RSS

Monthly Archives: October 2010

صحوة من سكار الحب

ومن المحبين من هجر الحب المحرم واتصل بالحب الشرعي الطاهر العفيف،

فأنتقل من عالم الزور، ودنيا الهيام، وظلام الغرام، ومقام الآثام، إلى جنة الصدق، وروضة المعرفة، وبستان اليقين، وباحة الإيمان:

فهذا ابن أبي مرثد هام ـ قبل أن يسلم ـ بفتاة وعشقها وسكب عمره في كأس هواها، وأفرغ روحه في كوب نجواها، وفرغ شبابه على تراب مغناها، فلما هداه الله وغسل قلبه من أدران الهوان وأوصار المعصية، أفاق ـ والله ـ من رقده الغفلة، ومن سنة الجهالة، ومن سكرة الغي، على صوت بلال، فارتجف جسمه، وتهذبت روحه، وأعلن في إباء، وصاح في استعلاء : أتوب إليك يا رب، وأقبل على المصحف، وهب إلى المسجد، واستعان بالصبر والصلاة، وأدمن الذكر، وسجل رائعته في ديوان الخلود وسفر النجاة ودفتر المجد:

أأبقى غويا في الضلالة ساردا                كفي بالمرء بالإسلام والشيب ناهيا

وهذا لبيد بن ربيعة الشاعر المشهور:

هام بالغزل ومات بالمقل، وانغمس في الشعر وحده، يعيش للقافية، ويضحي للقصيدة، ولكنه عرف الله عن طريق الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، فتاب من حياة العبث والضياع، ورجع إلى المحراب، وأقبل على التلاوة، وأنشد:

الحمد لله إذ لم يأتني أجلي                   حتى اكتسب من الإسلام سربالا

ونذر لله لا ينظم ولو بيتا واحد، فإن فعل أعتق رقبة، وقال : كفتني سورة البقرة عن الشعر.

وهذا إبراهيم بن أدهم عاشق الملك، وهاوي الإمارة، والمولود في الرئاسة، فكر ذات يوم فقال : كان أجدادي وآبائي ملوكا فأين هم الآن ؟ هل تحس منهم أحد أو تسمع لهم ركزا ؟!، وتذكر قول الشاعر :

وسلاطينهم سل الطين عنهم                  والرؤوس العظام صارت عظاما !

فأعلن توبته، وفر من قصره، وخلع ثياب الملك، وهرب من الترف والجاه والنعيم إلى قرة وراحة الأرواح، فكان يسكن الخراب، ويمرغ أنفه بالتراب، ويأكل الشعير، وينام على الرصيف، ويقول نحن في عيش لو علم به الملوك لقاتلونا عليه بالسيوف:

أمطري لؤلؤا سماء سرنديب              وفيضي آبار تكريت تبرا

أنا إن عشت لست أعدم خبزا            وإذا مت لست اعدم قبرا !

وهذا عمر ابن عبد العزيز ابن النعمة والحشمة، وارث الدور والقصور، أرغد الناس في شبابه عيشا، وأكثرهم ترفا، وأزكاهم عطرا، لكن نفسه تاقت إلى الجنة فزهد في الفاني، ورغب في الباقي، واقبل على الله تعالى، وصدق مع ربه فعدل في الرعية، وأخلص في العبودية، وقاد الأمة الإسلامية خير قيادة، مع ورع متين، وعلم راسخ، وخشوع صادق:

جزاك ربي عن الإسلام مكرمة                  وزادك الله من أفضاله كرما

 

ضحايا الحب- للدكتور الشيخ عائض القرنى

 
 

معدل نمو الإسلام في العالم

نيويورك | أخبار Rupee | 20يوليو، 2008 : في مقابلة جرت مؤخرا مع هيئة الاذاعة البريطانية، وزير الداخلية البريطاني جاك سميث قدم بعض الملاحظات المثيرة للإهتمام حول سرعة انتشار الإسلام في أوروبا.

* في المملكة المتحدة وحدها، 50.000 يعتنق الإسلام سنويا

وفقا لسميث، حوالي 50.000 بريطاني يعتنق الإسلام كل عام. ومنذ عام 2001 اعتنق 400 ألف بريطاني الإسلام. وقال أن تعداد السكان المسلمين فى بريطانيا وصل إلى 2 مليون وأن أتباع الإسلام الآن هم ثاني أكبر تعداد سكاني بعد المسيحيين فى بريطانيا. حتى انه اقترح إنشاء جامعة إسلامية في بريطانيا نظرا للكتلة السكانية الساحقة من المسلمين في هذا البلد.

الزخم والقوة التي ينتشر بها الإسلام فى الغرب جعلت صانعي السياسات وعلماء الدين والباحثين ووسائل الاعلام هناك فى حيرة من أمرهم. فاعتناق الاسلام أصبح منتشر بشكل لا يمكن تصوره خصوصاً بعد 11سبتمبر. ومعظم الباحثين يعتقدون أن التآكل السريع في القيم الدينية والثقافية في المجتمعات الغربية تدفع شعبها نحو الإسلام الذي يقدم بنية ثقافية واجتماعية وأسرية أكثر شمولا وتماسك.

* وفقا لتقرير نشر مؤخرا في مجلة التايمز المرموقة، فإن مئات المساجد الجديدة تظهر الآن فى الغرب، ومعظم الدول الأوروبية الآن تسمع الأذان يومياً خمس مرات. وفى روما يتم تشييد مسجد عظيم بتكلفة ضخمة قدرها 30 مليون دولار على مساحة أرضية تم التبرع بها من قبل الحكومة المحلية.

وفقا للدكتور محمود الصديقي السعيدي، مدير المجلس الأوروبي للأقلية المسلمة، أنه بينما فى تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة أن عدد السكان المسلمين في أوروبا هي 21 مليون نسمة، فإنها فى الحقيقة يمكن أن تكون 50 مليون نسمة. و وفقا للبيانات المتاحة على موقع islamicpopulation.com، فإن في عام 2006 كانت نسبة السكان المسلمين في أوروبا، بما في ذلك روسيا، نحو 50.70 مليون نسمة.

مع الزيادة في عدد السكان المسلمين في أوروبا، فإن عدد المساجد والمراكز الإسلامية أيضا في نمو سريع. وبينما في بريطانيا لم يكن هناك سوى 13 مسجدا في عام 1963، فأنه في الوقت الحاضر هناك 600 مسجد و 1400 منظمة إسلامية في البلاد.

* وفي فرنسا، التى يبلغ عدد المسلمون بها 6 مليون فإن بها 1300 مسجد ومركز اسلامي بالإضافة إلى حوالي 600 منظمة إسلامية. والمسلمون فى فرنسا لديهم قناة إذاعية على مدار 24 ساعة. ويقدر أن نسبة السكان المسلمين في فرنسا ستصل الى حوالي 8 مليون خلال السنوات ال 15 المقبلة.

* وفي إيطاليا يبلغ عدد السكان المسلمين مليون نسمة، و450 مسجد ومركز إسلامي. ووفقاً للمجلة الإيطالية المشهورة، The Journal، فإنه فى غضون ال 200 سنة المقبلة يكاد أن يكون الإسلام هو الدين الوحيد المتعارف عليه فى المجتمع الأوروبي.

* أما في ألمانيا فيبلغ عدد المسلمين 4 مليون نسمة، و 1400 مسجد ومركز إسلامي. وتقدر نسبة المسلمين هنالك 4%.

* وفى كندا فأن معدل اعتناق الإسلام أصبح تقريبا 130% ما بين عام 1991 و 2001.

* وفي سويسرا حوالي 6000 مسيحي اعتنق الإسلام بعد 11 سبتمبر.

ووفقاً لما قاله جان واكس الباحث بجامعة سان دييغو، أنه بحلول عام 2020 من بين كل أربعة أشخاص في أوروبا شخص مسلم. وتشكل نسبة الشباب المسلم بين 45 و 50 ٪ من المسلمين، أما الاتحاد الأوروبي فتمثل نسة الشباب فيه بين 16 و 20 ٪. وبعبارة أخرى، فإنه في غضون سنوات قليلة سوف يشكل المسلمون 16 الى 20 ٪ من القوى العاملة الأوروبية، ويمكنهم بالتالي التأثير في السياسات وصنع القرار.

* أما ألبانيا فلديها أكبر نسبة كثافة سكانية مسلمة فى أوروبا كلها، باستثناء تركيا، التي تقع على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا. ووفقاً لنتائج آخر إحصاء رسمي للسكان، فإن الكتلة المسلمة فى ألبانيا تقدر بنحو 2.2 مليون نسمة، أو 70 ٪ من مجموع سكان البلد. على الرغم من أن ألبانيا رسمياً كانت مجتمع ملحد خلال فترة الحكم الشيوعي، والتعبير العلني عن جميع المعتقدات الدينية كان محظور، فإن اليوم أكثر الألبان مسلمين ملتزمين.

* بعد ألبانيا تأتى البوسنة والهرسك بثاني أكبر تعداد سكاني مسلم فى أوروبا، حيث 40 ٪ من البوسنيين، أو 1.5 مليون شخص، يمارسون شعائر الاسلام.

* وفي أوروبا الغربية، تأتي هولندا فى المرتبة الثانية بعد فرنسا، والتي تتضم أكثر من 945000 من المسلمين، ويشكلون 5 ٪ من السكان.

 تقرير الفاتيكان

“للمرة الأولى في التاريخ، لم نعد نحن من يتصدر القمة: لقد تفوق علينا المسلمون” قالها رجل الدين فيتوريو فورمنتى في مقابلة مع صحيفة الفاتيكان L’Osservatore Romano””.

فيتوريو فورمنتى هو الذى يصدر كتاب الفاتيكان السنوي.

قال أن الكاثوليك يمثلون 17.4 في المئة من سكان العالم — نسبة مئوية ثابتة — في حين أن المسلمين كانوا 19.2 في المئة.

وقال “صحيح أنه في حين أن الأسر المسلمة، كما هو معروف جيدا،تواصل إنجاب عدد كبير من الأطفال، فإن الأسر المسيحية على النقيض تميل إلى أن تكون أقل وأقل”

فورمنتى قال أن تلك البيانات تشير إلى عام 2006. حيث قامت البلدان الإسلامية بإحصاء هذه الأرقام، ثم قدمتها إلى الأمم المتحدة، مضيفا ان الفاتيكان لا يمكن أن يجزم إلا على البيانات الخاصة به.

وأضاف أنه بالنظر إلى المسيحين بشكل عام وليس فقط الكاثوليك، فإن المسيحيون يشكلون 33% من سكان العالم.

news.yahoo.com

 

voanews.com

* الإسلام هو واحد من أسرع الأديان انتشارا في الولايات المتحدة، واللاتينيين يمثلوا أسرع الأقليات انتشاراً. وبشكل متزايد، فإن الإتجاهان يتلاقيان فى شكل اعتناق ذوي الأصل الأسباني دين الاسلام.

….. لا توجد أرقام مؤكدة حول عدد اللاتينيين الذين اعتنقوا الإسلام، وإن كان هناك تقدير لحوالي 40 ألف، فهو عدد صغير بالمقارنة مع الولايات المتحدة عموما. فنسبة السكان اللاتينيين تزيد عن 35 مليون نسمة. لكن المسلمين اللاتينيين يقولون أنهم يؤمنوا بأن الكثير سيتّبعوا نهجهم لأنهم يعملون على نشر كلمة الإسلام فى مجتمعاتهم.

voanews.com

دالاس، تكساس
13 يوليو 2005

 

درجات الألوان المختلفة تمثل نسبة المسلمين في تلك الدول للمزيد أرجو الإطلاع على مصدر الخريطة

 
 

ما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني

الشيخ علي الطنطاوي

 نظرت البارحة فإذا الغرفة دافئة والنار موقدة، وأنا على أريكة مريحة، أفكر في موضوع أكتب فيه، والمصباح إلى جانبي، والهاتف قريب مني، والأولاد يكتبون، وأمهم تعالج صوفا ًتحيكه، وقد أكلنا وشربنا، والراديو يهمس بصوت خافت، وكل شيء هادئ، وليس ما أشكومنه أو أطلب زيادة عليه فقلت الحمد لله.

أخرجتها من قرارة قلبي، ثم فكرت فرأيت أن الحمد ليس كلمة تقال باللسان ولو رددها اللسان ألف مرة، ولكن الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها.

حمد الغني أن يعطي الفقراء، وحمد القوي أن يساعد الضعفاء وحمد الصحيح أن يعاون المرضى، وحمد الحاكم أن يعدل في المحكومين.. فهل أكون حامدا لله على هذه النعم إذا كنت أنا وأولادي في شبع ودفء وجاري وأولاده في الجوع والبرد ؟ وإذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسأل عنه؟

وسألتني زوجتي فيمَ تفكر ؟ فأخبرتها، قالت صحيح، ولكن لا يكفي العباد إلا من خلقهم، ولو أردت أن تكفي جيرانك من الفقراء لأفقرت نفسك قبل أن تغنيهم… قلت لو كنت غنيا لما استطعت أن أغنيهم، فكيف وأنا رجل مستور، يرزقني الله رزق الطير تغدو خماصا وتروح بطاناً..!!

لا، لا أريد أن أغني الفقراء، بل أريد أن أقول إن المسائل نسبية…أنا بالنسبة إلى أرباب الآلاف المؤلفة فقير، ولكني بالنسبة إلى العامل الذي يعيل عشرة وما له إلا أجرته غني من الأغنياء، وهذا العامل غني بالنسبة إلى الأرملة المفردة التي لا مورد لها ولا مال في يدها، وصاحب الآلاف فقير بالنسبة لصاحب الملايين ؛ فليس في الدنيا فقير ولا غني فقرا مطلقا وغنىً مطلقا.

 تقولون : إن الطنطاوي يتفلسف اليوم، لا ؛ ما أتفلسف، ولكن أحب أن أقول لكم إن كل واحد منكم وواحدة يستطيع أن يجد من هو أفقر منه فيعطيه، إذا لم يكن عندك – يا سيدتي – إلا خمسة أرغفة وصحن مجدّرة تستطيعين أن تعطي رغيفا لمن ليس له شيء، والذي بقي
عنده بعد عشائه ثلاثة صحون من الفاصوليا والرز وشيء من الفاكهة والحلو يستطيع أن يعطي منها قليلا لصاحبة الأرغفة والمجدّرة ، ومهما كان المرء فقيرا فإنه يستطيع أن يعطي شيئا لمن هو أفقر منه.

ولا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان، لا والله، إنكم تقبضون الثمن أضعافا تقبضونه في الدنيا قبل الآخرة، ولقد جربت ذلك بنفسي أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي منذ أكثر من ثلاثين سنة، وليس لي من أبواب الخير والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إن كان في يدي مال، ولم أدخر في عمري شيئا وكانت زوجتي تقول لي دائما : يا رجل، وفر واتخذ لبناتك دارا على الأقل فأقول: خليها على الله، أتدرون ماذا كان؟ لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في بنك الحسنات الذي يعطي أرباحا سنوية… قدرها سبعون ألفا في المئة، نعم (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ) وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ).
أرسل الله صديقا لي سيدا كريما من أعيان دمشق فأقرضني ثمن الدار، وأرسل أصدقاء آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى كمُلت وأنا – والله – لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه المارة عليها من الطريق، ثم أعان الله برزق حلال لم أكن محتسبا فوفيت ديونها جميعا ،ومن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء. وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني، ولا احتجت لشيء إلا جاءني، وكلما زاد عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته في هذا البنك.

فهل في الدنيا عاقل يعامل بنك المخلوق الذي يعطي 5% ربحاً حراماً وربما أفلس أو احترق ويترك بنك الخالق الذي يعطي في كل مئة ربح قدره سبعون ألفا ؟ وهو مؤمن عليه عند رب العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل أموال الناس.

فلا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا ، إن الله يخلفه في الدنيا قبل الآخرة.

وأسوق لكم مثلا واحدا : قصة المرأة التي كان ولدها مسافرا، وكانت قد قعدت يوما تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام وقطعة خبز، فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة… فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى قال : ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق، وكنت وحدي فهربت منه، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه ويقول: لقمة بلقمة، ولم أفهم مراده. فسألته أمه عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد.

والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجربة، وقد وردت فيها الآثار، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلها واحدا ً هو يتصرف فيه وبيده العطاء والمنع وهو الذي يبتلي وهو الذي يشفي، يعلم أن هذا صحيح، والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف، وأنا أخاطب السيدات وأقول لكل واحدة ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها، ومما ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها، ومما يفيض عنها من الطعام والشراب، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها فرحة الشهر. ولا تعطي عطاء الكبر والترفع، فإن الابتسامة في وجه الفقير (مع القرش تعطيه له) خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبر مترفع.

ولقد رأيت ابنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان فقلت لها : تعالي يا بنيتي، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدميها إليه هكذا… إنكِ لم تخسري شيئا ، الطعام هو الطعام، ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه وأشعرته أنه كالسائل (الشحاذ)، أما إذا قدمتيه في الصينية مع الكأس والملعقة والشوكة والمملحة ينجبر خاطره ويحسّ كأنه ضيف عزيز.

2010/10/14م

 
 

حقائق جمع القرآن الكريم

د. محمد عمارة

 

في كتاب السيوطي (849 ـ 911هـ الموافق 1425 ـ 1505م) “الإتقان في علوم القرآن” جمع للروايات المترادفة والمتواترة عن المراحل التي مر بها التدوين والجمع للقرآن الكريم..

وفي هذه الروايات نقرأ: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزل عليه السورة ذات العدد، فكان إذا أنزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب (من كتاب الوحي البالغ عددهم ثمانية وعشرين كاتبا) ـ فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا.”

ونقرأ ـ كذلك ـ أن الرقاع التي دُوّن فيها القرآن قد جُمعت بإشارة من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.. وبعبارة الحاكم النيسابوري (321 ـ 405هـ الموافق 933 ـ 1014م) ـ في (المستدرك) ـ : فلقد تم “تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها وجمعا فيها بإشارة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “.

ونقرأ ـ عن الجمع الذي تم في عهد أبي بكر الصديق ـ أنه كان جمعًا لما كان مكتوبًا في أدوات الكتابة المختلفة ـ ومنها جريد النخل ـ في الصحف، لتكوّن “المصحف”.. وبعبارة “الحارث المحاسبي” (165 ـ 243هـ الموافق 781 ـ 857م) ـ في كتابه (فهم السنن) ـ : “فإن كتابة القرآن ليست بمحدثة، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقًا في الرقاع والأكتاف والعُسُف ـ (جريد النخل) ـ .. فأمر الصديق ـ رضي الله عنه ـ بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعًا.. أي جُمع في الصحف، وكان ذلك بمنزله أوراق وجدت في بيت النبوة فيها القرآن منتشرًا، فجمعها جامع، وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء”.

أما ما صُنع على عهد عثمان بن عفان، فكان جمع الأمة على قراءة القرآن وفق اللهجة القرشية التي نزل بها، وذلك بعد توحد القبائل في أمة وشيوع لهجة قريش فيها، وزوال الضرورة التي رخصت قراءة بعض الحروف وفق اللهجات القبلية المتعددة.. أي أن عثمان جمع الأمة على حرف واحد.. ولم يكن الجامع للقرآن الكريم..

وبعبارة الحارث المحاسبي: “إن المشهور عند الناس أن جامع القرآن هو عثمان، وليس كذلك، إنما حَمَل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد.. فأما قبل ذلك فقد كانت المصاحف بوجوه من القراءات المطلقات على الحروف السبعة التي أنزل بها القرآن..

لقد أمر عثمان زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بنسخ القرآن في المصاحف.. قائلا لهم: اكتبوه بلسان قريش فإنه نزل بلسانهم..

وبعبارة ابن حجر العسقلاني (773 هـ – 852 هـ الموافق 1373 ـ 1449م): إن ذلك كان سنة 25هـ.. اقتصر التدوين ـ في المصاحف التي وزعت على الأنصار ـ على لغة قريش ـ التي نزل بها ـ بدل قراءته بلغة غيرهم، لأن الحاجة إلى ذلك قد انتهت، فاقتصر على لغة واحدة.

وبعبارة القاضي أبو بكر ـ في (الانتصار) ـ : فإن عثمان لم يقصد ما قصده أبو بكر في جمع القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمع الناس على القراءة الثابتة المعروفة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإلغاء ما ليس كذلك، وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير ، ولا تأويل أُثبت مع التنزيل”.

تلك هي حقائق جمع القرآن الكريم.. كما جاء في مصادر علوم القرآن.. لقد جُمع ـ أولاً ـ جمعًا إلهيًّا، بين يدي النبي ـ عندما راجعه معه جبريل ـ ودون نصه مرتبًا في أدوات التدوين المتاحة.. ثم جُمع في الصحف ـ خاصة ـ بشاهدي الحفظ والتدوين بين يدي النبي، على عهد أبي بكر الصديق، فكونت صحائفه “المصحف الشريف”.. ثم جمع عثمان الأمة على حرف واحد هو لهجة قريش التي نزل بها، بعد توحد القبائل في أمة، وتوحد لهجتها.. ومن ثم زالت الحاجة إلى المدونات باللهجات المختلفة، والتي وضع فيها أصحابها الكلمات المفسرة.. وذلك حتى لا يختلط “التأويل” بالتنزيل..

المصريون 4/10/2010م

 
 

أغرب محاكمة

بدأت المحاكمة ؟

أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ!!!

نادى الغلام: ياقتيبة (هكذا بلا لقب)

فجاء قتيبة وجلس هو وكبير الكهنة أمام القاضي جُميْع

ثم قال القاضي: ما دعواك يا سمرقندي ؟

قال: إجتاحنا قتيبة بجيشه ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا..

إلتفت القاضي إلى قتيبة وقال: وما تقول في هذا يا قتيبة ؟

قال قتيبة: الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية…

قال القاضي: يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟

قال قتيبة: لا إنما باغتناهم لما ذكرت لك…

قال القاضي: أراك قد أقررت، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة، يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل.

ثم قال: قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن تترك الدكاكين والدور، وأنْ لا يبق في سمرقند أحد، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !!

لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه، فلا شهود ولا أدلة ولم تدم المحاكمة إلا دقائق معدودة، ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم، وبعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات ترتفع وغبار يعم الجنبات، ورايات تلوح خلال الغبار، فسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به..

وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله..

فيا لله ما أعظمها من قصة، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق، أريتم جيشاً يفتح مدينة ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟

والله لا نعلم شبه لهذا الموقف لأمة من الأمم.

بقي أن تعرف أن هذه الحادثة كانت في عهد الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز، حيث أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم فكانت هذه القصة التي تعتبر من الأساطير.

هي قصة من كتاب (قصص من التاريخ) للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله..

وأصلها التاريخي في الصفحة 411 من (فتوح البلدان) للبلاذري.

طارق الطوخي 17/10/2010م