من مقدمة كتاب أوراق مسافر (رحلة العمر في الكويت)
ولدت في لبنان. من أسرة جذورها وأصولها هناك. وقريتنا التي فيها كل أهلنا في (عكار) في الشمال. وعندما انتقل الوالد إلى سوريا كان عمري سنتان أو أقل.
هذه الأمور لا تهم أحدا في شيء.. ولكني أردت أن أصل منها إلى موضوع جنسية المسلم.
قبل الإسلام كان يفتخر العربي بقبيلته، ولا قيمة لإنسان مهما علت منزلته ما لم ينتسب لقبيلة. حتى أنه لا يستطيع مجرد الإقامة ما لم يلتحق بإحدى القبائل.. فعرف الإقامة اليوم هو عرف جاهلي قديم.. كل ما هنالك أنه أعطي اليوم صفة قانونية..
وارتبط بقبيلة الدولة بعد أن كان يجوز ارتباطه بقبائل مختلفة.. وعندما جاء الإسلام أوجد مكان هذه الوشيجة الأرضية رابطة أسمى وأعظم هي رابطة العقيدة.
ورابطة العقيدة هي التي تليق بالإنسان المتحضر.. فلا معنى إطلاقاً لرابطة عنصرية جاهلة تجمع إنساناً راقيا متحضراً مع قاطع طريق سافل لمجرد أنهما من قبيلة واحدة.. أو جمعتهما مضارب الخيام في أماكن متقاربة.. وارتبطت قوة المسلمين وضعفهم.. بتمسكهم بوشيجة الإسلام ورابطة العقيدة.. فما أن ينحدروا في تصوراتهم حتى يصيبهم الصغار..