RSS

مع الأستاذ عمر عبد الفتاح التلمساني

16 Nov

بقلم: مصطفى محمد الطحان

هو المرشد الثالث بعد الإمام المؤسس حسن البنا والإمام حسن الهضيبي.. وبعدهما جاء الأستاذ عمر التلمساني مرشداً عاماً للإخوان المسلمين.

والأستاذ عمر.. هادئ الطبع، لين الكلمة، رقيق المشاعر، إذا قرأت كتبه وجدت عجباً، كيف ينفذ هذا الرجل بالكلمات الهادئة فتصنع بك أكثر من الخطب الحماسية.. كأنها الإعصار الصامت الذي لا تحسّ له أثراً إلا في نفسك وقلبك.

الأستاذ عمر التلمساني

أول مرة التقيته كانت في مصر في المركز العام للإخوان المسلمين.

كان يجلس على منضدة صغيرة.. ويجلس على منضدة مثلها الأستاذ صلاح شادي.. كانا يعملان في تحرير مجلة الدعوة.

جلست إليه، وتحدث معي حديثاً عاماً فلم يكن يعرفني.. صليت معه العصر في غرفة متناهية في الصغر.. بالكاد تتسع لثلاثة مصلين.. هذه هي كل مسافات المركز العام.. غرفتين صغيرتين ومصلى صغير.

 

من هذا المكان الصغير.. كانت تخرج مجلة الدعوة الناطقة باسم الإخوان المسلمين قوية بكلماتها.. صادقة في لهجتها.. تفعل فعل السحر في نفوس قرائها.

 وبعد صلاة العصر اصطحبني إلى مكتب المحامي شوكت التوني الذي كان يتابع الدعوى التي رفعها الإخوان على الدولة.. فقد كانت الدولة تدعي أن مجلس قيادة الثورة قد حلّ جماعة الإخوان.. وقال القضاء انه ليس لهذا الادعاء صحة.. ومع ذلك فمازالت الجماعة محظورة!!

في السيارة الصغيرة التي كانت تقلنا.. قال لي: لقد كنت أجد في المعتقل وقتاً أنام فيه.. وللأسف فلم أجد مثل هذا الوقت في هذه الأيام.

ولد الأستاذ عمر في عزبة التلمساني بناحية نوى من أعمال مركز شبين القناطر محافظة القليوبية بمصر عام 1904م. ونشأ في بيت واسع الثراء، فجده لأبيه من بلدة تلمسان غرب الجزائر، فقد هاجر أحد أجداده إلى القاهرة عام 1830م، وكان جده ووالده يعملان في تجارة الأقمشة والأحجار الكريمة.. ثم أنهيا تجارتهما واتجها إلى الزراعة، واستقرا في قرية نوى التابعة لمركز شبين القناكر بالقليوبية.

 نشأ الأستاذ عمر في أسرة كريمة تتمسك بالدين والفضائل، وكان جده سلفي النزعة، طبع كثيراً من كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب على نفقته الخاصة. تلقى دراسته الابتدائية في الجمعية الخيرية، ثم التحق بالمرحلة الثانوية بالمدرسة الإلهامية بالحلمية، وكانت أسرته قد انتقلت إلى القاهرة بعد وفاة جده.

وفي هذه الفترة المبكرة من حياته قرأ كتب الأدب الشعبي من أمثال: سيرة عنترة بن شداد، وسف بن ذي يزن، وطالع كل ما كتبه المنفلوطي، وإلى جانب ذلك حفظ القرآن الكريم، وقرأ كثيرا من أمهات الكتب العربية مثل: تفسير القرطبي والزمخشري وابن كثير وطبقات ابن سعد ونهج البلاغة والعقد الفريد لابن عبد ربه وصحيح البخاري ومسلم، كما طالع العديد من كتب الأدب العالمي.

ولعل هذه الثقافة المتنوعة هي التي طبعت شخصية التلمساني، ووسعت أفقه ونظرته في الحياة، وأرهفت حسه ومشاعره، وأنضجت خبراته ومعارفه.

ويصور هو شخصيته فيقول: كنت بحبوحاً أحب النكتة البريئة والقفشة الرقيقة، متسامحاً مع كل من أساء إليّ بالقول أو العمل، وأتركه إلى الله، وما كنت أحب إحراج محدثي أو أقنعه بأن الحق إلى جانبي إذا ما ألفيته متعصباً لرأيه.

وفي سن الثامنة عشرة تزوج الأستاذ عمر التلمساني، وهو لا يزال طالباً في الثانوية العامة، وظل وفياً لزوجته حتى توفاها الله في أغسطس عام 1979م.

وفاته

توفي الأستاذ عمر التلمساني في 22 مايو 1986 عن عمر يناهز 82 عاماً. صلّي عليه بجامع عمر مكرم بالقاهرة.. وكان تشييعه في موكب شارك فيه أكثر من نصف مليون نسمة.. وحضر الجنازة رئيس الوزراء، وشيخ الأزهر، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية، ورئيس مجلس الشعب، وبعض قيادات منظمة التحرير الفلسطينية.. وممثل عن الكنيسة القطبية. وعلق صوت أمريكا على ذلك فقال: إن هذه الجنازة أظهرت قوة وفعالية التيار الإسلامي في مصر خاصة وإن أغلبية من حضروا كانوا من الشباب.

جنازة الأستاذ عمر التلمساني

لقد عاش شيخ الإخوان في شقة متواضعة جداً.. في حارة المليجي الشعبية القديمة في حي الظاهر بالقاهرة وفي زقاق ضيق وسلم قديم متداع، وكان أثاث الشقة غاية في البساطة، برغم أنه ينحدر من أسرة غنية لها مكانتها الاجتماعية المتميزة.. ولكنه زهد الصالحين من أمثال أبي بكر الصديق وعمر التلمساني رضي الله عنهما.

عندما انتخب الأستاذ عدنان سعد الدين مراقباً عاماً للإخوان في سوريا، جاء إلى الكويت، وفي طريقنا إلى المطار ذكر لي: إننا لن نترك النظام السوري يتحكم برقاب العباد وخاصة الإسلاميين منهم.. وعندما استفسرت منه عن الجهة التي ستساعد الإخوان.. قال: العراق.

وعندما سافر أرسلت شخصاً إلى القاهرة ليطلع الأستاذ عمر التلمساني على هذه المأساة التي تنتظر الإخوان في سوريا.. فلم يكن في معلوماتنا أن الإخوان يحملون السلاح لإسقاط الأنظمة..

واهتم الإخوان في مصر للأمر، وأرسلوا رسولاً إلى عدنان سعد الدين وكان في هذا الوقت في الإمارات.. فأنكر الأمر وقال: إنه لم يرني منذ فترة طويلة.

وجاء الأستاذ عمر إلى الكويت وسألني عن الأمر.. وقال: سألنا الأستاذ عدنان ونفى الحديث وقال: أنه لم يرك منذ مدة طويلة.

قلت: على كل حال، لقد قمت بواجبي.. وأنتم المسؤولون بعد ذلك.. نظر إليّ الأستاذ عمر وقال: صدقت وكذب.

وكان الأمر كما نطق الأستاذ عمر.. فالصالحون ينظرون بنور الله.

وفي مرة أخرى التقيت مع الأستاذ الجليل عمر التلمساني في مدينة لاهور في مؤتمر إسلامي جمعيت الطلبة.. وهو مؤتمر حاشد حضره عشرات الألوف من الطلبة الباكستانيين.. وعندما تحدث الأستاذ عمر علت الهتافات: الله أكبر ولله الحمد.. الله غايتنا، الرسول زعيمنا، القرآن دستورنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا.. كان الاحتفاء بإخواننا عمر التلمساني ومصطفى مشهور احتفاء منقطع النظير.. هي دعوة واحدة.. من مشكاة واحدة.. تنتسب إلى مصدر واحد وإلى زعيم واحد. بعد اللقاء الحاشد.. وفي اليوم التالي.. تجدد اللقاء مع الأخوين عمر التلمساني ومصطفى مشهور مع الطلبة العرب في اتحاد الطلبة المسلمين وكان حديثاً كريماً شيقاً مشبعاً بالإيمانيات التي يملك منها أستاذنا الشيء الكثير.

في باكستان.. وكانت الدولة الأكثر اهتماماً بالقضية الأفغانية.. قمنا بزيارات ميدانية لمعسكرات المجاهدين في منطقة قريبة من بيشاور.. وعلى الرغم من شيخوخته فقد كان مع إخوانه يتنقل ماشياً بين معسكر ومعسكر.. هذا للجمعية الإسلامية.. وآخر للحزب الإسلامي.. وثالث للاتحاد الإسلامي ورابع وخامس.. وفي كل معسكر كان حديثه رائعاً.. يلتقط المناسبة.. ويعرف تاريخ الجهاد.. ويتحدث للناس حديث العارف بالتفاصيل فتقع كلماته من إخوانه موقعاً حبيباً قريباً.

الرئيس ضياء الحق

أرسل الرئيس ضياء الحق أحد إخوانه إلى الأستاذ عمر التلمساني يقول له: إما أن تأتينا أو نأتيك.. وكان خلق الأستاذ عمر الكريم وتواضعه الجم هو الذي يتكلم.. فقال: بل نحن نزور الرئيس ضياء الحق.. ومن صباح الغد ركبنا السيارات في طريقنا إلى بيت الرئيس ضياء الحق.. كان الركب يتكون من الأستاذ عمر والأستاذ مصطفى مشهور والأستاذ طفيل محمد أمير الجماعة الإسلامية والأستاذ خليل الحامدي رئيس دار العروبة للترجمة والنشر وكنت

معهم.. احتفى الرئيس بالمرشد العام وإخوانه احتفاء كبيراً.. وحاوره في كثير من القضايا وخاصة قضية أفغانستان.. وقضية الطلبة في باكستان فقد كانت العلاقة متوترة بينهم وبين الرئيس.. وفي ختام اللقاء ودعنا الرئيس وعدنا إلى مقر إقامتنا في فندق إنتركونتنتال في إسلام آباد.

في المساء كان عندنا حديث بالتلفزيون الباكستاني.. ورفض الأستاذ عمر أن يعمل له بعض الموظفين المكياج حتى تظهر الصورة بشكل أوضح.. وطويلاً حاورته حتى اقتنع أن هذه قضية فنية وليست قضية تجميل.. تحدث كلاماً مهماً حول دور باكستان في القضية الأفغانية وفي قضايا المسلمين.. فهي من أكبر دول العالم الإسلامي.

كان الأستاذ عمر مريضاً أجريت له عملية جراحية في ألمانيا.. وجاء إلى سويسرا ضيفاً على أخويه أبي حمزة والأخ غالب.. لقضاء فترة نقاهه، في هذا الوقت كنت في بعض بلدان أوروبا أحضر بعض مؤتمراتها الطلابية فسافرت إلى سويسرا لزيارة الأستاذ عمر المريض.. نزلت في الفندق الذي ينزل فيه.. وفي غرفة مجاورة لغرفته. كنت أدخل عليه في الصباح فأجده جالساً مقابل إحدى النوافذ.. يقول لي وهو ينظر إلى الثلج الذي كللّ بالبياض كل شيء: إني أشاهد هذا المنظر لأول مرة في حياتي.. وهذه الكلمات كانت مجرد مقدمة لأحاديث استمرت بيننا عدة أيام.

حدثني عن اسرته.. وعن اشتراكه في المظاهرات في ثورة عام 1919م يهتف بشعارات حزب الوفد.. لقد كانت ثورة حقيقية نابعة من أعماق الشعب.. كان الشعب بكل طبقاته ضد الاستعمار يرفضه ويطالب بخروجه. يقول: كنت معجباً بكل زعامات الأمة.. إلى أن تكشفت لي الحقيقة شيئاً فشيئاً.. فقد علمت كما يعلم كل المصريين أن سعد زغلول زعيم الأمة نشأ في صالون الأميرة (نازلي) وكان هذا الصالون يضم كل الأسماء اللامعة في ذلك الوقت، وكان معروفاً عن تلك الأميرة صلاتها بالسفارة أو دار الحماية البريطانية.

سعد زغلول

وحدثني عن عمله بالمحاماة بعد تخرجه من كلية الحقوق.. وأنه استمر في عمله حتى عام 1954 عندما حكم عليه بالسجن لمدة  15 سنة.. يقول: في مهنتي كنت صادقاً مع نفسي ومع الناس ومع الله والحمد لله رب العالمين.

 ثم تعود به الذاكرة إلى سنة 1933م عندما زاره في عزبته اثنان من شباب الإخوان المسلمين وسألاه: ماذا تعمل؟ فقلت لهما ساخراً: أقوم بتربية الكتاكيت، ولم يضايقهما الرد، وأجاب أحدهما مبتسماً، ولكن هناك من هم في حاجة إلى التربية أكثر من الكتاكيت.. قلت من؟ قال المسلمون..

يقول الأستاذ عمر: كانت هذه هي البداية، فالتقيت بعدها بالإمام حسن البنا في بيته المتواضع، ودار بيننا حديث عن أوضاع المسلمين.. واقتنعت بوجهة نظره.. وبعد أسبوعين تمت بيني وبينه البيعة بأن أكون وفياً لدعوة الإخوان المسلمين.. ويتابع الأستاذ عمر فيقول: لقد اخترت هذه الجماعة دون غيرها لأنه لم يكن في تلكم الأيام أية جماعة أخرى تغشى الأندية والقهاوي والمساجد والمجتمعات والجامعات تدعو إلى الإسلام.. ويتابع الأستاذ عمر فيقول: في بداية الأمر لم يكن الإنكليز والسراي منتبهين لأداء حسن البنا، وكانوا يظنونه شيخاً من مشايخ الطرق الصوفية، ولما تكشفت لهم الحقائق، وعلموا أن الإخوان المسلمين يريدون الحكم شورى بين المسلمين، ويريدون تحرير بلاد المسلمين من الاستعمار.. عندها أدركوا قوة وخطورة الإخوان.

ومنذ لحظة انضمام التلمساني إلى دعوة الإخوان المسلمين أصبح ملازماً للأستاذ البنا يتعلم منه مبادئ الدعوة، ويرافقه في سفراته إلى مختلف أنحاء القطر المصري، كما كان الأستاذ التلمساني في قلب كل المحن التي ألمت بالجماعة، وكان شاهداً على حركة الجماعة في مدها وجزرها.

وبعد وفاة الأستاذ حسن الهضيبي ونائبه الدكتور خميس حميدة، تولى الأستاذ عمر التلمساني في نوفمبر 1973م إرشاد الجماعة باعتباره أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سناً، ولم يكن للجماعة وضع قانوني منذ أن عُصف بها وبفروعها، وأصبح التلمساني هو مرجع الجماعة، حيث لم يكن للجماعة تنظيم يخشاه الأمن في مصر، وكان الأمن في مصر يتعامل معه على هذا الأساس.

وحدثني الأستاذ عمر عن الثورة المصرية وعن جمال عبدالناصر.. وما اقترفته يداه بحق الإخوان المسلمين.. يقول: كانت القضية الكبرى بيننا وبينه عندما رفضنا تأييد معاهدة الجلاء التي وقعها مع الإنكليز.. كانت المعاهدة تمسّ بأمن مصر، ولا يمكن أن نوافق على ذلك.

كان عبدالناصر يعتقد أنه لن يستطيع أن يحكم مصر على طريقته، إلا إذا قضى على الإخوان المسلمين.. فلفق لهم مسرحية المنشية..

يقول محمد نجيب الذي كان رئيسا للجمهورية أيام مسرحية المنشية: أقسم بشرفي العسكري أن ما جرى في ميدان المنشية مهزلة من أولها إلى آخرها، رتبها رجل من رجال المباحث في مصر وكوفئ عليها بمنصب كبير.

وحدثني عن الاغتيالات عموماً.. وقال: لو قبلت الاغتيال لحكمت على نفسي، إذ أن معنى هذا أن من حق كل إنسان يختلف معي في الرأي أن يقتلني. الاغتيال لا يصنع التغيير، فالتغيير الحقيقي يجب أن يكون بالتوعية السليمة لا بالعنف.. ولا حرج أو ضرر إذا استغرق التغيير زمناً.. فإن حياة ألأمم ليست سنوات معدودة.

الأستاذ عمر التلمساني وعبد المعز والشهيد عبد القادر عودة وجمال عبد الناصر في الصلاة

ويتحدث الأستاذ عمر عن مرحلة السادات التي بدأت بعد موت جمال عبد الناصر الذي حكم مصر 18 عاماً، فيقول: لقد تنفس الكثير من أصحاب الرأي والفكر والعقيدة الصعداء، وخاصة من كان داخل السجون السوداء لهذا العهد، لانتهاء العصر الذي حوربت فيه الكلمة والعرض والشرف والعقل، وسحق فيه كل معارض ينبس ببنت شقة، وجرى ذلك كله تحت شعارات زائفة ترضي أذواق الحكام في دول متخلفة منها حماية مكاسب الثورة، والقضاء على أعداء الثورة.

لقد بدأ هذا العهد بمصر والسودان كيان واحد، وانتهى بمصر فاقدة السيادة على ثلث أرضها بعد أن سلمت سيناء لقمة سائغة لدولة إسرائيل.. المزروعة قسراً في المنطقة العربية كجسر للصهيونية العالمية.. ولمطامع الغرب في احتواء المنطقة العربية والإسلامية.. لقد صغّروا من حجم هذه الهزيمة النكراء فقالوا عنها نكسة.. مجرد نكسة.. وبعد 17 عاماً قضاها شيخنا التلمساني في السجن خرج مع من خرج من الإخوان بعد إعلان السادات إغلاق المعتقلات والإفراج عن المعتقلين السياسيين.. لم ينس الإخوان بالطبع أن أنور السادات كان أحد قضاة محكمة الشعب التي حكمت بالسجن والإعدام على قادة الإخوان في نهاية عام 1954م.

وتحدث الأستاذ عمر عن مجلة الدعوة.. ولقد شاركته الحديث في هذا الموضوع فقد كانت مجلة الدعوة المهاجرة تصدر من مكتبي في الكويت..

غلاف مجلة الدعوة

يصدرها الصحفي القدير الأستاذ إبراهيم المصري.. وكان الأستاذ عمر يرسل لنا مقالها الافتتاحي.. ويتابع الأستاذ عمر فيقول: إن الخلاف الحقيقي الذي حدث بين الإخوان والسادات يتعلق بزيارته للقدس واعترافه بإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني.

الأستاذ إبراهيم المصري

ولقد حدد ذهاب أنور السادات في مبادرته للقدس وتوقيع اتفاقية كامب ديفد ومعاهدة الاستسلام لإسرائيل، حدد العلاقة بينه وبين الإخوان الذي يرفضون الاستسلام للعدو على حساب شعب فلسطين.

ويتابع الأستاذ عمر فيتحدث عن الرسالة التي بعث بها ريتشارد ميتشل إلى رئيس هيئة الخدمة السرية بالمخابرات المركزية الأمريكية جاء فيها أن القوى الحقيقية التي يمكن أن تقف ضد اتفاقية السلام المزمع عقدها بين إسرائيل ومصر هي التجمعات الإسلامية وفي مقدمتها الإخوان المسلمين، وبناء على ذلك ينصح بتوجيه ضربة قوية لهذه الجماعة قبل توقيع الاتفاقية.

ويوم تحدث السادات في خطاب عام ولمز في حديثه الإخوان.. قال له الأستاذ عمر  أشكوك إلى الله.. وعندما طلب منه السادات أن يسحب شكواه.. قال له: لقد شكوت إلى عادل بيده الحكم وإليه المصير.

الأستاذ عمر التلمساني والدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق

وإذا كان لا يعرف الفضل إلا ذووه.. فلنقرأ معا شهادة الأستاذ محمد الغزالي بالأستاذ عمر التلمساني.. في مقال كتبه في مجلة الأمة (ذو القعدة 1406 هـ).. أختم به مقالتي عن الأستاذ عمر التلمساني.

 عمر التلمساني كما عرفته

كنت في شبابي أرى الأستاذ عمر التلمساني يتردد على الأستاذ المرشد العام، ويتحدث معه في شئون الدعوة، ويتزود منه بشتى التوجيهات: كان يومئذ يشتغل بالمحاماة، وله مكتبه في بلدة شبين القناطر وكان إلى جانب ذلك عضوًا في مكتب الإرشاد.

السمة العامة التي كنا نعرفه بها: وجهه البشوش وأدبه الجم وصوته الهادئ، وظاهر من حالته أنه كان على جانب من اليسار والسعة لا يسلكه في عداد المترفين، وإنما يحصنه من متاعب الكدح ومعاناة التطواف هنا وهناك، ويحفظ عليه حياءه الجم.

وقد حمل الرجل في شبابه أعباء الدعوة الإسلامية في غربتها، ورأيته يومًا ينصرف من مكتب أستاذنا حسن البنا بعد لقاء لم أتبين موضوعه، ورأيت بصر الأستاذ المرشد يتبعه وهو يولّى بعاطفة ناطقة غامرة، وحب مكين عميق، فأدركت أن للأستاذ عمر مكانة خاصة لم يفصح عنها حديث.

كان ذلك في أوائل الأربعينيات من القرن الميلادي، ولم أكن أدري ولا خطر ببالي يومئذ أن عمر التلمساني سيخلف حسن البنا، وأنه سيقود ركب الدعاة في أيام عصيبة..

محنة وقى الله شرها

واستشهد الإمام البنا سنة 1949م، واعتقل الألوف من أتباعه، وكان من قدري أن أساق إلى منفى الطور مع بضعة آلاف من الإخوان، وفي طور سيناء رأيت الأستاذ عمر التلمساني في خطواته الوئيدة ونظراته الهادئة يمشي في رمال المعتقل باسماً متفائلاً يصبّر الإخوان على لأواء الغربة وقسوة النفي، ويؤمل الخير في المستقبل.

وحدثت بيننا وبين إدارة المعتقل جفوة خطيرة، لأننا أحسسنا بأن أقواتنا تسرق، وأن تجويعنا مقصود، وبدأنا حركة تمرد كادت تنتهي بمذبحة لولا لطف الله.

ولقيني الأستاذ عمر طيب الله ثراه يقول: محنة وقانا الله شرها، إنك تصرفت بحدة الشباب ومغامرته، ورأيي أن الأمور تعالج بغير هذا الأسلوب.

وشرعت أستمع إليه وهو يشرح فلسفته في الحياة يقول: أنا أكره الظلم وأرثي للظلمة، أنا أكره أعمالهم وحسب، ولا أحقد على أشخاصهم بل أرجو لهم التوبة، وأدعو الله تعالى أن يبصرهم الحق، ويلهمهم الرشد..

ورأيتني أمام رجل من طراز فذ، تحركه في الدنيا مشاعر الحب والسلام، وكأنما فيه قال الشاعر:

أنا نفس محبة كلَّ نفس          كلَّ حيّ، حتى صغير النبات..!!

من شمائله

كان عمر التلمساني يكره الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق، ويؤثر العزلة، ويرى أنسه في الانقطاع إلى الله، ولم يكن رذائل الرياء والتطلع تعرف طريقا إلى فؤاده، وربما استفاد من مهنته – المحاماة- أن يعرض قضيته بوفاء وشرف، وأن يدع القضاء بعد ذلك يصدر حكمه، فإن كان له رضي، وإن كان ضده قرر أن يستأنفه ليعيد الشرح والإيضاح، وهكذا فعل في قضية الإسلام كله عندما كُلّف بالدفاع عنها أمام الجاهلين والجائرين، كان يلوذ بالنفس الطويل والصبر الجميل، ويحاول بالإقناع المتكرر أن يبلغ هدفه.

وخلال النزاع المحتدم تراه طيب النفس، بادي السماحة، يرمق خصوم الحق وهو يردد قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون).

الأستاذ عمر التلمساني الزاهد العابد في منزله

ومات حسن البنا، ومات بعده حسن الهضيبي، وشغر المنصب الكبير، وشعرت القافلة المحزونة بأنها تتحمل الكثير في سبيل الله، قتل والله رجال أكابر طالما باتوا لله سجدا وقياما، وطاحت هامات قضاة ودعاة وشيب وشباب كانوا زينة المحافل.. وعشش في السجون آباء تركوا بناتهم في أعمار الورود، فلما خرجوا كانت البنات قد تزوجن: ويا هول ما نزل بضيوف السجن من عذاب: لقد استقدمت كل وسائل التعذيب التي استخدمها ستالين وهتلر حديثا، وفراعنة الشرق والغرب قديماً، فمات من مات وهو يرى في الموت راحته، على نحو ما قال أبو الطيب:

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا       وحسب المنايا أن يكن أمانينا

وأما من تخطته المنون لأمر ما فقد عاش مقتول الروح كسير الفؤاد غريبا على الدنيا..

نحتسب ما أصابنا..

وفي وسط الأنواء العاصفة قيل لعمر التلمساني: احمل العلم قبل أن يسقط.

وغضب لفيف من الناس لهذا التكليف، لماذا؟ قالوا: في غمرات المحن التي أصابتنا، وأصابت عمر التلمساني معنا، مات جمال عبد الناص الآمر بكل ما قاسينا من مصائب، وتنفس الصعداء كثير من السجناء، ولكن الخبر لما بلغ الأستاذ عمر التلمساني قال: مات؟ انتهى؟ ذهب إلى الله! الله يرحمه..!!

وتصايح الإخوان في غضب: ماذا تقول؟ وبم تدعو؟ كيف يرحم الله قاتل العشرات، وجلاد الآلاف، وقاهر الجماهير، ومزهق كرامتها ورجولتها؟؟

زينب الغزالي وحميدة قطب ومحاكمات 1965

بيد أن عمر التلمساني قال: نحتسب ما أصابنا في سبيل الله، ولا داعي للشماتة..!!

ورأيي أن عمر التلمساني كان صادقاً مع طبيعته، وكأنما كان اختبارا إلهياً أخيرا للقوى المعادية للإسلام، فإن من أبى التفاهم مع الرجل، ورفض لقاءه وأصر على حرب الدعوة وأهدافها النبيلة كما شرحها المرشد الثالث فلن تكون له عند الله وجاهة ولن تنهض له حجة ( وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ)( الشورى- 16).

وذهبت إلى الأستاذ عمر التلمساني لأتعاون معه على خدمة الإسلام، فقال لي: تعلم أن هذا عبء تحملته برغمي، وقبلته وأنا كاره، قلت: أعلم ذلك، قال: والله لو وجدت من يريحني منه ما ترددت في تركه له. قلت: أعلم ذلك. ومن أجل ما أعرفه عنك جئت إليك وأنا موقن بأن الله سيؤيدك، فأنت ما سعيت إلى صدارة ولا تطلعت إلى إمارة، ومثلك جدير برعاية الله وتسديده.

قال: لست داعية حرب ولا ذلك من شيمي، ولا تعلمت هذا من حسن البنا.. سأجتهد في جمع فلول الإخوان بعد المحن الرهيبة التي وقعت بهم، وسأعتمد على الله في تكوين قاعدة شعبية عريضة تحيا بالإسلام.. وتكون صورة وضيئة له.

صنفان

وكان يزعجه صنفان من الناس.. الأول: الساسة الضائقون بدين الله النافرون من تعاليمه، وموقفه منهم رحمه الله التريث والمهادنة وإسداء النصح بأدب، وعندما أحرجه أنور السادات قال عمر التلمساني: إذن أشكوك إلى الله، ولما رد عليه السادات: اسحب هذا الشكوى – ولا أدري أكان جاداً أم هازلاً؟- قال له: إنني أشكوك إلى الله وهو عادل..!

الحق أن عمر التلمساني كان ملكاً كريما في إهاب بشر أرهقته السنون، وأن الذين أبوا من الساسة المحترفين أن يستمعوا إليه لم يكونوا من أهل الإسلام، ولا من بغاة الخير لأمته.. 

أما الصنف الثاني: فهو الشباب الشديد الحماس، القليل التجربة، الراغب في الاستشهاد ولما يتهيأ الميدان له بعد.

كان الأستاذ عمر شديد الحنو على هؤلاء الفتية، شديد الرغبة في المحافظة على حياتهم وتجنيبهم معارك لا يستفيد منها إلا أعداء الإسلام..

وهو يرى- والحق معه- أن نفرا من الساسة يدور في فلك إحدى الجبهتين العاملتين المتنافستين.. وكلتاهما تكره الإسلام وتكيد له، وكان رحمه الله يكره تمكين هذا النفر من البطش بالإسلاميين لحساب سادته الدهاة المستخفين، ويقول: لا معنى لتكثير الضحايا، والزج بالإسلام في معارك خاسرة..!

وأذكر أنه عندما وقعت فتنة الزاوية الحمراء ذهبنا إلى وزير الداخلية الأسبق، أنا وعدد من رجال الجمعيات الإسلامية، وعلى رأسنا الأستاذ عمر، وكنا غضابا لما وقع على المسلمين من عدوان.. وقال لنا الوزير: عاونوني على إطفاء الفتنة، ولكم ما تطلبون بعد إخمادها.

وشاء الله أن تثمر جهودنا في إعادة الاستقرار إلى المنطقة، وألقيت كلمة في الحفل الذي أقيم عند وضع الحجر الأساسي للمسجد جلوت فيه طبيعة الإسلام في أمثال هذه الأحداث.. وقد لاحظت أن ناسا مُريبين كانوا يشتهون إلصاق التهم بالمسلمين.

والغريب أن هؤلاء الناس أنفسهم حاولوا في فتنة فرق الأمن المركزي أن يختلقوا أمورا لا أصل لها البتة كي يجعلوا المتدينين مسؤولين عن تعكير الأمن.

قال لي الأستاذ عمر: إنني حريص على حماية الدعوة من أولئك الذين يتلمسون العيوب للأبرياء، حريص على حماية الشباب المؤمن من أن يُقاد إلى السجون ويتعرض للتعذيب كي تُثبت عليه تهم باطلة.

وعلى أولئك الشبان الطيبين أن يضبطوا حماسهم حتى لا يمكنوا الأشرار منهم، إن سذاجتهم قد تكون مزلقة لهم إلى ما نكره.

رحم الله عمر التلمساني، ورضي عنه، ورزق جماعته من يفيد التجارب  ويبذل للناس وده وبشاشته وطيبة قلبه.

ما أحوج أمتنا إلى ذوي القلوب الكبيرة والنفوس المطمئنة، وإلى التوكل على الله والنفور من الحزازات.

توفي المرشد العام عمر التلمساني، وفي ذكرى وفاته كتب عنه رفيق دربه الشيخ محمد عبد الله الخطيب فقال:

الأستاذ محمد عبد الله الخطيب

في مثل هذه الأيام من عام 1986م.. سكت الصوت الجريء في الحق، الصوت القوي الصريح المؤدب.. فقد غادر المرحوم الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام للإخوان المسلمين هذه الدنيا الفانية، ولحق بالرفيق الأعلى، عن عمر يناهز 82 سنة.. وهو أحد رجال الرعيل الأول من الإخوان، ومن الذين رصدوا حياتهم لدعوة الإسلام، وعاشوا بها ولها.. ومن الذين حملوا الأمانة بصدق، وتعرضوا لأبشع ألوان التعذيب والتشريد والسجن لمدد طويلة.. ولقد أخذ نفسه بالعزيمة، كشأن أصحاب الدعوات دائماً، وظل حارسا وفيا أمينا عليها حتى لقي ربه.. عزيزا كريما على دعوة الإسلام.

لقد حاول عمر التلمساني مع إخوانه أن ينبهوا المسلمين للكارثة التي تنتظرهم.. فأمريكا سحقت روسيا، ثم استدارت إلى تطويق العالم الإسلامي، وتصفية الحساب مع المسلمين، سواء في آسيا أو في أفريقيا، وبخاصة مع الحركات الإسلامية الداعية إلى الله، والبعيدة عن العنف أو الإرهاب.. لكن المسلمين لم يسمعوا إلا من رحم الله.. ولقد نادى رحمه الله بترك كل أطروحات السلام.. وذكّر كثيرا بأن هذه الشعارات ما هي إلا أوهام وسراب يتوهمه البعض، ويظنون أنها يمكن أن تحقق لهم شيئاً، وهي في المحصلة تكريس للوجود الصهيوني، واعتراف بشرعيته.. وأكد دائما أن الطريق الوحيد لتحرير فلسطين والأقصى الأسير والقدس يتمثل في اتحاد الأمة الإسلامية التي تعلن الجهاد في سبيل الله، رداً للعدوان وحفاظا على وجودها وكيانها.. وكان يحث دائما على ضرورة إعداد الجيل المسلم ليكون بمستوى التحدي لهذه الهجمة الشرسة على الأمة كلها.. وما قاله بالأمس القريب تحقق اليوم.. فها هي يهود تضرب بكل القيم وبكل المعاهدات عرض الحائط.. وتمضي في غيها، تبني المستوطنات، وتطارد أهل الديار، تقتل وتسجد وتعذب كيف شاءت.. ولا حول ولا قوة إلا بالله(رسالة الإخوان 4/6/1999م).

ويتساءل الأستاذ عمر التلمساني: لماذا قتلوا حسن البنا؟ فيقول:

ألأنه أسس ألفي شعبة في القطر المصري كله كانت كل واحدة بمثابة مدارس للوطنية والجهاد والكفاح، وكانت إحياء للرجولة والفتوة وتنويرا للأذهان بحقيقة ما يدور في الموقف السياسي، فربت جيلا جديدا يلتهب وطنية وحماسا وعلى أتم استعداد لبذل روحه وماله وكل ما يملك في سبيل الدفاع عن وطنه وكرامته.

ألأنه انضم تحت لوائه خمسة وسبعون ألف جوال نظفت الشوارع، وأعدت فوانيس الإضاءة وعملت مجالس مصالحات للمتخاصمين وشجعت الشباب على خدمة وطنهم، وقوت أواصر الترابط بين ابناء القرى والمدن بعد أن عمت الخنوثة والميوعة. وعندما اشتد وباء الملاريا في الصعيد كانت جوالة الإخوان في المقدمة مع المسؤولين، وعندما اشتد وباء الكوليرا عام 1947م في الوجه البحري – وكان كثير من المسؤولين يفرون من خطر الموت- وضعت جوالة الإخوان سبعين ألفا تحت امرة المسؤولين وقد كان لدقة اتصالاتهم وسرعتهم في تبليغ الحالات وتلقي التعليمات والتوجيهات أثرا كبيرا في نجاح المقاومة ووقف تيار الوباء، وهذا ما أعلنه وزير الصحة آنذاك نجيب اسكندر.

ألأنه كان طرازاً فريدا في الوطنية وحب الوطن، لم يألفه من أبرموا مواثيق الذل وصكوك العبودية؟! ففي إبان محنة الاضطهادات والاعتقالات بعد حل الجماعة حدّث الإخوان بقصة الطفل الذي اختصمت فيه امرأتان إلى سليمان الحكيم وادعت كل منهما بنوته، فحكم بشطره نصفين بينهما، فوافقت المرأة التي لم تلده على قسمته بينما لم توافق الأم الحقيقية وتنازلت عن نصيبها في ابنها نظير أن يظل متمتعا بحياته، وكان يعقب بقوله: إننا نمثل نفس الدور مع هؤلاء الحكام، ونحن أحرص منهم على مستقبل هذا الوطن وحريته، فتحملوا المحنة ومصائبها، وسلموا أكتافكم للسعديين ليقتلوا ويشردوا كيف شاءوا حرصا على مستقبل وطنكم وإبقاء على وحدته واستقلاله.

ونختم حديثنا عن أستاذنا الكبير عمر التلمساني بهذه المناجاة:

ربي.. كيف أناجيك؟!.. بلساني.. وهو جم العثرات؟! بفمي وهو وافر الهفوات؟! بجوارحي؟! إنها كليلة قاصرة. فما حيلتي.. وهذا قدري؟ ولكني محب مستهام، أضناه طول السرى، يبغي الهدى، فهل من رضا؟! القلب تائق، والسعي موصول، وباب العطاء مفتوح، فهل من إذن بالدخول، الأمل قائدي إليك، والرجاء مبسوط بين يديك، لا استقصر الليل إذا بسطت يد الضراعة، ولا استطيل الليل إذا لج بي الشوق في حناياه، فأنت أنت القريب أقرب من حبل الوريد، أنت أنت القريب، القائم علمه بين المرء وقلبه، فلا خلجة إلا بتدبير، ولا طرفة عين بغير إحاطة وتقدير. أنت.. أنت القريب.. في الخاطر.. في النفس.. في الأمل.. في القول.. في العمل.. أنت أنت القريب قبل أن تخطر خواطر خاطري.. أنت أنت القريب، لأنك ماثل في كل الوجود قدرة.. واقتدارا.. وحسنا وجمالا.. وروعة وابداعاً.. وإحكاماً وإتقانا..( مناجاة- عمر التلمساني)

 

مراجع البحث

1-   الأستاذ عمر التلمساني- واضح رشيد الندوي.

2-   عمر التلمساني قائد الجماعة ومرشد الأمة- زينب الغزالي.

3-   عمر التلمساني.. ملك في إهاب بشر- مسعد خيري.

4-   عمر التلمساني كما عرفته- محمد الغزالي.

5-   في إجواء ذكرى المرشد الحيي الوفي- محمد عبد الله الخطيب.

6-   عمر التلمساني إمام المجاهدين في مصر- عبد المتعال جبري.

7-   لماذا قتلوا حسن البنا- عمر التلمساني.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *