RSS

Category Archives: مقالات تستحق القراءة

أحمد عز الدين يكتب: حجازي.. و(شهادة البشري) بحق الإخوان

أحمد عز الدين

كنت أتوقع أن يتوقف الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي عن نشر سلسلة مقالاته الأخيرة عن “شهادة المستشار طارق البشري” بحق الإخوان المسلمين بعد أن يدرك الخطأ الفادح الذي وقع فيه، أو ينبهه إليه أحد أصدقائه أو قرائه.. لكنه استمرَّ في نشر أربعة مقالات حتى الأسبوع الماضي.

ولعل الأستاذ حجازي يُدرك الآن خطأه، ويعتذر للمستشار البشري وللقُرَّاء.

اعتمد حجازي على ما ذكره المستشار طارق البشري عن الإخوان المسلمين، في الطبعة الأولى من كتابه “الحركة السياسية في مصر من سنة 1945إلى سنة 1952″، الذي تعرض لمواقف أبرز القوى السياسية في تلك الفترة، وخص الإخوان بفصلين في الكتاب، وقد صدرت الطبعة الأولى في خريف عام 1972، وكان البشري قد أنهى مسودتها في أغسطس 1969، وعاود النظر فيه ثم “رفعت عنه القلم نهائيًّا، وأعددته للطبع في يناير عام 1970” كما يقول.

المستشار طارق البشري

ولكن ما فات حجازي- أو فوته- أن البشري أصدر طبعة ثانية من الكتاب ضمنها مقدمة كتبها في 5 أكتوبر 1981 تحت عنوان “تعقيب ومراجعة”، جاءت في 65 صفحة، تضمنت مراجعة جوهرية لموقفه من الإخوان المسلمين، واعترافًا بالخطأ لا يملك مثله إلا من يحترم نفسه وقارئه، قائلاً: لست ممن يخفون موقفًا فكريًّا أتحفظ عليه الآن، ولست ممن يجدون الحرج في الإفصاح الجهير عن العدول عن موقف أو رأي سابق، ظننته صوابًا في وقت، ثم تبينتُ الصواب في غيره، ولست ممن يحسنون إخفاء أمر كهذا.

كانت المراجعة واجبة من وجهين:

الوجه الأول خاص بالكتاب ومادته العلمية، وقد كان الكتاب- كما يقول البشري- من بواكير ما صدر عن الفترة المدروسة، ثم أخرجت السنوات العشر الأخيرة مادةً جديدةً سواء في الكتب التي صدرت أو في المذكرات الشخصية التي نشرها بعض مَن شاركوا في أحداث تلك الفترة، أو المقالات التي شرحت أو دافعت عن وجهات وأحداث للاتجاهات السياسية المختلفة، بعد أن أذن لها في السبعينيات بالعودة للمسرح السياسي، ونشطت في وصل الماضي بالحاضر.

فعملية التأريخ “لها وجه من وجوه الحوار بين الماضي والحاضر، أي الحوار بين الفترة المدروسة وبين الفترة التي يجري فيها الدرس.. هو حوار يرسم حدوده حجم المادة التاريخية المكتشفة في وقت الدراسة، ونوعية هذه المادة ومصادرها حسب المتاح في هذا الوقت”.

والوجه الثاني متعلق بالكاتب فهو، “في حدود قدرته على المتابعة، يمكن أن تتغير بعض وجهات نظره في فهم الأحداث وتقويم التيارات والاتجاهات”.

وبهذا، فإن العملية التأريخية واقع يحتمل التغير من طرفين: من حيث المادة التاريخية، وهي صلب العمل التأريخي، ومن حيث فهم المادة التاريخية وتصنيفها وتقويمها وتركيبها، وهي مهمة الكاتب.

نقد البشري كتابه بنفسه إزاء ثلاثة جوانب:

* الحركة الشيوعية، حيث اهتم بالإشارة إلى الوجود الأجنبي اليهودي على رأس كثير من التنظيمات الماركسية في الأربعينيات، والذي يبدو له أنه لم يكن بعيدًا عن التحرك الصهيوني في المنطقة العربية آنذاك، وقد فصل ذلك في كتابه “المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية”.

* أنه لم يفرد في الكتاب قسمًا مستقلاً للحزب الوطني الجديد كما صنع مع غيره.

* أما الأمر الثالث، فكان خاصًّا بآرائه عن الإخوان المسلمين، وقد استغرق هذا الأمر مساحة ضافية في المقدمة.

يقول البشري عن الإخوان: كنت خارجيًّا عنهم، ولم يتح لي فكري سبيل الولوج من بابهم لأدخل دارهم واتطلع إلى شواغلهم. استخدمت مع غيرهم الموازين والمكاييل والتحاليل، وقستهم هم بالمتر، أو الشبر والفتر.

ويقول: “إن النظر الخارجي للإخوان هو ما أعاقني عن التنقيب عن الدلالة الوطنية لشعبيتهم، وقد لزمتني سنوات بعد إخراج هذا الكتاب لكي أعيد مع نفسي النظر في هذه النقطة، وأن أراجع الخريطة السياسية التاريخية كلها، في ضوء ما أسفرت عنه إعادة النظر تلك”.

أقر البشري بأنه” يلزم تقويم الوقائع في ضوء معيار جديد يدخل أهداف الحركة (الإخوان) ووظائفها التاريخية في نسيجه وتقاس به مواقف الحركة ومواقف غيرها”.. المشكلة كما رآها البشري لاحقًا فيمن ينظر للإخوان: “من ينظر إلى حركة الإخوان من خارج إطارها الفكري والعقدي والحضاري يصير أجنبيًّا عنها لا يستطيع أن يستصحب منطقها”.. “الخلاف الحقيقي يغوص في الأصول الفكرية التي تحدد مجال الرؤية ومسارها وتتفرع عنها التفاريع وهو يقوم بين المنهج الإسلامي كما يراه الإخوان، وبين المنهج العلماني الذي وفد، وانطبع به فكر الكثيرين من أبناء المؤسسات الحديثة في بلدنا”.

إن نظر العلماني الوطني إلى حركة الإخوان يكون- كما يرى البشري- على أساس من غربته الفكرية عنها، فضلاً عن خلاف عميق بين الطرفين وتصور كل منهما لنموذج النهضة التي يريد بناءها في البلاد وللمواد الحضارية التي تستعمل في هذا البناء.

“العلماني الوطني يرى أن ابتعاد الدنيا عن الدين هو كبعد الأرض عن السماء، ولا يدرك أن نظرته تلك نبت وافد وحديث، لم تنمُ في البيئة الفكرية الحضارية قبل مطلع القرن العشرين”.

رد البشري على مَن سألوا: متى توجه الإخوان إلى السياسة؟ بأنهم لم يتركوا السياسة أصلاً.

وردًّا على القول بغموض الإخوان ونقص برامجهم بأنه يعكس الغفلة عن الصراع العقائدي والحضاري بين الوافد والموروث؛ فالإخوان دعوة للاستقلال العقائدي والحضاري، حتى وإن لم يطرحوا برنامجًا محددًا عن البناء السياسي أو الدستوري.

وقال: إن الدعوة للخلافة كانت في مواجهة الهجوم الغربي الشامل على بلادنا، وفي مواجهة التقسيمات السياسية التي فرضها الاستعمار، وأنها كانت شعار توحيد ومواجهة مع الاستعمار.

وإن الدعوة إلى تطبيق الشريعة دعوة ترنو إلى الاعتراف العام الشامل بتطبيق حكم الإسلام، باعتبار الشريعة الأصل المرتبط بتاريخنا وعقائدنا وحضارتنا، وتفاعل مع ما عايشنا على مدى تلك القرون، واستوعب في فقهه أعرافنا.

ويعترف البشري بأنه “اعتمد ما اتفقت عليه الفصائل الوطنية والديمقراطية إزاء الإخوان.. باعتبارهم تيارًا شاردًا بعيدًا عن السياق العام للحركة الوطنية”، وأنه اعتمد موقف الوفد من الإخوان وشهادة أحمد حسين زعيم حزب مصر الفتاة، واعتمد بعض مراجع الشيوعيين ضد الإخوان، ولم يكن قد فطن- كما يقول- إلى أهمية الهيمنة اليهودية الأجنبية على التنظيمات الشيوعية في الخصام بين الإخوان والشيوعيين، وتوجيه حركة الصراع الشيوعي ضد الإخوان ومصر الفتاة خاصة، واعتبار العداء للإخوان وقتها كما لو كان هدفًا مقصودًا في ذاته. ولم يفهم البشري الدلالة النسبية لوقوف الإخوان هنا أحيانًا وهناك أحيانًا، مثلما تبين ذلك بالنسبة لمصر الفتاة والحزب الوطني.

لقد راجع البشري كل مواقفه من الإخوان، فعدل الكثير، وتمسك ببعض القديم مثل موقف الإخوان من صدقي، ودعا الإخوان لأن يعيدوا دراسة تاريخهم بروح النقد واستيعاب الدروس من تجاربهم السلبية، وهذا واجبه تجاه الإخوان، وحق الإخوان والحركة السياسية المصرية عليه.

يقول البشري: عساني أستطيع أن أخاطب هذا القسم من الوطنيين الذين تزودوا من فكر الغرب، وهم كثر، ليعيدوا النظر في المسار التاريخي لبلدهم وفي التحديات التي يواجهونها، وليتعرفوا على إخوان لهم في الوطن، فيمدوا لهم الأيدي ويقفوا منهم مدافعين متحاورين، وألا يقفوا قط في صفوف الضاربين أو الغافلين.

وقد قال الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي في إحدى مقالاته: “إنه راضٍ بشهادة البشري التي قدمها عن الإخوان”، فهل يا ترى يرضى بها بعد أن تبينت له الشهادة على وجهها الصحيح؟. 

إخوان أون لاين 28/6/2011م

 

كتاب جديد يرصد خريطة الاختراقات الشيعية للمجتمعات الأفريقية

صدر حديثاً عن مكتبة مدبولي بالقاهرة الجزء الرابع من «الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم» وهو من تأليف الباحثين أسامة شحادة وهيثم الكسواني؛ وهو مخصص للتعريف بالتجمعات الشيعية في دول أفريقيا العربية (مصر، السودان، المغرب، تونس، الجزائر، جزر القمر)، ويقتصر هذا الجزء على تناول فرقة الشيعة الإثنى عشرية، دون سائر فرق الشيعة الأخرى؛ كالإسماعيلية، والزيدية.

وكان الجزء الأول من هذه الموسوعة مخصصاً للتعريف بفرق الشيعية المعاصرة: الإخبارية، الشيخية، البهائية، الإثنى عشرية، الإسماعيلية، البهرة، السليمانية المكارمة، الآغاخانية، الزيدية.

أما الجزء الثانى فحمل عنوان: التجمعات الشيعية في الجزيرة العربية (العراق، البحرين، السعودية، الكويت، الإمارات، قطر، عمان، اليمن).

أما الجزء الثالث فحمل عنوان: التجمعات الشيعية في بلاد الشام، وتناول دول (لبنان، سوريا، الأردن، فلسطين).

أما المحاور التي ركزت عليها الموسوعة في سائر أجزائها فهي قضايا الشيعة والمتشيعين، ودخول التشيع إلى هذه البلدان، وعلاقات الشيعة بإيران؛ وانعكاسات ذلك على المجتمعات العربية والإسلامية، والتعريف بأهم الهيئات، والمؤسسات، والشخصيات الشيعية، إضافة إلى جانبٍ من أنشطتها، وتياراتها، وتوجهاتها؛ بهدف توفير المعلومات الدقيقة والصحيحة عن حقيقة وحجم هذه التجمعات الشيعية في هذه الدول السنية.

وتمتاز الموسوعة بتوفر الصور والخرائط والوثائق لتوثيق المعلومات وتقريبها، وسهولة العبارة ودقة التوثيق.

وقد نبّه الباحثان في مقدمة الجزء الرابع إلى أن هذه التجمعات حديثة طارئة على المجتمعات السنية؛ وهي نتاج عمليات التشييع التي تقوم بها إيران اليوم، ولذلك يُخشى أن غالب أبناء هذه التجمعات مرتبط بالمرجعية الدينية الشيعية والمرجعية السياسية الإيرانية أكثر من ارتباطهم بحكوماتهم ودولهم الوطنية، وهذا يتضح من أن تحركات ومطالب هذه التجمعات تتم عبر دعم مالي، وفكري، وتنظيمي خارجي؛ يفوق قدرتها، الأمر الذي لا تخفيه إيران؛ التي تدعم، وتوجّه، وتحتضن أغلب حركات المعارضة الشيعية العربية.

وقد تناول الباحثان في فصل “متشيعة مصر” تاريخ التشيع منذ الدولة الفاطمية، وأسباب عودة التشيع إليها في العصر الحاضر، وتاريخ دار التقريب وجماعة الإخوان المسلمين مع التشيع.

أما فصل السودان فتناول دور التصوف في انتشار التشيع هناك، ومن ثم دور الجبهة القومية الإسلامية بقيادة حسن الترابي.

وركزت الفصول الخاصة بالمغرب والجزائر وتونس وجزر القمر على رسم صورة كلية للتجمعات الشيعية فيها من خلال تجميع المعلومات المتناثرة والقليلة، ونظْمها في سياق واحد لتكوين صورة كلية تكشف حجمها الحقيقي وخطرها الواقعي على السلم الوطنى من خلال الارتهان لرغبات ملالي طهران.

ولم يتعرض هذا الجزء للتشيع في ليبيا وموريتانيا وجيبوتى والصومال، بسبب عدم توفر معلومات ومراجع بهذا الخصوص.

وبهذا تشكل هذه الأجزاء الأربعة للباحثين والمهتمين صورة شبه كاملة لعقائد وأفكار التشيع المعاصر بمختلف أطيافه في العالم العربي، وحجم تواجدهم الحقيقي ورموزهم ومؤسساتهم في الدول العربية، وتكشف عن مواقفهم السياسية وعلاقاتهم بإيران ومراجع الشيعة في العالم.

المصريون 27/6/2011م

 

الكشف عن صفقة إيرانية – أمريكية ضحيتها دول الخليج

كشف الخبير السياسي المتخصص في شؤون العراق وإيران الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي عن صفقة أمريكية إيرانية ضحيتها الأولى دول الخليج.

الدكتور عبدالله النفيسي

 وقال: ان روح الاستعلاء والاحتقار للعرب تتنامى لدى الشعب الإيراني, مشيرا إلى علاقة حقيقية متنامية بين كلٍ من إيران وأمريكا, وإيران و”اسرائيل”.

وأكد وجود نظرية “أم القرى” الإيرانية التي يقف خلفها الدكتور محمد لاريجاني والذي يعد من اخطر الشخصيات, وهي النظرية التي تُخطط لخلع الصفة عن مكة المكرمة ومنحها لمدينة “قم” الإيرانية خلال الخمسين سنة القادمة .

ووصف سوريا أنها تُمثل الرئة الإيرانية في العالم العربي, وان خسارة الأخيرة للنظام السوري كارثة لمصالحها, بجانب تمريرها لأهدافها من خلال إظهار مساعدتها و تعاطفها مع القضية الفلسطينية لتصل لهدفها وهو إختراق العرب .

وطالب الدكتور النفيسي خلال حديثه في حلقة من برنامج واجه الصحافة على قناة العربية, بسرعة قيام الكونفيدرالية الخليجية لتكون رأس الخيارات العاجلة لمواجهة إيران, مستغرباً تجاهل دول الخليج لحقيقة التواصل بين إيران وامريكا, وانه يجب منع الإيرانيين من الدخول لدول الخليج العربي .

من جهة أخرى, جرى تعيين أحمد شهيد وزير خارجية جزر المالديف السابق في منصب محقق الامم المتحدة لحقوق الانسان في ايران.

وانشأ مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة المنصب المستقل لمقرر خاص لحقوق الانسان في ايران يوم 24 مارس.

واعرب المجلس الذي يضم 47 عضوا عن قلقه ازاء حملة ايران على شخصيات معارضة وزيادة استخدام عقوبة الاعدام ودعا إيران الى التعاون مع مبعوثه الجديد.

وأعلن سيدريك سابي المتحدث باسم المجلس تعيين شهيد في نهاية دورة للمجلس استمرت ثلاثة أسابيع.

وكان الاتحاد الاوروبي قد عرب عن قلقه من انتهاكات حقوق الانسان في ايران. واستشهد الاتحاد الاوروبي بتقارير التعذيب والاحتجاز التعسفي والمحاكمات الجائرة.

مختصر الأخبار 19/6/2011م

 

فقط في سوريا

فهمي هويدي

 السوريون تزاحموا على الإنترنت للتعبير عن شعورهم بالقهر والذل

فقط في سوريا تمنع المظاهرات استنادا إلى قانون يدعي تنظيم المظاهرات.

فقط في سوريا يتم اعتقال طلاب الجامعات من قبل فرع الأمن الجوي.

فقط في سوريا إحدى عشرة سنة تعتبر فترة قصيرة للشروع بالتغيير.

فقط في سوريا الشعب ينادي بالوحدة الوطنية والدولة تحقنهم بإبر الطائفية.

فقط في سوريا الدولاب له استعمالات أخرى غير الموجودة في بلد آخر.

فقط في سوريا للمنافقين مجلس منتخب.

فقط في سوريا يقتل المواطن برصاصة دفع ثمنها، ثم يتم تضليله بإعلام يدفع نفقاته، ثم تتم رشوته بضرائب دفعها من جيبه.

فقط في سوريا الأمن لا يسمع بقرار وقف إطلاق النار حتى بعد ستة أسابيع من إعلانه من قبل الرئيس.

فقط في سوريا يحتقر المواطن وتهدر كرامته بحجة الممانعة والمقاومة.

فقط في سوريا هناك خمس جامعات رسمية و13 جهازا أمنيا يصعب على السوريين تعداد أسمائهم.

فقط في سوريا أكبر المنشآت الحكومية قد تكون السجون المركزية.

فقط في سوريا يسجنونك عشرين عاما بلا تهمة ثم يطالبون بأن توجه إليهم خطاب شكر بعد إطلاق سراحك.

فقط في سوريا تسجن لمجرد اتصالك بمحطة تلفزيونية.

فقط في سوريا يخرج المتظاهرون حمدا لله على نعمة المطر.

فقط في سوريا يتمنى المرء ألا تكون له خالة حتى لا يضطر إلى زيارتها.

فقط في سوريا لا يشعر الناس بالطمأنينة والأمن إلا بعد اختفاء رجال الأمن.

فقط في سوريا يستقي الإعلام الرسمي الأخبار من المسلسلات.

فقط في سوريا يموت الشعب ليحيا الرئيس، وينفق الشعب لتسترزق الحكومة.

فقط في سوريا يهجر المواطنون قسرا ثم يجبرون على دفع بدل اغتراب.

فقط في سوريا تنخرط في السلك العسكري لتخدم شخصا وليس وطنا.

فقط في سوريا تسحب الدبابات من جبهة الحرب لتقتحم المدن وتدار إلى صدور الشعب.

فقط في سوريا ينصح الرئيس بترشيح نفسه لقيادة العالم بجميع قاراته.

فقط في سوريا تقطع الكهرباء عن المدن في فصل الصيف لتباع إلى دول أخرى.

فقط في سوريا قد يدخل الطفل إلى السجن قبل أن يدخل المدرسة.

فقط في سوريا ذهب جارنا إلى عمله صباحا وعاد بعد 11 عاما.

فقط في سوريا فعل انتحر فعل مبني للمجهول.

فقط في سوريا الله بمعاونة الرئيس يحميان البلد.

فقط في سوريا المواطن يسعى ويناضل ولا يحلم بأكثر من أن يكون إنسانا.

فقط في سوريا يصفق أعضاء مجلس الشعب بحرارة عندما يقرأ الرئيس آية من القرآن الكريم.

فقط في سوريا يقوم المتظاهرون بقتل أنفسهم.

فقط في سوريا السلفية ليست مقصورة على المسلمين باختلاف مذاهبهم وأفكارهم، بل تتسع دائرتها لتشمل المسيحيين أيضا.

فقط في سوريا دولة دستورية تحكم بمراسيم رئاسية.

فقط في سوريا الصورة تكذب والدماء تكذب والشعب يكذب ووسائل الإعلام كلها تكذب. وحده النظام لا يكذب.

فقط في سوريا لا يأخذ المواطن راحته في فتح فمه إلا إذا ذهب إلى طبيب الأسنان.

فقط في سوريا كل وسائل الإعلام تحت الرقابة، لا تستثنى من ذلك سوى البرامج الموسيقية.

فقط في سوريا إذا مات المرء وهو يصرخ طلبا للحرية فهو إما خائن أو عميل أو مندس، أو في أحسن الأحوال مغرر به، أما من مات بحادث سير فهو شهيد يستحق أن توضع صوره وتماثيله في كل مكان بالبلاد.

فقط في سوريا تختصر المباني فيتم جمع مجلس الشعب على المسرح في مكان واحد ليتسع الوطن للمؤسسات الأمنية.

فقط في سوريا سب الرئيس كفر وسب الدين وجهة نظر.

فقط في سوريا كل خطابات الرئيس تاريخية.

فقط في سوريا يبذل جهاز المخابرات جهدا لمعرفة عنوان ابن تيمية تمهيدا لاعتقاله، ولم يسمع أحد منهم بأنه مات قبل 700 سنة.

هذه بعض التعليقات التي حفلت بها مدونة، تزاحم السوريون للتعبير عن آرائهم فيها والتنفيس عن شعورهم بالقهر والذل.

وقد تناقلتها مختلف المواقع خلال الأسابيع الماضية وجمعت حصيلة كبيرة منها نشرة «وصلة» التي تصدرها في مصر الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.

وقد وجدت أن تعميمها على أوسع دائرة ممكنة من القراء العرب ليس مفيدا فقط، ولكنه واجب أيضا.

الشرق القطرية 9/6/2011م

 

أيام (سايكس بيكو) الأخيرة

إعادة رسم خريطة المنطقة

يبدو أن الخريطة الإقليميَّة لمنطقة الشرق الأوسط ستشهد إعادة ترسيم، بعد اندلاع الانتفاضات الشعبيَّة من أجل الحصول على الحرية, بما يبتعد كل البعد عن اتفاقية سايكس بيكو (1916) وغيرها من الاتفاقات, التي تقسِّم منطقة الشرق الأوسط إلى دول منفصلة.

هذا عن الأخبار الجيدة، أما الأخبار السيئة فتكمن في احتماليَّة أن تشهد خريطة الشرق الأوسط في السنوات المقبلة دولا جديدة مثل جنوب السودان وكردستان وفلسطين، وربما برقة أيضًا في شرق ليبيا, والصحراء الغربيَّة في المغرب, وجنوب اليمن, بل من الممكن أن تنقسم سوريا إلى ثلاث دول للسنة, والعلويين، والدروز، وبالطبع تراقب إسرائيل عن كثب هذا التشرذم والانقسام وكيفيَّة الاستفادة منه؛ ذلك أن السياسة الخارجيَّة الإسرائيليَّة, حتى قبل قيام الدولة, كانت تتكئ دومًا على اصطناع وإذكاء روح المشاحنة بين الدول العربيَّة ونظيراتها الإسلاميَّة المجاورة، وحدوث انقسامات أكثر في المستقبل يعني سهولة المناورة بالنسبة لإسرائيل.

بيدَ أن إسرائيل والغرب مرتاعان فعلا مما يحدث في البلدان العربيَّة من ثورات وانتفاضات شعبية، قد تُفضي في النهاية إلى زوال كثير من عملائهما في المنطقة؛ لذا سارع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إلى تحذير من أن “التغييرات الجذريَّة في العالم العربي تتطلَّب بذل كل الجهود الممكنة لتجديد محادثات السلام على الفور”!

لكن الغرب وصنيعته – إسرائيل- ينظرون إلى تداعيات هذه الثورات، وغيرها من الأحداث التي شهدتها المنطقة في العقد الأخير, آملين أن تزيد من انقسام الدول العربيَّة والإسلاميَّة إلى دويلات ومن ثم إضعاف شوكتها، راجين أن يتمَّ رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط في القرن 21 بشكلٍ مختلف, سواء عن طريق الحروب أو الانقسامات, يكمل ما بدأه الغزو الأمريكي للعراق قبل ثماني سنوات, حيث استطاع أن يسحق النظام المركزي, ويكون مناطق عرقيَّة متنازعة بدلا منه, وما حدث مؤخرًا من استفتاء على تقسيم السودان إلى دولتين في الشمال والجنوب.

في كتابه الجديد “كيفيَّة إدارة العالم” والذي نشر قبل ثورتي تونس ومصر, توقع باراج خانا, الباحث في مؤسسة أمريكا الجديدة, أن العالم سيضمُّ 300  دولة مستقلة, ذات سيادة في العقود القليلة المقبلة, في مقابل حوالي 200 دولة في الوقت الراهن, حيث يلاحظ “أن العديد من الدول التي تخلَّصت من الاستعمار تشهد منذ استقلالها نموًّا سكانيًّا لا يمكن السيطرة عليه, وتعاني من الدكتاتوريات الفاسدة والقمعيَّة, وتفكك البنى التحتيَّة والمؤسسات, كما تشهد استقطابا عرقيًّا أو طائفيًّا”, ويمكن أن تنطبق الأسباب ذاتها لتفسير التقلبات الحالية في الدول العربيَّة.

الإسلام اليوم 16/4/2011م