RSS

Category Archives: مقالات تستحق القراءة

توابع سايكس بيكو- الألفية الثالثة لتقسيم مصر

الإعلام الغربي يروج لإحياء مشروع تقسيم مصر إلي ‏4‏ دويلات.

عمد العديد من وسائل الاعلام الغربية ـ وسايرتها في الأمر بعض وسائل الاعلام العربية والمصرية ــ إلى الترويج لإحياء الفكرة القديمة حول المخطط المشبوه لتقسيم مصر والذي يهدف من وراء المشروع الصهيو-أمريكي إلي تفتيت مصر إلي‏4‏ دويلات على النحو التالي :

الأولي: في سيناء وشرق الدلتا ويكون تحت النفود اليهودي

الثانية: مسيحية وتكون عاصمتها الإسكندرية وتمتد حتي جنوب أسيوط

الثالثة: في النوبة

الرابعة: يطلقون عليها دولة البربر وتكون عاصمتها القاهرة،

وفي وقت سابق كان يعتقد البعض ان التحذير من الانقياد وراء هذا المخطط المشبوه الذي يسعي إلي تقسيم الوطن مجرد استهلاك للمواقف لكن تحقيقات القضاء المصري كشفت عن وجود خرائط للتقسيم داخل مقر جمعية أمريكية في قضية التمويل غير المشروع لمنظمات المجتمع المدني. كما كشفت احدى الناشطات في مداخلة لها مع إحدى الفضائيات المصرية حيث قالت دولت عيسى مديرة برامج الحملات الانتخابية بالمعهد الجمهوري سابقا والحاملة للجنسية الأمريكية أنها قدمت استقالتها من المعهد بعد علمها أن التمويلات التي يتلقاها المعهد من الخارج هدفها تدريب بعض الأحزاب المولودة من رحم الحزب الوطني المنحل، على حد وصفها. وأن هذه التمويلات تُنفق لدعم الأحزاب الليبرالية وليست لدعم الأحزاب الإسلامية من إخوان وسلفيين, إذا تم تدريبهم – فانه يقابل بالرفض اذا ثبت انتمائهم فكان يتم ادخال المعلومات ليس على انتمائهم الى التيار الإسلامي بل على انهم مستقلين ، يكون تحت مُسمى “مجموعات أخري”، ولكن في الغالب لا يتم تدريب هذه الأحزاب ذات المرجعية الدينية دون ذكر أسباب. وقالت إن تمويلات المعهد كانت تأتي من “الكونجرس” الأمريكي نفسه لتنفيذ مُخطط إفساد الحياة السياسية في مصر والإعداد لتقسيم مصر عام 2015, وأن هناك بعض الشخصيات التابعة للمخابرات الأمريكية تأتي إلى المعهد وتتحدث إليها شخصياً على اعتبار أنها مواطنة أمريكية. وأضافت إن المنحة تأتي في ظاهرها إلى المنظمات الحقوقية من أجل ذوى الإعاقة أو المرأة أو الفقراء ولكنهم يريدون بها أن نقدم لهم أسماء من أجل أن نعطى “مايكل” على سبيل المثال ولا نعطى “محمد” أي يتم تقديم المساعدات للأقباط دون المسلمين. لأعمال الفتنة الطائفية واللعب على ذلك. وأشارت عيسى انه بعد تصريحاتها هذه والبلاغ الذي قدمته ضد هذا المعهد هناك خطر كبير واقع عليها وأن السبب في ذلك هو كمية المعلومات الرهيبة التي تملكها أثناء عملها بالمنظمة وباعتبارها مواطنة أمريكية، وهو ما جعلهم يثقون بها ونسوا أنها مصرية الأصل على حد تعبيرها.

وتعود فكرة هذا المخطط المشبوه في الأساس إلي المستشرق البريطاني الأصل يهودي الديانة برنارد لويس صاحب فكرة أخطر مشروع لتفتيت العالم العربي والإسلامي من باكستان إلي المغرب, والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية والذي استعرضناه في حلقة سابقة .

وعن تفاصيل المشروع الصهيو-أمريكي لتفتيت العالم الإسلامي لـبرنارد لويس الذي يقضي إلى تقسيم مصر إلي4 دويلات اولاها: سيناء وشرق الدلتا تحت النفوذ اليهودي ليتحقق حلم اليهود من النيل إلي الفرات, والدولة النصرانية وعاصمتها الإسكندرية, وممتدة من جنوب بني سويف حتي جنوب أسيوط واتسعت غربا لتضم الفيوم وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية وقد اتسعت لتضم أيضا جزءا من المنطقة الساحلية الممتدة حتي مرسى مطروح, ودولة النوبة المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية وتكون عاصمتها أسوان, وتربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتي شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتي البحر الأحمر ومصر الإسلامية وعاصمتها القاهرة , وتضم الجزء المتبقي من مصر ويراد لها ان تكون أيضا تحت النفود الإسرائيلي حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى التي يطمع اليهود في شأنها.

وفي مقال نشرته صحيفة “جلاسكو هيرالد” الاسكتلندية حذر أحد الباحثين المهتمين بشؤون الشرق الأوسط مصر والعرب من مؤامرة بعيدة المدى نسجت خيوطها داخل وكالة الاستخبارات الأمريكية (cia) ووزارة الدفاع (البنتاجون) تهدف إلى حصار مصر ثم التهامها عسكريًا. وقال الباحث إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ المخططً منذ ثلاثة أعوام من خلال سعيها لاحتلال إقليم دارفور (غربي السودان) دوليًا وعسكريًا عبر نشر قوات أمريكية بريطانية مدعومة بقوات
من الأمم المتحدة حليفة لواشنطن مشيراً إلى أن هذا المخطط يستهدف تحويل إقليم دارفور إلى قاعدة عسكرية أمريكية تنتشر بها صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى موجهة ناحية مصر ودول الشمال الأفريقي ومنطقة الخليج وإيران.

ويؤكد ما ذكره الباحث الاسكتلندي مقال آخر كتبه العميد رالف بيترز في مجلة القوة العسكرية الأمريكية عام 2006 بعنوان “حدود الدم” حدد فيه ملامح خريطة شرق أوسطية جديدة حيث يفترض التقرير أن الحدود بين دول المنطقة غير مكتملة وغير نهائية خصوصا في قارة إفريقيا التي تكبدت ملايين القتلى وبقيت حدودها الدولية بدون تغيير وكذلك الشرق الأوسط الملتهب حيث شكلت الحدود أثناء الاحتلال الفرنسي والبريطاني لهذه الدول في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وقد تم تبرير التقسيم المخطط له بسبب عدم إدراكهم لخطورة تقسيم القوميات على جانبي الحدود (وفق ما توصل اليه الكاتب من استنتاجات) وإن كان التقسيم كما يعلم الجميع تخطيطا متعمدا لضمان نشوب الصراعات بين الدول مستقبلا وهو ما حدث حيث فشلت الدول الأفريقية الحديثة في نزع فتيل الحرب بين بعضها البعض واستنزفت في ذلك مواردها القليلة وفى النهاية عادت إلى الدول الأوربية التي كانت تحتلها من قبل لفرض النظام والأمن وهو ما يعنى مجددا احتلالا بصورة مقنعة..

(ويرى كاتب المقال أن القومية الخالصة يمكن أن تجد مبررا لتغيير الحدود لتشكيل كيان سياسي مستقل لها بما يؤدي لتفتيت كل دولة حالية لعدة دويلات علي أسس عرقية أو طائفية أو إثنية. ولهذا أعدت الأجهزة الأمريكية الخرائط على أساس الواقع الديموغرافي للدين والقومية والمذهبية ويرى الكاتب إنه لكي يتم إعادة ما اسماه بتصحيح الحدود الدولية فإن ذلك يتطلب توافقا لإرادات الشعوب ولأن هذا من الصعب تحقيقه فلابد من سفك الدماء للوصول إلى هذه الغاية.)

وأن الولايات المتحدة تهدف من ضغوطها الحالية على المجتمع الدولي وخاصة الدول الحليفة لها مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لتكثيف الضغوط على الحكومة السودانية لنشر قوات دولية بالإقليم، على أن يتم لاحقًا نشر قوات يتخذون من الإقليم قاعدة عسكرية. ويهدف المخطط الأمريكي أيضا عبر إثارة الفوضى في مناطق الحكم الذاتي في فلسطين والضغط على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، حتى يعلن أنه بحاجة لنشر قوات دولية بقطاع غزة الموازي للحدود المصرية بهدف حماية السلطة الشرعية من حركة حماس، بقاعدة عسكرية جديدة لتطويق الدولة المصرية التي يعتبرها الأمريكيون الدولة العربية التي يجب الحذر منها تحسبًا لأي طارئ يحدث في العلاقات المصرية الأمريكية أو المصرية الإسرائيلية.

(وأكد الباحث أن الولايات المتحدة قدرت سبعة أعوام لتنفيذ مخططها ينتهى عام 2015 مشيراً إلى أن واشنطن تسعى منذ فترة إلى افتعال أزمات سياسية ودينية وعرقية داخل مصر بما يؤدي إلى انقسام الشعب المصري ويجعل النظام عرضة لانتقاد المجتمع الدولي وفرض عقوبات عليه ومن ثم التمهيد لاحتلالها عسكريا بعد التدخل في شؤونها الداخلية عبر بعض الطوائف أو منظمات المجتمع المدني أو الشخصيات المثيرة للجدل التي تعمل على تفكيك المجتمع المصري وفق خطة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية (آنذاك) لفرض الديمقراطية على الطريقة الأمريكية عن طريق الفوضى الخلاقة!!..

(ولفت الباحث الانتباه إلي أن امريكا أعدت بالفعل مخطط التقسيم وتعمل على تنفيذه منذ فترة بإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين وتشجيع المسيحيين على تصعيد حملتهم وهجومهم على النظام المصري في الداخل والخارج بل تشجيعهم على المطالبة بتكوين دولة مسيحية جنوبي وغربي مصر حتى وإن نفى المسيحيون ذلك فلقد نشرت المواقع الأمريكية خرائط تؤكد هذا التقسيم وتكشف دور بعض المسيحيين وأقباط المهجر ومنظمات المجتمع المدني في تنفيذ تلك المؤامرة الخطيرة.

وعودة إلي تقسيم خريطة مصر التي بدأت تتداول مرة أخري, وما أسفرت عنه أخيرا عمليات التفتيش لمقار جمعيات المجتمع المدني وضبط لتقسيم مصر داخل مقر جمعية أمريكية الأمر الذي يؤكد وجود هذا المخطط المشبوه,

ومن البديهي أن تقسيم دولة في حجم مصر لا يمكن تنفيذه بشكل فوري ومباشر ولكن يتم تنفيذه على خطوات على مدى سنوات وسنوات وقد يمتد إلى مئات السنين حسب حجم المقاومة والممانعة لهذا التقسيم , ومئات السنين إن كانت كثيرة جدا بالنسبة لعمر الأفراد فإنها تكاد لا تذكر بالنسبة لعمر الأمم والشعوب. إحداث فرز طائفي لأول مرة في تاريخ مصر من المعلوم أن أهم مانع ضد التقسيم هو عدم وجود فرز طائفي للسكان في البلد بمعنى عدم وجود قطاع مساحي معين للمسلمين السنة وأخر للشيعة وثالث للأكراد كما في العراق أو عدم وجود قطاع مساحي معين للمسلمين وأخر للمسيحيين كما في لبنان . والحمد لله فإن مصر لا تعاني من هذا الفرز الطائفي حتي الآن. ـ وقد سعى بالفعل منذ أيام بعض السذج من المصريين بأعمال عقوبة التهجير القسري على بعض عائلات مسيحية في الاسكندرية ـ وهم غافلون عن المخطط الذي يزرع هذه الفتنة بالتهجير الجماعي لعائلات من ابناء طائفة معينة ، أو دين معين ، ولكن وللأسف الشديد وتحت صمت المثقفين والكتاب وأحيانا بتأييد بعضهم تم وضع البذرة الأولي للفرز السكاني علي أساس ديني وعرقي. كيف هذا؟ إن تمدد بعض الأديرة في الصحراء إلي مئات الأفدنة يمثل اللبنة الأولي لهذا الفرز فما المانع أن تتحول تدريجيا ولو بعد مائة أو خمسمائة عام إلي مدن يهاجر إليها المسيحيون ويتكون بذلك لأول مرة في تاريخ مصر فرز طائفي للسكان علي أساس الدين . تخيلوا معي هجرة فرد واحد يوميا من الآن إلي هذه الأديرة . فما هو الموقف بعد 100 أو 500 عام. قد يقول قائل إنني أتتبع شكوكا لا دليل عليها.. وليكن فعندما يتعلق الأمر بوحدة شعب وأرض مصر فإن الاحتياط من الشكوك والظنون واجب وحتمي وقطع بذرة الشر أهون من مواجهتها عندما تصبح شجرة ذات جذور. كما يوجد أيضا فريق بين النوبيين يسعون إلي إحداث فرز طائفي آخر.

ولعل هذه المعلومات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن التربص بمصر كان منذ سنوات مضت وهناك أياد خارجية بالفعل تستغل أحداث العنف التي اعقبت الثورة لإسقاط مصر وتحقيق هذا المخطط وإحياء فكرة تقسيم مصر من جديد والدليل علي ذلك ما كشفت عنه جهات التحقيق بوجود خرائط لتقسيم مصر في إحدى الجمعيات الأمريكية في مصر, وهي الفكرة التي سبق الحديث عنها في وسائل الإعلام الأجنبية وعقد بشأنها بعض الندوات بالخارج وكانت تتحدث عن إمكانية الوصول إلي نهاية التفاعلات السياسية في منطقة الشرق الأوسط ومصر بالتحديد لتصل في النهاية إلي تقسيم أكبر دولة في المنطقة إلي دويلات صغيرة لا يمكن لها أن تقف أمام التكتلات العالمية الحالية,

على أن خطة تقسيم مصر هذه والتي يتم تداولها الان قام بنشرها الدكتور حامد ربيع الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في صحيفة الوفد في الثمانينيات في سلسلة مقالات بعنوان (مصر والحرب القادمة) كما نشرها الدكتور محمد عمارة نقلا عن مجلة يصدرها البنتاجون تم الاشارة اليها انفا ، في كتابه (المسألة القبطية حقائق وأوهام) ومفاد هذا الكلام تقسيم مصر الى ثلاث دويلات : كما هو متداول الان على شبكات التواصل الاجتماعي وبعض الصحف ووسائل الإعلام الأخرى :

*  دويلة إسلامية: تشمل مصر الاسلامية والتي تضم المنطقة من ترعة الاسماعيلية والدلتا حتى حدودها على الدويلة القبطية غربا ودويلة النوبة جنوبا.

*  دويلة قبطية: ممتدة من جنوب بني سويف في جنوب اسيوط بامتداد غربي يضم الفيوم وبخط صحراوي طويل يربط هذه المنطقة بالإسكندرية التي يعتبرها هذا المخطط عاصمة للدويلة القبطية.

*  دويلة النوبة: الممتدة من صعيد مصر حتى دنقلة من شمال السودان وعاصمتها اسوان.

*  دويلة يهودية: وعند هذا الحد يصبح طبيعيا ان يمتد النفوذ الاسرائيلي عبر سيناء ليستوعب شرق الدلتا بحيث تتقلص حدود مصر تماما من الجهة الشرقية ليصير فرع دمياط وترعة الاسماعيلية حدها الشرقي وتحقق الغاية الاسرائيلية النهاية «من النيل الى الفرات».

ولعلي من هنا أدعو العقلاء من المصريين الى التصدي الى هذا الخطر الذي يدفعنا اليه البعض من ابناء مصر ..عمالة وعمدا ، او غفلة وغباء ..

واللهم لا تؤخذنا بما يفعل السفاء منا ..

المصريون 29/2/2012م

 

سيناء كامب ديفيد ـ أرقام وحقائق

محمد سيف الدولة

فضحت الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني على حدودنا الشرقية، عمق أزمة سيادتنا الوطنية في سيناء الحبيبة، مما فجر حالة غضب شعبي غير مسبوقة، وخلق توافقاً وطنياً نادراً على ضرورة الغاء كامب ديفيد أو تعديلها على اضعف الايمان.

وهو ما يستدعي ان نتسلح جميعا بالمعرفة الدقيقة بحقيقة ما فعلته المعاهدة المشؤومة بسيناء، حتى لا نمل ولا نكل الى ان نحرر مصر منها ومن قيودها.

وهو ما سنتناوله بالتفصيل في هذه الدراسة، عبر محورين اساسيين: الاول هو التدابير الامنية الواردة في الاتفاقية والثاني هو القوات الاجنبية الموجودة  في سيناء.

اولا – التدابير الامنية:

وهي ما ورد في الملحق الاول من الاتفاقية (الملحق الأمني)، ولقد وردت به القيود الاتية على حجم وتوزيع القوات المصرية في سيناء:

*  تم لأول مرة تحديد خطين حدوديين دوليين بين مصر وفلسطين، وليس خطا واحدا، الاول يمثل الحدود السياسية الدولية المعروفة وهو الخط الواصل بين مدينتي رفح وطابا، اما خط الحدود الدولي الثاني فهو الخط العسكري او الأمني وهو الخط الواقع على بعد 58 كم شرق قناة السويس والمسمى بالخط (أ).

*  ولقد قسمت سيناء من الناحية الامنية الى ثلاثة شرائح طولية سميت من الغرب الى الشرق بالمناطق (ا) و (ب) و (ج).

*  اما  المنطقة (أ) فهي المنطقة المحصورة بين قناة السويس والخط (أ) المذكور عاليه بعرض 58 كم، وفيها سمح لمصر بفرقة مشاة ميكانيكية واحدة تتكون من 22 الف جندي مشاة مصري مع تسليح يقتصر على 230 دبابة و126 مدفع ميداني و126 مدفع مضاد للطائرات عيار 37مم و480 مركبة.

*  ثم المنطقة (ب) وعرضها 109 كم الواقعة شرق المنطقة (أ) وتقتصر على 4000 جندي من سلاح حرس الحدود مع اسلحة خفيفة.

*  ثم المنطقة (ج) وعرضها 33 كم وتنحصر بين الحدود الدولية من الشرق والمنطقة  (ب) من الغرب و لا يسمح فيها بأي تواجد للقوات المسلحة المصرية وتقتصر على قوات من الشرطة (البوليس).

*  ويحظر انشاء أي مطارات او موانئ عسكرية في كل سيناء.

*  في مقابل هذه التدابير في مصر قيدت الاتفاقية اسرائيل فقط في المنطقة (د) التي تقع غرب الحدود الدولية وعرضها 4 كم فقط، وحدد فيها عدد القوات بـ 4000 جندي.

*  وللتقييم والمقارنة، بلغ حجم القوات المصرية التي كانت  الموجودة شرق القناة على ارض سيناء  في يوم 28 اكتوبر1973 بعد التوقف الفعلي للإطلاق النار، حوالي 80 الف جندي مصري واكثر من الف دبابة.

*  ولكن الرئيس الراحل انور السادات وافق على سحبها جميعا واعادتها  الى غرب القناة ما عدا 7000 جندي وثلاثون دبابة، وذلك في اتفاق فض الاشتباك الاول الموقع في 18 يناير 1974.

*  ان مراجعة خطة العدوان الإسرائيلي على سيناء في حربي 1956 و1967، تثير القلق فيما اذا كانت الترتيبات الحالية قادرة على رد عدوان مماثل لا قدر الله.

*  وللتذكرة فلقد تم العدوان الإسرائيلي عام 1967  على اربعة محاور:

     1- محور رفح، العريش، القنطرة.

     2- محور العوجة، ابو عجيلة، الاسماعيلية.

     3- محور الكنتلا، نخل، السويس.

     4- محور ايلات، دهب، شرم الشيخ جنوبا ثم الطور، ابو زنيمة شمالا ليلتقي مع هجوم المحور الثالث القادم من راس سدر.

*  وتجدر الاشارة الى ان المنطقة المسلحة الوحيدة (أ) تنتهي قبل ممرات الجدى ومتلا والخاتمية التي تمثل خط الدفاع الرئيسي عن سيناء .

*  سبق للرئيس السادات ان رفض هذا الوضع، اذ انه صرح  في 19 مارس 1974 “آن الحديث الدائر في اسرائيل عن نزع سلاح سيناء يجب آن يتوقف،  فاذا كانوا يريدون نزع سلاح سيناء فسوف اطالب بنزع سلاح اسرائيل كلها، كيف انزع سلاح سيناء.. انهم يستطيعون بذلك العودة في وقت يريدون خلال ساعات”

ثانيا – القوات الاجنبية في سيناء:

وهي القوات متعددة الجنسية MFO  او ذو”القبعات البرتقالية” كما يطلق عليها للتمييز بينها وبين قوات الامم المتحدة ذو “القبعات الزرقاء”. ويهمنا هنا التأكيد على الاتي:

*  نجحت امريكا واسرائيل في استبدال الدور الرقابي للأمم المتحدة المنصوص عليه في المعاهدة، بقوات متعددة الجنسية، وقع بشأنها بروتوكول بين مصر واسرائيل في 3 اغسطس 1981.

*  تتشكل القوة من 11 دولة ولكن تحت قيادة مدنية امريكية.

*  ولا يجوز لمصر بنص المعاهدة ان تطالب بانسحاب هذه القوات من اراضيها الا بعد الموافقة الجماعية للأعضاء الدائمين بمجلس الامن.

*  وتقوم القوة بمراقبة مصر، اما اسرائيل فتتم مراقبتها بعناصر مدنية فقط لرفضها وجود قوات اجنبية على اراضيها،  ومن هنا جاء اسمها ((القوات متعددة الجنسية والمراقبون MFO)).

*  وليس من المستبعد  ان يكون جزءا من القوات الامريكية في سيناء عناصر اسرائيلية بهويات امريكية وهمية او مزورة.

*  وفيما يلى بعض التفاصيل:

     تتحدد وظائف MFO في خمسة مهمات = (4 + 1) هي:

     1- تشغيل نقاط التفتيش ودوريات الاستطلاع ومراكز المراقبة على امتداد الحدود الدولية وعلى الخط (ب) وداخل المنطقة (ج).

     2- التحقق الدوري من تنفيذ احكام الملحق الأمني مرتين في الشهر على الاقل ما لم يتفق الطرفان على خلاف ذلك.

     3- اجراء تحقيق اضافي خلال 48 ساعة بناء على طلب احد الاطراف.

     4- ضمان حرية الملاحة في مضيق تيران.

     5- المهمة الخامسة التي اضيفت في سبتمبر2005 هي مراقبة مدى التزام قوات حرس الحدود المصرية بالاتفاق المصري الإسرائيلي الموقع في اول سبتمبر 2005 والمعدل في 11 يوليو 2007 (ملاحظة: لم يعلن عن هذا الاتفاق ولا نعلم ما جاء به، ولقد وقع بعد سيطرة حماس على غزة).

*  مقر قيادة القوة في روما ولها مقرين اقليميين في القاهرة وتل ابيب.

*  المدير الأمريكي الحالي ديفيد ساترفيلد David M. Satterfield  ومدة خدمته أربعة سنوات بدأها في اول يوليو 2009. وقبل ذلك شغل منصب كبير مستشاري وزيرة الخارجية كونداليزا ريس للعراق ونائب رئيس البعثة الامريكية هناك، كما كان سفيرا للولايات المتحدة في لبنان.

*  وكان المدير السابق جيمس لاروكو James A. Larocco  أمريكي الجنسية ايضا وكذلك سيكون التاليين بنص البروتكول.

*  تتمركز القوات في قاعدتين عسكرتين: الاولى في الجورة في شمال سيناء بالمنطقة (ج) والثانية بين مدينة شرم الشيخ وخليج نعمة.

*  بالإضافة الى ثلاثين مركز مراقبة.

*  ومركز اضافي في جزيرة تيران الخاضعة للسعودية لمراقبة حركة الملاحة !

*  ملاحظة: (السعودية لا تعترف بإسرائيل فكيف تكون طرفا في الترتيبات الامنية لكامب ديفيد)

تكوين القوات وتوزيعها:

*  تتكون من قيادة وثلاثة كتائب مشاة لا تزيد عن 2000 جندي ودورية سواحل ووحدة مراقبة ووحدة طيران حربية ووحدات دعم واشارة.

*  الكتائب الثلاثة هي كتيبة امريكية تتمركز في قاعدة شرم الشيخ والكتيبتين الأخرتين احداهما من كولومبيا والاخرى من فيجى وتتمركزان في الجورة في الشمال وباقي القوات من باقي الدول موزعة على باقي الوحدات وفيما يلى جدول يبين عدد وتوزيع وجنسية القوات:

الدولة  طبيعة القوات عدد الافراد
 الولايات المتحدة كتيبة مشاة في شرم الشيخ
وحدة طبية ووحدة مفرقعات ومكتب القيادة المدنية
القيادة العسكرية
425
235
27
 كولومبيا كتيبة مشاة في الجورة في الشمال 358
فيجي كتبة مشاة في الجورة في الشمال 329
 المملكة المتحدة القيادة العسكرية 25
كندا القيادة العسكرية والارتباط وشئون الافراد 28
فرنسا القيادة العسكرية والطيران 15
بلغاريا الشرطة العسكرية 41
ايطاليا دورية سواحل من ثلاثة سفن لمراقبة الملاحة في المضيق وخليج العقبة 75
نيوزيلاندا دعم وتدريب واشارة 27
 النرويج القيادة العسكرية ومنها قائد القوات الحالي 6
 اورجواى النقل والهندسة 87

يلاحظ من الجدول السابق ما يلى:

*  تضطلع الولايات المتحدة بمسؤولية القيادة المدنية الدائمة للقوات كما ان لها النصيب الاكبر في عدد القوات 687 من 1678 فرد بنسبة 40 %.

*  وذلك رغم انها لاتقف على الحياد بين مصر واسرائيل، (راجع مذكرة التفاهم الامريكية الاسرائيلية الموقعة في 25 مارس 1979 والتي تعتبر احد مستندات المعاهدة).

*  وقد اختارت امريكا التمركز في القاعدة الجنوبية في شرم الشيخ للأهمية الاستراتيجية لخليج العقبة والمضايق بالنسبة لإسرائيل.

*  رغم ان جملة عدد القوات لا يتعدى 2000 فردا، الا انها كافية للاحتفاظ بالمواقع الاستراتيجية لصالح اسرائيل في حالة وقوع أي عدوان مستقبلي منها، خاصة في مواجهة قوات من الشرطة المصرية فقط في المنطقة (ج).

*  ان الوضع الخاص للقوات الامريكية في بناء الـ MFO  قد يضع مصر في مواجهة مع امريكا في ظل أي ازمة محتملة، مما سيمثل  حينئذ ضغطا اضافيا على أي قرار سياسي مصري.

*  تم استبعاد كل الدول العربية والاسلامية من المشاركة في هذه القوات.

*  ومعظم الدول الاخرى عدد قواتها محدود وتمثيلها رمزي فيما عدا كولومبيا وفيجى.

*  ان القيادة العسكرية كلها من دول حلف الناتو.

الميزانية والتمويل:

*  تقدر الميزانية السنوية الحالية للقوات بـ 65 مليون دولار أمريكي.

*  تتقاسمها كل من مصر واسرائيل.

*  بالإضافة الى تمويل اضافي من اليابان والمانيا وسويسرا.

وفي اسرائيل:

اما على الجانب الاخر في المنطقة (د) فيوجد ما يقرب من 50 مراقبا  كلهم مدنيون.

كان ما سبق هو حجم ازمة السيادة في سيناء، وهي حقائق  يعلمها جيدا كل المسؤولين والمتابعين والخبراء، ولكن تم حجبها واخفاءها عن غالبية الشعب الكريم لأكثر من ثلاثين سنة.

ولذلك فان مهمتنا الأولى الآن هي نشر هذه الحقائق بين كل الناس، فهم اصحاب الشأن والارض و المصلحة.

أما مهمتنا الثانية فهي تدارس الوسائل الممكنة للتحرر من هذه القيود، وهذا هو موضوع المقال القادم بإذن الله.

وجهة نظر 28/8/2011م

 

سيناتور أمريكي يعد أنصار القذافي بدولة مستقلة جنوب ليبيا

كشفت مصادر ليبية أن السيناتور الأمريكي جون ماكين وعد أنصار الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي بدولة مستقلة جنوب البلاد.

 السيناتور الأمريكي جون ماكين

وزار ماكين برفقة سفير أميركا في ليبيا ووفد من الكونجرس الأمريكي مخيمات النازحين من أنصار القذافي وكتائبه العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس وخاصة سكان تاروغاء.

وذكرت مواقع إعلامية للثوار أن الجانب المعلن للزيارة هو تقديم المساعدة، ولكن حسب مصادر الوسط الليبي ومصادر مطلعة سرية تقول: إن السيناتور جون ماكين نقل رسالة اعتذار باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما لأنصار القذافي وكتائبه العسكرية، وقد وعد بتقديم كل الدعم المادي والمعنوي والحماية لهم، وقدم لهم دعوة لزيارة أميركا.

وأفادت مصادر ليبية بأن السيناتور جون ماكين برفقة سفير أميركا في ليبيا ووفد من الكونجرس الأمريكي سوف يقوم بزيارة سرية إلى مدينة الكفرة للقاء أنصار القذافي وكتائبه العسكرية والقوات التشادية وحركة العدل والمساواة التي تخوض حربًا منذ أيام للسيطرة علي باقي مدن الجنوب الليبي بعد سقوط مدينة الكفرة.

ويقول محللون مطلعون وبارزون في الشأن الليبي: إن هناك مخططًا لتقسيم ليبيا وإقامة دولة مستقلة في الجنوب الليبي باسم دولة جنوب ليبيا الديموقراطية تضم كل القبائل الليبية من أصول أفريقية والنازحين الليبيين من أنصار القذافي، وتكون العاصمة مدينة سبها.

وكانت قبائل ليبية قد قالت: إن اشتباكات اندلعت بين قبيلتين متناحرتين في أقصى جنوب شرق ليبيا يوم الجمعة؛ ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص، على الرغم من تدخل قوات ليبية لإنهاء القتال الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى خلال الأسبوعين المنصرمين.

وقال يوسف المنقوش – رئيس أركان القوات المسلحة الليبية يوم الخميس -: إن قوات ليبية تدخلت لإنهاء القتال, لكنَّ ممثلين عن قبيلتي التبو والزوي المتناحرتين في الكفرة قالوا: إن الاشتباكات اندلعت مجددًا.

وقال عبد الباري إدريس – وهو مسؤول أمني في قبلية الزوي – عبر الهاتف: “نهبت التبو بعض المنازل وسرقت سيارات واضطررنا إلى الدفاع عن أنفسنا”.

وأضاف: “لم يفعل الجيش شيئًا”، بحسب ما نقلت “رويترز”.

وقال عيسى عبد المجيد الذي يقود مقاتلي التبو: إن القتال اندلع مجددًا، وإن أهالي التبو الذين يعيشون على المشارف الغربية للكفرة تعرضوا للهجوم.

وقال: إن مصابين سقطوا لكنه لم يعلن أي أرقام.

وأضاف أن نحو مئة من قبيلة التبو قتلوا منذ بدء الاشتباكات.

وقال: “قُتل أكثر من 30 شخصًا منهم أثناء نقلهم على الطرق إلى مستشفيات في بلدات أخرى”،

وقُتل أكثر من 136 شخصًا، وجرح العشرات في معارك بين قبائل التبو وقبائل الزوي في 12 فبراير في الكفرة قرب الحدود مع تشاد والسودان ومصر.

ويمثل القتال تحديًا جديدًا للقيادة الجديدة في ليبيا التي تولت السلطة بعد الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي العام الماضي لكنها تجاهد لاستعادة الاستقرار ويعرقلها عدم وجود جيش وطني فاعل.

مفكرة الإسلام 25/2/2012م

 

مَوتُ الغَربِ

د. أشرف نجم

 

طوال اثنتي عشرة سنة كنت أتجول في شوارع القاهرة “معشوقتي”، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، حتى كدت أن أحفظها شارعاً شارعاً، ثم انطلقت أزور مدن مصر الأخرى، فأحببت منها الإسماعيلية وأسوان والإسكندرية والغردقة ومرسى مطروح والعريش، وطوفت بكل المدن الكبرى – تقريباً – وكنت ألحظ قاسماً مشتركاً في شوارع مصر كلها، هو أن معظم من يتجولون فيها من الأطفال والشباب … ولم يكن ذلك مثار تعجب بالنسبة لي فأنا أعلم أني أعيش في بلد 60% من سكانه تحت سن الثامنة عشرة .. إنها أمة شابة فتية.

ولم تتغير نظرتي هذه للأمور حتى بعد أن عشت في الكويت وزرت جدة والحجاز والدوحة ودبي وصنعاء، فالعالم العربي كله يحوي من الأطفال والشباب أضعاف ما يحوي من الكهول والعجائز … وظلت نظرتي أيضاً كما هي بعد أن تجولت في شوارع اسطنبول – المدينة التي أحببتها من أول نظرة – وطفت في أزقة كوالالمبور – عاصمة ماليزيا – لأني أدركت أن العالم الإسلامي كله أمة شابة فتية … وحين تجولت في حواري جوايانا – إحدى دول أميركا الجنوبية 20% مسلمون – أدركت أن دول العالم الثالث أيضاً تشارك المسلمين تلك الروح الشابة الفتية.

ولم تبدأ صدمتي إلا حين خرجت إلى ما يسمونه “العالم الأول” أو “الأمم المتقدمة” … فأنت حين تسير في شوارع هذه المدن “المتحضرة” لا تكاد ترى طفلاً يلعب، أو شباباً يتسامرون، بل معظم من تقابلهم من أهل البلد فوق سن الأربعين، وكثير منهم قد تجاوز الستين وربما بأكثر من عشر سنين … رأيت ذلك في لندن ودبلن بأوروبا، كما رأيته في نيويورك وواشنطون وسان فرانسيسكو وبوسطن بأميركا، ورأيته أيضاً مؤخراً في تورنتو بكندا … عندها أدركت أن هناك عالماً آخر لا يتمتع مثل بلادي بالشباب والحيوية … إنها بلاد من الكهول والعجائز.

فارق آخر يلاحظه المرء بين أممنا الشابة والغرب الكهل، ذلك هو “الوحدة المجتمعية”، فمجتمعاتنا – في معظمها – تتكون من نسيج واحد تقريباً من البشر، تجمعها لغة وتاريخ مشترك وعادات وتقاليد متوارثة متشابهة إلى حد كبير … بيد أن المجتمعات الغربية أصبحت تموج الآن بالمهاجرين من أطراف المعمورة فغدا المجتمع خليطاً من شعوب العالم المختلفة في أشكالها ولغاتها وتاريخها وعاداتها ودياناتها.

ورغم أن لذلك بعض المزايا إلا أن له ماله من العيوب لاسيما ذوبان الرجل الأبيض في طوفان من الخليط البشري المصطنع .. ونظرة واحدة لمنتخب فرنسا لكرة القدم تكشف لكم أنه شبيه بمنتخب مالي أو ساحل العاج أو غيرهما من الدول الأفريقية السمراء .. إنها الهجرة بما لها وما عليها.

وأمر ثالث لا يمكن لأحد تجاهله هو فرق صارخ بين مجتمعاتنا والمجتمعات الغربية، إنه “التدين والارتباط بالسماء” … ولست أظنني في حاجة أن ألفت انتباهكم إلى تجذر الدين في مجتمعاتنا وانتشار التدين في كافة طبقات المجتمع، في المدن والقرى، في الرجال والنساء، وفي الشباب والكهول على حد سواء … وليس ذلك خاص بالمسلمين وحدهم بل يشاركهم فيه أصحاب الديانات السماوية الآخرى، بل وحتى غير السماوية منها.

وفي المقابل، تعاني المجتمعات الغربية من تآكل الدين يوماً بعد يوم، بل تآكل حتى الارتباط بالسماء أو بالروح أو بما وراء المادة، حتى أصبح من المألوف أن ترى كنائس تفلس وتـُباع لتناقص روادها مع الزمن، وحتى أصبح طبيعياً أن يسأل الناس بعضهم بعضاً: “هل أنت ممن يؤمن؟” يعني هل تؤمن بما وراء المادة؟ .. وحتى اضطر البابا في عدة مناسبات أن يطلق نداءً بعودة أوروبا والغرب إلى مسيحيتها.

في محاضرته عن تاريخ الحضارات تحدث الأستاذ مصطفى الطحان عن كتاب لواحد من كبار الكتاب الأمريكان يدعى “بوكانن” سماه (موت الغرب) … وطوف بنا المحاضر في جنبات الكتاب الذي يحوي الكثير من الدراسات الاجتماعية للمجتمعات الغربية ليخلص في النهاية إلى حقيقة يراها ماثلة أمام عينيه، وهي “أن الغرب يموت .. وأن الحضارة الغربية تحتضر”.

وللحضارات أعمار كأعمار البشر، ولها ” دورة حياة ” تماماً كدورة حياة الإنسان أو أي كائن حي آخر … تبدأ ضعيفة صغيرة، ثم تقوى وتنمو فتصبح صلبة شابة فتية، ثم ما تلبث أن تضعف وتضمر حتى تمرض ثم تموت.

هذه القاعدة صحيحة دائماً إذا ما استثنينا “الحضارة الإسلامية” التي كما يقال عنها “حضارة قد تمرض وتشيخ، لكنها أبداً لا تموت” … ربما لأنها ترتبط بدين الله الوحيد الخالد (إن الدين عند الله الإسلام)، وربما لأنها تحمل كتاب الله تعالى الأخير الباقي، الذي تكفل سبحانه بحفظه إلى يوم الدين (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وربما لأنها تحمل في طياتها بذور النماء التي ما أن تجد التربة الخصبة والمناخ المناسب حتى تثمر من جديد.

بعد المحاضرة طلبت الكتاب من المحاضر لأطلع عليه، فزودني به – مشكوراً – وزادني كتاباً آخر قديم نسبياً ولكنه قيم جداً عن (المسلمون حول العالم) .. عكفت على قراءة الكتابين خلال رحلتي الأخيرة غبر الأطلسي إلى تورنتو بكندا مروراً باستابول … ثم قررت أن أشرككم معي في متعة المعرفة .. والنظرة للمستقبل.

فاسمحوا لي في مقالات متتالية أن أعرفكم على الكاتب، ثم أجوب بكم في فصول الكتاب وأبوابه نستخرج منها العبر، وتعرف بها على الواقع، ونستشرف منها المستقبل .. فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.

25 يناير 23/2/2012م

 

حزب النهضة الإسلامي الطاجيكي.. تحديات وعراقيل

علاء فاروق

 حزب النهضة هو الحزب الإسلامي الرسمي الوحيد في آسيا الوسطى الذي يتمتع بحرية النشاط والحركة في ظل نظام علماني يمنع قيام أحزاب دينية، وللحزب مسيرة نضالية طويلة انتهت في النهاية بالاعتراف به، وقيام كيانه رغم أنف العلمانية، وقد قاوم الحزب بكل قوة محاولات اجتثاثه، والقضاء عليه وعلى رجاله، وذلك لقدرته على الصمود عبر إدارة الصراع على الصعيدين العسكري والسياسي في آن واحد خلال أعوام 1992- 1997، وتوقيعه اتفاقية السلام الطاجيكية في موسكو في يونيو 1997، والعودة إلى كفاحه السلمي من جديد.

 خريطة طاجيكستان

وتولى سيد عبد الله نوري قيادة الحزب طيلة سنوات كفاحه السري منذ 1973 أثناء الحكم السوفيتي، مرورًا بسنوات الانفتاح والتغيير في عهد جورباتشوف، ثم في مرحلة الاستقلال بعد الانهيار السوفيتي وما تبعها من حرب داخلية شهدتها طاجيكستان، ثم مرحلة السلام والمشاركة في الحكم، إلى أن توفي عام 2006م، وخلفه محيي الدين كبيري الذي ما زال يتزعم رئاسة الحزب حتى الآن.

مسيرته مع الانتخابات

لم يكن حزب النهضة الإسلامي مجرد حزب “ديكوري” كغيره من الأحزاب، وكما هو معهود في هذه الجمهورية السوفيتية السابقة التي يهيمن حزب الرئيس الحاكم على حياتها السياسية، ورغم كل ذلك فإن هذا الحزب يتميز بإيجابية كبيرة في مشاركته في جميع الانتخابات البرلمانية التي تحدث، ورغم عدم حصوله إلا على مقعد أو اثنين في البرلمان المكون من 63 مقعدًا، فإنه يعيد الكرة مرة تلو الأخرى، وكله أمل أن يأتي اليوم الذي تكون له الأغلبية، ورغم اختلافنا مع هذه النظرة في ظل سيطرة الحزب الحاكم، فإن توقعها لم يعد مستحيلاً.

وللحزب مسيرة “نضالية” مع الانتخابات البرلمانية في البلاد التي تعقد كل خمس سنوات، حيث إن تجربته الانتخابية تؤكد أنه موجود وقادر على المنافسة إذا جرت الانتخابات في أجواء صحية ونزيهة، ولكن كما هي العادة في الكثير من جمهوريات آسيا الوسطى، طالما توجد شبهات تزوير في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ما يجعل فرصة هؤلاء الإسلاميين ومن يشابههم من معارضة، ضعيفة جدًا في الحصول على نصيب كبير في هذه الانتخابات، وربما إذا حدث هذه سيكون بعد عشرات السنين مع توافر عنصر الإصرار على التغيير.

وفي الانتخابات الأخيرة التي أجريت يوم الأحد (28 فبراير/ شباط الماضي)، وترشح فيها ثمانية أحزاب، وعلى رأسهم حزب الشعب الديمقراطي الحاكم “حزب الرئيس رحمان”، يليه حزب النهضة الإسلامي، وتمت الانتخابات في 41 منطقة في طاجيكستان، وبلغ عدد المرشحين في الانتخابات 135 فردًا يتوزعون كالتالي:

1- حزب الشعب الديمقراطي “39 فردًا”.

2- حزب النهضة الإسلامي “20 فردًا”.

3- الحزب الشيوعي “9 أفراد”.

4- حزب الإصلاح الاقتصادي “7 أفراد”.

5- الحزب الزراعي “4 أفراد”.

6- الحزب الاشتراكي الديمقراطي “شخصان”.

ويتوزع الباقون على أحزاب أخرى ليس لها ثقل أو شهرة، وبعضهم يترشح بصورة مستقلة، ويصل عدد الناخبين في هذه الجمهورية قرابة ثلاثة ملايين و500 ألف ناخب.

وجاءت النتائج كما توقع الخبراء والمحللون وتوقعنا معهم، أن هذه الانتخابات نتائجها محسومة قبل إجرائها، وفاز حزب النهضة الإسلامي بمقعدين، وكأن هذا العدد أصبح ملازمًا له، لا يزيد عنه ولا ينقص طيلة عمليات الانتخابات المتتالية، وكان ذلك تشجيعًا من الحزب الحاكم على مشاركة الحزب في إكمال الصورة الديكورية للانتخابات، والتي انتقدتها بعض المنظمات المراقبة لها.

يبدو من نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة أن العراقيل والتحديات مازالت توضع في طريق حزب النهضة لتضعه على المحك، وربما لا يكون أمام الحزب إلا أحد طريقين: إما أن يلجأ للتراجع، وترك الحياة السياسية، ويكون بذلك أضاع تاريخًا يمتد لما يقرب من 20 عامًا من النضال السياسي على الصعيدين الرسمي والشعبي، وإما أن يلجأ لخيار العنف وعودة الحرب الأهلية مرة أخرى، وهو قادر على ذلك لما يمتلكه من شعبية وأيديولوجية لتحريك أنصاره، وهذا أيضًا سيعقد الأمور أكثر، ويفقده تاريخه السلمي الذي انتهجه منذ تأسيسه، ومنذ عقد اتفاقية السلام الطاجيكي.

والحقيقة الحزب يمر بمرحلة صعبة جدًا، فرغم تقدمه على المستوى الشعبي، فإن العراقيل السياسية التي تضعها الجهات الحكومية الرسمية في طريقه تحول دون تقدمه سياسيًا، ولا تكتفي بذلك، بل تقوم قرب كل عملية انتخابية باعتقال أبرز أعضائه وقادته، كما صرح محيي الدين كبيري لوكالة أنباء فارس، أن السلطات الرسمية اعتقلت بعض المرشحين عن الحزب، وكذلك أعضاء اللجان الانتخابية التابعة لهؤلاء المرشحين دون أي دليل أو مبرر قانوني، مؤكدًا أن ذلك يحدث مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية.

وخلال قراءتنا للواقع الطاجيكي، نؤكد أنه من الصعب جدًا الرهان على فوز الإسلاميين في هذه الانتخابات، خاصة في الظروف التي تمر بها الجمهورية حاليًا، في ظل حكومة الرئيس رحمانوف، وكذلك التوجه السياسي لدول المنطقة، وقبل ذلك توجهات موسكو التي تشكل الداعم الأساسي للجمهورية حاليا.

حقيقي أن طاجيكستان تمثل تجربة متميزة فريدة في إحلال السلام على أرضها، ورأب الصدع بين أفرادها، لكن الواقع الطاجيكي ما زال بعيدًا عن روح الديمقراطية والحرية، وهو ما أكدته نتائج الانتخابات الأخيرة، رغم تأكيد المسئولين على نزاهتها، إلا أن المتابع لتاريخ هذه العملية يتأكد له أيضًا أن عمليات التزوير مصاحبة لكل عملية اقتراع تقدم عليها هذه الجمهورية، والنتائج الأخيرة خير دليل على ذلك، حيث إن نتائجها لم تختلف كثيرًا عن نتائج انتخابات 2005.

وطاجيكستان كجيرانها من دول آسيا الوسطى تكرس نظام الحزب الواحد، والرئيس الأوحد، فرغم استقلال هذه البلاد منذ عام 1991، فإنها خرجت من عباءة الديكتاتورية الشيوعية لتجد نفسها في مستنقع الديكتاتورية الفردية، وليس هذا تجنيًا، إنما تؤكده الحالة السياسية التي تمر بها هذه البلاد، والتي تعيش أزمة ديمقراطية وسياسية.

تغييرات في أجندة الحزب

وقبل الحملة الانتخابية بفترة طويلة كان الحزب قد شهد تغيرات عديدة في أجندته ووسائله؛ فقد قام حزب النهضة بمراجعة أدائه بعد حصوله على مقعدين فقط في انتخابات 2005، ثم بعد تولي “كبيري” رئاسة الحزب عام 2006 -بعد وفاة مؤسس الحزب وزعيمه التاريخي سيد عبد الله نوري، الذي قاد الحزب أثناء الحرب الأهلية الطاجيكية- قام الحزب بعدد من التغييرات لزيادة انتشاره، ولاجتذاب شرائح جديدة من المثقفين ورجال الأعمال والطلبة والنساء، ولتغيير صورته التي طبعته بها مشاركته في الحرب الأهلية.

وفي مقابلاته مع وسائل الإعلام أثناء الحملة الانتخابية تحدث كبيري عن أفكار الحزب والتغيير الذي تم فيه خلال السنوات الماضية؛ ففي مقابلة مع راديو أوروبا الحرة قال كبيري: إن حزب النهضة كان يعرف عنه في الماضي أنه يمثل بعض المناطق الريفية الأكثر محافظة، ولكن الحزب تغير كليا الآن؛ ففي التسعينيات كانت قيادة الحزب تضم اثنين أو ثلاثة فقط من حاملي الشهادات الجامعية، في حين جميع أعضاء مجلس شورى الحزب الآن يحملون شهادات جامعية.

كما اتجه الحزب للتركيز على النساء والشباب الذين أصبحوا يمثلون أغلبية جمهوره، فوفقًا لكبيري تمثل النساء 60% من أعضاء الحزب، كما أن أغلب هؤلاء الأعضاء هم من الشباب. وقد انعكس هذا على تركيبة مرشحي الحزب للانتخابات الأخيرة، حيث كان معظمهم في الثلاثينيات أو الأربعينيات، وكان من بينهم محامون ورجال أعمال ومدرسون، بالإضافة إلى أربع نساء.

كما أن حزب النهضة “الإسلامي” ما فتئ يعلن على لسان رئيسه -في مواجهة اتهامات الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة- بأنه يسعى لإنشاء دولة إسلامية في طاجيكستان، وأن الحزب يدعم علمانية الدولة كما يقررها دستور طاجيكستان الذي يحترمه الحزب، وأن “المذهب الحنفي الذي يتبعه مسلمو طاجيكستان لا يدعم فكرة الحكومة الدينية”، وبالتالي يسعى حزب النهضة فقط إلى إنشاء مجتمع إسلامي يطبق قيم الإسلام.

كما يؤكد الحزب على دوره في مواجهة التطرف الديني؛ فهو يرى أن ما تعانيه طاجيكستان من فقر وسلطوية وفساد يخلق بيئة مولدة للتطرف الديني، ويعتقد الحزب أنه يساهم في الحد من هذا التطرف عبر تقديمه خيارًا بديلاً وشرعيا لممارسة النشاط السياسي بخلفية إسلامية، ما يحد من توجه الشباب المتدين المتحمس إلى الجماعات الإسلامية “التي تنشط تحت الأرض كحزب التحرير وجماعة التبليغ والسلفيين.

اعتدال.. أم ماذا؟

النتيجة الضعيفة التي حققها حزب النهضة جاءت على الرغم من الجهود الكبيرة الذي بذلها الحزب أثناء الحملة الانتخابية، والتغييرات التي أجراها منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2005، والتي حصل فيها على مقعدين فقط أيضًا، لكي يزيد من شعبية الحزب، ويجتذب شرائح اجتماعية جديدة.

ويُرجع الحزب سبب هذه النتيجة الضعيفة إلى التجاوزات والتزوير الذي تم في الانتخابات، والذي رصده بالإضافة لمراقبي الحزب مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ويؤكد قادة “النهضة” أنه لو لم تزور الانتخابات لكان حزبهم قد حصل على 30% من أصوات الناخبين؛ إذ إن استطلاعات الرأي كانت قد وضعت حزب النهضة في المركز الثاني بعد الحزب الحاكم.

وتقلص هذه النتيجة من 30% إلى أقل من 1% يثير بعض التساؤلات: هل الحزب يبالغ في توقعاته للعملية الانتخابية من قبيل الـ”شو” الإعلامي؟ وهل هذا الحزب يتمتع بشعبية تجعل نتيجته تصل لـ”30%”؟ وهل النتيجة الأخيرة ترجع إلى تزوير الانتخابات فعلاً، أم ترجع إلى عدم تمتع الحزب بشعبية كبيرة؟ كل هذه التساؤلات فرضت نفسها على حزب النهضة “الأمل الوحيد في التغيير”.

وبمتابعتنا للحياة السياسية في طاجيكستان نقول: ربما جاءت هذه النتيجة لتكرس عملية الاستبداد بالسلطة وسيادة نظرية الحزب الأوحد في هذه الجمهورية، وأن هذه النتيجة الضعيفة التي حققها حزب النهضة ترجع لعمليات التزوير التي مارستها الأيدي الرسمية لتمرير الانتخابات للحزب المهيمن، ويلوح في الأفق سبب آخر لهذه النتيجة، وهو حالة الخوف التي تتملك المواطن الطاجيكي، حيث إنه جاء ليقترع في انتخابات يعرف نتيجتها مسبقًا، ومن ثم فلا داعي أن يدخل نفسه في صدام، أو يضع نفسه في القائمة السوداء، أو في صف المعارضة مما قد يعرضه للكثير من المضايقات، وهذا ما يجعل الكثيرين ينصرفون إلى انتخاب الحزب الحاكم، أو عدم المشاركة في العملية الانتخابية أصلاً.

والحقيقة أن حزب النهضة بذل الكثير في تحركاته الدعائية رغم أنه لا يملك الكثير من الأموال ليرصدها في الدعاية الانتخابية، لكنه اعتمد على العنصر البشري كثيرًا، خاصة أن غالبية أعضاء الحزب من الشباب الذين تحركوا في كل مكان للدعاية لحزبهم، لدرجة أنهم ذهبوا للقرى البعيدة ذات الطرق الوعرة، والتي تقع عند سفوح الجبال، والتي وصلوها على الجياد.

وقام الحزب بحملة انتخابية قوية لم تؤثر فيها التجاوزات التي قامت بها السلطات لدعم الحزب الحاكم، واستهداف “النهضة” قبيل الانتخابات، ومنها قيام الشرطة بنزع الملصقات الدعائية لمرشحي الحزب، فبالإضافة للأساليب الدعائية التقليدية، وليتغلب الحزب على عدم تحمس الكثير من المواطنين للمشاركة في الانتخابات، كان أعضاء الحزب يقومون بالمرور على المنازل للدعاية لحزبهم، ودعوة الناس للمشاركة في الانتخابات.

ماذا بعد الانتخابات الأخيرة؟

العملية الانتخابية الأخيرة والنتيجة الضعيفة التي حصل عليها حزب النهضة أثبتت أن السلطات الرسمية في دوشنبه لن تسمح بأكثر من ذلك، وهو ما نصطلح على تسميته “هامشًا ديمقراطيًّا”، ولسان حال السلطات: “نحن أفضل من غيرنا”، ولن تسمح أيضًا للتواجد الشعبي الإسلامي الذي يقوده حزب النهضة، مؤكدة له أنه يكفيه شرف المشاركة، أما الانخراط الحقيقي في الحياة السياسية فلا.

والسؤال الأهم هنا بعد انتهاء هذه الانتخابات “محسومة النتيجة”: هل سيبقى حزب النهضة على أجندته السلمية التي أكدها مؤخرًا، من أنه سيعمل في إطار دستور الدولة، ولن يعود مرة أخرى للعمل المسلح؟ أم أن تكرار هذا التهميش سيجعله يعدل في أجندته السلمية، وربما لجأ للعمل المسلح وقت الضرورة، مما يهدد الجمهورية الطاجيكية بعودة العنف إلى أراضيها مرة أخرى، خاصة أن النهضة حزب لا يستهان به؟.

لكن -ومن واقع قراءتنا- لأجندة الحزب الأخيرة، يتأكد لنا أن الخيار السلمي والسياسي هو الخيار الإستراتيجي، وأنه لن يحيد عنه، ولن يلجأ للعمل المسلح مرة أخرى؛ لمعرفته المسبقة لويلات الحروب الأهلية، خاصة أنه ينبذ العنف، ولا يسعى لعمل انقلابات أو فتن داخلية.

وختامًا: ما زالت العراقيل والتحديات العلمانية توضع أمام الرمز السياسي الإسلامي في بلاد ما وراء النهر؛ لتوقف توغله الشعبي والرسمي، ولكن هذه العراقيل تتزامن مع إصرار هذا الحزب على مواصلته مسيرته الإصلاحية التي ينشد من ورائها خير البلاد والعباد.

المركز العالمي للوسطية 21/2/2012م