموقفها من الرئاسة وحتى أكون مرشحا مستقلا لكن طالما لازلت أدرس الأمر فإن ذلك لم يحدث ، وما حدث مجرد عبث إعلامي وأمنى حيث أن أطراف وأجهزة الأمن لازالت تعبث بأجهزة الإعلام وأحذر من استمرار تلك الأطراف الأمنية.

ويذكر إن صحيفة المصري اليوم هي التي نشرت خبر استقالة أبو الفتوح على لسان القيادي الإخواني إبراهيم الزعفراني والذي أعلن أنه اتفق مع أبو الفتوح على الاستقالة .

وذكر أبو الفتوح في، برنامج 90 دقيقة مساء أمس، أنه بالرغم من أن هناك تقصير وأخطاء داخل جماعة الإخوان إلا أنه يشرفه الانتماء للجماعة واصفًا نفسه بأنه أمين على هذه الجماعة التي لابد من الحفاظ عليها لأنها تمثل الإسلام الوسطى المتسامح .

وعن انتقاده للمرشد مؤخرًا أكد أن المرشد ليس كهنوت بل أنه شخص عادى يخدم الإخوان، والدكتور بديع هو رجل لطيف جميل طيب الخلق فليس هناك أحد يعمل في عزبة أحد وبالتالي فالنقد متاح ومباح فكل أعضاء الإخوان شركاء في الجماعة التي لا يوجد فيها أجير .

وكلمة أخرى أقولها للإخوة الأعزاء.. وهم بكل تأكيد يعرفونها ويعايشونها.. أن لا نضم صوتنا بالنقد الجارح إلى أصوات الثورة المضادة التي لا هم لها إلا تجريح الإخوان والنيل منهم.. لنصحح ولكن برفق.. ونقول ولكن بدون تجريح حتى لا نكرر المآسي التي دفعنا ثمنها باهظا أيام حكومة الوفد.. وأيام حكومة عبد الناصر يوم استقطب فريقا من قيادات الإخوان.. فكانوا شجى في حلوق الإخوان.. وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند..

فإلى إخواننا الذي نحب.. أهدافنا أكبر من قدراتنا.. وأساليبنا مازالت تئن تحت ضغط الواقع الكريه الذي عشناه مائة سنة أو يزيد ونحتاج إلى بعض الوقت لتلافيه وتصحيحه.

والحمد لله رب العالمين.

 

مصطفى محمد الطحان
الكويت 15/5/2011هـ
الموافق 18/4/2011م

 
1 Comment

Posted by on April 18, 2011 in خواطر

 

بين أيام عظمتنا.. وانحطاط أمتنا

مصطفى محمد الطحان

البطانة التي يعتمد عليها الرئيس علي عبد الله صالح في حكم اليمن.

1-          علي عبدالله صالح (الأب) – رئيس الجمهورية اليمنية.

2-          أحمد علي عبدالله صالح (الابن) – قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.

3-          يحيى محمد عبدالله صالح (ابن الاخ) – رئيس أركان الأمن المركزي.

4-          طارق محمد عبدالله صالح (ابن الاخ) – قائد الحرس الخاص.

5-          عمار محمد عبدالله صالح (ابن الاخ) – وكيل جهاز الأمن القومي.

6-          علي محسن صالح الأحمر (الاخ غير الشقيق) – قائد الفرقة الأولى.

7-          علي صالح الأحمر – قائد القوات الجوية وقائد اللواء السادس ــ طيران.

8-          توفيق صالح عبدالله صالح (ابن الاخ) – شركة التبغ والكبريت الوطنية.

9-          أحمد الكحلاني (أبو زوجة الرئيس الرابعة) – متنقل من أمين عاصمة إلى محافظة إلى وزير.. الخ.

10-     عبدالرحمن الأكوع (شقيق الزوجة الثالثة) – متنقل من وزير إلى محافظ إلى أمين عاصمة.. الخ.

11-     عمر الأرحبي (شقيق زوج الابنة) – مدير شركة النفط اليمنية.

12-     عبدالكريم إسماعيل الأرحبي (عم زوج الابنة) – نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط، مدير الصندوق الاجتماعي للتنمية.

13-     خالد الارحبي (زوج الابنة) – مدير القصور الرئاسية.

14-     عبدالوهاب عبدالله الحجري (شقيق الزوجة الثانية) – سفير اليمن في واشنطن.

15-     خالد عبدالرحمن الاكوع (شقيق الزوجة الثالثة) – وكيل وزارة الخارجية.

16-     عبدالخالق القاضي (ابن خال الرئيس) – رئيس الخطوط الجوية اليمنية.

17-     عبدالله القاضي (نسب) – قائد لواء المجد في تعز.

18-     علي أحمد دويد (زوج الابنة) – شؤون القبائل.

19-     نعمان دويد (اخو زوج الابنة) – محافظ محافظة صنعاء وقبلها عمران – مدير مصنع اسمنت عمران لعشر سنوات.

20-  كهلان مجاهد أبو شوارب ( زوج بنت الرئيس) – محافظ عمران وزعيم جناح في حاشد ويعتمد عليه صالح لمواجهة آل الاحمر.

 ومثل اليمن ليبيا التي يقوم معمر القذافي منذ أكثر من أربعين سنة باستنزاف ثروات ليبيا.. وقد انكشف المستور أخيراً.. فعرف العالم أن أولاد القذافي (ذكوراً وإناثاً وأصهاراً ومرتزقة) هم الذين يحتكرون ثروات النفط وملياراته.. ينفقونها على أنفسهم وعلى غرائزهم.. ويضعون الكثير منها في بنوك العالم.. لوقت قد يأتي.. وقد جاء فيما يبدو.

وعلى نفس الخط سار حسني مبارك الذي نشر فضائحه الأخلاقية والمالية الصحفي (جوزيف ترنتو).. وكيف ظهر منذ عام 1979 وبعد توقيع معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل.. اسم حسني مبارك كأحد اللاعبين الرئيسيين في عمليات شحن السلاح الأمريكي لمصر، والحصول من وراء ذلك على عمولات بملايين الدولارات. وبدأت شبكة المصالح المكونة من مبارك وأبو غزالة وحسين سالم وكمال حسن علي تحقيق ملايين بل مليارات الدولارات. ورائحة هذه المليارات النفاذة تطل برأسها من بنوك سويسرا وإنكلترا وأمريكا وغيرها.. الكتاب يشير إلى أن مبارك ومجموعة الأمن المرتبطة به لعبت دوراً رئيساً في اغتيال السادات.

أما القائد الملهم حافظ الأسد وابنه بشار اللذين يحكمان سوريا منذ أكثر من أربعين سنة.. عبر سلسلة من الانقلابات العسكرية أو المدنية.. وتسلط الأقارب والمحاسيب على ثروات البلاد.. فهم مجرد نماذج مشابهة للنماذج السابقة.

هذه مجرد أمثلة.. لهؤلاء الذين يحكمون بلاد المسلمين.. فأذلوا الشعوب.. وأهدروا الثروات واغتصبوها.. ومع ذلك فهم يصرون أن تناديهم شعوبهم بالقادة التاريخيين..!!

قصة عمر بن الخطاب مع ابنه

بهذه المناسبة أحب أن أذكر حادثة حدثت مع الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

خرج عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، إلى السوق يوما في إحدى جولاته التفتيشية، فرأى إبلا سمانا تمتاز عن بقية الإبل، التي في السوق بنموها وامتلائها فسأل.. ابل من هذه؟ قالوا: هذه ابل عبدالله بن عمر فانتفض أمير المؤمنين غضبان، وقال عبدالله بن عمر؟ بخ بخ يا ابن أمير المؤمنين، وأرسل في طلبه فورا، واقبل عبدالله حتى وقف بين يدي والده، وقال لابنه ما هذه الابل يا عبدالله؟ فأجاب عبدالله: إنها ابل انضاء أي هزيلة اشتريتها بمالي وبعثت بها الى الحمى أي المرعى أتاجر فيها وابتغي ما يبتغي المسلمون، فعقب عمر يعنف ابنه ويلومه، ويقول الناس حين يرونها اسقوا ابل أمير المؤمنين ارعوا ابل أمير المؤمنين وهكذا تسمن إبلك ويربو ربحك يا ابن أمير المؤمنين.. ثم صاح به: يا عبدالله بن عمر، خذ رأس مالك الذي دفعته في هذه الإبل واجعل الربح في بيت مال المسلمين.

بهذه الأخلاقيات أصبحنا أعظم أمة أخرجت للناس.. وبأخلاقيات زعماء المسلمين الحاليين أصبحنا أضحوكة للآخرين.

6/4/2011م

 

 
Leave a comment

Posted by on April 6, 2011 in خواطر

 

لماذا نكتب عن المجاهد عمر المختار؟

مصطفى محمد الطحان

بنيان أسس على التقوى

الحديث عن السيد عمر المختار.. قائد الجهاد وطليعة المجاهدين.. الذين كتبوا ملحمة الخلود وهم يتصدون للحروب الصليبية التي قادتها إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وغيرهم من الدول الإستعمارية تحت شعار: (انتزاع الهلال وإعلاء الصليب مكانه)..

شيخ المجاهدين عمر المختار

هو حديث عن الحركة السنوسية التي أسسها السنوسي الكبير السيد محمد بن علي، حركة إسلامية صميمة، جمعت بين العبادة والعمل، وبين الدعوة لإصلاح المجتمع وإعداد الكوادر المؤهلة عقائدياً وجسمياً لتحقيق تلك الرسالة السامية. لم تشغلها التصنيفات والتسميات، فقد جمعت بين سلفية تقوم على منهج التوحيد ومنهج صوفي، مزجت بينهما في طرح جديد يأخذ بالتربية الإسلامية والتطبيق العملي لتعاليم الإسلام كأساس لبناء الشخصية المسلمة المنوط بها إصلاح المجتمع. بناء يؤسس على الفقه الذي يشحذ العقول ويعتمد على التصوف الذي يصلح الأرواح.

 السيد محمد بن علي مؤسس الحركة السنوسية

وهو حديث عن حركة إسلامية عالمية، لا انفصام فيها بين الدين والدولة، تنشر الإسلام في البلاد التي لم يبلغها.. وتدافع عن المسلمين ضد كل من يعتدي عليهم.. حدود وطنها كل أرض مسلمة يشهد سكانها شهادة الإسلام. لا أثر فيها لعصبية قوم.. أو لوطنية تقوم على جزء من بلاد المسلمين.

وهو حديث عن حركة جهاد مستمرة يقودها أبطال السنوسية حتى وصلت القيادة إلى السيد عمر المختار.. فأبدى من صنوف العزة  بالله ورسوله ما جعله ينظر إلى هؤلاء المستعمرين المعتدين نظرة استصغار واحتقار..

وأبدى من الإلتزام بالحركة التي ينتسب لها ما تصدى به لكل من حدثه من أبناء قبيلته أن يكون جهاده للأقربين من عشيرته..

جاهد في سبيل الله كل طغيان الفرنسيين والإنكليز والإيطاليين حتى أتاه اليقين.

القائد السنوسي عمر المختار

نحن نكتب عن القيادات الفكرية والسياسية والجهادية في القديم والحديث.. وهدفنا أن نضع أمام الشباب الذين يبحثون عن البطل الأقرب لهم.. والذي تمثل حياته وشخصيته النموذج الذي يبحثون عنه.. يتقمصون شخصيته ويتأسون به.. وهذه إحدى وسائل التربية التي اعتمدناها في إيجاد طليعة المستقبل.

كان رصيدنا عن عمر المختار عندما اخترناه.. مجرد أحاديث قليلة سمعناها من هنا أو هناك.. وأهمها قصيدة شوقي الذي رثاه عندما أعدمه الإيطاليون وهو في السبعين من عمره.

ولكننا عندما درسنا سيرة عمر المختار من أكثر من مصدر.. وجدناها سيرة رجل عظيم بكل معنى الكلمة.. تستحق أن ندرسها وأن نقدمها لأبنائنا الشباب. لم يكن عمر المختار مجرد بطل شجاع سقط في ميدان القتال وهو يدافع عن دينه وبلاده.. لقد كان نموذجاً فذاً متعدد جوانب العظمة..

فهو أولاً ابن الحركة السنوسية التي أسسها الشيخ محمد بن علي السنوسي.. والتي تأثرت بدعوة التوحيد التي أطلقها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في جزيرة العرب.. وتفاعلت بالإرث الصوفي الجهادي المنتشر في أفريقيا والمغرب. لقد كانت السنوسية دعوة صوفية سلفية، جمعت بين العبادة والعمل، والدعوة والتربية.

وهي من ثم حركة  متمشية مع منهج الإسلام السياسي الذي لا يعترف بالتجزئة الجغرافية أو الإقليمية.. وكان سبيلها إلى ذلك إعداد الكوادر المؤهلة عقائدياً وجسدياً.. ونشر الإسلام في البلاد التي لم تبلغها الدعوة.. ومقاومة النفوذ الأجنبي في عموم بلاد المسلمين.

لقد كان للبيئة التي عاش فيها عمر المختار.. وللزاوية التي تعلم فيها ودرج في ربوعها مع إخوانه وأساتذته السنوسيين..والحزم الذي ميز شخصيته في مواجهة مسؤولياته الجهادية وفي التصدى للغزو الأجنبي الفرنسي والبريطاني والإيطالي.. في السودان ومصر وليبيا.. ورفض كل محاولات الهيمنة والاحتواء والابتزاز والضغوط التي حاولها العدو معه.. والثقة بالنفس التي تبهر القارئ لسيرته وهو يقود سفينة الجهاد متوكلاً على الله مخلصاً لدينه.

لقد كان عمر المختار مخلصاً لعمله متفانياً في أداء واجباته، ولم يعرف عنه قط أنه أجل عمل يومه إلى غده.. لقد ظهرت صفاته القيادية والتأثير على الوسط الذي يعيش فيه منذ كان طالباً في الجغبوب.

لقد أعطته جشاشة صوته، ورصانة منطقه، وصراحة عباراته، واتزان كلامه جاذبية خاصة، ومقدرة على شد انتباه سامعيه، فكان كلامه قوياً كأنه أمير يلقي أوامر لتابعيه. كما أن بساطة عيشه وتواضعه وعدم اهتمامه بالدنيا. والمهمات الكثيرة التي كان يقوم بها قد وسع من دائرة اتصالاته مع الناس، فاكتسب حبهم وتقديرهم واحترامهم. ولقد لفتت هذه المزايا اهتمام السيد محمد المهدي قائد السنوسية فقربه منه وقال عنه: (لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم).

إن الإيمان الديني العميق هو الذي بعث في عمر المختار صفات الأمانة والشجاعة وحبه للصدق والحق ورفضه كل أنواع الظلم والقهر والاستبداد.. وهذا الإيمان هو الذي بوأه المنزلة التي بلغها عند الناس. لقد كان حريصاً على أداء الصلاة في وقتها.. وكان يختم القرآن كل سبعة أيام.

لقد كان يُرسل في مهمات إلى السودان، وإلى مصر، وفي وفود إجراء المصالحات وفض النزاع بين القبائل.. كان معروفاً بصلاته الواسعة بالأحداث القبلية وبحروبها وعلى جانب عظيم من معرفة الأنساب القبلية والارتباطات التي تصل هذه القبائل بعضها ببعض وبتقاليدها وعاداتها.

كان يعرف أنواع النباتات الصحراوية وخواصها، والأمراض التي تصيب الماشية وطريقة علاجها.. وكانت له خبرة واسعة بمسالك الصحراء وطرقها.. من برقة إلى مصر والسودان في الخارج  وإلى الجغبوب والكفرة وواحات جالو وأوجله في الداخل.

لقد شهد عمر المختار بداية الغزوة الإستعمارية لبلاد المسلمين فقد احتلت فرنسا الجزائر عام 1830 وتونس عام 1881، واحتلت بريطانيا مصر عام 1882 وامتدت منها جنوباً إلى السودان عام 1896، ثم احتلت فرنسا السودان الأوسط عام 1902.. وكان واضحاً أن الاستعمار الأوروبي كان يسعى للسيطرة على المنطقة الإسلامية في أفريقيا.. كما هي مقررات مؤتمر برلين الذي عقد عام 1884 والذي أقر مبدأ الادعاءات الاستعمارية في هذه المنطقة.

لم يكن عمر المختار سوى مجاهد مسلم يهتم بتحرير الوطن الإسلامي من كل آثار الاستعمار.. اشترك في مقاومة الإستعمار الفرنسي في السودان الشرقي والأوسط.. ومقاومة الاحتلال الإيطالي لليبيا عام 1911.. ومقاومة الاحتلال الإنكليزي في مصر.. انتصر وانهزم.. وأخيراً أسره الإيطاليون وأعدموه.. وهو في كل خطوة من خطواته وكل عمل في ملحمته، عنوان رائع لمسيرة عظيمة لبطل وقائد عظيم.

عمر المختار قبل اعدامه

إنه بنيان أسس على التقوى، أصله ثابت وفرعه في السماء.. شجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.         

 
Leave a comment

Posted by on March 24, 2011 in خواطر

 

أسئلة حوار المركز العربي للدراسات والابحاث

مصطفى محمد الطحان

هل يمكن اعتبار ما حدث في تونس ومصر، وما يحدث من احتجاجات في انحاء كثيرة من الدول العربية، بمثابة صحوة إسلامية جماهيرية أم لديكم تفسير آخر له؟

إن ما يحدث في تونس وفي مصر بعدها، وفي ليبيا واليمن والبحرين، وما يتوقع أن يحدث في الجزائر وموريتانيا والأردن وسوريا.. هي صحوة شعوب خضعت للاضطهاد والإرهاب فترة طويلة من الزمن.. ولربما لجأت بعض الفئات إلى أساليب غير حكيمة للتخلص من كابوس الطغاة ففشلت.. وعندها أدركت الشعوب أن التحرك السلمي هو وحده الحل.. وصحوة الشعوب هذه هي صحوة إسلامية فالإسلام وحده هو المعبر عن هوية الشعوب.. وهو الدافع الحقيقي لمقاومة الطغيان، وهو السبيل الوحيد للتحرر ومقاومة الاستعمار الذي تحكّم طويلاً في بلادنا، وأذلّ شعوبنا وغرس مفاهيماً تخالف مفاهيمنا ومكن لإسرائيل على أرضنا.. وأقنع الحكام أن أقرب الوسائل إلى قلب الغرب.. هو طريق إسرائيل.

وفي أيام الملك فاروق كتب سيد قطب مقالاً بعنوان: كن مسلماً فحسب، فهو وحده يدفعك إلى حرب الاستعمار فإن لم تفعل فتحسس قلبك عسى أن تكون مخدوعاً بحقيقة إيمانك.. كن مسلماً فحسب.. فهو وحده الذي يدفعك إلى مكافحة طغيان الحكام.. فإن لم تفعل فتحسس قلبك عسى أن تكون مخدوعاً بحقيقة إيمانك.. فإذا لم تكن مخدوعاً بحقيقة إيمانك.. فإن الإسلام فقط هو الطريق إلى الحرية والتحرر (من كتاب دراسات إسلامية- سيد قطب).

الأستاذ سيد قطب

ما هو السبيل الصحيح حتى لا تذهب ثمار هذه الثورات أدراج الرياح؟ وبما تفسر مباركة الغرب لها بالرغم من أنه صانع هؤلاء الطغاة وفراعين هذا الزمان؟

ذكر مايلز كوبلاند في كتابه لعبة الأمم.. إن إرهاصات التغيير عندما تجلت في مصر أواخر أيام الملك فاروق.. أرسلت أمريكا إلى مصر كوميت روزفلت أحد رجال المخابرات المركزية لدراسة الموقف.. وكان المتوقع غربياً أن أي انقلاب عسكري يحدث ضد فاروق سيكون إخوانياً أو شيوعياً.. مكث روزفلت مدة في مصر، وكتب بعدها إلى الخارجية الأمريكية رسالة.. قال فيها: لقد تفاهمنا مع رجال الثورة وإن الانقلاب لن يكون كما تعتقدون.. (من كتاب لعبة الأمم).

فإذا ساءت الأحوال في بلد ما.. فإن الغرب يحني رأسه للعاصفة، ويتفاهم مع بعض الأطراف المؤثرة لحرف مثار الأحداث فيما بعد.

كان الطغاة في بلادنا يحكمون الناس بالحديد والنار.. وفتحوا كل أبواب جهنم لاضطهاد أو قتل المسلمين.. وأقنعوا الغرب أنه لابد من تأييدهم.. لأنهم وحدهم يستطيعون خدمة الغرب، وخدمة إسرائيل، ومواجهة الإسلام.

أما لماذا يبارك الغرب هذه الانتفاضات الشعبية.. فذلك لأنه لا يملك غير ذلك.. اعتمد على الحكام الدكتاتوريين.. الذين أسرفوا في اضطهاد الشعوب.. فلما انتفضت الشعوب.. أدركت أمريكا والغرب معها أنهم فشلوا.. فبدأت تنافق الشعوب.. ولكن هل سيستسلم الغرب.. لا نظن.. ولكن على الشعوب أن تتمسك بمواقفها وبأهدافها ودينها مهما تكن الظروف والمصاعب.. (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). 

الثورة الشبابية المصرية، هل تدحض الفكرة القائلة بأن الحركات الاسلامية مثل (الإخوان المسلمين)، ليس لديها قدرة على احداث التغيير السلمي، وأنها ليس لها برنامج محدد المعالم للتعامل مع هذه المتغيرات؟

ثورة 25 من يناير المصرية

الحركات الإسلامية مثل حركة الإخوان المسلمين هي حركة تربوية تعاني منذ استشهاد مرشدها الأول حسن البنا الاضطهاد والاغتيال والسجون والإعدام والقتل.. ومثل أي حركة أخرى قد تكون لها بعض الأخطاء.. ولكنها اليوم حركة تملك قواعد ثابتة وعريضة، وتقاوم الطغيان مقاومة سلمية حثيثة. ومثال ساحة التحرير ودور الإخوان فيها دليل على ما نقول.

لقد رأينا جميعا كيف حاول مبارك والعادلي وعملاء النظام أن يفتكوا بشباب ساحة التحرير.. ولم يدافع عن هؤلاء الشباب سوى شباب الإخوان الذين ملأوا الساحات منذ اليوم الأول للحركة الشبابية.. دون أن يرفعوا شعاراتهم ودون أن ينسبوا الفضل لحركتهم، فالذي كان يعنيهم هو سقوط الطغيان.. ولقد سقط والحمد لله.

يوم تولى البروفيسور نجم الدين اربكان رئاسة الوزارة في تركيا عام 1996، وبعد أيام من ذلك، حضر إلى أنقرة بطريقة مفاجئة حسني مبارك والتقى من فوره بالأستاذ اربكان.. وحذره من (الإخوان المسلمون) الذين حاولوا قتل عبد الناصر وقتلوا السادات، وهم يقودون العمليات الإرهابية في مصر والعالم.. استمع إليه اربكان ثم قال له: نحن لا نعرف الإخوان المسلمين على الشاكلة التي تتحدث عنها.. نحن ندعوهم إلى لقاءاتنا ونتحدث معهم.. ولم نلمس منهم سوى المحبة لمصر.. وللإسلام.. وللعمل السياسي الرشيد.

إن حركة الإخوان المسلمين بأدبياتها وثقافتها وعقيدتها تتميز عن غيرها بجذور راسخة في نفوس شعب مصر وكل الشعوب العربية والإسلامية، وتمتد أفقا ليطال فكرها وتصورها الحضاري، ما يتسع للتفاعل والاندماج مع الآخر من الأفكار  والمدارس والتيارات والعقائد المتعددة في الأوطان، بل في العالم كله بكل أفكاره وتوجهاته ومدارسه، مادامت في إطار اختلاف تلك الأفكار وتنوع المعتقدات التي تقرها المرجعية الإسلامية التي يدعون إليها ويتخذونها منهجاً لفكرهم.

لقد كانت الجماعة في كل ظروفها حركة علنية شفافة.. ساهمت في تحرير قناة السويس من الإنكليز، وعملت على تحرير فلسطين من اليهود.. وساهمت قدر استطاعتها المحافظة على شباب ساحة التحرير.. وهي كذلك في كل الظروف في مصر وغير مصر.

هل ترى أن التغيير الحاصل في تونس ومصر، قد يجعل من القادة والحُكام الجدد يغيرون سلم الأولويات القومية، بمعنى أن تحتل القضايا الاسلامية وعلى رأسها فلسطين المحتلة قمة الأولويات الفعلية، أم أن الأمر سيتركز أكثر على الشئون الداخلية، لمنع حدوث تغييرات مستقبلية؟

الحكام الجدد الذين سيأتون إلى السلطة هم مثل الحكام القدامى.. والحكم مفسدة، والتمسك بالسلطان شهوة.. ولقد قال الحسن البصري: (رأيت الناس تزهد في كل شيء إلا بالسلطان).

وينبغي على الحركات الإسلامية الجادة الصادقة أن تفتح عيونها جيداً.. وأن لا تشغلها قضاياها عن قضايا الأمة.. ومما لا شك فيه أن الاهتمام بقضية فلسطين ينبغي أن يحتل الأولوية عند الشعوب والحركات الإسلامية وغير الإسلامية، وأن الأمر في مجمله يعتمد اعتماداً كلياً على شباب الإخوان والحركات الإسلامية الأخرى.. ومقدار تفاعلهم واهتمامهم وتضحياتهم في سبيل مبادئهم وفي نصرة قضايا أمتهم.

ما هي رؤيتكم لمستقبل حركة الاخوان المسلمين في مصر وحزب النهضة في تونس، وهل تتوقع تغيراً في نمط تعاطيهم مع القضايا القومية؟

حركة الإخوان في مصر.. لا تشابهها حركة إسلامية أخرى سواء حملت اسمها أو تبنت أسماء أخرى.. فهي حركة عقائدية تؤمن باصول الإسلام ولا تنحرف عنها، تفهم الإسلام من مصادره الأصلية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.. تعمل على بناء الفرد المسلم والأسرة المسلمة.. ثم تعمل على تحكيم الإسلام في الدولة والمجتمع. أما الحركات الإسلامية الأخرى فهي بين العقائد والسياسة.. وبين الأصالة والمصالح.. وبين الثبات على المبدأ واختيار الأسهل والأقرب.. قال الأستاذ نجم الدين اربكان يوم أسس حزب النظام الوطني عام 1970 لزملائه في الحزب: (ما لقينا مثل الإخوان المسلمين صادقين عاملين وما نفعنا في ديننا ودعوتنا أحد مثل الإخوان المسلمين). أما المستقبل فهي للإخوان )وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا( (الجن-16).

نعود إلى واقع الأمة الاسلامية بصفة عامة، نجد إختلافاً بين رؤى متعددة واحياناً متباينة حول الطرق الواجب اتباعها لتحقيق نهضة الأمة الاسلامية، هل تعطينا روشتة للخروج من هذا النفق المظلم، وتحقيق التقدم المنشود؟

نعم هناك حركات إسلامية متعددة.. الإخوان المسلمون.. والسلفية.. وجماعة التبليغ.. وحزب التحرير.. وغيرهم كثير. ولكل هذه الحركات محاسن ونقاط ضعف.. ونحن نعتقد أن حركة الإخوان المسلمين في مصر وقياداتها الصابرة المحتسبة.. وفكرها المستمد من الإسلام موضوعا، ومن المنهج الإسلامي تطبيقاً. أن الطريقة التي على الحركات الإسلامية اتباعها للخروج من النفق المظلم، هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي مارسها مع المسلمين الأولين في دار الأرقم بن أبي الأرقم.. والتي خرّجت أعداداً قليلة من الدعاة العظماء، هؤلاء هم الذين حققوا انتصار بدر وأقاموا دولة الإسلام في المدينة.. ومن ثم توسعت حتى حكمت قارات متعددة.

هذا هو الطريق الذي أقمنا به الدولة الرشيدة.. وهو الطريق الذي حاربنا به الصليبيين وحررنا بيت المقدس.. وهو الطريق الذي حررنا به العالم الإسلامي من التتار.. ولا أظن أن هناك طريقاً ناجحاً غيره.

كثير من المفكرين يرون أن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون في شتى أنحاء العالم هي دليل ضعف ووهن، لكن اشرتم في بعض مؤلفاتكم إلى أنها دليل حياة وحركة وقوة، ما تعليقك؟

أؤكد ما قلته سابقاً.. فلو كانت الحركة الإسلامية حركة ضعيفة متهافتة.. لم يكن ليأبه لها هذا الإعلام العالمي وأبواقه المحلية.. وما كانت لتنشغل بها الدول الكبرى والدول الصغرى التي تتبعها.. وما كانت إسرائيل لتقول: (عدونا الأول  هم الإخوان المسلمون الذي يستوي عندهم الانتصار أو الشهادة فكلاهما في نظر الإخوان انتصار).

ومن أحب أن يتأكد من قولنا فليراجع الاستراتيجية الأمريكية التي وضعتها في أيام بوش الابن الحاكم الصليبي.. جاء في هذه الاستراتيجية أن الفعل الصحيح للغرب هو تغيير مفاهيم المسلمين.. والعدول عن الحركات الإسلامية التي تعتقد أن الإسلام دين ودولة.. وتختم قولها: أن الصوفية على الأغلب هو الفكر الذي ينبغي نشره.

لكم كتاب خاص عن حزب العدالة والتنمية في تركيا، برأيكم هل من الممكن تعميم التجربة الاسلامية التركية على منطقتنا العربية؟

لنا كتاب عن تركيا باسم الحركة الإسلامية الحديثة في تركيا.. وكتاب آخر باسم تركيا التي عرفت من السلطان إلى نجم الدين اربكان.. وحركة اربكان مشت في طريق الإخوان وكنت مع الرجل من البداية إلى يوم وفاته رحمه الله.

كتاب تركيا التي عرفت من السلطان إلى أربكان

واربكان فرّق دائما بين الأحزاب السياسية التي أنشأها (النظام، والسلامة، والرفاه، والفضيلة، والسعادة). وبين الحركة الإسلامية التركية (مللي جوروش) والتي كان اربكان يقدمها على الأحزاب. فالحركة تدوم، والأحزاب السياسية تنتهي.

الحركات الإسلامية في الدول العربية بينها العديد من نقاط الاختلاف حول رؤيتها للأوضاع وصياغتها للمشروع ا الإسلامي القومي، لماذا لا تتحد تلك الحركات مع بعضها البعض لتحقيق النهضة الإسلامية الشاملة؟

لا تستطيع الحركات الإسلامية أن تتحد مع بعضها، ما لم تتوحد مناهجها وطرائق تربيتها، وتوحيد وسائلها.. فالوحدة في الأسماء لا قيمة لها.

ثم لماذا نشغل أنفسنا بتوحيد الحركات الإسلامية.. فالأصل أن تتعدد.. مثل المذاهب الإسلامية التي تتعدد، ولكنها تؤدي إلى هدف واحد، ولربما سهّل تعددها بعض المسائل التي تهم المسلمين.

قد يكون إنشاء مجلس للتنسيق بين الحركات الإسلامية في القطر الواحد.. وحتى بين الأقطار المختلفة مما يخفف من نبرة الخلافات.. ويقارب بين أفكار الجماعات.. تماماً كما فعل اربكان.. عندما دعا إلى تقارب الجماعات الإسلامية في العالم وأنشأ لها مؤسسة كنت في وقتها أمينها العام، وكان يشارك في هذه اللقاءات (200) تجمع إسلامي.. من مختلف المشارب والمواقف. مثل هذا العمل قد يكون مفيداً.. وبإمكان حركة الإخوان في مصر القيام بهذا العمل.

ذكرتم أن من معالم الأزمات الفصام بين القيم الاسلامية والسلوك، برأيكم كيف يتحقق التواءم بين القيم والسلوك كي ينصلح حال الأمة، وهل تقع المسئولية على المؤسسات التعليمية المترهلة أم على الأسرة؟

نعم لابد من إنهاء الأزمة بين القيم الإسلامية والسلوك.. ويحدث ذلك بواسطة المناهج التربوية. ولقد كتبت كتابا أسميته (التربية ودورها في تشكيل السلوك)، فلا قيمة للتربية التي لا تساهم في إعادة تشكيل السلوك.. وكان الفرد المسلم الذي يزور النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم.. يخرج من عنده كل يوم بسلوك جديد. حتى صار واضحاً الفرق بين سلوك المسلم وسلوك القرشي المشرك.. وكذلك ينبغي أن نعمل.

الكويت 9/4/1432 هـ

الموافق 14/3/2011م

 
Leave a comment

Posted by on March 15, 2011 in حوارات