RSS

بيان علماء ودعاة ومشايخ جزر القمر بخصوص محاربة الفساد

12 Jan

انطلاقا من هدي كتاب الله جل في علاه مخاطبا وآمرا لهذه الأمة المحمدية، الموصوفة بالخيرية والوسطية، المأمورة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، القائل: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..)) والقائل: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)

وانطلاقا من هدي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، القائل: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)

وإيمانا منا نحن علماء ودعاة ومشايخ جزر القمر بأن خيرية هذه الأمة وسلامتها ورقيها، مرهونة بمدى التزامنا وتمسكنا بالأوامر الإلهية بالفعل والترك والأمر والنهي.

وبجهود مشتركة بين علماء ودعاة ومشايخ هذه البلاد، بخصوص الحد من مظاهر الفساد المتفشية في المجتمع القمري بشتى أنواعها، انبثقت خلال اجتماعاتهم في أحد مساجد العاصمة بموروني، لجنة لمتابعة توصيات الاجتماعات واقتراحاتها، برئاسة شرفية من سماحة مفتي الجمهورية، السيد طاهر بن سيد أحمد مولانا جمل الليل، وبرئاسة تنفيذية من سماحة الوالد الشيخ أحمد دحلان، وقررت اللجنة تنفيذ أعمالها بدأ من مكافحة المسكرات من الخمور والمخدرات، باعتبارها أم الخبائث، واتصلت اللجنة بالجهات الرسمية المعنية بالدولة.

وحظي المشروع بتشجيع من فخامة رئيس الجمهورية الدكتور إكليل ظنين حفظه الله، وتأييدا من حكومته الرشيدة وفقها الله، ممثلة بوزارة الداخلية، حيث أصدرت قرارا بإغلاق محلات بيع المواد الكحولية في الأماكن الشعبية، تطبيقا للقوانين.

فبناء على ما سبق من أعمال اللجنة المعروضة على العلماء والدعاة والمشايخ، وما صدر اليوم في هذا الاجتماع المنعقد في يوم الأربعاء 9 صفر 1433هـ الموافق 4 يناير 2012م، أصدرنا البيان التالي:

أولا: إن علماء ودعاة ومشايخ هذه الدولة مجتمعين، يعربون عن بالغ تقديرهم، وامتنانهم، وبقلوب صافية، ودعوات خالصة لرئيس الجمهورية الدكتور إكليل ظنين حفظه الله، وحكومته الرشيدة أيدها الله، ممثلة في وزارة الداخلية، وذلك بسبب جهودهم المخلصة، وقراراتهم الصادقة والصائبة، والمواقف الحازمة التي اتخذوها ضد مفسدة الخمور، جلبا لمصلحة العقول، ودرءا لمفسدتها.

ثانيا: أشاد العلماء والدعاة والمشايخ بالدور الحيوي الإيماني والوطني من الشرطة الوطنية سدد الله مواقفها، إذ سجلوا تاريخهم بمداد ذهبي لا يمحى، حيث شهد الله مواقفهم، ومثابرتهم، وشهد المواطنون، بعد الله، مجهوداتهم الجبارة في محاربة الفساد ومظاهرها، وإغلاق جميع شواطئ الفساد والمنكرات، مما أدى إلى القضاء النهائي للحوادث الأليمة التي اعتادها المواطنون في كل 31 من ديسمبر من كل عام، حيث نطقت طوارئ مستشفى المعروف بأنها لم تستقبل حالة واحدة ولأول مرة في 31ديسمبر الله أكبر! فهنيئا لهم على هذا الموقف الإيماني الوطني.

ثالثا: إن علماء هذه الدولة، ودعاتها ومشايخها، إذ يعربون عن شكرهم وتقديرهم لهذا الانجاز التاريخي، ليؤكدون في الوقت ذاته عن تكاتفهم، وتأييدهم مع رئيس الدولة وحكومته الرشيدة، ووقوفهم معهم بقلوبهم وأفعالهم، في كل ما من شأنه النهوض بالتنمية الشاملة للدولة، والارتقاء بالمستوى الأخلاقي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

رابعا: يشيد العلماء بضرورة احترام مبدأ دولة القانون، ويطالبون من المؤسسات التشريعية والقضائية والرقابية الجادة والحزم في المسئولية المنوطة بهم، إيمانا منهم بأن استقرار الدولة أمنا واقتصادا، دينا وأخلاقا، مرهون بمدى جدية تلكم المؤسسات، والعكس صحيح.

خامسا: يشيد العلماء الجهاز القضائي، وجميع الأجهزة الأمنية في البلاد، صمودهم أمام الحق، وإيصال الحقوق إلى ذويها بالعدل، فيقدموا كل من يسول له نفسه بارتكاب جريمة للعدل، وأن لا يأخذهم رأفة في دين الله تعالى، فلا يفرقون بين رئيس ومرؤوس، ولا بين شريف ووضيع، وأن يتمسكوا “بالمبدأ النبوي الشريف”: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”.

سادسا: يطالب العلماء من المواطنين أن يعدلوا في أقوالهم، متمسكين بهدي كتاب الله تعالى: ((من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها)) وقوله تعالى: ((ولا تزر وازرة وزر أخرى)).

سابعا: يطالب العلماء من الحكومة القمرية عبر مؤسساتها التشريعية، أنه كما ثبت دستورا أن الإسلام دين الدولة، أن تثبت كذلك دستوريا، أو قانونيا أن مذهب الدولة “مذهب أهل السنة والجماعة” حفاظا على وحدة الدولة الدينية، وتجنبا من ويلات الطائفية.

ثامنا: يطالب العلماء من وجهاء وأعيان المدن والقرى، والمحافظين، ورؤساء البلديات، بل وأفراد المواطنين الغيورين بضرورية التعاون والتكاتف وتنسيق الجهود مع جميع الجهات المعنية بمكافحة الفساد الأمنية منها والمدنية.

تاسعا: يشيد العلماء والدعاة والمشايخ على ضرورة وأهمية العمل التوعوي، من دروس ، ومحاضرات، وندوات، ونشرات ومطويات، في المؤسسات والمراكز التعليمية، والمساجد، والأماكن العامة، وأن تسخر جميع الوسائل الإعلامية العامة منها والخاصة كل إمكاناتها لذلك.

عاشرا وأخيرا: فالله نسأل أن يعلو صوت الحق في بلادنا، وأن يمد بمدده الكريم رئيس الدولة الدكتور إكليل ظنين حفظه الله، بالتوفيق والسداد والبركة في عمره والصواب في الرأي، وأن يؤيد بالحق حكومته الرشيدة، وأن يجمع على الحق والهدى كلمة العلماء، وأن يكرمنا بدولة كريمة يعز فيها أهل طاعته ويذل فيها أهل الفساد، إنه نعم المولى ونعم النصير، سميع مجيب دعوة المضطر إذا دعاه، ونحن مضطرون، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطيبين وأصحابه أجمعين.

الموقعون عنهم:

عن العلماء والدعاة: مفتي الجمهورية/ السيد طاهر بن سيد أحمد مولانا جمل الليل

عن المشايخ/ الشيخ أحمد دحلان

 
 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *