RSS

Category Archives: مقالات تستحق القراءة

!هنري كيسنجر: إن طبول الحرب تدق ومن لا يسمعها فهو مصاب بالصمم

أدلى ثعلب السياسة الأميركية العجوز هنري كيسنجر، مستشار الأمن الأميركي ووزير الخارجية السابق في عهد ريتشارد نيكسون بحديث صحفي نادر لصحيفة “ديلي سكيب” اليومية المحلية في نيويورك، قبل حوالي أكثر من شهر، كشف فيه عن مفاجآت من العيار الثقيل حول ما يجري في الشرق الأوسط وفي العالم كله حاليا.

 هنري كيسنجر

قال كيسنجر الذي يحتفل في مايو المقبل بعيد ميلاده التاسع والثمانين، إن ما يجري حاليا هو تمهيد للحرب العالمية الثالثة التي سيكون طرفاها هما روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى.

وتوقع كيسنجر أن تكون تلك الحرب شديدة القسوة، بحيث لا يخرج منها سوى منتصر واحد هو الولايات المتحدة من وجهة نظره. وقال كيسنجر إن واشنطن تركت الصين تعزز من قدراتها العسكرية وتركت روسيا تتعافى من الإرث السوفييتي السابق، مما أعاد الهيبة لهاتين القوتين، لكن هذه الهيبة هي التي ستكون السبب في سرعة زوال كل منهما ومعهما إيران التي يعتبر سقوطها هدفا أول لإسرائيل.

وأضاف كيسنجر أن إدراك الاتحاد الأوروبي لحقيقة المواجهة العسكرية المحتومة بين أميركا وكل من روسيا والصين المتباهيتين بقوتهما، دفعه للمسارعة بالتوحد في كيان واحد متماسك قوي.

وأفاد أن الدوائر السياسية والإستراتيجية الأميركية طلبت من العسكريين احتلال سبع دول شرق أوسطية من أجل استغلال مواردها الطبيعية خصوصا النفط والغاز، مؤكدا أن السيطرة على البترول هي الطريق للسيطرة على الدول، أما السيطرة على الغذاء فهي السبيل للسيطرة على الشعوب.

أكد الثعلب اليهودي العجوز، أن العسكريين الأميركيين حققوا هذا الهدف تقريبا أو هم في سبيلهم إلى تحقيقه استجابة لطلباتنا. وبقي حجر واحد علينا إسقاطه من أجل إحداث التوازن، وهو المتمثل في إيران.

وأوضح كيسنجر أنه يدرك أن كلا من الدب الروسي والتنين الصيني لن يقفا موقف المتفرج ونحن نمهد الطريق لقوتنا، خصوصا بعد أن تشن إسرائيل حربا جديدة بكل ما أوتيت من قوة لقتل أكبر قدر من العرب. وهنا سيستيقظ الدب الروسي والتنين الصيني، وقتها سيكون نصف الشرق الأوسط على الأقل قد أصبح إسرائيليا، وستصبح المهمة ملقاة على عاتق جنودنا، وأقصد هنا الأميركيين والغربيين بصفة عامة، المدربين جيدا والمستعدين في أي وقت لدخول حرب عالمية ثالثة يواجهون فيها الروس والصينيين.

ومن ركام الحرب، سيتم بناء قوة عظمى وحيدة قوية صلبة منتصرة هي الحكومة العالمية التي تسيطر على العالم. ولا تنسوا أن الولايات المتحدة تملك أكبر ترسانة سلاح في العالم، لا يعرف عنها الآخرون شيئا، وسوف نقوم بعرضها أمام العالم في الوقت المناسب.

مختصر الأخبار 28/1/2012م

 
 

تليجراف: الإخوان المسلمين ليسوا طالبان

جماعة الإخوان ليست صديقة للغرب وهو لا يشاركها قيمها لكن أولئك الذين لا يقدرون على التفريق بين الإسلاميين المعتدلين وحركة طالبان محكوم عليهم بحبس أنفسهم في حرب حضارات وهمية ليس فيها رابح .

“أولئك الذين في الغرب ويسعون لتشويه صورة جميع الحركات السياسية الإسلامية يرتكبون خطأ كبيرا”… بهذه العبارة استهل الكاتب البريطاني “شاشانك جوشي” مقاله بصحيفة “الديلي تليجراف” البريطانية والذي خصصه لمحاولة إيضاح خطأ الغرب في وضع البيض كله في سلة، وصبغ جميع الحركات الإسلامية بصبغة “الإرهاب”، فجماعة الإخوان المسلمين في مصر ليست حركة طالبان في أفغانستان.

وقال الكاتب إن القلق في الغرب يتزايد إلى حد الهستيريا بسبب صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم في مصر بعد مرور عام على الثورة، وظهر هذا القلق بوضوح على لسان مرشح الرئاسة الجمهوري الأمريكي “ريك بيري” الذي قال لجمهوره إن تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، كانت تُحكم من قبل “إرهابيين إسلاميين”، وقبله أعلن “نيوت جينغريتش” أن الفائزين في الانتخابات البرلمانية المصرية -يعني الإخوان المسلمين- هم “أعداء ألداء لحضارتنا”.

وأضاف من هذا المنظور فإن مدا من “الجهاد الفاشي السري الصاعد” سيغمر الشرق الأوسط، وفي أحسن الأحوال فإن هذه الرؤية العالمية تحول ظلالا من اللون الأخضر (اللون التقليدي للإسلام) إلى أبيض وأسود، وفي أسوأ الأحوال تسيء فهم الطريقة التي يستطيع بها الإسلاميون المنتخبون والمسالمون تشجيع أولئك الذين هم بحق أعداؤنا الألداء.

وتابع، من المهم وضع انتصارات الإسلاميين في سياقها الصحيح، وكبداية فإن “السلفيين” تخلفوا كثيرا عن الإخوان، والفرصة ضئيلة لأن يتوحد التياران لأن جماعة الإخوان لا ترغب في إخافة الليبراليين أو استثارة رد فعل عنيف، وهي لا تريد أن تلاقي مصير إسلاميي الجزائر في التسعينيات عندما فازوا في الانتخابات التي قادت لحرب أهلية.

ولهذا السبب فإن جماعة الإخوان سعيدة بالبعد عن السياسة الخارجية، فلماذا تخلق المشاكل مع إسرائيل، والشيء الثاني المهم هو أن المجلس العسكري هو الذي يحكم، ومن غير المحتمل أن يعرض العسكر المساعدة الأميركية للخطر بالسماح للإخوان بالانخراط في مغامرة سياسية خارجية غير مسؤولة أو اختطاف البرلمان في الداخل.

وعلى أي حال هناك رئيس جديد سيُنتخب قريبا، ومن المرجح أن يكون “عمرو موسى” الذي سيكون متراسا آخر ضد الإخوان. وفي الحقيقة فإن أكبر خطر لمصر اليوم ليس ذاك الذي يحولها إلى إيران ثانية ولكن ذاك الذي ينتهي بها لتكون مثل باكستان، أي دولة إمبراطورية يحكمها جيش غير مسؤول مغطى بمظهر ديمقراطي خادع.

وثالثا يجب أن نتذكر أن جماعة الإخوان ليست وافدا جديدا تماما. فرغم مواجهة انتخابات مزورة وقمع سافر نبذت الجماعة العنف قبل عقود. وكان أفرادها يترشحون في الانتخابات منذ عام 1985 وفازوا بخُمس مقاعد برلمان 2005. ومثل أي غريب ينغمس في صخب السياسة الحزبية تطور حزب الجماعة تحت ضغط المنافسة الانتخابية.

وختم الكاتب مقاله بأن جماعة الإخوان المسلمين ليست صديقة للغرب وهو لا يشاركها قيمها حول حقوق المرأة أو الأقليات الدينية أو حول السياسة الخارجية، لكن أولئك الذين لا يقدرون على التفريق بين الإسلاميين المعتدلين وحركة طالبان محكوم عليهم بحبس أنفسهم في حرب حضارات وهمية ليس فيها رابح، وبإمكان البقية مواصلة العمل لفهم تعقيدات الديمقراطيات الإسلامية الصاعدة.

25 يناير 28/1/2012م

 
 

!مذابح الغرب للمسلمين

سعد عبد المجيد

 مثلما يستخدم ساسة أمريكا ادعاء وقوع مذبحة للأرمن فى تركيا العثمانية، لجذب أصوات الأمريكيين الأرمن، يقوم ساسة أوروبا أيضاً بنفس الانتهازية، خصوصًا فى موسم الانتخابات.. هذا هو بالضبط الذى يحدث اليوم فى فرنسا، فالرئيس ساركوزى لديه رغبة واضحة فى البقاء بالحكم لفترة رئاسية أخرى.. وبما أن السياسة فى العالم الغربى، رغم كل هذا التقدم العلمى والتكنولوجى وثورة الاتصالات، لا تختلف فى توجهاتها عن أساليب الاستغلال الرأسمالى والاستعمارى للإنسان والجماد، أو شن الحروب الضروس ضد العالم الإسلامى وشعوبه لنهب ثرواتها الطبيعية، يستخدم الرئيس الفرنسى ساركوزى أكذوبة وقوع مذبحة للأرمن فى تركيا العثمانية(15-1916) ليطلب من البرلمان الفرنسى إصدار قانون تجريم إنكار وقوع مذبحة للأرمن.. الهدف الساركوزى هو: كسب ود وخاطر أرّمن فرنسا، ليصوتوا له فى الانتخابات.. لكن ساركوزى ينسى بعض الحقائق الهامة أو ربما يعرفها ولكنه يتغاضى عنها، لأن مقعد الرئاسة والحكم، أهم من كل القيم والمبادئ الفرنسية، التى ثار من أجلها الفرنسيون قبل قرنين من الزمان.

من بين هذه الحقائق أن الدولة العثمانية هى التى احتضنت يهود إسبانيا ووطنتهم على أراضيها فى القرن الـ 15، لتنقذهم من المذابح ومحاكم التفتيش الإسبانية.. نفس الأمر حدث لكثير من يهود أوروبا فى القرون الوسطى الذين نجوا من مذابح القارة الأوروبية، ولم يجدوا لهم مكانًا غير بلاد المسلمين.. هذا يعنى أن أجداد ساركوزى -هم من اليهود- فتحت لهم الأبواب فى العصر العثمانى، لكى يسكنوا بلاد المسلمين.. أما فى الحرب العالمية الثانية التى فجرها ساسة أوروبا وقتل فيها الملايين، فرّ اليهود للبلاد العربية أيضاً، ومنها فلسطين، أى بلاد المسلمين.. فهل يجرؤ ساركوزى على تجريم مذابح الإسبان لأجداده؟

الحقيقة الثانية بخصوص الأرمن هى: أن الاضطرابات خلال الحرب العالمية الأولى (14-1919)، اندلعت من طرف قادة أوروبا، ليقتل فيها الملايين فى مذابح مروعة، مما أجبر مجموعات كبيرة من الأرمن – كموقف تقوم به أى مجموعة بشرية دون النظر لدينها أو عرقها – للهجرة نحو بقية أراضى الدولة العثمانية البعيدة عن لهيب الحرب، أى سوريا وفلسطين ولبنان ومصر.. فإذا كان العثمانيون ذبحوا الأرمن فى الأناضول التركى، كما يُدّعى، فلماذا يتوجه الأرمن المهاجرون لأراض وبلدان تقع تحت سيادة العثمانيين؟ ليس الأرمن وحدهم، بل تعرضت أعداد ضخمة متنوعة من البشرية، لويلات الحرب العالمية الأولى التى أشعل نيرانها قادة أوروبا.. وإذا كان الأرمن آنذاك، من أعداء الدولة العثمانية، فهل من المعقول أن يُستقبلوا فى أراضى الدولة من المسلمين، وتفتح لهم الصدور والأيادى، لكى يعيشوا بكل حرية وسط البحر الإسلامى؟

طبقًا للحقائق التاريخية، وهى مدونة بالوثائق، ذُبح حوالى ربع مليون مسلم عثمانى فى موقعة شناق قلعة عند مضيق الدردنيل على أيدى القوات الغربية، فى نفس الفترة، وهم يدافعون عن بلادهم، وكذا قتل آلاف فى مدن تركيا على رأسها إسطنبول وإزمير.. كما أن ساركوزى يتجاهل ما قام به أجداده من الفرنسيين من مذابح فى مصر والجزائر وسوريا ولبنان خلال الاحتلال الفرنسى للوطن العربى، فى نهاية القرن الـ 18.. فلماذا لم يحث على إصدار قانون يُجرّم هذه المذابح الموثقة، ويذهب ناحية أكذوبة لا أساس لها؟! إنها عقلية الاستغلال والانتهازية التى يتربى عليها الإنسان الغربى.. وكأن حاله يقول: لماذا لا أستخدم هذه الأداة لجذب الناخب، ما الذى يعنينى من الأمر، غير صوت الناخب ولتذهب المبادئ والقيم الغربية للجحيم، إذا وقفت أمام طموحاتى فى الحكم؟! ألم يذبح الرئيس الأمريكى جورج بوش المسلمين فى أفغانستان(2001) والعراق (2003) بالملايين، وخرّب بلادهما، ودمر استقرارهما، ولا تزال قوات العالم الغربى تحتل البلدين؟ بهذه الاستغلالية، ما الفرق إذن بينهما وبين القذافى أو على عبد الله صالح أو بشار الأسد أو حسنى مبارك، فى التمسك بالحكم على حساب دماء شعوبهم؟

الشىء العجيب أن ساركوزى يغض الطرف عن مذبحة ارتكبها الأرمن أنفسهم ضد المسلمين بأذربيجان، بالأمس القريب فى منطقة “خُوجَلى” بأذربيجان، فقط، كانت فى عام 1994، ولم تكن قبل قرون؟! ومن العجب العجاب، أن ترفض أرمينيا المدافعة بحرّقة عن أرمن العالم، المشاركة فى لجنة تاريخية مشتركة تقوم بالاطلاع على الأرشيف العثمانى والأرمنى وحتى الغربى لكشف الحقائق (!) ألم تذبح الآلة العسكرية الغربية المسلمين فى غزه قبل 4 سنوات فقط، وعلى الهواء مباشرة، أمام عيون العالم، ومن قبل فى صابرا وشاتيلا وقانا (لبنان) ودير ياسين(فلسطين) وفى البوسنة (1995) وفى الحروب الصليبية؟ فمن يعترف بمذابح الغرب الحقيقية ضد المسلمين؟

المصريون 27/1/2012م

 
 

الكتاتني أول إسلامي يترأس مجلس الشعب

لم يكن ليخطر ببال محمد سعد الكتاتني قبل نحو عام وهو يودع مجلس الشعب أن يعود إليه رئيسا، فقد كان غاية ما يتطلع إليه حينها أن تجرى انتخابات مجلس الشعب عام 2010 بنزاهة تسمح له ولجماعته الإخوان المسلمين تمثيلا مقبولا داخل المجلس.

وبعد أن اختاره حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة لرئاسة مجلس الشعب المصري، كانت أولى كلمات الكتاتني “لن يُقصى أحد في برلمان الثورة، ومجلس الشعب سيُدار بجميع نوابه، ونعد الشعب المصري أن يكون مجلس الشعب ملبيا لطموحاتهم، والبرلمان سيتعاون مع الحكومة والمجلس العسكري حتى انتهاء الفترة الانتقالية”.

وهو بذلك يُعبر عن الوصف الذي لطالما وُصف به: رُمانة الميزان.

فمن هو الكتاتني؟

من المفارقات في سيرة الكتاتني أن الرجل الذي ولد عام ثورة يوليو 1952 أصبح رئيسا لأول مجلس شعب بعد ثورة يناير 2011.

 الدكتور محمد سعد الكتاتني

انطلقت الثورة ليُعتقل الكتاتني في سجن وادي النطرون حيث شهد عملية اقتحام السجن ووجد نفسه حراً ينتقل من المعتقل إلى ميدان التحرير. الكتاتني ابن التوازن المنفتح على التيارات الأخرى، وهو اختيار يمثل التوازن بين الجماعة والحزب من جهة، وبين الإخوانية والليبرالية من جهة أخرى.

السيرة الذاتية للكتاتني تفيد بأنه تخرّج في كلية العلوم عام 1974، وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم عام 1984 ليعمل بعدها أستاذا للميكروبيولوجي في قسم النبات بكلية العلوم في جامعة المنيا، ثم رئيسا لقسم النبات بالكلية نفسها في الفترة بين عامي 1994 و1998، قبل أن يحصل على إجازة في الآداب من قسم الدراسات الإسلامية عام 2000.

دخل الكتاتني المجال السياسي عبر جماعة الإخوان المسلمين، وشارك في تأسيس لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى الوطنية والنقابات المهنية، ثم رئيساً للمكتب الإداري للإخوان في محافظة المنيا، قبل أن ينتخب عضواً في مجلس الشعب عام 2005 عن دائرة بندر المنيا، ثم انتخبته الكتلة البرلمانية للإخوان رئيساً لها، واختير بعد ذلك متحدثا إعلاميا باسم جماعة الإخوان بعد أن انتُخب عضوا في مكتب الإرشاد بها.

ومع إعلان الجماعة إنشاء حزب الحرية والعدالة انتخب أمينا عاما له.

وللكتاتني العديد من الأنشطة المجتمعية والسياسية والبرلمانية المتنوعة، منها انتخابه أمينا عاما لنقابة العلميين، فنقيبا للعلميين بمحافظة المنيا.

كما أنه عضو بمنظمة العفو الدولية، وعضو المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، وعضو مؤسس للمنظمة العربية لبرلمانيين عرب ضد الفساد. وعضو المجموعة التوجيهية لبرنامج الإصلاح البرلماني الذي تشرف عليه مؤسسة ويستمنستر الديمقراطية ببريطانيا.

ومثّل الكتاتني البرلمان المصري في عدة مؤتمرات واتحادات دولية.

الجزيرة 23/1/2012م

 
 

أطماع إسرائيل في تركيا

محمد جبرؤوتي

 بالأمس كنت في تركيا شاهدت الأراضي الواقعة على ضفاف الفرات واقتربت من نهر الفرات وغرفت غرفة بيدي وشربت منه. سرت خلال الأراضي بالحافة وشاهدتها أيضا من الأعلى بالطائرة.. ليحفظ الله تلك الأراضي من المشروع الصهيوني. شعار الصهيونية حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل يعني كل الأراضي الواقعة بين منابع الفرات في تركيا إلى شط العرب وكل الأراضي الممتدة من منابع النيل إلى المصب في مصر عند المتوسط ويتمثل الشعار في العلم الإسرائيلي الذي للأسف يرفرف فوق كثير من سفارات الدول العربية والإسلامية والذي يرمز للمشروع الصهيوني.. إسرائيل ما عندها كم بشري يكفي لتغطية الأراضي التي ترغب بالسيطرة عليها وفق المشروع الصهيوني والأراضي التي تطمع فيها وفق علمها معظمها خالية من السكان والمسألة لا تحتاج لسكان فتركيا يفوق عدد سكانها الـ80 مليون ومعظم أراضيها حول الفرات خالية من السكان فالاحتلال لا يشترط أن يكون احتلالا سكانيا إنما يأخذ شكل سيطرة عسكرية وجغرافية، تعمل أمريكا مع بعض الحكومات الغربية وبعض الأنظمة العربية بالوكالة عن الصهاينة في تنفيذ هذا المشروع وقد حقق المشروع الصهيوني- حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل- الجزء الأكبر من أهدافه:

– احتلال العراق.

– تقسيم السودان وعزم واشنطن تزويد دولة جنوب السودان بالسلاح وبحث التعاون العسكري معها.

– زرع نظام في سورية يعمل على بقاء البلد ضعيفة علميا وديموغرافيا ويصمت عن عملية تهويد القدس ويساهم في تذبيح الفلسطينيين ويضمن جبهة صامتة مع إسرائيل.

– اتفاقيات سلام تضمن سلامة أمن إسرائيل والصمت على عدوانها ضد الفلسطينيين.

خطر المشروع الصهيوني لا يقتصر على الدول العربية فقط لأن الفرات يدخل مئات الكيلومترات في الأراضي التركية التي تدخل في مطمع العلم الصهيوني هذه الأطماع الصهيونية لم تنتبه لها تركيا بوعي كاف بل كانت تتواصل دبلوماسيا وعسكريا مع إسرائيل التي استمرت بالتجسس على الدولة التركية ومؤسساتها حتى أثناء التحالف العسكري معها ووصل ذلك لمحاولات انقلاب بتحريض ضباط الجيش على الحزب الحاكم كما انطلت عليها ألاعيب دول الاتحاد الأوروبي التي تعشمها عبثا بالانضمام إليه لإبقاء الأمل قائم ريثما يتمكن اليهود من إسقاط حزب العدالة والتنمية ويأتوا بحكومة عميلة تقبل بتقسيم تركيا وتتنازل عن الأراضي الواقعة في مطمع العلم الإسرائيلي وهنا تأتي لعبة الغرب بالموافقة على انضمام الأجزاء الغربية من تركيا للاتحاد الأوروبي مقابل أن تبلع إسرائيل الأراضي التركية الممتدة إلى الفرات.

على تركيا أن تصحى من نومها وتتوقف عن أحلامها بخصوص الانضمام للاتحاد الأوروبي خاصة بعد أن رأت التحريض الفرنسي وإثارة موضوع الأرمن وبعد أن رفعت مئات بل لعلها ألاف التقارير من قبل الأجهزة الأمنية التركية إلى القيادة التركية تثبت تورط كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في دعم حزب العمال الكردستاني بالمال والسلاح.. الدخول في الاتحاد الأوروبي لن يتم إلا برضى وموافقة إسرائيل إن تجسس الاسرائيليين ومحاولتهم احداث اضطرابات في تركيا وضرب الأمن القومي يهدف لإسقاط حزب العدالة والتنمية وبروز حكومة موالية لإسرائيل تنفذ مشروعها وتسلم الأراضي الواقعة على الفرات للكيان الصهيوني فهل ترضى تركيا بهذا الثمن مقابل الانضمام للإتحاد الأوروبي.

هذا اللعب الصهيوني يتناغم ويتوافق مع لعب اللاعبين الأوربيين فأوروبا تكره كل شيء إسلامي وعربي غير النفط والخيانات وأهالي الأراضي الممتدة إلى الفرات في الجزء التركي معظمهم أهالي ريف كما في أورفه وماردين وسي إيرت وهاتاي بعضهم يتكلم اللغة العربية ويلبس الشروال ويضع العقال على الرأس ويتكلم بلهجة تشبه لهجة أهل الخليج وأهل العراق، هنا يطرح السؤال نفسه هل ستسمح أوروبا للعقال والشروال بدخول الاتحاد الأوروبي المشروع الصهيوني أفشلته قافلة مرمرة وأفشله أيضا الربيع العربي لكن يبقى الخطر قائم ما دامت تركيا تحلم بالانضمام لقبيلة الثعالب الأوروبية.

انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يحدث بوجود شرفاء في القيادة التركية يتمسكون بوحدة تركيا وأمنها القومي والاقتصادي، الانضمام يحتاج لحكومة عميلة تتنازل عن الأرض للمشروع الصهيوني وتترك قيمها وعاداتها وتاريخها وتتبع عادات الغرب.. ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبعِ ملتهم.

القدس العربي 24/1/2012م