RSS

Category Archives: مقالات تستحق القراءة

يا ولدى هذا هو عدونا الصهيوني

محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

 يهود باراك وزير الدفاع الصهيونى :

ان الذين اقتحموا سفارتنا فى القاهرة هم مجموعة من الرعاع (سبتمبر 2011).

 

 نتنياهو فى مكالمة تليفونية للرئيس الامريكى باراك اوباما :

لقد نفذ صبر اسرائيل على ما يحدث فى مصر، وكل الخيارات مفتوحة امامنا بما فى ذلك اعادة احتلال سيناء مرة أخرى (عن موقع نيوز وان الاسرائيلى يونيو 2011).

 

آفى ديختر ـ وزير الأمن الداخلى الصهيونى :

لقد خرجنا من سيناء  بضمانات امريكية بالعودة اليها فى اى لحظة اذا تغير النظام فى مصر لغير صالح اسرائيل ـ سبتمبر 2008.

 

من مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982:

ان استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطى يجب أن يكون هدفا أساسيا من الدرجة الاولى .

ان تفتيت مصر الى اقاليم جغرافية منفصلة هو هدف اسرائيل السياسى فى الثمانينات على جبهتها الغربية.

ان مصر المفككة والمقسمة الى عناصر سيادية متعددة، على عكس ماهى عليه الآن، سوف لاتشكل أى تهديد لاسرائيل بل ستكون ضمانا للزمن والسلام لفترة طويلة، وهذا الامر هو اليوم في متناول ايدينا.

 

موشى ديان :

قال عن اهداف عدوان 1956 على مصر :

تحطيم القوات التى تحاول إخضاعنا.

تحرير ذلك الجزء من أرض الوطن الذى يحتله الغزاة.

تأمين حرية الملاحة فى مضايق تيران وقناة السويس. 

وقال فى نفس اليوم الذى بدأ فيه الهجوم الإسرائيلي على سيناء 29 أكتوبر 1956 :  أن قواتنا الجنوبية تحارب الآن عبر الحدود للقضاء على جيش النيل وحشره فى أرضه.

 

مناحم بيجين :

الفلسطينيون مجرد صراصير ينبغي سحقها.

أنا أحارب إذا أنا موجود.

كن أخى وإلا قتلتك.

الأساليب الإرهابية قد أشبعت  رغبة جارفة مكبوته عند اليهود للانتقام.

ان مذبحة دير ياسين اسهمت مع غيرها من المذابح الاخرى فى تفريغ البلاد من 650 الف عربى…ولولاها لما قامت اسرائيل 

عندما نشرع ببصرنا إلى الشمال نرى سهول سوريا ولبنان الخصيبة وفي الشرق تمتد وديان دجلة والفرات.. وبترول العراق، وفي الغرب بلاد المصريين لن يكون لدينا القدرة الكافية على النمو، علينا أن نسوي قضايا الأراضي من مواقع القوة وعلينا أن نجبر العرب على الطاعة التامة.

وقال بعد توقيع اتفاقية التسوية مع مصر عام 1979  : سنضطر إلى الإنسحاب من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الأطراف. سيناء تحتاج إلى ثلاثة ملايين يهودى على الأقل لاستيطانها والدفاع عنها. وعندما يهاجر مثل هذا العدد من الإتحاد السوفيتى أو الأمريكتين إلى إسرائيل سنعود إليها وستجدونها فى حوزتنا.

 

شارون :

أنا لا أعرف شيئا يسمى بالمبادىء العالمية.اننى اقسم بان احرق كل طفل فلسطينى سوف يولد فى هذه المنطقة. المرأة الفلسطينية والطفل الفلسطينى أكثر خطورة من الرجل لأن وجود الطفل الفلسطينى يدل على أن هناك أجيال ستستمر ولكن الرجل يسبب خطرا محدودا. اقسم بأننى لو كنت مجرد مدنى اسرائيلى وقابلت فلسطينيا لاحرقته واجعله يعانى ويتألم قبل ان اقتله.

 

تيودور هرتزل:

اننا نريد أن نطهر بلدا من الوحوش الضارية. طبعا لن نحمل القوس والرمح ونذهب فرادى فى أثر الدببة كما كان الأسلوب فى القرن الخامس فى أوروبة، بل سننظم حملة صيد جماعية ضخمة ومجهزة ونطرد الحيوانات ونرمى وسطهم قنابل شديدة الإنفجار.

 

جابوتنسكى :

تستطيع أن تلغى كل شئ، القبعات، والأحزمة والألوان، والإفراط فى الشرب، والأغانى. أما السيف فلا يمكن إلغاؤه. عليكم أن تحتفظوا بالسيف لأن الإقتتال بالسيف ليس أفكارا ألمانية بل إنه ملك لأجدادنا الأوائل. إن التوراة والسيف أنزلا علينا من السماء.

إن إسرائيل لا يمكن أن تعيش إلا بالقوة والسلاح.

 

بن جوريون :

إن خريطة إسرائيل ليست بخريطة بلادنا، لدينا خريطة أخرى وعليكم أنتم طلبة وشبيبة المدارس اليهودي أن تجسدوها في الحياة، وعلى الأمة اليهودية ان توسع رقعتها من الفرات إلى النيل.

أن خططنا يجب أن لا تنحصر فى الدفاع بل علينا أن نهاجم وعلى طول الجبهة ليس فقط ضمن المنطقة المخصصة للدولة اليهودية ـ بموجب قرار التقسيم ـ وليس فقط ضمن حدود فلسطين، بل علينا أن نضرب العدو ونهاجمه حيثما وجد.

لقد أبلغنا العرب أنه ليست لنا الرغبة فى محاربتهم أو إلحاق الأذى بهم، وإننا حريصون على أن نراهم مواطنين مسالمين فى الدولة اليهودية.. ولكن إذا وقفوا فى طريقنا وعارضوا، ولو جزئيا، تحقيق أهدافنا، فإننا سنواجههم بكل ما عندنا من بطش وقوة.

شعب إسرائيل هو عبارة عن تجمع للمحاربين.

لقد اقتنعت بأن الحرب مع العرب حتمية.

أن السعى للتفوق العسكرى على العرب، فى معركة سباق التسلح، أهم قضية فى حياة إسرائيل.

السلام النسبى الذى يخيم على الشرق الأوسط فى السنوات العشر الأخيرة هو نتيجة مباشرة لقوة إسرائيل العسكرية.

علينا ان نتخذ من الفتوحات العسكرية اساسا للاستيلاء وواقعا يجبر الجميع على الرضوخ والانحناء

 

الدكتور ادر (ممثل المنظمة الصهيونية العالمية) :

يجب أن يعطى اليهود الحق فى حمل السلاح، ويجب أن يحجب هذا الحق عن العرب.

 

ماينرتز هاجن:

إن الإعتراض الرئيسى على المطالب الصهيونية كان يستند إلى أن فلسطين صغيرة بالنسبة ليهود العالم، هذا صحيح، ولكن لنفسح لهم المجال ليأخذوا فلسطين، وبعد ذلك يستطيعون أن يحصلوا على ما يريدون.

 

دراسة احصائية اسرائيلية قديمة :

أن 60 % من بين 1066 طالب قابلتهم وتتراوح أعمارهم بين 9 ـ 14 سنة أيدوا الإفناء الكلى للسكان العرب المدنيين المقيمين فى إسرائيل فى حالة صراع مسلح مع الدول العربية.

 

دراسة احصائية اسرائيلية جديدة فى يناير 2009 :

95 % من الاسرائيليين يؤيدون عدوان الرصاص المصبوب على غزة (2008ـ 2009).

 

حوار بين ضابط وجندى اثناء مذبحة كفر قاسم :

الجندى : ماذا نفعل بالأطفال والنساء.. ؟

الضابط : يجب أن يعاملوا كالآخرين بدون رحمة.

سؤال : ماذا نفعل بالجرحى ؟

جواب : يجب أن لا يكون هناك جرحى.

الجندى : ماذا نفعل بالسجناء ؟

الضابط : يجب أن لا يكون هناك سجناء.

ثبت فى المحكمة فيما بعد أن الأوامر كانت قد صدرت بقتل كل عربى.

القاهرة 15 سبتمبر 2011

 

 
 

صحفي إيطالي: الإدارة الأمريكية تتعمد إخفاء حقائق 11 سبتمبر.. وواشنطن بوست تكشف عن مكاسب أميركا من هجمات سبتمبر

اعتبر الصحافي الإيطالي جولييتو كيزيه أن الإدارة الأمريكية تتعمد إخفاء الحقائق بشأن أحداث 11 سبتمبر، التي تُحيي الولايات المتحدة الذكرة العاشرة لها هذه الأيام.

وكتب كيزيه في مقال نشرته صحيفة تريبونا الروسية يقول: إن العالم يحيي هذه الأيام الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر، دون أن يعرف هوية منفذها الحقيقي، وذلك أن الرواية الرسمية الأمريكية، كانت من البداية محط شكوك كبيرة.. ولكن هذه الرواية سقطت، مع مرور الزمن، جملة وتفصيلاً.

وتابع يقول: فقد بات معلوماً أن الأشخاص الـ19، المنفذين المزعومين لتلك الهجمات، كانوا إرهابيين بغطاء دولي.. إذ كانوا يحملون جوازات سفر أمريكية وإسرائيلية وباكستانية وسعودية.. أما زعيمهم المزعوم (أسامة بن لادن) فتمت تصفيته كي لا يمثل أمام محكمة رسمية…

وخلص جولييتو كيزيه إلى أن هذه العوامل وغيرها، جعلت المحللين على قناعة تامة بأن الحكومة الأمريكية تتعمد إخفاء الحقائق.

ومع ذلك، يضيف الصحافي الإيطالي، فإن تلك الهجمات -وبغض النظر عن الجهة التي خططت لها ونفذتها- شكلت منعطفاً تاريخياً، حيث اتخذت ذريعة لشن حروب ضد ما يسمى بـالإرهاب الدولي.

من تخطيط إدارة بوش:

وفي سياق ذي صلة، أعرب خبير روسي في الشؤون الجيوسياسية عن اعتقاده بأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية كانت من تنظيم وتخطيط إدارة الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن.

وردًا على سؤال لقناة روسيا اليوم حول ما إذا كانت أحداث 11 سبتمبر من تنظيم وإخراج وتخطيط الولايات المتحدة، أجاب الكاتب والخبير الروسي فيتشيسلاف كوروليف: نعم هذه هي وجهة نظري وهذا ما طرحته في كتابي (أسرار الحادي عشر من سبتمبر)؛ حيث قدمت وثائق وأدلة قاطعة، استنادًا إلى المصادر الأمريكية نفسها والمصادر الأوروبية أيضا، تثبت تمامًا ذلك.

ورأى الخبير الروسي أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر حققت أهداف الإدارة الأمريكية التي خططت لها، بحسب رأيه، وقال: سيناريو الحادي عشر من سبتمبر كان قد نُفذ من أجل تفعيل وتنشيط المخططات الإستراتيجية الأمريكية المستقبلية (…) وأهم تلك الأهداف هي تحقيق السيادة المطلقة على العالم وهي سياسة العالم أحادي القطب حيث تصبح الولايات المتحدة هي الدولة رقم 1 في العالم والتي تعتبر المهيمن الرئيسي على جميع دول العالم؛ لذلك لن يسمح لأي دولة في العالم حتى الدول الكبيرة والمتطورة بأن تصل إلى دور الريادة مع الولايات المتحدة.

وتابع يقول: إن الولايات المتحدة تذرعت بأحداث 11 سبتمبر من أجل السيطرة على الأوضاع في كل دول العالم وذلك عبر شبه الإرهابيين الذين تمولهم هي بنفسها.

ورأى فيتشيسلاف كوروليف أن العالم بعد مرور 10 سنوات على أحداث 11 سبتمبر لم يصبح أكثر أمنا. وأضاف أن الولايات المتحدة استخدمت هذه الأحداث كذريعة للقيام بما يسمى بـالحرب على الإرهاب.

واعتبر الكاتب الروسي أن أحداث 11 سبتمبر لن تتكرر لأنها فريدة من نوعها وكانت من تنظيم وإخراج الإدارة الأمريكية.

مختصر الأخبار 12/9/2011م

 
 

قرار تأسيس أول جامعة إسلامية تهتم بحاملي شهادات المدارس العربية في نيجيريا

قرر مجلس القيادة العامة في جماعة تعاون المسلمين بتكوين لجنة خاصة بتأسيس أول جامعة اسلامية عربية تقبل الطلبة الحاملين لشهادات المدارس العربية والإسلامية بدون الحاجة إلى الشهادات الانجليزية للمدارس الحكومية العلمانية، وذلك خلال الإجتماع الدوري لقيادة الجماعة الذي عقد في 14 شعبان، 1432 هــ .

ويعود قرار تأسيس الجامعة العربية إلى محاولة جماعة تعاون المسلمين لإنقاذ اللغة العربية من النسيان والتجاهل والتعطيل ومؤامرات شريرة لإلغائها وتصفية المدارس والمراكز التي تهتم باللغة العربية والثقافة الإسلامية لاسيما في منطقة الجنوب وكما تسعى الجمعية إلى اعداد جيل نموذجي يتمتع بقيادة العلماء له ويقضي على الجهل والأمية المنتشرة في أوساط مسلمي نيجيريا.

وكما تريد الجماعة لهذه الجامعة أن تتميز عن غيرها من الجامعات الخمسة تم تأسيسها من قبل أفراد أربعة وجمعية اسلامية في منطقة جنوب نيجيريا ولكن نظام هذه الجامعات علماني لا يهتمون بالدين ولا باللغة العربية إنما الغرض من تأسيسها تجاري، اللهم إلا جامعة الحكمة في منطقة الحدود بين الجنوب والشمال إلا أنها لا تقبل الطلبة الحاملين للشهادات العربية إلا اذا رجعوا إلى المدارس الانجليزية للحصول شهادة الثانوية العامة، وهذا هو السبب الرئيسي لترك وابتعاد الكثير عن الجامعة، فعدد الطلبة في كل مراحل وفصول الجامعة لا تبلغ أربعمائة فهي نسبة أقل من 1 في المائة من مجموعة حاملي شهادات المدارس العربية الراغبين في اكمال دراستهم الجامعية.

مع العلم أن عدم وجود جامعة عربية تقبل هؤلاء لإكمال دراستهم الجامعية فيها هو السبب الرئيسي لسقوط الكثير من المدارس العربية في جنوب نيجيريا ونقصان عدد الراغبين في تسجيل أسماء أبنائهم في المدرسة العربية.

السبيل الوحيد لإكمال الدراسة الجامعية للطالب في المدرسة العربية هو الحصول على منحة دراسية من احدي الدول العربية وهي نادرة بنسبة أقل من 1%.

حاملو شهادات الثانوية العامة الانجليزية يجدون وظائف حكومية أما حاملوا الشهادات العربية فلا يجدون الوظائف الحكومية ونحاول حل المشكلة بتأسيس هذه الجامعة.

وكما وضع مجلس القيادة العامة في الجماعة 5 أسس ومهمات في طريق لتأسيس الجامعة:

1 – أن تكون الجامعة اسلامية تحترم القوانين الإسلامية ولا تختلط الرجال بالنساء فيها ولتحقيق ذلك يجب أن تدعو اللجنة عدد من العلماء والدعاة المعروفين في نيجيريا لينضموا إلى هيئة تأسيس الجامعة.

2 – يجب أن تكون الجامعة ذات الجناحين جناح اسلامي تطبق مناهج الجامعات العربية الإسلامية في الدول العربية وبكل كلياتها مثل: كلية الشريعة – كلية القرآن – كلية الحديث- كلية اللغة العربية – كلية الدعوة والإعلام – كلية التربية… ويجب أن ترتبط الجامعة بالجامعات الإسلامية والعربية في العالم الإسلامي.

وكذلك جناح العلوم المعاصرة وهي على غرار ونموذج الجامعات الحكومية مع وجوب التزام الطالب بتعاليم الدين الإسلامي.

3- يجب أن يضاف إلى برنامج الجامعة دورات تدريبية في اللغة العربية لغير الناطقين بها،وأخرى انجليزية لغير الناطقين بها والهدف أن نؤهل حاملي الشهادات العربية ليتمكنوا بتخصصهم من مخاطبة شعبهم بلغة دولتهم الانجليزية وليتمكنوا من العمل في أي قطاعات حكومية كحاملي الشهادات الانجليزية، وأن ينظموا الدورات حتى يستفيد منها الراغبون دون طلاب الجامعة.

4- يجب لهيئة التاسيس أن يقوموا بتسجيل الجامعة مع جناحيها وأن يحصلوا على الترخيص قبل بداية الدراسة في عام 1438 هـ / 2016 م.

5- يجب أن تكون للجامعة مصادر مالية لتمويل الكثير من مشاريعها وأن تطلب هيئة التأسيس بعض المعونات من الجهات الخارجية – ان أمكن – وأن تعمل الهيئة مع اللجنة التي كونها قسم الشؤون المالية في جماعة تعاون المسلمين لشراء مزرعة اساماستا التي تبلغ مساحتها 1,190 فدان ففي حالة اذا تمكنت الجماعة من شراء المزرعة فستخصص مساحة كبيرة للجامعة وان لم تتمكن الجماعة من شراء المزرعة التي بلغ سعرها مليون ومائتي ألف دولار فستبحث اللجنة عن قطعة أرض في مكان آخر ان شاء الله.

جماعة تعاون المسلمين في نيجيريا

1432 هــ / 2011م

arakattaawuni@yahoo.ca

 
2 Comments

Posted by on September 7, 2011 in مقالات تستحق القراءة

 

سقط بعد تاريخ حافل بالافتراءات على الله ورسوله

يحيى البوليني

لم يدر بخلد أحد أن يمنّ الله على الثوار الليبيين بالنصر وتحرير باقي أرجاء ليبيا، ودخولهم طرابلس في هذه الأيام التي يحتفل بها المسلمون في كل مكان بانتصار النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام بفتح مكة، ودخولها دخول الأبطال الفاتحين بعدما أُخرجوا منها وحُرموا من دخلوها ثماني سنوات. فالحمد لله العزيز الجبار القائل في كتابه: ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)( آل عمران-26)، فحتى أخيراً كانت تذاع على القنوات كلمة مسجلة للطاغية يهدد ويتوعد ويطالب الجماهير بالخروج ومطاردة الثوار حجرة حجرة كما قال، ولم يدرِ أن نهاية ظلمه وجبروته قد حانت ولم يبق له إلا سويعات قلائل، إنها الإرادة الإلهية التي تقول للشيء كن فيكون ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)( القصص-5).

ما أعظم هذه البشرى! وما أعظم هذا النصر الذي تحقق في هذه الأيام الفاضلة! وما أعظم نعمة الله سبحانه الذي وعد وصدق ونصر المستضعفين المؤمنين على الجبارين المتغطرسين! فقال سبحانه: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور-55).

استخفاف بالدين

نصرهم الله سبحانه على ذلك العدو الذي حادّ الله ورسوله، والذي استخف بالإسلام وبأحكامه وأوامره ونواهيه، فقال – عليه من الله ما يستحق – عن الصلاة: (الصلاة؛ لم أعد أصليها جهراً مثلكم، لأن الطبيب يوصيني بعدم إجهاد رقبتي أكثر من هذا، وربما بعضكم رآني أصلي المغرب والعشاء سراً، لا أستطيع أن أصليهم كل يوم جهراً من كثرة الكلام الذي أقوله لكم)!! وقال عن الصيام: (الصيام يومياً خسارة.. هو عذاب ما في ذلك شك، من الذي يقول: الصيام هذا راحة؟ ولا حاجة تُقبل؟ إنه حاجة صعبة وحاجة مكروهة)!!

تطاول على العبادات

وقال عن الحج: (أما الذي يذهب ليؤدي الشعائر التقليدية حول الكعبة وحول الصفا والمروة وعلى جبل عرفات، إنما هو يمارس في هذه الحالة عبادة ساذجة ليست هي التي أرادها الله)!!

وقال عن الكعبة: (إن الكعبة هذه هي آخر صنم مازال باقياً من الأصنام)!!

وقال عن رمي الجمار: (ترجمون الحجرات؟! كان يجب أن ترجم الصهاينة في فلسطين، كل واحد منا يحمل سبع حجرات ويذهب بها إلى فلسطين، هذا هو الجهاد، هذا هو رمي الجمرات.. ماذا تعني: ترمي سبع جمرات على تمثال؟)!!

تكذيب المعراج

وكذب حادثة المعراج فقال: (لا يوجد في القرآن حاجة اسمها المعراج إطلاقاً، خاصة في مسألة الإسراء، وليس هناك أي مصدر لحكاية المعراج تعتمد عليه.. ولو كانت حادثة المعراج وقعت بالفعل أو فيه شيء اسمه المعراج لكان القرآن ذكرها.. هذه القصة الخيالية التي تُسرد دائماً على ألسنة الفقهاء ليس لها ما يدعمها من مصدر وحيد للمعلومات في هذا الخصوص وهو القرآن، خاصة حكاية البراق، هذه خرافة تماماً ليس لها وجود، من هنا يجب أن ينتهي الجانب الأُسطوري في الإسراء والمعراج)!! وأنكر وجود الحجاب وفرضيته فقال: (حواء ما كانش عندها ملابس بالمرة.. تفهم خير من ربنا؟! ربنا خلقنا هكي (هكذا) من الأول، هذه هي الطبيعة، إحنا (نحن) لولا الشيطان ما عملنا حتى ورقة التوت، الشيطان هو الذي جعلنا نرتدي هذه الملابس، أما قبل فكانت الطبيعة هكذا، الحجاب نفسه من عمل الشيطان، لأن الحجاب تعبير عن ورقة التوت، وورقة التوت هي من عمل الشيطان، بدل أن نتحرر ونمشي إلى الأمام.. لا.. المرأة تحتجب وتقعد في البيت.. حرام.. الحجاب؛ حجاب معنوي)!!

وأنكر أن الإسلام يسمح بتعدد الزوجات فقال: (الزواج باثنتين أو بأربع غير موجود في القرآن)!! وسبَّ صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة الخلفاء الراشدين فقال: (إن رسول الله بريء من الخلفاء الذين أتوا بعده، إذا كان عليّ خليفة رسول الله فلماذا قاتله نصف المسلمين وقتلوا أولاده من بعده؟ وعثمان لا يصلح للحكم؛ لأنه أرستقراطي، ومكّن أقاربه من حكم المسلمين ونشر الواسطة والمحسوبية في الدولة العربية الإسلامية في ذلك الوقت فقتلوه)!!

وغير ذلك الكثير، فكان حقاً على الله أن يقصم ظهره ولو بعد حين، ولقد مكن الله هؤلاء الثوار الأبطال في هذه الأيام فماذا هم فاعلون؟ وماذا هم مستفيدون من ذلك التوقيت من دروس فتح مكة؟

إن الدرس الأهم الذي يجب أن يضعوه نصب أعينهم هو موقف النبي صلى الله عليه وسلم حينما جمع أهل مكة فسألهم: (ماذا تظنون أني فاعل بكم)، فقالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فعفا عنهم وسامحهم وقال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).

فيجب أن يضع الثوار نصب أعينهم أن النظام الفاشي السابق – والثوار أعلم الناس به – كان نظاماً شرساً وهمجياً ومجنوناً ودموياً إلى أبعد حد، وأن لهم إخواناً مجندين كانوا في نظامه – ولا أقصد بهم المجرمين الخونة سفاكي الدم – كانوا أدوات في يده، والكل كان مهدداً في حياته وحياة أبنائه وذويه إن خالف ما يؤمر به، فيجب على الثوار أن يحاولوا غلق هذه الصفحة بسرعة لالتئام الشمل والالتفات لبناء دولتهم قوية عزيزة مؤمنة بالله سبحانه، ويجب عليهم ألا يتفرغوا لتصفية الحسابات وتصنيف الناس إلى أصناف – ليحاكموا الناس وفقها – حتى يعود الهدوء والأمن لبلد افتقدته منذ شهور، ولكي تعود كرامة الليبي التي نال منها (القذافي) ونظامه منذ أكثر من أربعة عقود.

هذا ما يحتاجه الليبيون هذه الليلة أن يشعروا أنهم ينعمون جميعاً بالتخلص من هذا النظام الفاسد، وأن يشعروا أنهم في أمن من الانتقام والثأر، وأن يبيتوا خير ليلة منذ أكثر من أربعين عاماً.

فهل يستجيب الثوار ويرسلون برسائل تطمئن أهلهم وإخوتهم في كل أرجاء ليبيا بأن عهد الظلم قد ولّى، ولن يعاقب أحد إلا بجريمة قد ارتكبها مختاراً؟ أسأل الله سبحانه أن يوفقهم للاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا أجد ما أختم به مقالي إلا قول: (الحمد لله رب العالمين)، لأن الله عز وجل حمد بها نفسه بعدما أهلك الظالمين فقال سبحانه: ( فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)(الأنعام-45).

المجتمع 27/8/2011م

 
 

معركة مصر المؤجلة

فهمي هويدي

إذا كانت ثورة 25 يناير قد حققت إنجازها الكبير بإسقاط حكم مبارك وتحرير المواطن من الاستبداد والهوان، فإن الإنجاز الأكبر المتمثل في تحرير الوطن من التبعية يظل تحديا مؤجلا ومعركة لم يحن أوان حسمها بعد.

(1)

حين يلاحظ المرء ذلك الإقبال الأمريكي المتسم بالإلحاح على تمويل المنظمات الأهلية بدعوى دعم الديمقراطية في مصر، فإنه يجد نفسه مدفوعا إلى التساؤل عن سبب ذلك الإلحاح،

وما إذا كانت الولايات المتحدة حريصة حقا وغيورة صدقا على إقامة الديمقراطية في مصر، أم أنها تبادر إلى الاحتياط حتى لا تقوم في البلد ديمقراطية حقيقية تضر بمصالحها؟


أستبق برد خلاصته كالتالي:

إذا قال قائل بأن واشنطن حريصة على ديمقراطية النظام المصري، فإن كلامه يندرج تحت أحد عنوانين، إما العبط أو الاستعباط،

ذلك أن النظام الذي ثارت ضده الجماهير في 25 يناير كان من بين أهم حلفاء الولايات المتحدة، كما أن النظم الاستبدادية والمتخلفة في المنطقة هي بين أولئك الحلفاء، بل ومن المقربين الذين تحتضنهم واشنطن وتعتبرهم من المعتدلين والأصفياء.

وليس غائبا عن الأذهان ما فعلته واشنطن حين فازت حماس بالأغلبية في الانتخابات الديمقراطية التي جرت في الأرض المحتلة، إذ عاقبتها وخاصمتها وما زالت تضغط لاستمرار حصارها في القطاع وتجويع أهله.

قبل أن أستطرد، أسجل أن ما دعاني إلى الخوض في هذا الموضوع أمران،

أولهما: الهجوم التمويلي المشهود الذي تشنه الولايات المتحدة لاختراق الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني في مصر بعد الثورة.

الثاني أنني قرأت مقالة نشرتها صحيفة «الشروق» للدكتور جلال أمين يوم الجمعة الماضي، 12/8، تحدث فيها عن الثورة المصرية ومشكلة التبعية، استهلها بالسؤال التالي:

ما فائدة ثورة يناير إذا لم تمكنا من التخلص من التبعية؟..

مضيفا أن مساوئ نظام حسني مبارك كثيرة ويصعب حصرها، ولكن من أسوئها بلا شك إن لم يكن أسوأها على الإطلاق، ضعفه المذهل أمام الإدارة الأمريكية، واستعداده الدائم للانصياع لها. ومن ثم لما تريده إسرائيل أيضا.

وفي مقالته أبدى الدكتور جلال أمين تفاؤله بإمكانية الخلاص من التبعية المفروضة، مستندا في ذلك إلى خبرة التاريخ وتحليل توازنات الساحة الدولية في الوقت الراهن وإن شاركته تفاؤله، فإنني أردت التنبيه إلى أن الأمر يستدعي شروطا يجب توفيرها، ليس فقط في الساحة الدولية، ولكن أيضا بدرجة أكبر في قوة الإرادة المحلية.

 

(2)

الموقع جنى علينا وأغرى بنا الاستعمار والأطماع الإمبريالية.

هذه العبارة أوردها الدكتور جمال حمدان في الجزء الثاني من كتابه عن شخصية مصر، الذي تعرض فيه لما سماه «جناية الموقع». وفيه قرر أن خطورة موقعنا وأهميته أخرت من استقلالنا وقدرتنا على التحرر نسبيا.

وإنه بقدر أهمية الموقع، بقدر ما كانت شراسة الاستعمار في التمسك به والاستماتة من أجله. مضيفا أنه بسبب فرادة الموقع فإن نحو 40 أمة تطلعت إليه وسيطرت عليه خلال عمره المديد، كما يقدر بعض الباحثين.

في رأي الدكتور حمدان أن مصر لم تكتسب أهميتها الإستراتيجية فقط من موقعها الجغرافي بين الشرق والغرب، ولكن أيضا من كونها مفتاح العالم العربي. إذا سقطت سقط وإذا فتحت فتح.

«ولذا كان الاستعمار يركز ضربته الأولى والقصوى على مصر، ثم ما بعدها فسهل أمره.

هذا أدركته ــ وفشلت فيه ــ الصليبيات وتعلمه الاستعمار الحديث، فكان وقوع مصر عام 1882 بداية النهاية لاستقلال العالم العربي، بينما جاء تحرر مصر الثورة بداية النهاية للاستعمار الغربي في المنطقة، بل وفي العالم الثالث جميعا».

انضاف إلى الموقع الإستراتيجي الفريد عنوانان جديدان خلال الثمانين سنة الأخيرة هما

 ظهور النفط في الثلاثينيات

وتأسيس دولة إسرائيل في أواخر الأربعينيات.

الأمر الذي ضاعف من أهمية العالم العربي لدى الدول الغربية الكبرى، وضاعف في الوقت ذاته من أهمية مصر بحسبانها مفتاحا لذلك العالم وقاطرته الأساسية.

وإذا كانت إستراتيجية الموقع سببا لشراسة الاستعمار في تمسكه ببسط هيمنته على مصر على مدى التاريخ، فإن العاملين الجديدين اعتبرا ضمن «المصالح الحيوية» للعالم الغربي التي سوغت لدوله الكبرى الادعاء بأن حضورها ونفوذها في مصر (الدولة المفتاح) ضرورة لا غنى عنها.

لذلك فإنه لم يكن مستغربا أن تسارع الولايات المتحدة فور رحيل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، وتولي السادات للسلطة إلى تثبيت أقدامها في مصر وإقامة مرتكزات ودعائم أمنية واقتصادية وثقافية في ربوعها، على غرار ما فعلته في تركيا عقب الحرب العالمية الثانية.

وهذا الكلام ليس من عندي ولكنه مقتبس حرفيا من المحاضرة الشهيرة التي ألقاها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الأسبق آفي ريختر على الدارسين في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في شهر سبتمبر من عام 2008.

في شهادة الرجل التي سبق أن أشرت إليها أكثر من مرة تفاصيل مهمة عن الركائز التي سعت الولايات المتحدة وإسرائيل إلى إقامتها في مصر لضمان تثبيت نفوذ البلدين فيها. وهي تتمثل فيما يلي:

نشر نظام للرقابة والرصد والإنذار لجمع المعلومات وتحليلها

ــ إقامة علاقة شراكة مع أقوى الأجهزة الأمنية في مصر

-ـ توثيق العلاقات مع الفاعليات صاحبة النفوذ في مصر، التي تشمل أركان السلطة الحاكمة وطبقة رجال الأعمال والنخب الإعلامية والسياسية

ــ تأهيل محطات إستراتيجية داخل المدن الرئيسية في مصر

ــ الاحتفاظ بقوة تدخل سريع من المارينز في النقاط الحساسة بالعاصمة إضافة إلى مرابطة قطع بحرية وطائرات أمريكية في قواعد داخل مصر وبجوارها.

 

(3)

طوال أكثر من 35 عاما على الأقل ــ منذ عهد السادات ــ والولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على تثبيت أقدامهما في مصر لضمان استبقائها في المعية ــ استتباعها إن شئت الدقة ــ بحيث لا تتغير سياستها إزاءهما تحت أي ظرف.

وإلى جانب الترتيبات التي ذكرتها توا، فإن الوزير الإسرائيلي الأسبق تحدث عن تنسيق بين واشنطن وتل أبيب لمواجهة أي تحولات حادة في السياسة المصرية تجاه البلدين.

وبالنسبة لإسرائيل فإنها تعتبر أن سيناء المجردة من السلاح رهينة لديها.

وأن ذلك الارتهان تكفله ضمانات أمريكية من بينها السماح لإسرائيل بالعودة إلى احتلالها.

ذلك فيما هو معلن من سياسات وضمانات لثبات السياسة الخارجية المصرية تجاه البلدين. وإذا كان فيه ما يكفي لإثارة قلقنا وتوجسنا، فإن ما تتحدث به الطبقة السياسية في مصر عن ترتيبات أخرى غير معلنة يضاعف من ذلك القلق.

 إذ يرى هؤلاء أن الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك قدما لإسرائيل ضمانات غير معلنة لتأكيد التزامهما بإدامة السلام بين البلدين واستمرار «التعاون» بينهما في ظل كل الظروف. وليس مستغربا في ظل ذلك «التجاوب» أن يعد السادات شخصية مرموقة في إسرائيل، أطلق اسمه على أحد ميادين مدينة حيفا، وأن يوصف مبارك بأنه «كنز إستراتيجي»، ويقترح إطلاق اسم مبارك على ميدان آخر في المدينة ذاتها.

 

(4)

إحدى الخلاصات التي يخرج بها المرء من استدعاء هذه الخلفية أن خروج مصر من بيت الطاعة الأمريكي والارتهان الإسرائيلي ليس أمرا ميسورا، وأن كل الترتيبات والتربيطات التي أعدت خلال الأربعين سنة الماضية استهدفت التحسب للحظة الراهنة.

إذ أريد لها أن تضمن ألا يقع احتمال الخروج، بحيث تبقى السياسة المصرية أسيرة ذلك الماضي.

 بالتالي فإن الهدوء الظاهر، المشوب بالرضا النسبي من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل على السياسة الخارجية المصرية بعد ثورة 25 يناير، ربما كان راجعا إلى اطمئنان البلدين إلى أن الترتيبات التي سبق الاتفاق عليها لا تزال سارية المفعول.

إذ كان متوقعا أن يعبر البلدان عن قلقهما إزاء الثورة التي أسقطت النظام الذي كان حليفا قويا لهما، وحين لا يحدث ذلك ــ حتى الآن على الأقل ــ فلا تفسير له سوى أن البلدين أدركا أن الثورة كانت انقلابا على مبارك ونظامه وربما سياساته في الداخل، لكنها أبقت على سياساته الخارجية كما هي، على الأقل في توجهاتها الرئيسية.

لا أدعو إلى اشتباك أو حرب كما قد يخطر على بال البعض لكني أتحدث عن هدف التخلص من التبعية والانصياع للإرادة الأمريكية والإسرائيلية تحديدا.

وأتساءل في هذا الصدد عن مصير الترتيبات والتربيطات التي أقيمت لاستمرار إلحاق السياسة المصرية بسياسات العدو الإستراتيجي. وهو الإلحاق الذي يظل أحد مظاهر التبعية التي يراد الخلاص منها.

لم يعد سرا أن الضغوط الأمريكية والغربية عموما والإسرائيلية ضمنها بطبيعة الحال، وكذلك التمويل الغربي لمنظمات المجتمع المدني في مصر، تستهدف، إلى جانب ثبات مرتكزات السياسة الخارجية، ضمان أمرين

أولهما علمانية النظام الجديد.

وثانيهما تقليص فرص التيار الإسلامي في التأثير على القرار السياسي.

بالتالي فهم يريدون لمصر ديمقراطية تتحرك تحت هذا السقف. لكن تلك مغامرة غير مأمونة العاقبة. لأن الآلية الديمقراطية إذا استخدمت بنزاهة فقد تسمح للوطنية المصرية ــ وليس الإسلاميون وحدهم ــ بالوصول إلى السلطة والتأثير في القرار السياسي.

وإذا ما تحقق ذلك فإن المطالبة بالتخلص من التبعية ستفرض نفسها على رأس أولويات العمل الوطني. وهنا يصبح الاشتباك السياسي ضروريا ولا بديل عنه.

أدري أن ترتيب البيت من الداخل وتثبيت أركانه من الشروط الضرورية، التي توفر للنظام العافية التي تمكنه من المطالبة بالخروج من إسار التبعية واستعادة الحرية.

وأفهم ترتيب البيت بحسبانه فتح الأبواب للممارسة الديمقراطية وتنشيط مؤسسات المجتمع المدني، بما يمهد الطريق للنهوض على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

وإذا ما تحقق ذلك الترتيب فإنه يصبح بمقدور مصر أن تتحرى مصالحها العليا فيما تقدم عليه من خطوات، بحيث تستطيع أن تخوض بجدارة معركتها السياسية، وتقول «لا» لكل ما تراه متعارضا مع تلك المصالح أو مع مسؤولياتها الوطنية والقومية

ــ لذلك قلت إنها معركة مؤجلة، لكنها قادمة لا ريب إذا ما أصرت مصر على مطلب الانعتاق والتخلص من التبعية.

تؤيد ذلك الاختبارات التي واجهها النظام المصري خلال الأشهر الماضية، حين لم يستطع أن يحرز أي تقدم في فتح معبر رفح أمام فلسطينيي غزة،

وحين لم يتقدم خطوة واحدة باتجاه تطبيع العلاقات مع إيران.

حتى الاتفاق الخاص بفتح خط الطيران بين البلدين تعذر إدخاله حيز التنفيذ،

لا بأس من أن يطول طريق الانعتاق لأن الأهم أن نظل سائرين على دربه.

 

صحيفة الشرق القطريه 30/8/2011م