RSS

أحد أعظم أطباء الإنسانية إطلاقا

قبل أكثر من 600 عام كان لكلية الطب الباريسية أصغر مكتبة في العالم، حيث أنها لاتحتوي إلا على مؤلف واحد فقط، وهذا المؤلف كان لعالم عربي كبير.

و كان هذا الأثر العلمي الضخم يضم كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق حتى عام 925 بعد الميلاد، و قد ظل المرجع الأساسي في أوزوبة لمدة تزيد عن الأربعمائة عام، حتى أن الباريسيين قد اعترفوا بقيمة هذا الكنز العظيم و بفضل صاحبه عليهم و على الطب إجمالا، فأقاموا له نصبا في باحة القاعة الكبيرة في مدرسة الطب لديهم.

فمن هو هذا العالم إذن؟؟؟

إنه أبو بكر محمد بن زكريا أو كما نعرفه جميعا باسم الرازي أو رازاس (Rhazes) كما سمته بلاد الغرب، ولد في مدينة الري الفارسية و درس الرياضيات و الفلسفة و الفلك و الكيمياء و المنطق و الأدب إلا أنه أختار الطب كمجال لعمله المهني حيث درس الطب في بغداد.

الرازي

و بعد إتمام دراساته الطبية، عاد الرازي إلى مدينة الري بدعوة من حاكمها، منصور بن إسحاق، ليتولى إدارة مستشفى الري. وقد ألف الرازي لهذا الحاكم كتابه “المنصوري في الطب” ثم “الطب الروحاني” وكلاهما متمم للآخر، فيختص الأول بأمراض الجسم، والثاني بأمراض النفس. شغل مناصب مرموقة في الري وسافر ولكنه أمضى الشطر الأخير من حياته بمدينة الري، وكان قد أصابه [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا]لماء الأزرق في عينيه (Glaucoma)، ثم فقد بصره وتوفى في مسقط رأسه سنة 925م.

وكان حصاد هذه الحياة الحافلة التي عاشها عظيما هائلا، فهناك أكثر من 200 عمل ضخم و ترجمات و مخطوطات صغيرة لا تتناول الطب فحسب بل أيضا الفلسفة و الفلك و الفيزياء و الرياضيات و العلوم الدينية.

من أشهر كتبه و أهمها:

– كتاب “الحاوي” أو (Continens) و هو مؤلف يقع في 30 جزءًا، جمعت كل المعارف التي توصل إليها العقل البشري من أيام أبو قراط و حتى أيامهم هم. فقد قرأ كل ما وصلت إليه يداه من كتب الطب الأغريقية و الفارسية و الهندية و العربية ونقل منها فقرات كاملة و زاد عليها الكثير شارحًا وجهات نظره في كل منها، مستعينا بتجاربه الخاصة في تفصيلها و تفصيل غيرها.

– كتاب “المنصوري” و الذي جمع فيه وصف كل أمراض الجسم من الرأس إلى القدم و فنّد ظواهرها و تطورها و علاجها.

– و كان له كتاب اشتهر بين الناس باسم “طب الفقراء” حيث كان قاموسًا طبيًا شعبيًا، كتب فيه و صف لكل الأمراض و أعراضها و طرق علاجها و وسائلها الموجودة في كل بيت.

– كما أنه له كتاب عجيب يعرف بـ “برء الساعة” حيث أن لهذا الكتاب قصة طريفة قفد زعم جَمْعٌ من الأطباء في حضرة الوزير أبي القاسم مرةً أن علاج الأمراض يدوم طويلا، فرد عليهم الرازي أنه يستطيع علاج الكثير من الأمراض في ساعة واحدة و أنهم لم يقولوا ما قالوه إلا رغبة منهم في الربح المادي و استزاف أموال المرضى، فأبدى الوزير تعجبه من قوله و طلب منه تاليف كتاب بهذا المعنى حتى يكون مرجعًا للأطباء، فاستجاب الرازي لطلبه فكان مولد هذا الكتاب.

و من مؤلفاته المهمة:

رسالته “عن الجدري و الحصبة” قفد كان الكتاب الأول في العالم الذي يصف الحصبة و الجدري وصفًا دقيقًا حيث تمت ترجمته عدة مرات إلى اللغة اللاتينية و غيرها من اللغات الأوربية.

هذه نبذة بسيطة جدًا عن حياة الرازي و ذكر لبعض أشهر مؤلفاته … استمتعت كثيرا و أنا أكتب هذا الموضوع حيث أبهرتني و ذهلتني دقة الملاحظة الخرافية التي كان يتمتع بها الرازي و ظهرت جلية في وصفه و ملاحظته لأعراض الأمراض التي كان يدرسها على اختلافها .. كما تلاحظون في الوريقة التالية:

و كان الرازي يجرب كل العقاقير الجديدة قبل أن يصفها للناس، فيدرس تنائجها على الحيوان، و يستخلص منها النتائج الصائبة..

و لم يكن الرازي ذاك الطبيب العظيم فقط ، بل كان أيضًا أحد الأوائل الذين جعلوا من الكيمياء علمًا صحيحًا…

وكان أول من فكر بمعالجة المرضى الذين لا أمل في شفائهم و اهتم بهم كل الاهتمام.. و هكذا فإن على الطبيب- حسب رأي الرازي- أن يسعى دومًا إلى بث روح الأمل و قوة الحياة في نفس المريض مهما كانت حالته.

في شخصية الرازي الطبيب تتجسد كل ما امتاز به الطب العربي و ماحققه من انجازات و فتوحات علمية باهرة، فهو الطبيب الذي عرف واجبه حق المعرفة، و هو الطبيب العملي الذي يعطي للمراقبة السريرية أهميتها و حقها، و هو المنهجي في عمله الذي أضفى على الطب في عصره نظامًا رائعًا و وضوحًا يثير الإعجاب…

د. طارق

 
 

سريلانكا أو جزيرة الياقوت

زيارات تعارف واستكشاف

منذ مدة من الزمن.. بدأت أستعرض البلدان التي لم أزرها. فمع تقارب الأيام ونفاذ رصيدها.. والرغبة في الإطلاع على أحوال الناس.. كل الناس الذين خلقهم ربهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا.. وكيف يتم التعارف إن لم نقم بزيارة هذه الأقطار والتعرف على أهلها..؟

ولهذا اغتنمت فرصة الدعوة التي تلقيتها من إخوة أعزاء في سيريلانكا بمناسبة انعقاد لقاء للتجمعات الطلابية في منطقة جنوب آسيا في كولومبو عاصمة بلادهم.

خريطة سريلانكا

وقبل السفر حاولت أن أقرأ كتاباً أو كتيباً عن هذه البلاد.. وعن المسلمين فيها.. ولكني لم أجد كتاباً باللغة العربية.. الأمر الذي زاد من رغبتي في هذه الزيارة.. بعد أن تحولت في نفسي من منطقة أزورها لأستكمل بها دول العالم.. إلى منطقة أستكشفها وقد تسعفني الأيام فأقدمها للمسلمين المهتمين بالتعرف على أحوال إخوانهم.. فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.

أول ما لفت نظري وأنا أهبط في مطار باندرانايكا في كولومبو النظام المعمول به في كل ما يخص المسافر.. لوحات واضحة تعرّف القادم بإجراءات الجوازات.. والجمارك.. والخروج.. وسيارات الأجرة التي تنقلك إلى حيث تريد.. كل ذلك يتم في نظام وهدوء مع وجود موظف مختص جاهز لمساعدتك إذا أحتاج الأمر.

والمطار هو واجهة البلد.. تدخل منه.. وفي نهاية الزيارة تخرج منه كذلك.. فهو في البداية والنهاية يؤثر على انطباعك عن البلد الذي تزور.

وسيريلانكا أوسيلان أو جزيرة الياقوت كما أطلق عليها المسلمون، جزيرة كبيرة تقع في جنوب الهند، مساحتها 65 ألف كم2، وعدد سكانها في حدود 20 مليون نسمة.. معظم سكانها من البوذيين.. وأقلية من النصارى.. وأقلية أخرى في حدود 10% من المسلمين. والدول المجاورة لها هي الهند في الشمال، وجزر المالديف في الشرق.

والجزيرة بحكم موقعها كانت منذ القدم مركزاً للنشاط التجاري، تحمل السفن من شواطئها أنواع التوابل والأحجار الكريمة إلى العالم.. ويعتبر العرب من أوائل الأقوام التي كانت لهم علاقات تجارية مع سيلان.. كما اتخذها بعضهم موطناً لسكناهم.. تزاوجوا مع سكانها.. وأصبحت بالنسبة لهم موطناً ثانياً.. وأطلقوا عليها جزيرة الياقوت.. نظراً لوفرة الأحجار الكريمة في أرضها.

وبعد ظهور الإسلام.. والأخبار التي يرددها التجار العرب عن الدين الجديد.. وعن القيم التي ينادي بها.. مثل المساواة بين الناس.. والعدل الذي لا يفرق بين أسود وأبيض أو بين غني وفقير أو صغير وكبير.. أو بين مسلم وغير مسلم.. ازداد شوق سكان سيلان للتعرف على الإسلام.

ينقل  ابن شهريار في كتابه عجائب الهند.. أن أهل سيلان عندما سمعوا عن الدين الجديد أرسلوا رسولاً منهم إلى المدينة المنورة مركز الدولة الإسلامية ليتعرف على الإسلام.. ويعود بالأخبار الموثوقة عن هذا الدين الجديد.. ووصل الرسول والتقى بالخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. وتعرف منه على تعاليم الإسلام.. وعاد ليبلغ قومه بما علم.. وأدركته الوفاة في طريق العودة.. فقام خادمه بتبليغ الدعوة إلى قومه أهل سيلان.. الذين أقبلوا بدورهم على الدين الجديد..

واستمرت الصلة بين مسلمي سيلان.. والمسلمين في المناطق الأخرى.. وعندما تعرض قومٌ من الديبل (بالقرب من كراتشي اليوم) إلى سفينة تحمل مسلمين من سيلان واستولوا عليها.. بعث الحجاج بن يوسف الثقفي حملة عسكرية بقيادة محمد بن القاسم للدفاع عن مسلمي سيلان وكان من نتائج الحملة أن فتح الله على المسلمين بلاد السند.

وهكذا كانت العلاقات التجارية هي الواسطة المباركة التي عبر عليها الإسلام إلى أهل الجزيرة..

فقد كان أولئك التجار مثالاً للأمانة والوفاء والخلق الكريم.. وكانت هذا الأخلاقيات أعظم دعوة للإسلام بين سكان الجزيرة.

ولقد زار الرحالة المسلم ابن بطوطة سيلان في عام 1344م وسجل في كتابه المشهور خواطره حول هذا البلد.. فذكر أن كولومبو عاصمة سيلان كانت مدينة إسلامية.. وأن سكان البلاد كانوا يحبون الإسلام ويقبلون عليه.. ولو قدر للأمور أن تسير سيراً طبيعياً لكانت سيلان بكاملها دولة إسلامية.. ولكن الغزو البرتغالي للجزيرة قلب الأوضاع..

كانت البرتغال تسعى جاهدة إلى غزو البلاد الإسلامية.. وكان البحار الإيطالي فاسكودي غاما الذي قاد الحملة البحرية البرتغالية يتصور نفسه القائد الرسالي الذي بعثته العناية الإلهية ليركز راية الصليب فوق كل أرض تصلها سفنه.. وكان حاقداً على المسلمين بصورة خاصة..

ومع بداية القرن السادس عشر الميلادي (911 هـ) بدأ نفوذ المسلمين في سيلان يتضاءل تدريجياً.. فقد احتل البرتغاليون البلاد عام 1505م الذين أبادوا قرى مسلمة بأكملها وحاولوا إزالة الوجود الإسلامي من الجزيرة. وقام البرتغاليون بمجزرة رهيبة ضد المسلمين عام 1053 هـ في مقاطعة (ماتارا) على الساحل الجنوبي، والجدير بالذكر أن إخراج المسلمين من الأندلس على أيديهم وأيدي الإسبان لم يمض عليه يومذاك أكثر من (15) سنة.

وفي عام 1069 هـ الموافق 1658م، احتل الهولنديون الجزيرة، وتابعوا سياسة البرتغاليين في القضاء على المسلمين، وأسسوا مدارس تبشيرية لنشر النصرانية في البلاد.

وفي هذه الفترة جاء مسلمون إلى الجزيرة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجري ومعظمهم من إندونيسيا والملايو، جاءوا كجنود أثناء الصراع الاستعماري وأثناء حكم الهولنديين لبلادهم.

وفي عام 1716م احتلت بريطانيا الجزيرة.. وإذا كانت سياسة البطش والتعذيب والإبادة التي مارسها البرتغاليون والهولنديون ضد المسلمين قد خفت قليلاً.. إلا أن الإنكليز اتبعوا السياسة التعليمية ذاتها فأنشأوا عدداً كبيراً من المدارس التنصيرية بين عامي (1732 – 1746م) وفتحوا أبواب التعليم التبشيري لكل الطوائف والطبقات في سيلان.

لقد كان التعليم في خدمة التبشير.. الأمر الذي جعل المسلمين لا يقبلون على هذا النوع من التعليم.. واكتفوا بمدارسهم الخاصة التي كانت ملحقة بالمساجد، وتقتصر على تعليم القرآن ومبادئ الإسلام.

وفي الوقت الذي استفاد معظم سكان الجزيرة من الطوائف الأخرى من هذا التعليم التبشيري.. واحتلوا أهم المواقع والوظائف في البلاد.. إلا أن كثيراً منهم تركوا دينهم واعتنقوا النصرانية، الدين الذي يفرضه المحتل، وتبشر به المدارس التبشيرية..

جرى ذلك، بينما لم يترك مسلم واحد دينه.. لم يكونوا مستعدين لأن يقايضوا قيمهم الدينية ومعتقداتهم مقابل مكاسب مادية مهما كانت.

خلال الفترة 1881 – 1901م بدأ المسلمون يشعرون بحاجتهم إلى المعاهد والجامعات التي تجمع بين العلوم الحديثة والعلوم الإسلامية.. ولقد أسهم الشيخ محمد قاسم سدّي لبي الذي كان مصلحاً اجتماعياً نشيطاً.. وداعية مسلماً مرموقاً.. في الدعوة الواعية في أوساط المسلمين.. فأصدر صحيفة (صديق المسلم) باللغة المحلية (التاملية) التي بدأت تُعنى بشؤون المسلمين وتشجعهم على الأخذ بالتعليم الحديث..

وفي هذه الأثناء نفى البريطانيون الزعيم المصري أحمد عرابي باشا زعيم الثورة المصرية ضد الاحتلال البريطاني في مصر إلى سيلان.. وقد أقام هناك من عام 1883 وحتى عام 1901م. وقد تعاون أحمد عرابي باشا مع سدّي لبي في تأسيس كلية الزاهرة عام 1892م في مدينة كولومبو، والتي تعتبر اول معاهد التعليم الإسلامية في سيلان.. وتحت تأثير عرابي باشا حاول سدّي لبي نشر وتطوير دراسة اللغة العربية بين المسلمين.

وفي هذه الفترة زارت البلاد مجموعات من علماء جنوب الهند.. وعملوا على نشر الوعي والتعليم بين مسلمي البلد.

استقلال سيريلانكا

حصلت سيريلانكا عام 1948م على استقلالها.. وأصبح للمسلمين دورٌ مهم في الحياة القومية، فهم يشاركون بدور حيوي في الحياة السياسية.. وفي المؤسسات التعليمية.. ويشغلون الكثير من الوظائف الإدارية بما فيها مناصب الدولة العليا.

وللمسلمين محاكمهم الخاصة في الأحوال الشخصية.. ولهم برامج إسلامية في الإذاعة والتلفاز الرسمي والصحف.. وتعتبر أعياد المسلمين عطلات رسمية في البلاد. ومع ذلك فإن المسلمين ما زالوا يعانون من عدة مشكلات هامة:

* يعانون من طغيان الفلسفة المادية التي أشاعها وثبتها الاستعمار الذي تعاقب على سيريلانكا خلال أكثر من 500 سنة.

* ويعانون من ضعف الكوادر الإسلامية المثقفة التي تستطيع مواجهة التيارات المادية العاتية.

* ويعانون من اللغة التاملية التي هي لغة مدارسهم وكتبهم.. بينما أصبحت اللغة السنهالية التي هي لغة الأغلبية البوذية هي اللغة الرسمية الشائعة في البلاد.. الأمر الذي فرض تحدياً آخر وهو تعلم هذه اللغة وترجمة الكتب الإسلامية إليها.

الجامعة النظيمية الإسلامية

منذ زمن بعيد كنت أسمع بالجامعة النظيمية.. ويكتب لي بعض طلابها ومدرسيها.. وكنت في شوق لزيارة هذا الصرح التعليمي الإسلامي.

تقع الجامعة في مدينة بيرويلا جنوب العاصمة على مسافة 55 كم منها.. ولقد تم اختيار هذا المكان لسعته.. وجمال غاباته.. وجمال شاطئه.. ولأنه المكان الذي استقبل أول مجموعة من الدعاة المسلمين.. وكانوا يطلقون عليه اسم (بربرين).

ومن الرجال بألف والحاج نظيم واحد منهم

وعند دخولنا إلى الجامعة (نحن وثلة من إخواننا السيريلانكيين) وجدناها على أرقى صورة.. تضاهي في مبانيها وقاعاتها ومكتبتها وأساتذتها ومساكن الطلبة فيها أرقى الجامعات في العالم..

كانت الجامعة حلم الحاج محمد نظيم محمد إسماعيل.. فقد كانت البلد بحاجة ماسة لمثل هذه الجامعة الراقية تدرس العلوم الحديثة والعلوم الشرعية في نفس الوقت.

ولتحقيق الحلم دعا كبار العلماء وخبراء التعليم وعقلاء المسلمين، وطرح عليهم فكرة إنشاء الجامعة فكونوا لجنة لدراسة هذا الاقتراح وقد توّجت هذه المجهودات بوضع حجر الأساس للجامعة النظيمية الإسلامية في التاسع عشر من رجب 1393هـ الموافق التاسع عشر من آب (أغسطس) سنة 1973م.

ولقد سعى واجتهد في تزويد هذه الجامعة – في السنوات التالية- بكل الوسائل العلمية الحديثة، وتقديم التسهيلات اللازمة لمتطلبات العيش الكريم للطلبة الدارسين حتى لا تكون أقل درجة من الجامعات الأخرى بأي حال، وقد تطورت الجامعة حتى أصبحت خلال فترة قصيرة من الجامعات العالمية، واستطاعت تخريج قيادات طلابية مؤهلة تأهيلاً يناسب مستوى العصر، وعلماء يقومون بترشيد الشعب المسلم متسلحين بسلاح العلم والتقوى، والجدير بالذكر أن خريجي الجامعة لهم دور ملحوظ في كل ميدان من الميادين الدعوية.

وفي عام 1955م تم إدماج الجامعة النظيمية الإسلامية مع الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، باكستان، وبناء على ذلك فإن الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد تعترف بشهادة الجامعة النظيمية الإسلامية، ويستكمل بعض الطلاب الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية بإسلام آباد.

وفي عام 1996م افتتحت كلية أصول الدين والدعوة بالجامعة وفق المنهج الذي يدرس في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، ويقوم بالتدريس في هذه الكلية الأساتذة المبعوثين من (جمعية اقرأ الخيرية) وغيرها، وخاصة من جمهورية مصر العربية.

وتأمل إدارة الجامعة إنشاء كليات أخرى في العلوم الإسلامية المختلفة لسد حاجات المسلمين في الجزيرة وخارجها.

والجدير بالذكر أن الجامعة النظيمية الإسلامية قُبلت عضواً في (اتحاد جامعات العالم الإسلامي) وبالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط بالمغرب، وبذلك أصبحت الأبواب مفتحة والفرص متوفرة أمام خريجي الجامعة للدراسات العليا في الجامعات ذات العضوية في هذا الاتحاد، كما تساعد المنظمة الجامعة بتزويد مكتبتها بالكتب القيمة.

في ضيافة الجامعة

وبعد جولة في أرجاء الجامعة تعرفنا فيها على المدرسين وفيهم كثير من الإخوة والأصدقاء.. وعلى المكتبة المركزية التي تضم حوالي (25) ألف كتاب من كتب التراث الإسلامي باللغات العربية والتاملية والسنهالية والأردية.. وعلى مركز البحوث والنشر الذي يتولى نشر الكتب والمجلات والأبحاث الإسلامية في العلوم المختلفة.. وعلى معهد المعلومات التكنولوجية لتدريس الحاسوب لطلاب الجامعة وغيرهم.

ولقد ألقيت في طلبة الجامعة محاضرة عن الشباب المسلم ودورهم في بناء الأمة.. وبعد هذا الوقت الممتع الذي قضيناه في ضيافة هذا الصرح العلمي العظيم.. ودعنا الجامعة.. والصديق الأستاذ الشافعي الذي تعرفت عليه في جامعة إسلام آباد العالمية.. وهو اليوم أحد أركان الجامعة النظيمية. وانتقلنا إلى مكان آخر نزور المراكز والجماعات الإسلامية العاملة النشيطة في جزيرة الياقوت أو سيريلانكا كما أسموها في السنوات الأخيرة.

كلمة الأستاذ محمد الغزالي

وعندما طلب مني تسجيل كلمة في دفتر الضيوف زوار الجامعة.. وجدت كلمة قيمة سجلها الأستاذ محمد الغزالي (رحمه الله) أحببت أن أنقلها لأهميتها.

(جئت سريلانكا لأتعرف على أحوال مسلميها وأقف طويلاً أمام شؤونهم الثقافية والاجتماعية، ولكي أزور كذلك الجامعة التي أسست بجهود الأهليين وحماسهم الديني، وكان للحاج (نظيم) النصيب الأوفر في إقامتها ورعايتها، وأقرر أني شعرت بطمأنينة على مستقبل الإسلام هنا بعد ما لقيت الأستاذ عميد الجامعة وزملائه أعضاء هيئة التدريس وبعد ما أختبرت الطلاب وسمعت تلاوتهم للقرآن الكريم ورأيت إقبالهم الشديد على التزود بالمعرفة والاستزادة من منابع الثقافة الإسلامية، إنني أرجو أن يطّرد هذا النشاط وأن تتسع دائرته ولا تزيده الأيام إلا قوة وإثماراً وتحصيناً للعقيدة والتعاليم الإسلامية، وكما أرجو أن يشعر إخواني المشرفون على الجامعة أنهم قادرون على توسيع الرقعة الإسلامية مبنى ومعنى إذا مضوا في هذا الطريق بجد وثقة وتوكل على الله).

هذه بعض خواطري.. عن سريلانكا في أول زيارة لها. وسأتابع مع القراء ذكرياتي عن هذه البلاد التي سجلتها في زياراتي اللاحقة.

مصطفى محمد الطحان
الجامعة النظيمية سيريلانكا
1/4/2004م

 
Leave a comment

Posted by on February 2, 2011 in خواطر

 

عشرة مطالب لتجنب الثورة الشعبية التي باتت وشيكه

شهدت الساحة التونسية تطورات متسارعة خلال الأيام الماضية، وبدأت عمليات شبه منظمة للقفز على إنجاز الشعب التونسي والالتفاف على انتفاضته المباركة، والعودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه قبل هروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ويتزامن ذلك مع أحداث عديدة في مصر والبلدان العربية الأخرى تُنذر بضرورة أن تفيق الأنظمة والحكومات المختلفة، وتستجيب لمطالب شعوبها، وحول ما تشهده تونس وتأثيرات ذلك على مصر وما يجري في السودان وفلسطين ولبنان يُوضِّح الإخوان رأيهم على النحو التالي:

** أولاً: على الصعيد المحلي

يؤكد الإخوان المسلمون أن إقدام بعض المصريين على ارتكاب كبيرة الانتحار التي شهدتها مصر – على الرغم مما فيها من حرمة شرعية- كانت كلها احتجاجات على الممارسات الحكومية الخاطئة، ويتحمل الوزر الأكبر فيها النظام الحاكم، وقد تفجَّر الغضب الكامن داخل الشعب المصري، والذي عاني لعشرات السنين من نظام الحكم الاستبدادي ومن رموز الفساد فيه التي تعمل لمصالحها الخاصة دون النظر لما يحتاجه الشعب المصري، الذي تزداد أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية سوءًا يومًا تلو الآخر، فضلاً عما يشعر به الشعب من مرارة تزوير إرادته في انتخابات مزورة رصدها المواطن بنفسه ورصدتها كل وسائل الإعلام العالمية وكل منظمات المجتمع المدني الداخلية والخارجية.

يتقدم الإخوان المسلمون بمطالب عاجلة لتهدئة الاحتقان داخل الشارع المصري، ويرى الإخوان أن العمل على تنفيذ هذه المطالب بأقصى سرعة يمكن أن يؤدي إلى تهدئة الأوضاع الداخلية ويدعم الاستقرار في البلاد ويقي مصر من ثورةٍ شعبيةٍ ستكون أكثر ضراوةً وأوسع أثرًا مما حدث في تونس الشقيق، والمطالب هي:

أولاً:  إلغاء حالة الطوارئ المفروضة على المصريين منذ ثلاثين عامًا، خاصةً أنها لم تحقق الأمن ولم تمنع الجريمة طوال هذه السنين.

ثانيًا:  حل مجلس الشعب المُزوَّر بإصدار قرارٍ جمهوري من رئيس الجمهورية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لتكوين مجلس جديد يُعبِّر عن إرادة الأمة ويحقق آمال وطموحات المصريين وتحت إشرافٍ قضائي كامل.

ثالثًا:  إجراء تعديلات دستورية لازمة وسريعة للمواد 5، 76، 77، 88، 179 لضمان حرية الترشح وديمقراطية الاختيار في الانتخابات الرئاسية القادمة تحت الإشراف القضائي الكامل، وإلغاء التعارض الدستوري وتحقيق التوافق مع ثوابت وتاريخ وثقافة وحضارة هذا البلد العظيم.

رابعًا:  العمل السريع والفعَّال على حلِّ مشكلات المواطنين الحرجة كبدايةٍ لمسيرة إصلاح اقتصادي حقيقي يحقق العدالة الاجتماعية بتوفير السلع الضرورية والدواء، خاصةً إصلاح منظومة التعليم والصحة مع إمكانية توفر الموازنات اللازمة لذلك عبر:

* فوائض الصناديق الخاصة التي تبلغ ميزانيتها أكثر من 1200 مليار جنيه ويتحكم فيها الفساد.

* مخصصات الوزراء وكبار رجال الدولة التي تعدُّ بالمليارات وبيع ما لم يستخدم فيها بالمزاد العلني لصالح الشعب.

* وقف ضخ الغاز والبترول المصدر للصهاينة، وإعادة النظر في سعره وتصديره إلى دولٍ أخرى.

* إعادة النظر في أسعار الأراضي التي تم تخصيصها لبعض رجال الأعمال وللفاسدين وسدنة النظام، وهذه تُقدَّر بمئات المليارات، وبيع ما لم يستخدم منها بالمزاد العلني لصالح الشعب.

خامسًا:  إعادة النظر وفورًا في السياسة الخارجية المصرية، وخاصةً بالنسبة للصهاينة، وضرورة قطع العلاقات معهم، مع دعم الجهاد الفلسطيني، وعلى رأسه المقاومة الباسلة لتحرير أرض فلسطين أرض العروبة والإسلام، وإقامة الدولة الفلسطينية عليها وعاصمتها القدس.

سادسًا:  الإفراج والعفو العام عن جميع المعتقلين السياسيين، وعن كل الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن من محاكم استثنائية غير مختصة بمحاكمة المدنيين كمحاكم أمن الدولة أو المحاكم العسكرية.

سابعًا:  الاستجابة الفورية للمطالب الفئوية التي أعلنها ويطالب بها أصحابها منذ سنوات طويلة.

ثامنًا:  حرية تكوين الأحزاب السياسية بمجرد الإخطار، وإلغاء القيود على إصدار الصحف، وعلى كل وسائل الإعلام.

تاسعًا:  محاكمة المفسدين الذين تضخمت ثرواتهم بصورة غير طبيعية خلال السنوات الماضية.

عاشرًا:  إعادة الحيوية إلى المجتمع الأهلي المصري، وإلغاء تدخل الجهات الأمنية في كل الشئون الداخلية في الجامعات والمدارس والنقابات والأوقاف والجمعيات الأهلية والمنظمات الحقوقية.

 

يؤكد الإخوان المسلمون أن هذه المطالب هي الحد الأدنى والبداية المعقولة التي يمكن أن يتم البناء عليها في المرحلة المقبلة، إذا كان النظام المصري جادًّا في الإصلاح وحريصًا على الاستقرار، ويعمل على تحقيق مصالح شعبه بشكلٍ حقيقي وليس بمجرد تصريحات إعلامية لم تعد لها قيمة عند رجل الشارع الذي يعي ما يحدث من حوله دائمًا.

ويؤكد الإخوان المسلمون أنهم جزءٌ لا يتجزَّأ من المجتمع، ولا يطلبون إلا ما يطالب به كل أفراد الشعب، ولا يريدون سوى الإصلاح والتغيير السلمي للأوضاع الخاطئة والعمل على استقرار الأمن والأمان لهذا الوطن، ولكن إذا استمرَّ الحال على ما هو عليه فلا يستبعد حدوث ثورة شعبية، ولكن كما قال الإمام البنا: “ليست من صنعنا”، ولكن لا نستطيع أن نمنعها؛ فالحريات العامة والعدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان والإصلاح السياسي؛ هي مسئولية السلطة، وإذا رأى الشعب جدية النظام في العمل على تحقيق مطالبه فذلك أدعى للاستقرار، ولكن الشعوب قد تنتفض حتى تعود لها حقوقها.

** ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي

يؤكد الإخوان المسلمون وقوفهم إلى جانب الشعب التونسي في انتفاضته التي أكدت أن الشعوب تستطيع أن تنتزع حقوقها مهما كان جبروت النظام وظلمه، وأن احتماء الأنظمة بالغرب وأصحاب المشروع الصهيوني، لن يحميهم ولن يحقق لهم أمنًا ولا استقرارًا، وأن العمل على تحقيق مصلحة الشعوب ومنحها حقوقها هو الضمانة الحقيقية لاستمرار أي نظام طبقًا لإرادة شعبه الحرة.

يحذر الإخوان المسلمون من محاولات الالتفاف المنظمة والمتعددة لأركان النظام السابق للقفز على الانتفاضة الشعبية التونسية، ومحاولات السطو على إنجاز هذا الشعب المجاهد، والعودة به إلى نقطة الصفر بمجرد تغيير عددٍ من الأشخاص في السلطة، وهو ما يُمثِّل خطورةً ويعطي الفرصة للأصابع الأجنبية، وتحديدًا الصهيونية للعبث بمصلحة الشعب التونسي الذي وعي حقه جيدًا، وأعلن موقفه بشكلٍ صريح ولن يقبل عودة النظام البوليسي التغريبي مرةً أخري، وهو ما يتطلب من الشعوب العربية والإسلامية أن تستمر في دعمها لهبة الشعب التونسي للحفاظ على حركته المباركة وحقوقه المشروعة.

يؤكد الإخوان المسلمون أن القرارات التي اتخذتها عدة حكومات عربية وإسلامية بتخفيض الأسعار ووقف زيادات كانت متوقعةً على أسعار السلع والخدمات الأساسية، لامتصاص غضب الشعوب كما حدث في مصر والجزائر والأردن والكويت وغيرهم من الدول العربية، هي مسكنات انتهت صلاحيتها لدى الشعوب، التي لم تعد تقبل هذا التزييف وتضييع الفرص وإضاعة الوقت بتهميش مطالبها في توفير السلع أو تقليل أسعارها، ويطالب الإخوان المسلمون الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية بضرورة الاستجابة لمطالب شعوبها بإطلاق الحريات واحترام إرادتها ومحاربة الفساد الذي تفشي في كل هذه الأنظمة والحكومات العربية بشكلٍ دائمٍ وفعَّال.

يتابع الإخوان المسلمون بقلقٍ بالغٍ تطورات الأحداث في لبنان بعد استقالة حكومة الحريري وتأثيرات قرار المحكمة المختصة بمقتل الرئيس رفيق الحريري على الأوضاع هناك، ويطالب الإخوان المسلمون كافة الأحزاب والقوى والتيارات السياسية اللبنانية بالحوار الجاد المخلص والتكاتف لتجاوز هذه العاصفة التي يمكن أن تهز استقرار لبنان والمنطقة كلها، وهو ما يريده العدو الصهيوني، الذي يعمل على زرع بذور الفتنة والخلافات بين أبناء الشعب اللبناني.

يدعو الإخوان المسلمون القمة الاقتصادية التي تشهدها مدينة شرم الشيخ حاليًّا إلى تفعيل قراراتها السابقة في قمة الكويت الخاصة بتخصيص ملياري دولار لإعادة إعمار ما خلفته الحرب الصهيونية في قطاع غزة، إلا أنه رغم مرور عامين فإن القطاع لم يصله من هذه الأموال أو القرارات أي شيء.

كما يطالب الإخوان القادة المجتمعون بضرورة توجيه الدعم لتنمية جنوب السودان، حتى يكون للعرب والمسلمين موضع قدمٍ في دولة وليدة تريد الصهيونية العالمية أن تكون رأس حربة ضد الإسلام والعروبة.

يؤكد الإخوان المسلمون أن التصريحات التي أطلقها السفاح الصهيوني إيهود بارك بأن سبب نجاح الاحتلال في مواجهة المقاومة بالضفة الغربية يعود للتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية قد كشف سوءةً جديدةً من سوءات هذه السلطة التي تخلَّت عن دورها في مقاومة المحتل الصهيوني، وأصبح شغلها الشاغل هو مواجهة المقاومة الفلسطينية لدعم الاحتلال الصهيوني الغاصب، ويرى الإخوان أنه آن الأوان ليعلن شرفاء حركة فتح تخليهم عن هذه السياسات الإجرامية وبراءتهم منها التي دعمت الاحتلال وتصدت للمقاومة، وأن يتخذ هؤلاء الشرفاء- وما أكثرهم في حركة فتح – خطوات جادة لإتمام المصالحة الفلسطينية ودعم المقاومة الباسلة ووقف كافة أشكال التنسيق مع الاحتلال الصهيوني، والعمل على كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وتفعيل المقاومة داخل الضفة الغربية لتحرير المسجد الأقصى ومدينة القدس الشريف.

نافذة مصر 20/1/2011م

 
 

يديعوت أحرونوت: الكيان الصهيوني المستفيد الأكبر من غياب الديمقراطية في المنطقة

نشرت جريدة يديعوت أحرونوت العبرية مقالاً تحت عنوان ”من يحتاج الديمقراطية؟” تحدث كاتبه عن الانتخابات البرلمانية التي جرت في مصر مؤخراً والتي أسفرت عن سيطرة الحزب الوطني الحاكم على كافة مقاعد مجلس الشعب، إلا القليل من المستقلين وأحزاب المعارضة التي لم تنسحب من جولة الإعادة.

وقال كاتب المقال “جاي بخر” إن انتصار الحزب الوطني والمرشحين المستقلين المنتمين للحزب بأغلبية 95% من المقاعد، يأخذ الشرق الأوسط سنوات للوراء.

وأضاف الكاتب أن القادة في منطقة الشرق الأوسط لم يعودوا يخشوا الولايات المتحدة ولا الغرب بعد رحيل الرئيس الأمريكي جورج بوش ومجيء الرئيس باراك أوباما الذي وصفته يديعوت أحرونوت بـ ”الضعيف”، وأشار التقرير إلى عودة الوحشية، والاعتقالات وسوء معاملة المعارضة والبوليس السري.

وقال المقال إن بوادر الديمقراطية قد تبخرت تحت إشراف الكيان الصهيوني، جنباً إلى جنب مع حكومة سلام فياض التي فقدت شرعيتها والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي انتهت فترة ولايته منذ فترة طويلة.

وأشار إلى أن الديمقراطية في الوطن العربي غالباً ما تأتي بالقوة وتكون قصيرة الأجل ومُهينة وهى بعيدة عن تراث المنطقة والتقاليد الدينية، ودائماً ما تأتي بنتائج سلبية، وأن تتحول الدولة إلى حالة من الفوضى كما حدث في العراق، أو أن تتحول إلى دولة إسلامية كما في قطاع غزة.

وتحدث الكاتب عن الوضع في إيران قائلاً “رأينا شرارة – للديمقراطية – في الشوارع، منذ أكثر من عام ، ومع ذلك سمح الرئيس أوباما الذي يكرس للوضع الراهن، لهذه الشرارة أن تموت دون تقديم أي دعم لها، في إشارة واضحة للأنظمة – خاصة النظام الإيراني – بأن الرئيس أوباما يقف في صف هذه الأنظمة ولن يعمل على إسقاطها، وفقاً للكاتب.

وتطرق الكاتب في مقالته عن علاقة الكيان الصهيوني بانتشار الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، وما أسماه بـ “وحشية الأنظمة العربية”، مشيراً إلى أن هذا الأمر سلبي ويدعو للأسف، إلا أنه يحمل في طياته أثاراً إيجابية للكيان الصهيوني”.

وأوضح أن المعارضة في الدول الشرق أوسطية أكثر عداوة للدولة العبرية، لتبعيتهم للإسلام المتطرف، وأكد أن “زوال الديمقراطية في تلك الدول يجعلها تستعيد استقرارها، وتستعيد الأنظمة الحاكمة فيها كبريائها”.

ولفت بخر في مقاله بالجريدة العبرية إلى أنه تم كبح جماح الإسلام السياسي الذي بزغ تحت ستار الديمقراطية التي تم تطبيقها بالقوة، ضارباً المثل بمصر حيث لم يتم انتخاب أياً من مرشحي جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الأخيرة، وكذلك التضييق على حكومة حماس التي فازت في الانتخابات التي جرت في 2006، مشيراً إلى أن بعض أعضاء البرلمان الحمساويين حالياً بالسجن”.

وحذر كاتب المقال الكيان الصهيوني من التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، مشيراً إلى أنه “إذا أرادت هذه الدول تطبيق الديمقراطية، فسيعملون على ذلك، وإذا لم تريد، فلتدع الدولة العبرية تلك الدول وشأنها”.

وروى الكاتب ذكرياته عن محاولة الدولة العبرية تطبيق الديمقراطية بالقوة في الأراضي الفلسطينية خلال الانتخابات، التي جرت في أيام الرئيس ياسر عرفات الذي طالب الكيان الصهيوني ألا يكون المرشح الأوحد في انتخابات الرئاسة؛ مشيراً إلى أن هذا ليس دورهم، ناصحاً الدولة العبرية بعدم الالتفات إلى اختيارات العرب؛ قائلاً “هذا مصيرهم وليس مصيرنا”.

وأكد على تحقيق الكيان الصهيوني لاستفادة من عودة استقرار الأنظمة العربية، مشيرا إلى أن المنطقة كلها تخاف من الشيعة والإسلام السياسي، فالغالبية – على حد قوله – “لديها علاقات جيدة مع الكيان حتى ولو سراً”.

وختم الكاتب مقالته بأن الدول الغربية تأسف لتبخر الديمقراطية في العالم العربي، ملفتاً إلى أن من يسعون “للاستقرار، والمسئولية، والتفاهمات الهادئة في الشرق الأوسط، يمكن أن يجدوه في العودة للماضي.

نافذة مصر 17/12/2010م

 
 

الشباب في خطر…

نــداء الى الائمه والوعاظ والخطباء والمدرسين في المساجد

والى حملة العلم الشرعي حيثما كانوا

امراض الجنس والانحلال والاباحية بدأت تفتك بهم… وهم لقلة خبرتهم وظغط عواطفهم وكثرة المثيرات التي تحيط بهم من كل جانب…التي ايقظت كل غرائزهم الهاجعه…اصبحوا ضحية لشياطين الانس…الذين لا هَم لهم الا جمع المال وافساد الجيل.

هذا نداء حار لكم…لأنكم ملح البلد وقادة الرأي والمسؤلون عن التوجيه والارشاد والتبليغ. ولانني اعلم حرصكم وحرقتكم على الشباب. وحبكم لهم ولغيرهم، ولغيرتكم على الحرمات وسعيكم للحفاظ على عفاف الشباب ومجابهة المنكر, فإنني اقدم لكم هذه المعلومات عن هذه المشلكه – عابرة القارات – التي وصلت الى بلادنا لتعرفوا عنها، وتحذَروا قومنا منها إرضاء لله اولا ثم حفاظا على عفاف الشباب وقياما بالواجب,خاصة وأن أعداء الانسانية يعملون على ان الجنس والانحلال هي عناصر الحرب القادمه.

اقدم لكم هذا النداء الاخوي بعد ان عملت في هذا المجال لسنين خلت لتوعية الشباب وتحذيرهم،ولكن الشيطان ومغرياته واعوانه كثر.. فاين اهل الخير والنخوة… فإن لم تكونوا انتم، فمن هم إذن؟

شاكرا لكم غيرتكم وعملكم العظيم, واجرنا جميعا على الذي لايضيع عنده شيء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم ومحبكم
الدكتور عبد الحميد القضــاة
المدير التنفيذي لمشروع وقاية الشباب
خبير الامراض المنقولة جنسيا والايــدز
الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الاسلاميه

 

الأمـراض المنقولـة جنـسيا والشـباب

لم يذكر مؤرخٌ قط انتشار الأمراض المنقولة جنسيا إلاّ ذكر تحلل الناسِ من القيمِ العُليا، واتجاههم نحو المادية، وندرة الفضيلة لدرجة الغياب، وتغير نظرة المجتمع للجنس، ولهذا لا يمكن فصلُ الأخلاق عن الجنس، ولمثل هذا كان يُنادي فرويد، حيث يقول: ” إن الإنسان لا يحقق ذاته بغير الإشباع الجنسي….وكلُ قيدٍ من دينٍ أو أخلاقٍ أو تقاليدٍ هو قيدٌ باطلٌ ومدمر لطاقة الإنسان، وهو كبتٌ غير مشروع”، وهذا ما أكدته بروتوكولات حكماء صهيون حيث تقول: ” يجب أن نعملَ لتنهارَ الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا، إن فرويد منا، وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس، لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح همه الأكبر هو إرواء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه”.

وهكذا انهارت الأخلاق، وأثمرت جنوناً جنسياً محموماً، وثورةً جنسيةً عارمة، تؤججها الأزياء وأدوات الزينه والتجميل والكتب الخليعة والمجلات الهابطة والأفلام الداعرة، كل ذلك بحجة الحرية الشخصية. وزاد الطين بلة ما تنفثه بعض الفضائيات جهاراً نهاراً، وما يختزنه الإنترنت للشباب من عجائبَ وممارسات جنسية لا تخطر على بال، حتى أنها أصبحت بفخاخها تداهم من لا يبحث عنها، تستدرجه حتى يقع فريسة سهلة لها من حيث لا يعلم، والدليل على ذلك أن صفحة جنسية واحدة على الشبكة استقبلت 22 مليون زائرٍ خلال عام واحد، جلهم بين 12- 17 سنة من العمر.

والأمراض المنقولة جنسيا : هي مجموعة من الأمراض المعدية، تسببها ميكروبات مختلفة تنتقل من إنسان لآخر، بواسطة الاتصالات الجنسية، وخاصة الزنا والشذوذ وما يؤدي إليهما، وهذه الأمراض فرضت نفسها على العالم رغم تقدمه المادي المذهل، فهي تهدد مصيره، وتفسد عيشه، وتصيبه في الصميم، وتنكبه في زهرة شبابه، تعكس آثارها على الفرد معاناة وتشوها وخسارة مادية، وعلى الدول بأبعادها الاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية، ويمكن تلخيص ذلك كتابة بالحقائق والأرقام التالية :

أولاً : هذه مشكلة عالمية، لكنها أكثر ما تكون في المجتمعات الغربية، حيث ما يُسمى بالحرية الشخصية محمية بالقانون، وكل شيءٍ مباحٌ مهما كان ما دام برضى الطرفين، علما أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تفيد بأن 10% من سكان الكرة الأرضية يصابون بأحد الأمراض الجنسية سنويا.

ثانياً : أجازت الدنمارك عام 1989م الزواج المثلي( زواج الشاذين جنسيا ) بحكم القانون، وتبعتها دول أخرى، وآخرها ولاية كالفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، مما شجع الشاذين جنسيا، الذين ثبت أن أكبر نسبة لزيادة الأمراض المنقولة جنسيا كانت بينهم وبسببهم.

وقد نُشرت دراسة في أمريكا من مركز مراقبة الأوبئة في اطلنطا (CDC) عام 2002م تقول رغم أن مرض السفلس وصل إلى أدنى مستوى عام 2000م، إلا أنه عاد للظهور والزيادة بشكل كبير، خاصة عند الشاذين، أما في بريطانيا فقد زادت نسبة الاصابات بينهم في السبع سنوات الأخيرة إلى 486% حسبما ورد في التقرير التحذيري الذي صدر عام 2005م.

ثالثاً : تحدث في كل عام مئات الملايين من الاصابات الجديده ( 750 مليون إصابة جديدة في سنه واحده حسب منظمة الصحه العالميه ) بهذه الأمراض، فمن المصابين من يموت، ومنهم من يتعالج بالوقت المناسب فيشفى، ومنهم من تبقى معه لسنين عديدة، تشوه أعضاءه التناسلية وتنكِّد عيشه، دون أن يتغير مظهرهُ الخارجي أمام الناس، لكنه أدرى بنفسه ولا يعرف سره إلا الطبيب.

رابعاً : جُلُّ المصابين بهذه الأمراض من الشباب بل المراهقين، حيث الفئة العمرية الواقعه ما بين 15 – 25 سنة هم الأكثر إصابة بهذه الأمراض، ففي التقرير الذي صدر في حزيران عام 2000م، أفادت ( باميلا بيك ) أن 70% من طلاب المدارس الثانوية يمارسون الجنس قبل تخرجهم، وان 12% منهم على الأقل يُصابون بواحدٍ أو أكثر من الأمراض الجنسية، وأنَّ 20% من البنات البالغات مصاباتٍ بأحد الأمراض الجنسية دون أن يُدركن ذلك.

خامساً : يُنفق العالم سنويا حسب منظمة الصحة العالمية، مائة وخمسين مليار دولار على كل ما يخص الأمراض المنقولة جنسيا من خدمات وتشخيص وعلاج، فلو أنها تُنفق في مشاريع تنموية لن يبقى في العالم جائعٌ ولا أمِّيٌّ ولا فقير !!

سادساً : هذه الامراض كانت في السابق خمسة، ولكنها ازدادت تدريجياً حتى أصبح عددها الآن ثمانية وأربعين مرضا وإصابة، وذلك بسبب الصرعات الجنسية الجديدة كالجنس بواسطة الفم والشذوذ الجنسي….الخ، حيث أصبحت جراثيم الجنس تظهر في حلوق الشباب والشابات…ونتيجةً لذلك تظهر أمورٌ جديدةٌ محيرةٌ للأطباء….حيث يقول الدكتور كنغ هولمز في كتابه الجامع ” الأمراض المنقولة جنسياً ” الذي بدأ تأليفه عام 1975م يقول أنه مع صدور الطبعة الثالثة من هذا الكتاب عام 1999م ظهرت إثنا عشرة جرثومة جديدة تسبب إصاباتٍ جنسيةٍ لم تكن معروفةً في السابق، فلم تُدرج في الطبعة الأولى عام 1975م.

سابعاً : هذه الأمراض لا هوية لها إلاّ الزنا والشذوذ والإباحية، لذلك تكثرُ في بعض المجتمعات والتجمعات السياحية، ومما يساعدُ على إنتشارها سرعة الاختلاط، وتقارب المسافات، وكثرة الأسفار التي جعلت العالم قرية صغيرة. وأقل ما تكون هذه الأمراض في المجتمعات المحافظة، التي تنظر للجنس خارج إطار الزوجية بأنه محرمٌ، وتقدسُ الإخلاص للحياة الزوجية، وتعتبره عملاً صالحاً تتقرب به إلى الله، كما هو الحال نسبيا في مجتمعاتنا الإسلامية، لكن هذه المجتمعات ليست بعيدةً عن غيرها، وأن شبابها مستهدفون، وأسهل طرق سيطرة الأعداء علينا وعليهم العبثُ بأخلاقهم وإيقاعهم بمستنقعات الجنس الحرام، الذي يذهب بالأخلاق ويهدم الأسر ويفكك المجتمعات وينشر الأمراض، وفوق كل ذلك غضب إلهي وعقوبة ربانية، مصداقا لقوله تعالى ” ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ” الإسراء32، وقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: “ما ظهرتْ الفاحشةُ في قومٍ قط يُعمل بها فيهم علانيةً إلاَّ ظهر فيهم الطاعون (الوباء) والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم” رواه الحاكم.وقال ايضا ” اذا استحلت امتي خمسا فعليهم الدمار,اذا ظهر التلاعن،وشربوا الخمر, ولبسوا الحرير،واتخذوا القينات، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء “

ثامنا : اثبتت الدراسات المختلفه من خلال منظمة الصحة العالمية ان اكثر من 90% من المصابين على مستوى العالم كانت اصابتهم بسبب الزنا او الشذوذ الجنسي او المخدرات، واكثر سبب في الولايات المتحده الامريكيه وبريطانيا كان الشذوذ الجنسي، ولهذا فالبعد عن المحرمات السماويه هو خير وسيلة لمنع انتشار هذه الاوبئه،ولأنكم انتم حماة الشريعة الغراء ومفاتيح الخير ومغاليق الشر, فاننا نلجاء اليكم بعد الله في المساعدة بهذه المهمة النبيله.

 وبعد :

فنحن في زمنٍ زُويت فيه الأرض، وتقاربت فيه المسافات، وأصبح العالم فيه قرية صغيرةً، فما يدور في طرفٍ من الدنيا تراهُ أمامك في لمح البصر، لذا لم يعد هناك مستور يخفى على المراهقين، وبالذات فيما يخص الأمور الجنسية، لقدرتهم الفائقة على استعمال التقنيات الحديثة، فنحن أمام جيلٍ يعلمُ عن الأمور الجنسية أكثر مما نظن ونعتقد…وسكت عن ذلك الكبار بحجةِ الحياءِ وطال سكوتهم، حتى سالت مياهُ العفن أمراضاً جنسية من تحت أقدامهم وهم لا يدركون….فقهقه الشيطان ملء فيه من جهلهم.

لهذا فكل الشكر والتشجيع لكم ايها الشيوخ الكرام، يا من تسهرون على حب الخير للناس كافة وتقومون بعمل جليل عجز عنه غيركم، والشكر ايضا لمن يعقد المحاضرات والملتقيات التربوية ليبحث في موضوعٍ ضروري كهذا، لانه لايزال يقع في دائرة المسكوتِ عنه، بل هناك من يعارضهُ بحجة الحياءِ المصطنع بل الخجل المهزوم، أو بحجة عدم وجود مشكلة أصلا لأن مثل هؤلاء هم ممن إذا جهل شيئا عاداه، فكان وبسببهم ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية ” الخجل والإخفاء يُضاعف الوباء”.

ونحن اخوانكم في الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية الأقرب لهذه الثغرة بحكم التخصص، نعرف أثرها وخطرها، ولآن الرائد لايكذب أهله، ولأن الخصوم يتربصون بشبابنا ونحن جميعاً في مرمى سهامهم، فإننا نحذر قومنا من خطر داهم، بدأت بوادره تظهر اولا باول، (حفل للشواذ في شارع مكة المكرمه في 2-12-2010، سبقه طلب لتسجيل جمعية رسمية للشاذين جنسيا في الاردن………وسبقه مثل ذلك في طنجة ومصر وبعض دول الخليج.وغيره الكثير والمخفي اعظم) …..  لهذا ولغيره فاننا نشد على أيديكم ونبارك جهدكم، وحرصكم على الشباب في هذا البلد الطيب، وفي كل البلاد، ولأن درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، فاننا نتظر منكم خيرا كثيرا في هذا المجال، ونبشركم اننا صممنا مشروعاً لوقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيا والإيدز، ودرّبنا الفان خمسمائة متطوعا ومتطوعة،وزودناهم بكل ما يلزم من كتب واحصائيات وصور وملفات، ليقوموا بحملات توعوية وتثقيفية للشباب في المدارس والمساجد والمراكز، وقد نفَّذ هؤلاء اكثر من عشرين الف محاضرة، ووزعوا اكثر من سبعمائة وخمسين الف نسخه مجانية من الكتب والاقراص المدمجه، ونعمل جاهدين لتأهيل المزيد من المتطوعين مجانا، لنضع كتفا مساندا لكل الجهود الخيرة، ولرفع مستوى الوعي العام في وطننا الكبير اتجاه هذه الامراض وأسبابها، وترهيب الشباب من مخاطرها في الدنيا والآخرة، وكيفية تجنبها بالمزيد من العلم والمعرفة و التدين والعفاف والصبر والالتزام.

           راجين من الله السداد والقبول والتوفيق

مع تحيات

الدكتور عبد الحميد القضـــاة
المدير التنفيذي للمشروع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا
الإتحاد العالمي للجمعيات الطبية الاسلاميه